كييف ـ جلال ياسين
أعلن الجيش الأوكراني، اليوم الثلاثاء، أنه واجه للمرة الأولى طائرة مسيرة إيرانية استخدمتها روسيا في ساحة المعركة، ما يدل على عمق العلاقات بين موسكو وطهران في الوقت الذي بات فيه الاتفاق النووي الذي أبرمته إيران مع القوى العالمية على المحك.
وكانت الاستخبارات الأميركية قد حذرت في يوليو الماضي من خطط طهران لإرسال مئات الطائرات المسيرة المحملة بالقنابل إلى روسيا لمساعدتها في عمليتها العسكرية في أوكرانيا. ورغم نفي إيران ذلك في البداية، تباهى قائد الحرس الثوري الإيراني مؤخراً بتسليح القوة العظمى العالمية.
من جهته، نشر مسؤول عسكري أوكراني، بالإضافة إلى موقع إلكتروني موالٍ لأوكرانيا مرتبط ارتباطاً وثيقاً بالجيش، صوراً لحطام مسيرة إيرانية الصنع من طراز "شاهد".وقال المسؤول العسكري والموقع الإلكتروني، إن القوات الأوكرانية واجهت المسيرة بالقرب من كوبيانسك وسط هجوم كييف الذي اخترق الخطوط الروسية حول خاركيف على الجبهة الشرقية.
وتشير الصورة إلى أن القوات الأوكرانية أسقطت المسيرة دون أن تنفجر عند سقوطها، كما تم تصميمها، على الرغم من إعلان كييف القليل من المعلومات الأخرى على الفور. وأشار النقش على المسيرة إلى أنها من طراز "إم214 جيران-2" والتي لا تتوافق صورتها مع أي أسلحة روسية معروفة.
وتمتلك إيران نسخاً متعددة من المسيرة "شاهد" التي يستخدمها الحوثيون المدعومون من إيران في اليمن. يذكر أن المسيرة "شاهد" تم تصميمها على شكل مثلث ويبلغ مداها حوالي 2000 كيلومتر على الرغم من إعلان إيران تفاصيل محدودة حولها.
ويشير خبراء إلى أن هذه المسيرات تحمل قنابل توصف بأنها "ذخائر متسكعة". وتطير الطائرة المسيرة إلى وجهة يحتمل أن تكون مبرمجة قبل رحلتها، وتنفجر إما في الهواء فوق الهدف أو عند الاصطدام به.ويأتي تقارب إيران وروسيا في وقت تواجه فيه طهران عقوبات ساحقة بسبب انهيار الاتفاق النووي في 2018 بعد انسحاب أميركا منه. ويبدو أن المفاوضات بشأن إعادة إحياء الاتفاق، الذي شهد فرض قيود على تخصيب إيران لليورانيوم مقابل رفع العقوبات، وصلت مرة أخرى إلى طريق مسدود. كما تشوب العلاقات بين أوكرانيا وإيران توترات بسبب قيام الحرس الثوري الإيراني بإسقاط طائرة ركاب أوكرانية عام 2020، ما أسفر عن مقتل جميع من كانوا على متنها وعددهم 176 شخصاً.
وفي سياق الرد على الهجوم الأوكراني المضاد، أعلن الجيش الروسي أنه يشن "ضربات مكثفة" على القوات الأوكرانية في كل الجبهات الثلاثاء. وقالت وزارة الدفاع الروسية في تقريرها اليومي إن "القوات الجوية والبالستية والمدفعية الروسية تنفذ ضربات مكثفة على وحدات القوات المسلحة الأوكرانية في كل مناطق العمليات"، وفق "فرانس برس".
وأشارت إلى عمليات قصف بالقرب من سلوفيانسك وكونستانتينيفكا وباخموت في شرق أوكرانيا، وفي منطقتي ميكولايف وزابوريجيا في الجنوب وكذلك في خاركيف في الشمال الشرقي حيث قادت أوكرانيا هجوما مضادا عنيفا فأجبرت القوات الروسية على الانسحاب من معظم أنحاء المنطقة.
وأعلنت أوكرانيا الاثنين أنها استعادت حوالى 6000 كيلومتر مربع من الأراضي في عدة جبهات بهجوم مضاد شُن في مطلع سبتمبر، ومع ذلك، قال نائب وزير الدفاع الأوكراني: "من المبكر القول بأن أوكرانيا استعادت كامل السيطرة على خاركيف".
قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :
أرسل تعليقك