أنقرة ـ صوت الامارات
عاد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إلى أسلوب الابتزاز والتهديد عند حديثه مع الدول الأوروبية، مستغلا هذه المرة ورقة عناصر تنظيم "داعش" السجناء في بلاده لتحقيق مكاسب سياسية، حيث تحدث عن "فتح البوابات" أمامهم نحو أوروبا.
يأتي هذا التهديد الجديد من جانب أردوغان، الثلاثاء، بعد أيام قليلة على تجديد تهديده الدول الأوروبية بفتح الأبواب أمام المهاجرين إلى أوروبا، في حال امتنعت بروكسل عن تقديم الدعم له في المنطقة الآمنة واستقبال اللاجئين.
ويظهر من هذين التصريحين اعتماد أردوغان على أساليب الابتزاز في إدارة العلاقات مع الدول الأوروبية، عوضا عن الدبلوماسية وإجراء المفاوضات، رغم أنها أبرمت معه اتفاقا بشأن المهاجرين قبل أعوام، وحسب ما أوردت وكالة "أسوشيتد برس"، فصرح أردوغان بأن أنقرة ستواصل إطلاق سراح الدواعش الأوروبيين وتعيدهم إلى بلادهم حتى لو رفضت الأخيرة.
وذكرت تقارير إخبارية تركية، الإثنين، أن مواطنا أميركيا رحلته أنقرة عالق على الشريط الحدودي بين تركيا واليونان، بعد أن رفضت أثينا دخوله.
ولدى سؤاله للتعليق على هذه التقارير، قال أردوغان: "سواء كانوا عالقين هناك على الحدود أم لا، فهذا لا يهمنا. سنواصل إرسالهم. سواء أخذوهم أم لا، فهذا لا يهمنا".
يأتي حديث أردوغان، بعد يوم من كشف الاتحاد الأوروبي عن نيته فرض عقوبات على أنقرة بسبب تنقيب عن الغاز في البحر المتوسط قبالة قبرص، العضو في الاتحاد الأوروبي، وتؤكد بروكسل أن عمليات التنقيب التركية غير شرعية.
كانت سفن تنقيب تركية، ترافقها سفن حربية، أعمالا استكشافية هذا الصيف في المياه التي تقول قبرص إنها تتمتع بحقوق اقتصادية حصرية فيها، لكن تركيا تقول إن تحمي حقوق جمهورية قبرص التركية، غير المعترف بها دوليا.
واعتمد وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي آلية تمكن "من معاقبة الأفراد أو الكيانات المسؤولة عن أنشطة التنقيب غير المصرح بها عن الهيدروكربونات أو المشاركة فيها."
ويمكن الآن للدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي تقديم أسماء أولئك الذين تعتقد أنه ينبغي إدراجهم في لاحة العقوبات، وقال أردوغان "يتعين عليكم مراجعة موقفكم من تركيا، التي تمسك بالكثير من أعضاء داعش في السجن، وتسيطر عليهم في سوريا."
وأضاف "ستفتح هذه البوابات وسيستمر إرسال أعضاء داعش هؤلاء الذين بدأ إرسالهم إليكم. ثم يمكنكم الاعتناء بمشكلتكم"، وبينما قامت تركيا بترحيل المتعاطفين مع داعش بهدوء قبل سنوات، فقد أثارت القضية بقوة أكبر هذه الأيام.
ورحّلت تركيا مواطني الولايات المتحدة والدنمارك وألمانيا، الاثنين، وأعلنت عن خطط لطرد سبعة مواطنين ألمان آخرين ومواطنين إيرلنديين اثنين و11 مواطنا فرنسيا.
وقالت تركيا الأسبوع الماضي إن نحو 1200 من مسلحي داعش في السجون التركية.
ودأب أردوغان على الظهور في وسائل الإعلام بين الحين والآخر ليهدد ويبتز أوروبا بإغراقها باللاجئين السوريين، ما لم يحصل على مساعدات ودعم للمنطقة الآمنة التي يسعى لإقامتها على الشريط الحدودي الجنوبي لبلاده.
وفي مارس عام 2016، دخل حيز التنفيذ اتفاق تركيا والاتحاد الأوروبي بشأن وقف تدفق المهاجرين على دول التكتل.
كان الهدف من الاتفاق وقف واحدة من أكثر المشكلات ضغطا على الاتحاد الأوروبي، وهي هجرة الملايين من طالبي اللجوء من الدول التي تشهد اضطرابات.
ولم يكف أردوغان عن إطلاق التصريحات التي تشير إلى تنصل الاتحاد الأوروبي من مسؤولياته تجاهها، وفق الاتفاق، لكن متحدثة باسم الاتحاد الأوروبي أكدت قبل أشهر أنه تم منح تركيا 5.6 مليار يورو بموجب الاتفاق، مضيفة أن "الرصيد المتبقي المقرر سيرسل قريبا"
قد يهمك أيضًا :
ثلاثة جيوش دولية مختلفة تدعم الأطراف المتحاربة على الأراضي السورية
أرسل تعليقك