قالت قوات سورية الديمقراطية"قسد" إن تركيا احتلت ١١٠٠ كم مربع من الأراضي منذ اتفاق وقف إطلاق النار وقتلت ١٨٢ وجرحت ٢٤٢ من مقاتلينا منذ الاتفاق كما تسببت في نزوح ٣٠ الف مدني من مناطقهم منذ اتفاق وقف إطلاق النار .
وقال بيان نشرته القيادة العامة لقوات سوريا الديمقراطية "قسد" إن تركيا تنتهك وقف إطلاق النار وتزيد من حجم الكارثة الإنسانية بشكل متعمد ومدروس.
وأضاف البيان "لم تلتزم الدولة التركية وجيشها والفصائل المسلحة التابعة لها بعملية وقف إطلاق النار التي أبرمت بينها وبين الولايات المتحدة الأمريكية وبالتشاور مع قوات سوريا الديمقراطية يوم ١٧ تشرين الأول / أكتوبر رغم قيام قواتنا بكل الالتزامات المنصوص عليها في الاتفاقية المذكورة".
وقال البيان "وتستمر في احتلال الأراضي السورية خارج منطقة العمليات العسكرية المتفق عليها في كل من رأس العين وتل أبيض وتل تمر وشرد وقتل سكانها ومازالت رغم انسحاب قواتنا منها".
خروقات متكررة
وأوضح بيان قسد" احتلت الدولة التركية منذ يوم وقف إطلاق النار وإلى الآن مساحة جغرافية تقدر بـ ١١٠٠ الف ومئة كم مربع تضم ٥٦ قرية بالإضافة إلى العديد من المزارع والقصبات في كل من شمال بلدة عين عيسى وشرق مدينة كوباني وشرق رأس العين وشمال غرب تل تمر".
كما أشار البيان "تسببت الدولة التركية وفصائلها من خلال خروقاتها المتكررة منذ يوم إعلانها لوقف اطلاق النار إلى نزوح قرابة ٣٠ ألف مدني بالإضافة إلى استشهاد وإصابة العشرات منهم".
وقال البيان" قامت الدولة التركية وفصائلها المسلحة بشن ١٠٨ هجوماً برياً منذ وقف اطلاق النار كما أن طائراتها المسيرة المسلحة قصفت ٨٢ موقعاً بينما قصفت مدفعيتها الثقيلة ١١٠ موقعاً آخر خارج منطقة العمليات العسكرية المتفق عليها، وقد أدت هذه الهجمات جميعها إلى مقتل ١٨٢ مقاتلاً من قواتنا وجرح ٢٤٣ وهم في حالة الدفاع عن النفس".
واعتبر البيان" إن الدولة التركية وفصائلها المسلحة تحاول تضليل الرأي العام من خلال الأكاذيب والترويج لها بأنها ملتزمة بوقف إطلاق النار في الوقت الذي يستمر جيشها باحتلال المزيد من الأراضي السورية، كيف لجهة تدعي التزامها بوقف إطلاق النار وهي تمضي في التوسع وترتكب المجازر وتشرد وتهجر المدنيين" .
وأضاف بيان قسد" لقد وافقنا على شروط وقف إطلاق النار بضمانات ووساطة أمريكية وعليها تحمل مسؤولياتها كضامن وإعطاء جواب مقنع وموقف واضح من كل هذه الخروقات التي تقوم بها الدولة التركية وفصائلها المسلحة وأن تكون منصفة وعادلة في مواقفها".
فيما قالت مورجان أورتاجوس المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، الجمعة إن الولايات المتحدة تندد بقوة بالضربات الجوية التي شنتها قوات النظام السوري المدعومة من روسيا على مستشفيات وبنية تحتية مدنية في شمال غرب سوريا.
وقالت المتحدثة "الهجمات التي وقعت خلال الساعات الثماني والأربعين الماضية أصابت مدرسة ومستشفى للولادة ومنازل مما أسفر عن مقتل 12 شخصا وإصابة زهاء 40".
وأضافت "إن الحوادث التي جرى الإبلاغ عنها مؤخرا تعكس نهج هجمات موثقا ضد المدنيين والبنية التحتية من جانب القوات الروسية والسورية".
فيما قال متحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان اليوم الجمعة إن أكثر من 60 منشأة طبية في محافظة إدلب السورية تعرضت لقصف على مدى الشهور الستة الماضية، أربع منها خلال الأسبوع الحالي. وتابع المتحدث أن هذه المنشآت استهدفت عن عمد فيما يبدو من جانب قوات تابعة للنظام السوري.
وكانت إدلب الواقعة في شمال غرب سوريا هدفاً لهجوم دعمته روسيا في الصيف الماضي لاستعادتها والمناطق المجاورة. وهي جزء من آخر منطقة رئيسية لا تزال خاضعة لسيطرة فصائل معارضة في سوريا.
وقال المتحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان روبرت كولفيل للصحفيين اليوم إنه منذ 29 أبريل/نيسان تعرضت 61 منشأة طبية للقصف، بعضها تعرض لقصف عدة مرات.
وأضاف في إفادة صحفية في جنيف: "لا يمكننا تحديد إن كان كل هجوم على حدة متعمداً لكن النطاق الكبير لهذه الهجمات.. يشير بقوة إلى أن قوات تابعة للحكومة (أي النظام السوري) استهدفت المنشآت الطبية بهذه الضربات عمداً، على الأقل على نحو جزئي إن لم يكن كلياً".
وفي وقت لاحق قال لوكالة "رويتر": "لا يمكن أن تكون جميعها حوادث". وأضاف أنه إذا تبين أن أياً من هذه الهجمات أو بعضها كان متعمداً، فإنها سترقى إلى جرائم حرب.
وذكر كولفيل أن تقارير أفادت بتعرض مستشفى كفر نبل لأضرار في 6 نوفمبر/تشرين الثاني للقصف. وكان هذا المستشفى قد تعرض للقصف أيضاً في مايو/أيار ويوليو/تموز الماضيين. كما تعرض مستشفى الإخلاص في جنوب إدلب لضربتين جويتين مما أخرجه من الخدمة في الأسبوع الحالي.
في سياق آخر، أشار كولفيل إلى أنه منذ بدء الهجوم التركي في سوريا قبل شهر قُتل ما لا يقل عن 92 مدنياً في شمال وشمال شرق البلاد.
من جهتها، قالت نجاة رشدي مساعدة المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا للشؤون الإنسانية اليوم الجمعة إن الهجوم التركي أسفر عن تشريد 200 ألف شخص ظل نصفهم تقريباً دون مأوى وتفرقوا بين المخيمات والملاجئ.
وستبدأ تركيا اعتباراً من الأسبوع المقبل ترحيل معتقلي تنظيم داعش الإرهابي الأجانب إلى بلدانهم، وفق ما صرح به وزير الداخلية التركي، سليمان صويلو، الجمعة.
وقال صويلو "نقول لكم الآن إننا سنقوم بإعادتهم إليكم. سنبدأ ذلك الاثنين"، في إشارة إلى عناصر تنظيم داعش.
وأكد وزير الداخلية التركي سليمان صويلو، الاثنين الماضي، أن بلاده ستعيد أسرى تنظيم داعش إلى دولهم حتى إذا تم سحب جنسياتهم الأوروبية، منتقداً نهج الدول الأوروبية بشأن القضية.
وشنت تركيا، الشهر الماضي، هجوماً في شمال شرق سوريا ضد وحدات حماية الشعب الكردية في أعقاب قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب سحب قوات بلاده من المنطقة. وأثارت هذه الخطوة قلقاً واسع النطاق بشأن مصير أسرى داعش هناك.
وقال صويلو في تصريح صحافي سابق: "سنعيد من هم في قبضتنا، لكن العالم خرج بطريقة جديدة الآن: إلغاء جنسياتهم. هم يقولون إنه تجب محاكمتهم حيث اعتقلوا. أتصور أن هذا معيار جديد للقانون الدولي".
وأضاف: "لا يمكن قبول هذا. سنعيد أعضاء داعش الذين في أيدينا إلى بلدانهم سواء ألغيت جنسياتهم أم لا".
وأضاف أن ما يقارب 1200 عنصر من داعش هم الآن في السجون التركية.
وقال الوزير إن الدواعش الأجانب الذين قبض عليهم خلال العملية التركية في شمال سوريا سيتم نقلهم إلى السجون أو المعسكرات في المناطق الخاضعة للسيطرة التركية في شمال سوريا، بما في ذلك جرابلس والباب وأعزاز وعفرين تمهيداً لترحيلهم لدولهم.
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في تصريحات نشرت اليوم الجمعة إن بلاده لن تخرج من سوريا قبل انسحاب الدول الأخرى منها، مضيفاً أنها ستواصل هجومها عبر الحدود ضد المقاتلين الأكراد إلى أن يرحلوا جميعاً من تلك المنطقة.
وشنت تركيا هجومها الثالث على شمال شرق سوريا الشهر الماضي لإبعاد وحدات حماية الشعب الكردية عن حدودها وإقامة منطقة آمنة تأمل أن تعيد توطين مليوني لاجئ سوري فيها.
وقال أردوغان للصحفيين على الطائرة في رحلة العودة من زيارة للمجر إن تركيا سترحل عن سوريا عندما تغادرها الدول الأخرى كذلك، مضيفا أن الهجوم التركي مستمر إلى أن يغادر جميع المقاتلين الأكراد منطقة الحدود.
وتابع "لن نتوقف (عن هجومنا) إلى أن يغادر آخر إرهابي المنطقة" في إشارة إلى وحدات حماية الشعب المكون الرئيسي في قوات سوريا الديمقراطية التي تدعمها الولايات المتحدة والتي تعتبرها أنقرة منظمة إرهابية.
وأضاف في تصريحاته بحسب محطة إن.تي.في التلفزيونية "لن نرحل من هنا إلى أن تخرج الدول الأخرى".
وبحسب اتفاق أبرمته تركيا مع روسيا تقوم القوات الروسية والتركية بدوريات مشتركة على الحدود التركية السورية. وقامت القوات بثالث دورية الجمعة، لكن متحدثا باسم قوات سوريا الديمقراطية قال إن القوات التركية أطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع على بعض المدنيين الذين كانوا يحتجون على الدوريات.
وقال المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية مصطفى بالي على تويتر إن القوات التركية استهدفت المدنيين بالغاز المسيل للدموع رغم أن احتجاجهم كان سلميا وإنها أصابت عشرة منهم.
وقالت وزارة الدفاع التركية في بيان إن الدورية الثالثة استكملت بمحاذاة طريق طوله 88 كيلومترا بعمق عشرة كيلومترات في الجزء الأبعد من الحدود ناحية الشرق.
قد يهمك أيضًا :
ثلاثة جيوش دولية مختلفة تدعم الأطراف المتحاربة على الأراضي السورية
أرسل تعليقك