غزة – محمد حبيب
غزة – محمد حبيب
رغم الازدحام الذي تشهده طرقات قطاع غزة مع بداية الأسبوع وخصوصاً مع بدء العام الدراسي في الجامعات في الفلسطينية في القطاع إلا أن غزة بدت السبت كمدينة أشباح حيث أن شوارعها كادت أن تفرغ من حركة السيارات بشكل كامل، إلا من بعض السيارات التي تبقى فيها وقود قد يكفيها لوقت قصير ثم
تتوقف بجانب بقية السيارات وذلك بسبب شح الوقود الذي يدخل إلى قطاع غزة، وذلك بعد إغلاق السلطات المصرية معظم الأنفاق مع قطاع غزة وكذلك إغلاق سلطات الاحتلال معبر "كرم أبو سالم" – وهو المعبر التجاري الوحيد للقطاع مع الأراضي المحتلة - بسبب الأعياد اليهودية.
واضطر الكثير من المواطنين للسير على الأقدام مسافات طويلة من أجل قضاء حوائجهم إلى جانب توقف عمل الكثير من المصانع والأعمال العمرانية، لعدم وجود الوقود وهناك خشية من توقف المسيرة التعليمية.
وأغلقت محطات الوقود أبوابها بالكامل بعدما كانت تفتحها لبيع الوقود الذي يصل من داخل الأراضي المحتلة عام 1948م والمنقطع منذ أيام بسبب إغلاق معبر كرم أبو سالم، في حين أن بعض دفعات الوقود التي تصل من مصر عبر الأنفاق التي لم يصلها الهدم لم تعد تسد جزءًا بسيطًا من حاجة السكان.
هذا وأكد مدير شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية أمجد الشوا، على أن قطاع غزة يعيش ظروف بالغة الصعوبة على المستوى الإنساني نتيجة الحصار الصهيوني وإغلاق المعابر وهدم الأنفاق.
وأشار إلى تشدد الحصار على قطاع غزة منذ سبع سنوات حتى الآن في غياب التحرك الدولي الجدي.
ولفت النظر في تقرير صدر اليوم السبت، إلى الكثير من التقارير الدولية وغير الدولية التي تحدثت عن هذا الوضع الإنساني المتدهور وواقع الحياة في قطاع غزة، حيث أشارت إلى أن 57% من أسر قطاع غزة تعاني من انعدام الأمن الغذائي.
وأشار إلى وجود تحذيرات من توقف عمل محطة الكهرباء، وتوقف العديد من المهمات الحياتية اليومية المرتبطة بالوقود في مختلف القطاعات ومنها الصحية والبيئية وغيرها.
وذكر، أن العديد من التقارير التي أشارت إلى أن أكثر من 95% من مياه قطاع غزة غير صالحة للاستهلاك الأدمي في وجود النقص الحاد.
وأردف قائلاً: "كل هذه المؤشرات تستدعي تحركًا حقيقيًا على كافة المستويات العربية والدولية للضغط على العدو الصهيوني لفتح كافة المعابر أمام حركة الأفراد والبضائع في كلا الاتجاهين".
ودعا الدول العربية إلى دعم مختلف القطاعات في قطاع غزة لتجنيب القطاع الدخول لكارثة إنسانية حقيقية.
وشدد الشوا على ضرورة الوحدة الوطنية الفلسطينية "التي من شأنها التخفيف من تداعيات هذه الأوضاع وبالتالي"، داعياً لإيجاد خطة وطنية فلسطينية لمعالجة مختلف القضايا ذات العلاقة بالوضع الإنساني في قطاع غزة.
وأردف قائلاً: "لقد ثبت بالدليل القاطع أن التعامل مع قطاع غزة بالبعد الإنساني فقط يسهم في إبقاء الأزمة الإنسانية وبالتالي دون ضغط حقيقي على العدو الصهيوني لوقف الاعتداءات ورفع الحصار والعمل باتجاه إيجاد بيئة تنموية تسهم في التخفيف من تداعيات الأزمة الإنسانية لن يكون هنالك حلول جذرية"، مشيراً إلى تقرير الأمم المتحدة غزة 2020 الذي يحذر تزايد صعوبة الأوضاع في حال استمر الحصار.
وناشد جمهورية مصر إعادة فتح معبر رفح الحدودي بين قطاع غزة ومصر لحركة المسافرين وعودة العمل للمعبر بشكل طبيعي خاصة أمام حركة الطلبة والحجاج وكل من يحتاج للسفر خاصة أن معبر رفح بات الشريان الأساسي لقطاع غزة.
وأضاف: "الأنفاق كانت حلًا استثنائيًا أجبرنا الاعتماد عليه من أجل إدخال المواد الأساسية التي يحتاجها قطاع غزة، ونأمل أن تستعيد مصر دورها القيادي في حشد موقف دولي في الضغط على العدو الصهيوني لتحميلها المسؤولية كاملة وفتح كافة المعابر أمام حركة المواطنين والبضائع".
من جهتها؛ أعربت الأمم المتحدة عن قلقها البالغ إزاء ما وصفته بالتدابير الأمنية الأخيرة والقيود المفروضة على معبر رفح والأنفاق بين مصر وقطاع غزة.
ودعا مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية إلى فتح جميع المعابر أمام حركة المدنيين وأمام الواردات والصادرات المشروعة من وإلى القطاع.
ومن جهته؛ حذر النائب جمال الخضري رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار من أن استمرار إغلاق معبر كرم أبو سالم لليوم الرابع على التوالي يفاقم حياة السكان المحاصرين في غزة ويزيد من معاناتهم.
وقال الخضري أن وحدة متابعة عمل المعابر في اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار رصدت استمرار إغلاق معبر كرم أبو سالم جنوب قطاع غزة لليوم الرابع على التوالي، ما أدى لتفاقم معاناة قرابة مليوني مواطن يسكنون في القطاع.
وحذر من قرار "إسرائيل" إعادة إغلاق المعبر لأربعة أيام منتصف الشهر الجاري وتأثير ذلك على وضع وحالة السوق والسكان.
ويغلق المعبر قرابة عشرة أيام شهرياً بسبب الأعياد والإجازات اليهودية، في حين يُغلق لأيام أخرى بدعوى "الخطر الأمني".
وأضاف الخضري: "إن إغلاق معبر كرم أبو سالم تسبب في نقص شديد في المستلزمات الأساسية والوقود والمحروقات وتردي الوضع الصعب أصلاً بسبب الحصار الصهيوني". وأكد أن معبر كرم أبو سالم الوحيد المفتوح جزئياً، فيما تغلق "إسرائيل" باقي المعابر الخمس.
وناشد بضرورة العمل على كافة الصعد فلسطينياً وعربياً ودولياً من أجل إنهاء الحصار بشكل كلي وفتح المعابر مع غزة.
ولم تعد البلديات وخدماتها ووزارة الصحة وكذلك الصيادين ببعيدة عن التأثر بهذا النقص الكبير في الوقود، حيث توقفت معظم سيارات البلديات وباتت خدماتها مهددة وكذلك سيارات الإسعاف التابعة لوزارة الصحة في حين أن الصيادين لا يمكنهم ركوب البحر في ظل عدم توفر السولار اللازم لتشغيل قواربهم.
وحذرت مصلحة مياه بلديات الساحل، من استمرار أزمة نقص الوقود المستخدم في تشغيل مرافق المياه والصرف الصحي في القطاع.
وناشدت المصلحة، في بيان لها جميع المؤسسات الإنسانية والحكومية والإغاثية الدولية والمؤسسات التابعة للأمم المتحدة، بالتدخل العاجل لتوفير كميات مناسبة من الوقود لمصلحة المياه والبلديات في قطاع غزة.
وجددت تأكيدها على التدني الشديد في مقدرتها على تشغيل معظم مرافق المياه والصرف الصحي بنفس الكفاءة وتوقف بعضها بشكل كامل عن العمل، في ظل استمرار أزمة الوقود في قطاع غزة.
وقالت "إن أزمة نقص الوقود متزامنة مع فصل الصيف وما يرافق ذلك من استهلاك كميات أكبر من المياه مما يؤثر وبشكل كبير على مقدرة المصلحة على تزويد المواطنين بالكميات التي يحتاجونها من المياه".
وأكدت المصلحة أن هذا سيؤدي إلى توقف تشغيل محطات الصرف الصحي وضخ مياه الصرف الصحي دون معالجة إلى البحر، مما يزيد من مشكلة التلوث وما لذلك من أثر على الوضع البيئي وبالتالي على صحة الإنسان.
أرسل تعليقك