تواصل دائرة تنمية المجتمع مع شركائها في القطاع الاجتماعي بإمارة أبوظبي، الجهود الحثيثة عبر حزمة من المبادرات والخدمات المستمرة لضمان دعم المجتمع لتجاوز التحديات والمتغيرات العالمية المصاحبة لجائحة كوفيد-19، والتي أثرت وبشكل مباشر على الجميع وساهمت في خلق بعض ضغوطات النفسية.
وأوضح سعادة المهندس حمد علي الظاهري وكيل دائرة تنمية المجتمع في كلمته تزامناً مع اليوم العالمي للصحة النفسية: "منذ بداية الجائحة، عملت الفرق المتخصصة على تعزيز الصحة النفسية لأفراد المجتمع، عطفاً على الظروف التي تتطلب تكاتف وترابط الجميع، عبر تبني تغيير إيجابي هادف للقضاء على كافة المعوقات، ويتمثل دور الدائرة الأساسي في رصد وتحديد التحديات الاجتماعية، وتوفير الرعاية والخدمات الجيدة والفعّالة للجميع لضمان تحقيق الرفاه الاجتماعي لجميع سكان أبوظبي".
وأضاف الظاهري: "كانت الدائرة قد أطلقت عددا من البحوث والاستطلاعات العلمية منذ بداية الجائحة وهي استبيان الحياة في ظل كورونا، واستبيان الحياة ما بعد كورونا، واستبيان حياة العمال خلال الجائحة، بغرض التحليل المستمر وجمع المعلومات وتحديد التحديات بشكل عام، ومعرفة الضغوطات النفسية، لخلق مبادرات وحملات تساهم في تعزيز جودة حياة الأفراد في كل الظروف والأوقات، والتي تمثل المخرج الأساسي لصوت المجتمع، والانعكاس لتجاربهم التي نسعى جميعاً للتغلب عليها ورسم مستقبل أفضل للجميع".
وأظهرت نتائج استبيان ما بعد كورونا العديد من المؤشرات والأرقام، لعل أبرزها تأثير الصحة النفسية على أفراد المجتمع، وجاء ردود المشاركين على سؤال وصف حالة الأفراد لصحتهم النفسية خلال جائحة كوفيد-19، حيث أوضح 44% تأثر صحتهم النفسية منذ بداية الوباء، بينما أشار 38% من المشاركين الى أن حالتهم النفسية لم تتأثر وبقيت على نفس الحال ..فيما أكد 18% من المشاركين أن صحتهم النفسية تحسنت خلال الجائحة، وتفصيلاً على ذلك يشعر 55% من إجمالي الذكور بتحسن في صحتهم النفسية، بينما 53% من إجمالي الإناث يشعرن كذلك أن صحتهم النفسية تحسن منذ بدء الجائحة.
وأطلقت دائرة تنمية المجتمع، مجموعة من المبادرات تدعم الصحة النفسية في مختلف الجوانب، ولعل أبرزها حملة "أنت مهم" بالتنسيق مع لجنة إدارة الطوارئ والأزمات والكوارث الناجمة عن جائحة كوفيد19 في إمارة أبوظبي، واستهدفت فئة العمال لتعزيز الاهتمام بالصحة النفسية.
وبحسب استبيان حياة العمال خلال الجائحة، أكد أكثر من 48% أن حياتهم تأثرت بعد الجائحة، و65% من العمال يشعرون بالقلق من الإصابة، بينما 67% من العمال يشعرون بالقلق من التغيرات في الحياة اليومية، وأوضح أكثر من 70% أنهم قلقون من فقدان وظائفهم أو تخفيض رواتبهم.
واستهدفت الحملة 38 مجمعا سكنيا للعمال، تضم أكثر من 420 ألف عامل، مع توزيع أكثر من 27 ألفا من المنشورات التوعوية بثماني لغات، إلى جانب اللوحات التوعوية المنتشرة في جميع شوارع الإمارة، كما تم تنظيم مجموعة ورش العمل والمحاضرات لتقديم حول الإسعاف النفسي الأولي وطرق التكيف مع الضغوط النفسية بهدف تقليل نسبة القلق أو تعزيز الشعور بالأمان لضمان توفير بيئة مثالية وصحية لهم.
وفي إطار هذه الحملة تم تدريب 60 موظفا من مقدمي دعم خط وقاية على الإسعاف النفسي الأولي للتعامل مع مكالمات العمال المتوقعة، كما تم تدريب 231 من إداريي سكن العمال على تقديم الدعم اللازم للعمال والتعامل مع الضغوط النفسية، وتم تقديم الدورات بثلاث لغات هي الإنجليزية والعربية والأوردية.
من ناحية أخرى، أطلقت الدائرة حملة "لنقضي وقتاً معهم" التي تعنى في المقام الأول بالاهتمام بفئة الأطفال داخل المنزل وبث رسائل توعوية حول التغيرات الكبيرة التي طرأت، واستثمار الجائحة لزيادة التقرب وفهم رغبات الأسرة ومعالجة الخلافات السابقة، وبالتنسيق مع الشركاء في وسائل الإعلام تم تنفيذ حملة إذاعية لبث رسائل توعوية تحت عنوان "من المجتمع إلى المجتمع" يقدمها نخبة من الخبراء والمختصين تساهم في بث روح إيجابية لدى المجتمع لرفع المعنويات، فيما استهدفت حملتي "لأننا نهتم" و"كبارنا ثروتنا" فئة كبار المواطنين والمجتمع عبر تقديم الدعم النفسي والمعنوي عبر الاطمئنان المباشر على كبار المواطنين والاتصال الهاتفي لمعرفة شؤونهم واحتياجاتهم خلال الجائحة.
كما أصدرت الدائرة، دليلا لأصحاب الهمم ودعم الأطفال من أصحاب الهمم وأسرهم، الذي يقدم العديد من المعلومات النصائح والتكيف مع التغيرات الكبيرة في روتين الحياة اليومية على فئة أصحاب الهمم، والذي أحدث تغييراً مفاجئاً في الروتين اليومي، ويقدم الدليل لأسر الأطفال المعلومات والمواد التعليمية التي تمكنهم من دعم مواصلة تعزيز تطورهم النمائي والتعليمي عبر تضمين العديد من فرص التعلّم من أجل الاستفادة القصوى من الوقت الذي يقضونه في المنزل.
وأكدت سعادة مريم محمد الرميثي مدير عام مؤسسة التنمية الأسرية، أن المؤسسة سخرت كافة إمكانياتها من أجل احتواء الأسرة بكافة فئاتها عبر تقديم العديد من الخدمات الاجتماعية التي تضمن استقرارهم النفسي والاجتماعي والأسري منها خدمة الرعاية الاجتماعية المتكاملة للأسرة حيث تسعى المؤسسة إلى دعم استقرار الأسرة وتماسكها من خلال منحهم المساندة الاجتماعية بالطرق العلمية التي تعمل على رفع الوعي حول فهم الأفراد للمشاكل والتعامل معها بطريقة إيجابية.
وأضافت الرميثي، في كلمتها بالتزامن مع اليوم العالمي للصحة النفسية: "لقد بلغ عدد المستفيدين من خدمات الرعاية الاجتماعية المتكاملة للأسرة حتى سبتمبر الماضي 4828 مستفيدا، وبلغ إجمالي الاستشارات الاجتماعية 3092 استشارة، و817 حالة رعاية اجتماعية، و919 حالة في مبادرة "معكم لنساندكم" التي توفر الإسعاف النفسي الأولي للمصابين ولأسرهم ومخالطي المصابين وأسر حالات الوفاة من فيروس كورونا المستجد، وعلى ضوء ذلك كانت نسبة رضا الجمهور عن خدمات الرعاية الاجتماعية المتكاملة للأسرة 95% وهذا مؤشر يؤكد مدى استفادة أفراد الأسرة من هذه الخدمة التي تسهم في تعزيز الاستقرار النفسي والاجتماعي في المجتمع.
وأضافت أن مؤسسة التنمية الأسرية خلال الجائحة عملت على احتواء الأسر وكبار المواطنين من خلال التواصل المباشر معهم للاطمئنان على صحتهم النفسية وسلامتهم والتأكد من مدى التزامهم بالإجراءات الاحترازية حتى لا يؤثر ذلك على توازنهم النفسي واستقرارهم المجتمعي وذلك ضمن مبادرة "لا تشلون هم".
كما نفذت المؤسسة حملة "استبشروا القادم أفضل" وملتقى تعزيز جودة حياة الأسرة الأول وهو أحد المبادرات التي تسهم بشكل فاعل في تحقيق مستويات متقدمة من السعادة وجودة الحياة الاجتماعية على مستوى الأفراد وصولاً إلى أفراد يتمتعون بحياة صحية نشطة، وإيجابية، وهادفة ومسؤولة، وعلى مستوى المجتمع لبناء أسر قوية ومتماسكة في مجتمع مترابط يتمتع بقيم التسامح والعطاء.
من جانبه أكد سعادة عبدالله عبدالعالي الحميدان الأمين العام لمؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم، حرص المؤسسة منذ بداية جائحة كورونا على تقديم الدعم النفسي لمنتسبيها من فئات أصحاب الهمم، عبر إطلاق مبادرة "همم" بالتعاون مع مؤسسة التنمية الأسرية، لتقديم خدمات الاستشارات الأسرية التخصصية لهم ولأسرهم، كما تم تفعيل دور الكوادر التخصصية الاستشارية نفسية واجتماعية، بهدف الاطمئنان على أصحاب الهمم من المواطنين والمقيمين المسجلين في قواعد البيانات.
وأضاف الحميدان، أنه من خلال مراكز الرعاية والتأهيل التابعة لها والمنتشرة على مستوى مناطق إمارة ابوظبي الثلاثة أبوظبي والعين والظفرة، تم تقديم حزمة متكاملة من خدمات الدعم النفسي والاجتماعي لكل المراجعين الراغبين في تلقي تلك الخدمة بشكل تخصصي مع السرية التامة عبر 20 من الكوادر المواطنة من أخصائيي الرعاية النفسية.
وأكد حرص "زايد العليا" على تمتع منتسبيها من أصحاب الهمم بالصحة واستمرارية متابعتهم والاطمئنان عليهم بمختلف وسائل الاتصال وتقديم خدمات المؤسسّة لهم في ظل ظروف الوباء، حيث تم تكثيف جهود الرعاية النفسية والاجتماعي لتشمل كل المتعاملين مع أصحاب الهمم المستفيدين من خدماتها، كما تواصلت مع كبار المواطنين للاطمئنان عليهم والتأكد من تطبيق اجراءات الحفاظ على صحتهم وسلامتهم.
ومن جانبها صرحت سعادة سلامة العميمي، مدير عام هيئة المساهمات المجتمعية - معاً: "نؤمن بأن ريادة الأعمال الاجتماعية هي الأساس لإيجاد الحلول المبتكرة والفعالة للعديد من التحديات الاجتماعية، من ناحية استدامتها ومساهمتها في الوضع الاقتصادي إلى جانب معالجة التحديات التي يواجهها المجتمع ككل، وقد عملت هيئة معاً بالتنسيق مع الفرق العشر الفائزة في الدورة الثانية من برنامج حاضنة معاً الاجتماعية التي تتناول موضوع الصحة النفسية على توفير الدعم النفسي لأفراد المجتمع".
وأكدت عمل الحاضنة على التخفيف من آثار الأزمة الصحية والاقتصادية على المتضررين من الظروف الاستثنائية الاخيرة ورفع الروح المعنوية لسكان أبوظبي، بالإضافة إلى توفير الدعم النفسي لأكثر من 400 شخص من الكوادر الطبية من أبطال خط الدفاع الأول العاملين في مدينة الشيخ خليفة الطبية، عبر جلسات اليوغا والتأمل لتعزيز القدرات الذهنية والتخفيف من حدة الضغوط اليومية التي يتعرضون لها.
قد يهمك أيضًا:
المعدل اليومي للإصابات لفيروس كورونا "كوفيد-19" في الإمارات اليوم الجمعة 9 تشرين أول / أكتوبر 2020
عبدالله بن زايد يؤكد أن "معاهدة السلام" فتحت آفاقاً واسعة لتحقيق سلام شامل
أرسل تعليقك