تقرير بريطاني يُحذِّر من تفكك العراق بعد تحرير محافظة الموصل من داعش
آخر تحديث 23:34:17 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

أكد أن سقوط صدام حسين خلق فراغًا كبيرًا أغلقه تنظيم "القاعدة" المتطرّف

تقرير بريطاني يُحذِّر من تفكك العراق بعد تحرير محافظة الموصل من "داعش"

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - تقرير بريطاني يُحذِّر من تفكك العراق بعد تحرير محافظة الموصل من "داعش"

تقرير بريطاني يُحذِّر من تفكك العراق بعد تحرير الموصل
بغداد - نجلاء الطائي

أكد تقرير بريطاني جديد أن المعركة ضد "داعش" في الموصل بمثابة حرب لن يفوز بها أحد، مشيرًا إلى أن سقوط صدام حسين خلق فراغًا ملأه تنظيم "القاعدة"، الذي لم يكن له في السابق أي وجود في العراق، ومؤكدًا أنه لا يمكن لمعركة الموصل أن تهزم "التمرّد"، لأنها جزء من عملية زعزعة استقرار النظام البشري.

ونشر موقع "ميدل إيست آي" تحقيقًا مطولًا، أوضح فيه أن كل الأنظار تتجه الآن إلى تلك المعركة، مشيراً إلى ان الجميع يتساءلون "هل سيهزم التحالف "داعش" أم لا؟"، ولافتًا إلى السنوات الـ 14 الأخيرة من "الحرب على الإرهاب" في العراق، معتبراً أنّ الانتصارات التي تحققت بشق الأنفس اليوم يمكن أن تتحوّل بسرعة إلى كوارث ملحمية غدًا.

وأضاف الموقع البريطاني أن الوقائع في العراق تتحدّث عن نفسها، حيث أن سقوط صدام حسين خلق فراغًا ملأه تنظيم "القاعدة"، الذي لم يكن له في السابق وجود في العراق، والذي تحوّل إلى "القوة المروعة" المعروفة باسم "داعش"، لكن طبيعة المعركة من أجل الموصل تعتبر علامة واحدة من بين الكثيرين التي تدل على أن الشرق الأوسط الذي نعرفه لن يظل موجودًا ولن يعود أبدًا كما كان عليه، بل إن المنطقة في أعماق خضم انتقال جيوسياسي لا رجعة فيه إلى اضطراب جديد غير مستقر.

ولفت التقرير إلى أنه في الوقت الذي تصبح فيه الدول أضعف، وغير قادرة على مواجهة تحدياتها البيئية والاقتصادية الأساسية، يملأ "المتطرفون" الفراغ، ولكن تكثيف الكفاح ضدهم لا يعالج تلك القضايا الأعمق، بل على العكس ينتج المزيد من "المتطرفين"، وتعد الحرب على الموصل تتويجًا لحرب طائفية أطول سبقت ظهور "داعش"، حيث قامت الحكومة العراقية المدعومة من الولايات المتحدة منذ إنشائها بتهميش السنة، ومع تصاعد حراكهم ضد الاحتلال، اعتبرته السلطات الأميركية والعراقية مجرد "انتفاضة متطرفة"، بحسب تعبير الموقع
وفي أوائل عام 2014، كان البعض يتسامح مع تنظيم "داعش" باعتباره جزءًا هامًا من انتفاضة متنوعة ضد الحكومة المركزية المدعومة من الولايات المتحدة، واليوم تغيرت جرائم "داعش" ومن المحتمل أن ينجح التحالف فى قتل سلسلة القيادة المتبقية للتنظيم في العراق، ولكن هل سيكون هذا نهاية الحرب؟، تساءل الموقع ويشكك أحد كبار مسؤولي المخابرات الكردية في ذلك، حيث يعتقد "لاهور طالباني"، وهو مسؤول بارز في مكافحة الإرهاب في حكومة إقليم كردستان، أنه حتى لو هزم تنظيم "داعش" في الموصل، فإن الجماعة ستواصل تصعيد تمردها من الجبال والصحاري، وشدد الموقع على أن حرب النفط هي السبب الأبرز لما يجري في الشرق الأوسط، بدءا من العراق مرورا بسورية، وصولا إلى اليمن اليوم، حيث في اليمن على سبيل المثال بلغ إنتاج النفط التقليدي ذروته في عام 2001، وقد انهار الآن تقريبا وفقا لأحدث البيانات، واعتبارا من أغسطس 2016، انخفضت الصادرات الصافية من النفط إلى مستويات هزيلة وبقيت حتى الآن على هذا النحو، ومع تدمیر سبل العیش، فإن الجغرافیات السیاسیة للصراع المستمر الذي یشمل دعم الولایات المتحدة وبريطانيا لحملة القصف التي تقودها المملکة العربیة السعودیة ضد التمرد الحوثي يعمل على محو کل بقایا المجتمع المدني، والآن 12 مليون يمني معرضون إلى خطر المجاعة، و 7.3 مليون ليس لديهم فكرة كيف سيحصلون على وجباتهم.
وبينما تمتلك المنطقة كميات كبيرة من الغاز الطبيعي، فإن نقص الاستثمار بسبب الدعم، وشروط الاستثمار غير الجذابة، و ظروف الاستخراج الصعبة تعني أن منتجي الشرق الأوسط ليسوا فقط غير قادرين على تحويل احتياطاتهم للتصدير، ولكنهم غير قادرين بشكل أساسي على استخدام تلك الاحتياطيات لتلبية مطالب الطاقة المحلية، ويبرز ذلك بشكل خاص في دول الخليج فعلى سبيل المثال، تمتلك دول مجلس التعاون الخليجي احتياطيات كبيرة من الغاز الطبيعي ولكن جميع دول مجلس التعاون الخليجي باستثناء قطر تواجه الآن نقصا في الحجم المحلي لإمدادات الغاز الطبيعي.

وتوقع معهد ماكس بلانك على مدى العقود الثلاثة المقبلة، حتى لو استقر تغير المناخ بمعدل متوسط ​​قدره درجتين مئويتين، أن الشرق الأوسط وشمال أفريقيا سوف يواجهان موجات حرارية طويلة وعواصف غبار يمكن أن تجعل الكثير من المنطقة غير صالحة للسكن، وقد تدمر هذه العمليات الكثير من الإمكانيات الزراعية في المنطقة، وتفيد المنظمة العربية للتنمية الزراعية أن منطقة الشرق الأوسط تعاني بالفعل من نقص مستمر في المنتجات الزراعية، وهي فجوة اتسعت باطراد على مدى العقدين الماضيين، وفي جميع أنحاء المنطقة، تتجاوز الواردات الغذائية الآن 25 مليار دولار سنويًا.

واختتم الموقع بأنه لا يمكن لمعركة الموصل أن تهزم "التمرّد"، لأنها جزء من عملية زعزعة استقرار النظام البشري، كما أن هذه العملية لا توفر طريقة أساسية لمعالجة عمليات فقدان الأرض، والسبيل الوحيد للاستجابة بشكل مجد هو البدء في رؤية الأزمة كما هي عليه، للنظر إلى ما وراء ديناميات أعراض الأزمة مثل "الطائفية والتمرد" والقتال ومعالجة القضايا الأعمق، وهذا يتطلب التفكير في العالم بشكل مختلف، وإعادة توجيه نماذجنا العقلية للأمن والازدهار بطريقة تتضمن طريقة دمج المجتمعات البشرية في النظم البيئية والاستجابة لذلك.

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تقرير بريطاني يُحذِّر من تفكك العراق بعد تحرير محافظة الموصل من داعش تقرير بريطاني يُحذِّر من تفكك العراق بعد تحرير محافظة الموصل من داعش



GMT 19:13 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:15 2015 الأربعاء ,25 شباط / فبراير

تنحي برلماني بريطاني بارز بسبب فضيحة رشوة

GMT 08:26 2013 الثلاثاء ,12 شباط / فبراير

"قيامة" مجموعة روائية تتناول علاقة العلم بالإيمان

GMT 21:24 2017 الأحد ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

سلافة معمار مثيرة في أحدث جلسة تصوير بعدسة بو منصور

GMT 14:49 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

6 نصائح من خبراء الديكور لغرف نوم مميزة لأطفالك التوأم

GMT 05:00 2019 الإثنين ,15 تموز / يوليو

بان كيك بالشوكولاتة

GMT 23:03 2019 الثلاثاء ,26 شباط / فبراير

الأهلي يواجه طلائع الجيش في دوري سوبر السلة

GMT 08:28 2018 الخميس ,27 كانون الأول / ديسمبر

موديلات بليزر مخطط لإطلالة نحيفة للمحجبات في موسم الشتاء

GMT 00:51 2016 السبت ,13 شباط / فبراير

Tiffany & Co تحمل هدايا يوم الحب لكِ
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates