دعا العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، الخميس، في افتتاح قمة مجلس التعاون الخليجي في مكة المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته إزاء ما تشكله الممارسات الإيرانية من تهديد للأمن والسلم الدوليين، ووقف دعمها للإرهاب وتهديدها للملاحة الدولية.
جاء ذلك خلال أعمال قمة مجلس التعاون الخليجي، التي تعد واحدة من 3 قمم تستضيفها السعودية حاليًا.
وقال الملك سلمان بن عبد العزيز "إنَّ القمة تنعقد في ظل تحديات مباشرة تهدد الأمن الدولي"، مضيفًا "إنَّ ما يقوم به النظام الإيراني من التدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة، وتطوير برامج نووية وصاروخية، وتهديد للملاحة العالمية بما يهدد إمدادات النفط العالمي، يعد تعديًا سافرًا لمواثيق مبادئ وقوانين الأمم المتحدة لحفظ السلام والأمن الدوليين".
وأضاف العاهل السعودي قائلًا "كما أن دعم التطرف عبر 4 عقود وتهديد الأمن والاستقرار، بهدف توسيع النفوذ والهيمنة، هو عمل ترفضه الأعراف والمواثيق الدولية".
وتطرق العاهل السعودي للهجمات التي تعرضت لها سفن قبالة سواحل الإمارات، قائلًا "إنَّ الأعمال الإجرامية التي حدثت مؤخرًا باستهداف أحد أهم طرق التجارة العالمية، بعمل تخريبي طال 4 ناقلات تجارية بالقرب من المياه الإقليمية لدولة الإمارات الشقيقة، وكذلك استهداف محطة ضخ للنفط وعدد من المنشآت الحيوية في المملكة، يستدعي منا جميعا العمل بشكل جاد للحفاظ على أمن ومكتسبات دول مجلس التعاون".
وشدد الملك سلمان على أن المملكة حريصة على أمن واستقرار المنطقة وتجنيبها ويلات الحروب والعيش بسلام واستقرار لكل شعوب المنطقة، بما في ذلك الشعب الإيراني"، مشيرًا إلى أن يد المملكة ستظل دائمًا ممدودة للسلام وستستمر في العمل على دعم كافة الجهود للحفاظ على أمن واستقرار المنطقة.
واعتبر الملك سلمان أنَّ عدم اتخاذ موقف رادع وحازم لمواجهة الأنشطة التخريبية للنظام الإيراني في المنطقة، سيؤدي للتمادي في ذلك وللتصعيد بالشكل الذي نراه اليوم.
واستطرد الملك سلمان قائلًا "نطالب المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته إزاء ما تشكله الممارسات الإيرانية من تهديد للأمن والسلم الدوليين، واستخدام كافة الوسائل لوقف النظام الإيراني من التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، ورعاية الأنشطة الإرهابية في المنطقة والعالم، ووقف تهديد الملاحة في المناطق الدولية".
من جانبه، قال الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني "إنَّ القمة تنعقد في ظل وضع إقليمي يتطلب الحيطة والحذر والاستعداد"، مشيرًا إلى أن الاستفزازات الإيرانية مستمرة.
وقال الزياني "إن إيران هددت سلامة إمدادات النفط من خلال الأعمال التخريبية، وإن القمة الخليجية "جاءت لاتخاذ موقف جاد لحماية المنطقة".
وكان العاهل السعودي، قد استقبل مساء الخميس، قادة دول مجلس التعاون الخليجي في قصر الصفا في مكة، قبيل انطلاق القمة الخليجية.
وتبحث القمة الخليجية التي دعا إليها الملك سلمان، التصعيد الإيراني في المنطقة، تتبعها قمة عربية طارئة ليل الخميس، وقمة ثالثة إسلامية الجمعة.
وتستضيف مكة المكرمة على مدار يومين 3 قمم خليجية وعربية وإسلامية، سبقها اجتماع تحضيري لوزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي، وستناقش قمم مكة المكرمة التطورات في المنطقة.
قمم مكة
وتبحث قمّم مكة التهديدات الإيرانية والتوترات الأمنية في الخليج بعد الهجمات على 4 سفن وناقلات نفط في المياه الإماراتية، والهجمات التي تعرضت لها السعودية من قبل الميليشيات الحوثية ، وتركز القمم على عملية السلام والقضايا والأزمات العربية.
من جهته، قال وزير الخارجية السعودي إبراهيم العساف، في كلمته خلال افتتاح أعمال المؤتمر التحضيري لوزراء خارجية دول منظمة التعاون الإسلامي الأربعاء في جدة "إن عالمنا الإسلامي يمر بتحديات أخطرها التدخل بشؤونه الداخلية"، مشيرًا إلى أن أمتنا الإسلامية تواجه تحديات في سوريا وليبيا والصومال وغيرها من الدول".
وأكد العساف أن المملكة العربية السعودية تولي اهتمامًا كبيرًا للاستقرار في اليمن الشقيق وتأسف لاستمرار الانقلاب على السلطة الشرعية من قبل الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران الذي يعد مثالًا واضحًا على استمرارها في التدخل في الشؤون الداخلية في الدول، وهو الأمر الذي يجب أن ترفضه منظمة التعاون الإسلامي لتعارضه مع ميثاقها ومع المواثيق الدولية".
ولفت العساف إلى أن تلك التدخلات أدت إلى تزايد معاناة الشعب اليمني، مجددين التأكيد على تأييدنا لمساعي المبعوث الأمين العام للأمم المتحدة للوصول إلى الحل السياسي وفق قرارات مجلس الأمن 2216 والمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني اليمني ونتائج اجتماعات ستوكهولم".
وتابع العساف قائلًا "تمر الذكرى الخمسون لتأسيس منظمة التعاون الإسلامي ولا يزال النزاع مع إسرائيل أبرز التحديات التي تواجه الأمة الإسلامية وأود أن أؤكد على أن القضية الفلسطينية هي قضية المملكة العربية السعودية الأولى وبالذات حصول الشعب الفلسطيني على كامل حقوقه المشروعة وفي إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية المؤيدة من قرارات القمم العربية والإسلامية المتعاقبة وعلى المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤوليته السياسية والأخلاقية في تحقيق ذلك".
وأكد العساف وقوف المملكة مع جمهورية السودان الشقيقة ودعم المجلس العسكري الانتقالي والإجراءات التي اتخذها في مصلحة الشعب السوداني الشقيق وإلى ما يراه الشعب السوداني حيال مستقبله.
وشدد العساف على تأييده للخطوات التي أعلن عنها المجلس في الحفاظ على الأرواح والممتلكات، معرباً عن أمله بأن يحقق ذلك الأمن والاستقرار والتنمية الاقتصادية للسودان
قد يهمك ايضا:
السعودية تؤكد أنها مستعدة لردع النظام الإيراني
الرئيس ترامب يناشد زعماء العالم عزل النظام الإيراني ويتوعدها بعقوبات جديد
أرسل تعليقك