دمشق ـ جورج الشامي
سيطر الجيش السوري مدعومًا بعناصر "حزب الله"، الأربعاء، على مدينة القصير في ريف حمص بالكامل، في ما يُعد ضربة قاصمة للمعارضة المسلحة، في حين بدأ في حشد قواته في ريف حلب استعدادًا لمعركة كبرى جديدة، وسط أنباء عن وجود خبراء من كوريا الشمالية تدعم القوات الحكومية لوجستيًا، تزامنًا مع اندلاع اشتباكات عنيفة في دمشق وريفها والرقة ودرعا.وأعلن التلفزيون الرسمي السوري، الأربعاء، أن الجيش
الحكومي تمكن من السيطرة على بلدة القصير في ريف حمص بالكامل، في وقت قالت مصادر ميدانية للمعارضة إن مقاتليها انسحبوا من البلدة.
وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية، في وقت سابق، أن الجيش سيطر على الحيين الجنوبي والغربي في القصير، وأحكم سيطرته على مبنى البلدية والساحة الرئيسة في المدينة، فيما قال ممقاتلون في المعارضة، إنهم انسحبوا من البلدة ليلاً بعد مذبحة ارتكبها الجيش السوري ومقاتلو "حزب الله" اللبناني أسفرت عن مقتل المئات، وأنه لسبب نقص الإمدادات وتدخل الحزب اللبناني، بقي عشرات المقاتلين في الصفوف الخلفية لتأمين انسحاب زملائهم والمدنيين.
وأقرت المعارضة السورية، الأربعاء، بخسارة معركة القصير، وأرجعت فقدان المدينة الإستراتيجية إلى "التفوق العسكري في العدة والعتاد للقوات الحكومية وتدخل (حزب الله) اللبناني، بجانب العالم المنافق الذي وقف متفرجًا"، حيث جاء في موقع "أخبار ثورة حمص" على "فيسبوك"، "نعم إخواني إنها جولة خسرناها, ولكن الحرب سجال، مئات القتلى وآلاف الجرحى, حصار خانق ونقص في كل مستلزمات الحياة, مدنيون بقيتم وحتى اللحظات الأخيرة مؤمنين أن حمايتهم أمانة في رقابكم، وفي وجه هذه الترسانة المرعبة ونقص الإمدادات, وتدخل سافر من حزب إيران اللبناني، أمام سمع العالم وبصره, هذا العالم المنافق الذي لم يستطع حتى فتح ممرات إنسانية للمدنيين, نعم هذا كان مطلب المقاتلين فقط فتح ممرات إنسانية للمدنيين والجرحى".
وتُعتبر خسارة القصير ضربة قاصمة للمعارضة السورية، باعتبار المدينة المجاورة للحدود اللبنانية إحدى معاقلها القوية التي تمركزت بها منذ فترة طويلة، بعمر الثورة السورية التي دخلت عامها الثالث، فيما أوضحت المعارضة، في وقت سابق، أنها تلقت تعزيزات، وأن مقاتلين من خارج المدينة يساندونها في المعارك التي تخوضها ضد القوات السورية ومسلحي "حزب الله"، في حين أكدت منظمات حقوقية، أن مئات المصابين لا يزالوا عالقين داخل المدينة المحاصرة، وأن الطيران الحربي قصف أحياء في القصير، وسط اشتباكات عنيفة عند الأطراف الشمالية للبلدة.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن طائرات حربية شنت صباح الأربعاء غارات عدة على مناطق في مدينة القصير، بعد معارك عنيفة عند أطرافها الشمالية، بينما شهدت أطرافها الشمالية مواجهات عنيفة بين مقاتلي المعارضة وقوات الجيش مدعومة من "حزب الله"، فيما واصل مقاتلو المعارضة التصدي للهجمات على قرية الضبعة الواقعة شمال القصير، التي كانت القوات الحكومية قد دخلتها من الجهات الجنوبية والغربية والشرقية قبل ثلاثة أسابيع، وفي مدينة حمص، قصف الجيش السوري بقذائف الهاون حي الخالدية، مما أدى إلى سقوط جرحى، في وقت قتل ضابط منشق وجرح آخرون في قصف جوي على مناطق في تلبيسة، وسط استمرار الاشتباكات بين مقاتلي المعارضة وحواجز الجيش الحكومي في مدينة الرستن المجاورة، في حين فتح مقاتلو المعارضة هذه الجبهة للتخفيف عن حمص.
وأعلنت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا"، أن وحدات الجيش أعادت الثلاثاء الأمن والاستقرار إلى 13 قرية وبلدة في ريف حماة، كان بينها قريتان تسكنهما غالبية علوية، في حين قال المرصد السوري، إن القوات الحكومية اقتحمت بلدة خطاب في ريف حماة واعتقلت عددًا من المواطنين، وفي إدلب شمالاً، تعرضت قرية معردبسة إلى قصف عنيف وقامت القوات السورية بإحراق المحاصيل الزراعية بين بلدتي دير الشرقي ودير الغربي.
وبدأ الجيش السوري في حشد قواته في ريف حلب شمال البلاد، استعدادًا لمعركة كبرى جديدة، وسط تردد معلومات عن وجود عناصر لـ"حزب الله" وخبراء من كوريا الشمالية في مراكز عسكرية أساسية، حيث أشارت مصادر عدة إلى حشد دمشق حوالي 5 آلاف من مقاتليها وعناصر "حزب الله" لاقتحام الريف الشمالي في حلب، وأن تلك القوات تدربت على حرب العصابات للهجوم على محوري الجنوب والغرب في ريف حلب، والسعي لفك الحصار عن مطار "منغ" العسكري، في الوقت الذي أكد فيه مدير المرصد السوري رامي عبدالرحمن، مشاركة ضباط كوريين شماليين في القتال إلى جانب القوات الحكومية في حلب، وأن عددًا من مقاتلي قوات الدفاع الوطني، وهي ميليشيات تابعة لدمشق، تحدث إليه عن وجود هؤلاء الضباط، وأن العدد الكلي لهؤلاء الضباط غير معروف، لكن بالتأكيد يوجد في حلب بين 11 و15 ضابطًا كوريًا شماليًا ومعظمهم يتكلم اللغة العربية، موضحًا أن "هؤلاء ينتشرون على جبهات عدة مثل مؤسسة معامل الدفاع جنوب شرقي حلب، وفي مراكز القوات السورية داخل مدينة حلب، وأن هؤلاء الضباط لا يشاركون في القتال الميداني، بل يقدمون دعمًا لوجيستيًا، إضافة إلى وضع خطط العمليات العسكرية، في حين قُتل 26 شخصًا بصاروخ أرض - أرض في بلدة كفر حمرة في ريف حلب، بينهم 8 أطفال دون الثامنة عشرة وست نساء، في حين تحاول القوات السورية السيطرة على كفر حمرة للتقدم باتجاه فك الحصار عن بلدتي نبل والزهراء اللتين تقطنهما غالبية شيعية، فيما أكد المرصد السوري مقتل مقاتلين في حي الليرمون في حلب خلال اشتباكات مع القوات الحكومية، كما تعرضت أطراف بلدة خان العسل في الريف الغربي وبلدة عندان للقصف، وفي بلدة معارة الأرتيق اندلعت اشتباكات عنيفة، حيث استعاد مقاتلو المعارضة السيطرة على جبل شويحنة المطل على البلدة بعد معارك عنيفة أدت إلى نزوح الأهالي إلى الشمال.
ونقل موقع "زمان الوصل"الإلكتروني عن أحد قادة الجيش السوري الحر "المعارض" العميد مصطفى الشيخ، توقيع اتفاق بين مقاتلي المعارضة وقوات الحماية الشعبية التابعة لـ "الاتحاد الديمقراطي الكردي" لوقف إطلاق النار، بعد مواجهات عنيفة إثر اتهام فصائل كردية بتسهيل مرور مساعدات عسكرية إلى قريتي نبل والزهراء.
وقال معارضون، إنه تم العثور على جثة المطرب الشعبي عبدالرحمن رستم (أبو حسن حريتاني) في نهر قويق في حلب، بعدما خطف قبل 9 أشهر على أحد الحواجز الحكومية، فيما أطلق النشطاء على قويق اسم "نهر الشهداء" بعدما عثر على دفعات مختلفة من القتلى وصل عددهم إلى 100 شخص.
وأكد ناشطون سوريون، أنه في شمال شرقي البلاد، دارت اشتباكات عنيفة في محيط قرية عين عيسى في ريف الرقة، قرب مقر "اللواء 93" الذي تسعى المعارضة إلى قطع خط إمداده مع مقر "الفرقة 17" ومطار الطبقة العسكري، باعتباره النقطة الوحيدة الخاضعة لسيطرة الجيش السوري بعد سيطرة المعارضة على مدينة الرقة في بداية آذار/مارس الماضي، وفي الحسكة بين الرقة وحدود العراق، انفجرت عبوة ناسفة في شارع المدينة الرياضية أثناء مرور دورية للقوات الحكومية في المدينة، وشنّت طائرات حربية غارة على بلدة تل حميس في ريف الحسكة، وفي دمشق، نفذت القوات الحكومية حملة دهم واعتقالات عشوائية في منطقة العمال في حي برزة شمال العاصمة، في وقت تجددت الاشتباكات بين مقاتلين من الكتائب المقاتلة والقوات السورية عند الأطراف الغربية في مدينة داريا جنوب العاصمة، ودارت مواجهات عند أطراف بلدة بيت سحم على طريق مطار دمشق الدولي، لكن الاشتباكات الأشد كانت في أطراف بلدة المعضمية جنوبًا، رافقها قصف من قبل القوات الحكومية على المدينتين، وقُتل طفل في البلدة نتيجة إصابته في القصف الذي تعرضت له، ودارت اشتباكات عنيفة على أطراف بلدة بيت سحم بين دمشق والجولان، وسط قصف للقوات الحكومية على مناطق في البلدة، وفي أطراف بلدة زملكا من جهة المتحلق الجنوبي في الغوطة الشرقية، جرت مواجهات تحت غطاء من قصف لطائرات حربية، الذي طال أيضًا مناطق في مدن وبلدات جسرين والزبداني ومزارع مدينة دوما في ريف دمشق، ودارت اشتباكات عنيفة في مخيم اليرموك عند منتصف ليل الثلاثاء الأربعاء، رافقها أصوات انفجارات عدة، كما دارت اشتباكات أخرى عند أطراف حي برزة في محاولة من القوات الحكومية اقتحام الحي، فيما شهد حي جوبر اشتباكات عند منتصف الليل، ترافق مع سقوط قذائف على الحي, وتعرضت مناطق في حيي الحجر الأسود والقابون للقصف ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية، وبين دمشق وحدود الأردن، تجدد القصف من قبل القوات السورية على مناطق في بلدة تسيل في ريف درعا، واستهدفت كتائب مقاتلة حاجز "المستشفى الوطني" في درعا المحطة، في وقت قصفت طائرات حربية قرية جدل في منطقة اللجاة في ريف درعا، وفي دير الزور، تعرضت مناطق عدة في المدينة للقصف من قبل القوات السورية صباح الأربعاء، كما دارت اشتباكات في حي العمال من بعد منتصف الليل, وكذلك تعرضت أحياء العرضي وخسارات وكنامات والحويقة للقصف، وسط أنباء عن شهداء وجرحى في حي الحويقة في المدينة.
أرسل تعليقك