كشفت معلومات جديدة عن عملية إسرائيلية التي تمت بمحض الصدفة التي ستغيّر بل شك قواعد المواجهة في قطاع غزة الذي يعاني من ويلات الحرب منذ أشهر طويلة فقد أعلنت هيئة البث الإسرائيلية أن الجيش الإسرائيلي تمكن من اغتيال قائد حركة حماس في غزة، ورئيس مكتبها السياسي يحيى السنوار، وذلك بعد اشتباك مسلح في منطقة تل السلطان في قطاع غزة.
ماذا حصل بالضبط ؟
و هذه هي الرواية الكاملة :
أ في الساعة 10:00 صباحاً من يوم الإربعاء أول أمس ، لاحظ جندي من
الكتيبة 450 شخصية "مشبوهة" تخرج وتدخل إلى مبنى في تل السلطان برفح.
أشار الجندي إلى المبنى وبدأت القوة تتحرك تدريجياً نحو الهدف بناءً على الفهم بأن هناك مسلحين في المكان.
حوالي الساعة 15:00 ، أثناء تشغيل القوة للدبابات
وقوات المشاة، تم رصد 3 شخصيات تتحرك وتدخل
وتخرج من منزل إلى آخر بواسطة طائرة مسيرة تم
التوصل إلى أن هؤلاء كانوا على الأرجح مرافقين
للسنوار الذين تقدموا قبله لفتح الطريق له.
تم إطلاق النار عليهم، فأصيبوا وبدأوا بالتفرق،
الفريق الذي كان فيه السنوار انقسم، حيث دخل هو
إلى مبنى واحد ودخل باقي الفريق إلى مبنى آخر.
صعد السنوار إلى الطابق الثاني، وأطلقت دبابة القوة قذيفة على ذلك المبنى.
قائد الفصيل من الكتيبة 450 دخل للقيام بعمليات
تفتيش في المبنى الذي كان فيه السنوار، فألقى قنبلتين على القوة، ما دفعهم للتراجع للخلف ومواصلة تشغيل الطائرات المسيرة.
أدخلت القوة طائرة مسيرة أخرى، ورأت شخصية
(تبين لاحقاً أنها السنوار كان مصاباً في يده وملثماً)
كان يجلس في غرفة وحاول إلقاء عصا خشبية على
الطائرة المسيرة الإسرائيلية بعد ذلك، أطلقت القوة قذيفة دبابة أخرى.
المرة التالية التي دخلت فيها القوة للتفتيش كانت
صباح اليوم، وعندما دخلوا ورأوا الجثث لاحظوا
تشابهاً بين إحدى الجثث ويحيى السنوار في الصورة يظهر السنوار وهو يحاول إلقاء عصا على
الطائرة المسيرة .
فبعد أكثر من عام من الملاحقة، تمكنت القوات الإسرائيلية من قتل يحيى السنوار.
ووفق المعلومات الأولية لم يقتل السنوار من جراء عملية اغتيال أمنية وإنما بالصدفة خلال اشتباك مسلح بين الجيش الإسرائيلي وخلية من مقاتلي كتائب القسام في منطقة تل السلطان في رفح.
في مكان لم يكن يخطر في بال أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية أنه موجود فيه.
ولد يحيى السنوار في خان يونس عام 1962، ويعتبر من مؤسسي الجناح العسكري لحركة حماس، اعتقلته إسرائيل عام 1988، وحوكم بالسجن مدى الحياة، قبل أن يفرج عنه في صفقة تبادل أسرى عام 2011، وقد تولى قيادة حركة حماس في غزة منذ العام 2017.
وفور الإعلان الرسمي عن مقتله، مساء الخميس، نشر الجيش الإسرائيلي فيديو قال إنه للسنوار قبل مقتله. وأظهر الفيديو شخصا ملثما وهو يجلس على أريكة ويحاول إسقاط طائرة بدون طيار صغيرة كانت تصور المكان.
وقد أصيب السنوار بجروح خطيرة جراء قصف المنزل الذي كان يتواجد به بقذيفة دبابة، بعد ذلك أرسلت قوة مشاة إسرائيلية طائرة مسيرة لمحاولة معرفة من كان داخل المنزل.
وحسب الفيديو الذي التقطته الطائرة الدرون، فقد كان السنوار يحاول إسقاط هذه الطائرة وضربها بواسطة عصا.
وبحسب المصادر العسكرية، فالمبنى الذي كان يقيم فيه السنوار كان محاصرا، وتم العثور على سترة عسكرية مليئة بالقنابل اليدوية على الجثة.
فعند الساعة العاشرة من صباح الأربعاء، رصد جندي من الكتيبة 410 في الجيش الإسرائيلي شخصًا يدخل ويخرج من أحد المنازل في حي تل السلطان برفح، وبدأت قوة مشاة بالتحرك نحو الهدف على أساس أن هناك مسلحين.
وعند الساعة الثالثة عصرًا من نفس اليوم، تم رصد ثلاث شخصيات مشبوهة تدخل وتخرج من منزل إلى آخر. حينها تم الإدراك أن هؤلاء مسلحون، ويُعتقد أنهم من رفقاء السنوار الذين حاولوا فتح الطريق أمامه، عندها أطلقت القوة النار عليهم بهدف إصابتهم.
انقسمت فرقة السنوار، حيث دخل هو إلى مبنى ودخل الجزء الآخر من الفرقة إلى مبنى آخر، وصعد السنوار إلى الطابق الثاني، عندها أطلقت دبابة إسرائيلية قذيفة على ذلك المبنى.
ودخل قائد فصيل من الكتيبة 450 إلى المنطقة المحيطة بالمبنيين، واندلعت اشتباكات، وألقى قنبلتين تجاه السنوار ورفاقه، مما أدى إلى انقطاع التواصل بينهم.
وأحضرت القوة طائرة بدون طيار، وشاهدت شخصًا (تبين لاحقًا أنه السنوار) مصابًا في يده وملثماً، حيث كان السنوار جالسًا في الغرفة، وحاول إلقاء عصا خشبية على الطائرة. وبعد ذلك، أطلقت الدبابة قذيفة أخرى.
المرة التالية التي دخلت فيها القوة للمسرح كانت صباح الخميس، وعندما دخلوا ورأوا الجثث، لاحظوا أن هناك تشابهًا بين إحدى الجثث ويحيى السنوار.
وبحسب بيان الجيش: "لقد تم القضاء على السنوار بعد سنة اختبأ فيها في قلب السكان المدنيين في المخابئ فوق وتحت الأرض وفي أنفاق حماس في قطاع غزة.. لقد نفذ جيش الدفاع والشاباك عشرات العمليات على مدار الأشهر الأخيرة والتي أدت إلى تقليص منطقة عمل يحيي السنوار، مما أسفر أخيرًا في القضاء عليه".
وقالت الشرطة الإسرائيلية، الخميس، إن جثة زعيم السنوار نقلت إلى مشرحة في تل أبيب لإجراء فحوص إضافية بعد إعلان الجيش مقتله في غزة.
و تحمّل إسرائيل يحيى السنوار المسؤولية عن هجوم السابع من أكتوبر، وقد كان على رأس قائمة المطلوبين للاغتيال، ويعتبر أحد أبرز اللاعبين في عملية السلم والحرب في غزة.
وعملية اغتياله قد تغير قواعد اللعبة في غزة، وربما تضع الكثير من الأسئلة حول مستقبل الحرب في القطاع، واحتمال الوصول إلى صفقة تهدئة، ومصير الأسرى الإسرائيليين، ومن سيخلف السنوار.
ووفقاً لتصريحات أدلى بها مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، فإن معلومات المخابرات الأميركية ساعدت إسرائيل في تعقب قادة حماس بمن فيهم يحيى السنوار. وأشار مستشار الأمن القومي إلى أنه يجب ضمان أن يوجه مقتل السنوار ضربة طويلة الأجل لحماس، كما أضاف أن واشنطن تتوقع تقدما على الأرض بشأن الموقف الإنساني في غزة.
هو أقوى رجال حركة حماس، والعقل المدبر لهجوم السابع من أكتوبر.
ولد في قطاع غزة في خان يونس، وعمره 62 عاما، قضى منها 24 عاما في السجون الإسرائيلية.
أثناء فترة اعتقاله نجح أطباء إسرائيليون بإزالة ورم من مخه. السنوار خرج من المعتقلات الإسرائيلية إلى المراكز القيادية في حماس حتى أصبح مهندس هجوم السابع من أكتوبر.
السنوار هو من أعضاء حركة حماس الأوائل، وأنشأ الجهاز الأمني للحركة المعروف اختصارا بـ"مجد". وهو المسؤول عن ملاحقة المتهمين بالتجسس لصالح إسرائيل ومعاقبتهم وأحيانا إعدامهم.
تخرج السنوار من الجامعة الإسلامية في قطاع غزة، وتعلم اللغة العبرية التي يتحدثها بمستوى جيد. ويقال إن لديه فهما عميقا للثقافة والمجتمع الإسرائيليين.
لاحقا، أصبح السنوار قائدا بارزا في كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، قبل أن يصبح زعيم الحركة في القطاع.
بعدها، أدرجته الخارجية الأميركية في سبتمبر 2015 على لائحتها للإرهابيين الدوليين.
وقبل شهرين، وبعد اغتيال إسماعيل هنية في طهران، أصبح السنوار رئيسا جديدا لحركة حماس، لتعلن إسرئيل مقتله في السادس عشر من أكتوبر.
ومقتل السنوار يثير الكثير من علامات الاستفهام حول مستقبل حركة حماس ومصير الحرب أيضا، فالسنوار كان يعتبر أقوى رجال حماس وأحد المؤثرين على سياسات الحركة في العقد الأخير وعلى علاقاتها مع إيران وحزب الله.
الفراغ الذي سيتركه السنوار في حماس لن يكون سهل التعويض ولن يكون قليل التأثير، فهو من صقور الحركة الذي أخذ نهجها بعيدا نحو إيران، ومن ربطها عسكريا بحزب الله والحرس الثوري.
وهو الأمر الذي لطالما شكل خلافا داخليا في حماس بين أقطابها في الخارج والداخل.
فقد عرف السنوار بمواقف متصلبة، وتمسكه بشروط معقدة حيال الكثير من الأمور سواء في الشأن الفلسطيني الداخلي أو في العلاقات والمفاوضات مع إسرائيل.
وتواجه جركة حماس الآن تحديا كبيرا في تحديد قائدها الجديد وتوجهه، لاسيما أن السنوار قتل وهي على مفترق طرق في ذروة مواجهة دامية.
وقد قتل قبله من كان سينوبه.. إسماعيل هنية وصالح العاروري. وتقول إسرائيل إنها قتلت أيضا قائد القسام محمد ضيف ونائبه مروان عيسى، إضافة لصف طويل من نخبة حماس العسكرية والسياسية.
وفيما أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن مقتل السنوار خطوة "مهمة" لا تعني نهاية الحرب المتواصلة منذ أكثر من عام، إلا أن الأيام القادمة قد تشهد تغيراً في قواعد اللعبة بشأن الحرب في غزة.
قد يهمك أيضــــاً:
حماس تُنفي مزاعم عرض مقترح الخروج الآمن للسنوار وتتهّم حكومة نتنياهو بالإفلاس السياسي
إسرائيل تطرح على السنوار توفير ممر آمن للخروج من غزة مُقابل إطلاق سراح الرهائن
أرسل تعليقك