عقد الزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر، مؤتمرا صحفيا في النجف اليوم الثلاثاء استمر 6 دقائق، اعتذر في بدايته للشعب العراقي الذي اعتبره "المتضرر الكبير مما يجري". وقال الصدر "وطني بعد أن كان أسيرا للفساد أصبح الآن أسيرا للفساد والعنف"، وانتقد أحداث العنف الجارية في البلاد قائلا "بئس الثورة التي تتحكم فيها الهاونات والصواريخ"، قبل أن يحيي القوات الأمنية والحشد الشعبي وقائد القوات المسلحة لمواقفهم المشرفة.
ودعا الصدر مؤيديه إلى الانسحاب التام خلال 60 دقيقة بعد يومين من المواجهات بينهم وبين فصائل شيعية أخرى موالية لإيران وقوى أمنية أوقعت 23 قتيلاً. وقال: "سأتبرأ من أنصار التيار الصدري إذا لم ينسحبوا من الاعتصام خلال ساعة"، قبل أن يضيف "الدم العراقي حرام حرام حرام... والقاتل والمقتول في النار".
وقال: "اعتزالي هو شرعي لا سياسي ونهائي". وتابع الصدر يقول إن ما يحدث ليس ثورة لأنه ليس سلمياً، موجهاً الشكر لقوات الأمن على عدم الانحياز إلى أي جانب في أحداث العنف الأخيرة.وقدم اعتذاره للشعب العراقي على العنف في البلاد.
وختم زعيم التيار الصدري "ليس لدي علاقة بالسياسة ولن أتدخل فيها بعد الآن"، مشيرا إلى أنه "لو جرى حل الفصائل من قبل كما طالبنا مرارا لما وصلنا إلى المشهد الحالي". وفور انتهاء مؤتمره الصحافي استجاب أنصار التيار الصدري لدعوة زعيمهم إلى الانسحاب الفوري من الشارع وإنهاء الاحتجاجات.
وكان رئيس الكتلة الصدرية المستقيلة من البرلمان العراقي حسن العذاري أفاد الاثنين أن زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، أعلن إضرابا عن الطعام "حتى يتوقف العنف واستعمال السلاح".كما أضاف العذاري عبر حسابه على تليغرام: "إزالة الفاسدين لا تعطي أحدا مهما كان مسوغاً لاستعمال العنف من جميع الأطراف".
ومن جانبه، أعلن الجيش العراقي، الثلاثاء، رفع حظر التجول الذي كان فرضه، الاثنين، في كل أنحاء العراق بعد الفوضى والمواجهات التي تلت إعلان الصدر "اعتزال السياسة" نهائياً، وذلك بعد طلب الصدر من أنصاره الانسحاب من الشوارع.
من جانبها رحبت «بعثة الأمم المتحدة لدى العراق (يونامي)»، اليوم (الثلاثاء)، بقرار الزعيم الشيعي مقتدى الصدر إنهاء المظاهر المسلحة واعتصام جماهير «التيار الصدري» داخل البرلمان وفي محيط «المنطقة الخضراء» الحكومية بوسط بغداد، وفقاً لوكالة الأنباء الألمانية. وذكرت البعثة، في تغريدة عبر منصة «تويتر»: «نرحب بالإعلان المعتدل لمقتدى الصدر». وأضافت: «كما قلنا أمس إن ضبط النفس والتهدئة ضروريان لكي يسود صوت العقل».
وكان الصدر أعلن أمس بتغريدة على حسابه في تويتر اعتزال العمل السياسي، وغلق المكاتب التابعة لتياره، بعد أشهر من الانسداد في المشهد السياسي بالبلاد، وتعثر في انتخاب رئيس للجمهورية، وتشكيل حكومة جديدة، إثر تعنت خصوم الصدر من الإطار التنسيقي الموالي لإيران.
وكانت الاشتباكات بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة تجددت في المنطقة الخضراء ومحيطها لليوم الثاني على التوالي بين أنصار التيار الصدري وميليشيا الحشد داخل المنطقة الخضراء في العاصمة العراقية بغداد صباح اليوم الثلاثاء. وحسب مصادر مطلعة وناشطين، فإن المواجهات استخدمت فيها أسلحة متوسطة وثقيلة. وارتفعت حصيلة الاشتباكات إلى 33 قتيلا معظمهم من أنصار الصدر إضافة إلى سقوط مئات الجرحى.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
تسريب جديد لرئيس الوزراء العراقي الأسبق نوري المالكي والصدر يتهمه بالتخطيط لاغتياله
الصدر يرفض مبادرة للتسوية لإقناعه بالعدول عن الانسحاب من العملية السياسية
أرسل تعليقك