أكدت دولة الإمارات أن بعثة الأمم المتحدة ستظل شريكاً أساسياً في مواجهة التحديات الحرجة في أفغانستان، وفي إدارة علاقة المجتمع الدولي مع طالبان، وشددت على أهمية تكافؤ الفرص للنساء والفتيات الأفغانيات، واستقرار الوضع الأمني، واستعادة التشغيل الأساسي للاقتصاد الأفغاني.
وأفادت المندوبة الدائمة لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة السفيرة لانا نسيبة في بيان الدولة بمجلس الأمن خلال الاجتماع المفتوح بشأن أفغانستان، بأن أفغانستان الآن هي الدولة الوحيدة التي لا تستطيع فيها الفتيات الالتحاق بالتعليم الثانوي، حيث يحرمن من أساسيات الحياة الكريمة بطريقة ممنهجة.
ولفتت إلى الوعود للمجتمع الدولي والشعب الأفغاني بأن البلاد ستوضع على طريق الاستقرار والسلام ولكن الحقيقة أبعد ما تكون عن ذلك، فوجود آخر زعيم للقاعدة في كابول والذي قُتل الشهر الماضي، وارتكاب "داعش" في خراسان سلسلة من الهجمات، ينذر بالمزيد من القلق بشأن ازدياد الوضع الأمني سوءاً في أفغانستان بدل أن يستقر.
مواجهة التحديات
وأكدت أن بعثة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة إلى أفغانستان، كانت وستظل شريكاً أساسياً في مواجهة تلك التحديات الحرجة، وفي إدارة علاقة المجتمع الدولي مع طالبان، معربة عن قلقها من انقضاء أكثر من شهرين على مغادرة الممثلة الخاصة ليونز، دون تعيين خلف لها. وحثت على تعيينٍ سريع لممثلٍ خاص لأفغانستان، والمشاركة الكاملة بين المجلس وبعثة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة إلى أفغانستان.
وأعربت نسيبة عن قلقها حول الوضع المتدهور للنساء والفتيات في أفغانستان، وقالت: "تأكدت مخاوفنا من أن طالبان ستضرب بعرض الحائط بجميع المكاسب التي تحققت في مجال تمكين النساء والفتيات على مدى العقدين الماضيين، ونرى توافقاً كاملاً في مجلسنا حول هذه المسألة، فقد تحدثنا بصوت واحد رافضين جميعاً القيود المفروضة على النساء والفتيات، وكذلك الحال بالنسبة لانعدام تكافؤ الفرص أمامهن. وعلينا أن نعي تماماً أن المسألة ليست أولويات تنافسية أو أعراف ثقافية أو دينية، بل إن ضمان مشاركة النساء والفتيات بشكلٍ كاملٍ ومتساوٍ وهادفٍ في جميع جوانب الحياة، هو جزءٌ لا يتجزأ من مواكبة أفغانستان للقرن الحادي والعشرين، ويجب أن يظل ذلك ركيزة أساسية لمطالب المجلس".
وأوضحت أن تقارير الأمين العام وفريق الرصد، تشير بوضوح إلى مخاوف حول التهديدات التي يمثلها تنظيم القاعدة و"داعش" في خُراسان، لافتة إلى مطالبة المجلس الواضحة والمتكررة بعدم استخدام أراضي أفغانستان لإيواء أو تدريب الإرهابيين.
ودعت دولة الإمارات طالبان خلال الاجتماع، إلى الوفاء بالتزاماتها في مكافحة الإرهاب، وأن يستخدم المجلس الأدوات الكاملة المتاحة أمامه لضمان ذلك.
وأعربت الإمارات عن تخوفها من استمرار تدهور الاقتصاد الأفغاني، وتقلصه بنسبة عشرين إلى 30 % العام الماضي، وذلك وفقاً لتقديرات البنك الدولي.
مؤشرات الإنسانية
وأضافت نسيبة أن "الهبوط الحاد في المؤشرات الإنسانية مازال مستمراً، على الرغم من الإعفاء الإنساني في نظام عقوبات 1988، الذي أقر المجلس بضرورته لتخفيف بعض الضغط، إلا أنه لم يستطع معالجة الحاجة الماسة للسيولة، ولم يكن ليعالجها أساساً، وكذلك النسبة للوصول إلى الخدمات المصرفية والوظائف الرئيسية للبنك المركزي، ولكن لا تزال هذه الأمور أساسية لتحفيز النشاط الاقتصادي وتحقيق التعافي".
وحثت على مضاعفة الجهود من قبل جميع الأطراف المعنية للتوصل إلى اتفاق لاستعادة التشغيل الأساسي للاقتصاد الأفغاني، مؤكدة استعداد دولة الإمارات للقيام بدورها للمساهمة في مثل تلك الجهود.
وسلطت المندوبة الدائمة لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة، الضوء على الدور الخاص للدول الإسلامية في ما يتعلق بالتعامل مع طالبان، والمساعدة في تعزيز الحوار الديني والثقافي واحترام التنوع والقضاء على التمييز، إذ أن منظمة التعاون الإسلامي، إلى جانب المنظمات الإقليمية الأخرى، تضطلع بدور مهم في هذا الصدد.
وأكدت أن الإمارات، باعتبارها دولة إسلامية وعضواً في منظمة التعاون الإسلامي، أنها على أهبة الاستعداد للمساهمة في بذل المزيد من الجهود لإرساء الاستقرار والازدهار في أفغانستان ولشعبها، وأنها ستواصل العمل مع جميع أعضاء المجلس، في الفترة المقبلة، لضمان نهج بناء وعملي لمعالجة التحديات التي تواجه أفغانستان.
قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :
واشنطن قلقة من تجمع الإرهابيين في أفغانستان
مجلس الأمن الدولي يدين الهجوم على مسجد في أفغانستان ويدعو لمحاسبة المتورطين
أرسل تعليقك