قصفت فصائل المعارضة المسلحة عددًا الأحياء في دمشق بالقذائف الصاروخية ردًا على الغارات الحربية والمروحية على الغوطة الشرقية والتي أسفرت عن سقوط قتلى ومصابين بين المدنيين، في وقت أعلن فيه "فيلق الرحمن" معركة جديدة ضد القوات الحكومية في حي جوبر بينما تواصلت الاشتباكات بين القوات الحكومية وفصائل المعارضة في حي الوعر في مدينة حمص بينما تحدثت مصادر موثوقة عن مغادرة وفد كردي لمطار القامشلي باتجاه قاعدة حميميم الجوية في القرداحة لاستكمال المفاوضات حول اتفاق وقف إطلاق النار في الحسكة.
ففي الحسكة أكد مصدر في مطار القامشلي لـ"صوت الامارات " أن وفدا كرديا يضم غادر مطار القامشلي متوجها إلى حميميم لاستكمال المفاوضات حول وقف إطلاق النار مع القوات الحكومية في مدينة الحسكة. وشهدت مدينة الحسكة بعد منتصف الليلة الماضية اشتباكات عنيفة بين القوات الحكومية من جهة وعناصر "الأسايش" ووحدات الحماية الكردية بعد أقل من 10 ساعات على التوصل لاتفاق وقف إطلاق نار بين الطرفين بوساطة روسية وإيرانية.
واتهم مصدر أمني رفيع المستوى لـ"صوت الامارات" المسلحين الأكراد بخرق الهدنة وشن هجوم على المواقع الحكومية مبينا أن عناصر الأسايش هاجموا عند الساعة 12 ليلا مواقع للقوات الحكومية في مبنى مديريات الاتصالات والصحة المدرسية وقسم الامن الجوي في حي المحطة مستخدمين كافة صنوف الاسلحة الثقيلة"
وذكر المصدر أن "المسلحين الأكراد هاجموا أيضا مواقع للجيش السوري في حي النشوة الشرقية وحاجز دولاب العويصي". وتحدث المصدر عن اندلاع اشتباكات عنيفة في حي غويران ما اسفر عن مقتل 7 عناصر من القوات الحكومية من بينهم ضابطان برتبة عقيد ومقدم واصابة اخرين وانسحاب الباقين إلى نقاط متأخرة في الحي.
ولفت المصدر إلى أن قوات الاسايش تتواجد حاليا في الجزء الشرقي من الحي بينما تنتشر كتيبة حفظ الامن والنظام في الجزء الغربي منه وسط حالة نزوح كثيفة لأهالي حي غويران. وتوصلت القوات الحكومية أمس بوساطة روسية وإيرانية إلى اتفاق مبدئي لوقف اطلاق النار بدءا من الساعة الخامسة تضمن ايضا تبادل جثث القتلى والجرحى ونقلهم إلى مشافي القامشلي على أن تتم العودة إلى طاولة المفاوضات اليوم.
وفي الرقة قصفت مقاتلات فرنسية غارات جوية على مواقع لتنظيم "داعش" الإرهابي حيث أكدت وزارة الدفاع الفرنسية ان 4 مقاتلات من طراز "رفال" و4 أخرى من طراز "ميراج 2000" إضافة إلى طائرة دورية من طراز "أتلانتك 2" شاركت في القصف الذي أسفر عن تدمير مركز للأسلحة الثقيلة للتنظيم الإرهابي.
واعتبر بيان الدفاع الفرنسية أن الضربات الجوية المكثفة للطيران الفرنسي خلال الأسبوع الأخير ساهمت في تحضير المعارك من أجل استعادة السيطرة على الموصل في العراق والرقة في سورية. وفي حلب نفى مصدر أمني سوري لـ"العرب اليوم" ما تداولته وسائل إعلام وناشطون عن قطع وحدات الحماية الكردية لطريق الكاستيلو شمال مدينة حلب مبينا ان مسلحين أكراد تسللوا صباح اليوم باتجاه السكن الشبابي قرب الطريق الذي يعد المنفذ الوحيد للقوات الحكومية المنتشرة في حلب قبل أن يتم التواصل مع قياديين في "قوات سورية الديمقراطية" ويتم سحب المسلحين من جانبي الطريق خلال مدة لم تتجاوز الربع ساعة، مجددا تأكيده ان الطريق سالك تماما حاليا.
وأكدت مصادر ميدانية مقتل عدد من عناصر القوات الحكومية خلال هجومهم على جبهة القراصي بريف حلب الجنوبي لضرب الدفاعات الخلفية للمعارضة وقطع إمدادها باتجاه كلية المدفعية في الراموسة. واعترفت المصادر بسقوط 17 قتيلا بين عناصر القوات الحكومية خلال اشتباكات عنيفة دارت ليلا بعد محاولة التقدم باتجاه بلدة القراصي، حيث تمكن مقاتلو المعارضة من صد المحاولة وتدمير رشاشين بعد استهدافهما بصواريخ مضادة للدروع.
وفي حماة قصفت فصائل المعارضة مطار حماة العسكري الذي تقلع منه المقاتلات الروسية حيث اعترف مصدر في شرطة حامة بسقوط 4 صواريخ في حرم المطار الذي يقع غرب حي البعث في مدينة حماة دون ان تسفر عن سقوط قتلى حيث اقتصرت الأضرار على الماديات.
وأغار الطيران الحربي على بلدة كفر زيتا بريف حماة الشمالي ودمر مقر قيادة ل"جبهة النصرة" في كفرسجنة بادلب اسفر وسيارتين كما طالت الغارات مدينة سراقب وخان شيخون ما تسبب بسقوط عدد من القتلى وتدمير مشفى ميداني للمعارضة المسلحة. وقال مصدر عسكري سوري أن الطيران الحربي ""نفذ "100"ضربة جوية على تجمعات ومقرات وأرتال التنظيمات المسلحة في أرياف حلب وحمص وإدلب"" خلال "24" ساعة الماضية.
ولفت المصدر إلى ان الطلعات الجوية أسفرت عن مقر اجتماعات محصن للمسلحين في قرية الكسيبية ومقتل جميع من بداخله ومقري قيادة في قريتي تير معلة والغنطو في ريف حمص الشمالي وارتال آليات لتنظيم "داعش" شرق تدمر وفي محيط حقل شاعر وقرية الأرك.
وفي دمشق قال مصدر ميداني ل"العرب اليوم" إن القوات الحكومية أحرزت تقدما ملحوظاً في مدينة داريا في الغوطة الشرقية بعد سيطرتها على عدد من الكتل السكنية على الأطرف الجنوبي الغربية للمدينة تحت غطاء كثيف من الطيران المروحي الذي استهدف محاور تحرك المسلحين فيها.
واضاف المصدر أن القوات الحكومية صدت هجوما للمجموعات المسلحة على مواقعه في حي جوبر وذلك عقب بدء مقاتلي "فيلق الرحمن" صباحا معركة اطلقوا عليها "ولا تهنوا وانتم الاعلون" هدفها التقدم في جوبر على حساب الجيش، حيث دارت اشتباكات عنيفة بالأسلحة الرشاشة الثقيلة والمتوسطة على جبهة طيبة وجبه غرب جوبر واستهدفت القوات الحكومية مواقعهم وتحركاتهم بقذائف المدفعية الثقيلة حيث اسفرت الاشتباكات عن مقتل عدد من المسلحين وجرح اخرين وبدون اي تغيير على خارطة السيطرة.
وشن الطيران الحربي 17 غارة على مواقع المعارضة المسلحة في الغوطة الشرقية تركز غالبيتها على مدينة دوما حيث قال ناشطون إن الطيران الحربي استهدف الأحياء السكنية في المدينة بعدة غارات بالصواريخ خلفت ثلاثة قتلى كحصيلة أولية، والعديد من الجرحى، حيث تعمل فرق الدفاع المدني على نقلهم للمشافي الطبية، وسط استمرار القصف وتحليق الطيران الحربي في الأجواء.
كما تعرضت بلدات حرزما بيت سوى لقصف جوي مماثل بغارتين استهدفت الأحياء السكنية، موقعة قتيلين وعددًا من الجرحى في بيت سوى. وأعلن المجلس المحلي في مدينة دوما بريف دمشق اليوم، أن مدينة دوما "منكوبة" جراء استمرار القصف الجوي والمدفعي على المدينة بشكل يومي.
وأكد المجلس توقف عمله في المدينة حتى إشعار آخر، على أن يقدم الخدمات الأساسية كحد أدنى، ويبقى المكتب التنفيذي في المجلس بحال انعقاد دائم لمواكبة التطورات الميدانية، مطالباً المجتمع الدولي بوقف الأعمال العدائية بحق السكان في المدينة، التي أكد أنها خالية من اي مواقع ومظاهر عسكرية.
وردت فصائل المعارضة على الغارات الجوية بقصف الأحياء السكنية الموالية للقوات الحكومية في العاصمة دمشق بعشرات الصواريخ حيث سقطت 12 قذيفة صاروخية في ضاحية الأسد وقذيفة على حي المزة 86 و4 قذائف على حي عش الورور وخلفت وراءها قتيلين على الأقل و10 جرحى.
وفي سياق متصل قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي إن استخدام القوات الجوية والفضائية الروسية لقاعدة همدان الجوية الإيرانية في عمليتها العسكرية ضد الإرهاب في سورية معلق حاليا.
وصرح الدبلوماسي الإيراني خلال مؤتمر صحفي عقده يوم الاثنين 22 أغسطس"آب قائلا: "في الوقت الراهن توقفت روسيا عن استخدام قاعدة همدان الإيرانية". ونفى المتحدث وجود أي اتفاقية بين البلدين حول استخدام القاعدة، لكنه وصف العلاقات الروسية-الإيرانية، ولاسيما في المجال العسكري بأنها استراتيجية.
وذكر قاسمي بأن البلدين قد عقدا اتفاقات عدة حول التعاون في محاربة الإرهاب، بما في ذلك سماح طهران للقوات الجوية والفضائية الروسية باستخدام المجال الجوي الإيراني والبنية التحتية في البلاد في إطار العملية الروسية لمحاربة الإرهاب في سورية. كما ذكر بأن مواقف روسيا وإيران من أساليب محاربة "داعش"، قريبة جدا. وتابع أن تطورات الوضع في المنطقة تكتسب أهمية حيوية بالنسبة لإيران، التي يرتبط أمنها القومي بالوضع الإقليمي.
وكانت القاذفات الاستراتيجية الروسية قد بدأت الأسبوع الماضي باستخدام قاعدة همدان خلال طلعاتها لتوجيه الضربات إلى مواقع الإرهابيين في سورية، وهو أمر يسمح بتقليص كمية الوقود التي تحملها القاذفة، وزيادة حمولة الأسلحة على متنها.
أرسل تعليقك