العريش ـ يسري محمد
أكدت مصادر أمنية في شمال سيناء، أن قوات الجيش والشرطة في مدن المحافظة المختلفة، في حالة تأهب مستمرة، وأنه تم تشديد الإجراءات الأمنية الحالية بعد وجود تهديدات من "مجلس شورى المجاهدين" والسلفية الجهادية، في بيانين لهما بشأن تنفيذ عمليات انتقامية، بعد مقتل وإصابة العشرات من عناصرها في العملية العسكرية النوعية، التي نفذتها طائرات "الأباتشي" ضد مواقع للجهاديين في قرى جبلية جنوب الشيخ زويد.
وأضافت
المصادر ذاتها، أنه "طُلب من الجنود والضباط توخي الحذر عند التعامل مع المشتبه بهم، وتكثيف الدوريات في محيط المقرات الأمنية لرصد أي عبوات ناسفة، قد تلجأ المجموعات الجهادية إلى زرعها لاستهداف رجال الشرطة والجيش، وأن العملية العسكرية الأخيرة في الشيخ زويد أفقدت هذه الجماعات أعداد كبيرة من عناصرها القتالية والميدانية، التي كانت تُنفذ هجمات مسلحة ضد قوات الجيش والشرطة، وأنه تم رصد هذه المجموعات بعد ظهورها بشكل علني في جنازة أربعة من المتشددين قتلوا في غارة مجهولة، أثناء قيامهم بتجهيز منصات لإطلاق 3 صواريخ على إسرائيل انطلاقًا من سيناء".
وكشفت المصادر، أن "عملية الرصد تمت من خلال بعض عملاء جهاز المخابرات الذين شاركوا في الجنازة، وأنه عقب عودة هذه المجموعات تم رصدها عصر الأحد، من خلال طائرة "أباتشي" كانت تقوم بعملية تمشيط قبل العصر ومع حلول الظلام نفذت ثلاث طائرات "أباتشي" العملية، وأطلقت 15 صاروخًا على عشش من البوص كان يتواجد بها المتشددين، مما تسبب في مقتل 8 على الأقل، فيما قُتل ما لا يقل عن 8 آخرين في الهجوم الصاروخي على مخبأ للأسلحة والمتفجرات كان ينوي الجهاديين استخدامها في عملية نوعية عقب مقتل 4 منهم، وأن عملية الشيخ زويد رفعت من الروح المعنوية بشكل كبير للقوات المتواجدة في سيناء".
ودعت جماعة "مجلس شورى المجاهدين في أكناف بيت المقدس"، في بيان جديد لها على الإنترنت، أهالي سيناء إلى الرد على مقتل 4 من أعضائها، بما وصفته غارة إسرائيلية على منطقة العجرة الجمعة الماضية، حيث قالت الجماعة "إن هذا الحادث الخطر يجب أن يعيد إلى ذاكرة المصريين حقيقة العدو الأول لهم، ألا وهو اليهود الجاثمون على ثرى فلسطين المحتلة، ولئن غفل المصريون لعقود عن قتال هذا العدو المجرم بسبب سياسة الحكام المرتدين الذين تسلطوا على رقابهم، فقد جاء اليوم الذي تصل فيه لظى نار اليهود إلى عقر دار المصريين، عبر قتل خيرة أبنائهم المجاهدين، مما يستوجب التأهب لمواجهة هؤلاء اليهود"، على حد ما جاء في البيان.
وقال البيان، في ما يشبه رسالة موجهة إلى أبناء سيناء، "اجعلوا من شهادة أبنائكم نورًا ونارًا، نورٌ قد أشرقت شمسه على ربوع سيناء حين سالت هذه الدماء الزكية من تلك الأجساد الطاهرة، ونارٌ يجب أن يكتوى بلظاها الأعداء والخونة والمجرمون، مباركٌ عليكم شهادة هؤلاء الأبطال، فلقد أفلحت الوجوه بإذن الله، ورسموا بدمائهم الزكية صفحة مشرقة جديدة من صفحات جهاد أبناء سيناء ضد اليهود المجرمين، وإن ما حدث يجب أن يكون دافعًا لالتفاف القبائل حول أبنائها المجاهدين، وتقديم كل العون والنصرة لهم، فالمجاهدين هم حُماة الدار وطُلاب الثأر، وإن خذلانهم أو التهاون في نصرتهم يعني أن أرضكم ودماءكم وحرماتكم ستكون مستباحة للأعداء، ينتهكوها متى أرادوا، وهيهات لهم ذلك بإذن الله".
وأصدرت السلفية الجهادية في سيناء، بيانين حذرت من خلالهما الجيش المصري، من استمرار استهداف العناصر الجهادية في سيناء، مؤكدة أنها "مستمرة في العمليات الجهادية ضد إسرائيل وعملائها"، حيث قال بيان لها "إن الجيش مسؤول عما حدث من قتل عناصرها على الحدود، وأننا حذرنا مرارًا في بيانات سابقة من الدور الحقيقي الذي يقوم به الجيش في مصر عمومًا ولا سيما سيناء، هذا الدور الذي خرج عن حماية البلاد وإرهاب الأعداء، كما هو الدور الطبيعي لأي جيش، وانصبّ دوره في تحقيق مصالح أميركا وإسرائيل في مصر والمنطقة، ولو كان هذا بقمع المصريين وقتلهم وتعريض مصالح البلاد والعباد للضياع والدمار، وأن ما حدث يُضاف إلى الانتهاكات ضد أهالي سيناء، وأن المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة يكذب في عدم استهداف الطيران الإسرائيلي، وإسرائيل هي من قامت بقتل عناصرها وليس الجيش"، فيما نفى البيان ما تردد بأن عناصرها كانت تنوي استهداف أهداف داخل الحدود المصرية.
وأعلن تنظيم "أنصار بيت المقدس الجهادي" في سيناء، والذي يتخذ منها مركزًا لانطلاق عملياته، السبت الماضي، أن 4 من أعضائه قُتلوا الجمعة في غارة شنتها طائرة إسرائيلية من دون طيار، أثناء استعدادهم لإطلاق صواريخ على إسرائيل من منطقة مصرية قريبة من الحدود بين مصر وإسرائيل.
وقال التنظيم في بيان له، "ارتقى أبطالنا إلى مرتبة الشهداء (نحسبهم والله حسيبهم)، أثناء تأديتهم لواجبهم الجهادي ضد اليهود، في عملية إطلاق صواريخ على المغتصبات اليهودية القريبة من حدود الأراضي المحتلة، وانطلق لتلك العملية خمسة من رجال (أنصار بيت المقدس)، والشهداء الأربعة ومعهم قائدهم وصلوا إلى مكان الإطلاق المحدد، وبدؤوا بنصب الصواريخ استعدادًا لإطلاقها، ويقدر الله في أثناء ذلك أن يتم رصدهم جوًا، فقامت طائرة صهيونية من دون طيار، باختراق الحدود المصرية، ولمسافة تزيد عن خمسة كيلو مترات وإطلاق صواريخها على أبطالنا، مما أدى إلى استشهاد الأبطال الأربعة، وقدر الله نجاة قائد العملية ليعود سالمًا بفضل الله".
أرسل تعليقك