المنطقة الليبية المحاذية للجزائر والنيجر خصبة لتنقل عصابات التهريب
آخر تحديث 14:59:16 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

سلاسل الجبال الممتدة بين بني وليد وحتى جنوب طرابلس

المنطقة الليبية المحاذية للجزائر والنيجر خصبة لتنقل عصابات التهريب

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - المنطقة الليبية المحاذية للجزائر والنيجر خصبة لتنقل عصابات التهريب

الليبية المحاذية للجزائر والنيجر
طرابلس ـ فاطمة السعداوي

تمثّل منطقة الجنوب الليبي سيما الجنوب الغربي منها وحتى مشارف وسط الجنوب التي تنتهي عندها صحراء ليبيا شمالا مسرحاً لتنقلات التنظيمات المتطرّفة وشبكات عصابات تهريب المهاجرين والمخدرات والأسلحة بعيداً عن سلطة أي من حكومتي ليبيا وقواتهما المنشغلتين بالصراع على السلطة في الشمال، وبالرغم من القضاء على تنظيم "داعش" أخطر التنظيمات المتطرّفة في ليبيا وطرده من معقله الرئيس في سرت العام الماضي على يد قوات البنيان المرصوص التابعة لحكومة الوفاق المدعومة من الأمم المتحدة، إلا أن شبح التنظيم لا يزال يطل على المنطقة المحيطة بسرت بين الفينة والأخرى.
وأكّد الخبير الأمني والعقيد المتقاعد بجهاز الأمن الليبي، علي الصيج، أن المنطقة الليبية المحاذية للجزائر والنيجر أو ما يعرف بالمثلث الحدودي الذي لا يخضع لسيطرة أي من تلك الدول يشكل منطقة خصبة لتنقل عصابات التهريب والتنظيمات المتطرّفة موضحاً أنه "عبر منفذ التوم الذي لا يخضع لأي سلطة ليبية أو نيجيرية وصولا إلى أوباري جنوب البلاد ومنها إلى محيط مزدة وتحديدا منطقة قرزة التي تشكل منفذا آمنا للجبال الوعرة التي تربط منطقة بين وليد بجنوب سرت ومناطق وسط ليبيا يمكن لداعش التنقل بحرية".
وتؤكد تصريحات سابقة لقادة البنيان المرصوص ما قاله الصيد، فقد أكدت أن فرق للاستطلاع الجوي رصدت تنقلا لأرتال داعش في قرزة وصولا إلى النوفلية وهراوة شرق سرت حيث دخلت سيارات للتنظيم لهذه المناطق للتبضع والحصول على المؤن، كما أن الطيران الأميركي نفذ غارات جوية في أغسطس/آب الماضي على تمركزين للتنظيم في أودية "حقف الطير والحصان" الواقعة بين سرت وبني وليد، وفي تفاصيل أكثر قال الصيد بأن "تقارير أمنية أثبتت وجود معسكرات للتنظيم في أودية سوف السجين ونفد وأم العجرم وام الخراب وميمون"، مشيرًا إلى أنها أودية يمتد بعضها إلى الجزائر والجنوب الليبي سيما فروع وادي البي الكبير وفروع بونجيم.
وذكر أن "التنظيم يستفيد من سلاسل الجبال الممتدة بين بني وليد وحتى جنوب طرابلس في ترهونة وكلها تتآلف لتشكل مع الصحراء طرقا آمنة لتنقل داعش وغيرها بحرية حيث تمثل لها غطاء طبيعيا للحماية"، وعن دور قوات البنيان المرصوص والجيش الليبي التابع لمجلس النواب في كبح جماح توسع التنظيم قال الصيد إنه "لا يوجد تنسيق بينهما بكل تأكيد تبعا للوضع السياسي لكن عمل كل منها على انفراد لا يزيد عن التمركز داخل المدن الهامة في هذه المنطقة كسرت والجفرة مثلا أو دوريات لحماية حقول النفط بالهلال النفطي وجنوبه وليس لديها مهام لمطاردة وملاحقة أرتال داعش"، مشيرا إلى أن عصابات التهريب التي تمر جهارا نهارا بجانب هذه المناطق لا يمكن التفريق بينها وبين دوريات داعش المتنقلة.
وكشف تقرير للبعثة الأممية لدى ليبيا في أغسطس الماضي عن استمرار نشاط التنظيم جنوب سرت وفي الجنوب الغربي من البلاد، وهو ما أكده أيضاً مسؤول عسكري من البنيان المرصوص التي لا تزال متمركزة في سرت بالقول "داعش فقد قوته المعلنة في سرت وسط البلاد وفي صبراتة غربها لكن خطر عودته مرجح فهو يعيد ترتيب صفوفه في الخفاء بعيدا عن الأعين وما نعرفه عنه لا يمثل 10% على الأكثر فهناك معسكرات بعيدة في الصحراء يتواجد فيها التنظيم ويرتب فيها صفوفه للعودة".
وأشار إلى أنه من المعلوم أن خلاياه المتنقلة لا يزيد عددها عن 200 مقاتل لكنه يقول إن الرقم ترجيحي لا يقوم على معلومات استخباراتية موثقة، وعن إمكانية تسرّب مقاتلين من الخارج لدعم تواجد التنظيم قال المصدر "هذا مؤكد والمنطقة الجنوبية المرتبطة بالنيجر الأكثر ترجيحاً لتسربه إلى جنوب ليبيا ولدينا ما يؤكد أنه كان يعد لعمليات نوعية ضد مواقع النفط أحبطها الطيران الأميركي في غارتين في أكتوبر الماضي في منطقة الفقهاء بالجنوب وهو مؤشر على تنامي قوته بسبب وصول مقاتلين أجانب إليه".
ورفض المصدر الأمني الحديث عن إمكانية مساعدة جماعات إسلامية بليبيا، كالجماعة الإسلامية المقاتلة المرتبطة بتنظيم القاعدة في تسهيل وصول مقاتلي داعش إلى ليبيا، قائلا "ليس لدينا ما يؤكد ولكننا لا نستبعد شيئاً في ظل عدم تفاهم السياسيين في البلاد واستمرار الفوضى".

 

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المنطقة الليبية المحاذية للجزائر والنيجر خصبة لتنقل عصابات التهريب المنطقة الليبية المحاذية للجزائر والنيجر خصبة لتنقل عصابات التهريب



GMT 20:41 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الإمارات تدين عملية الدهس التي وقعت في سوق بألمانيا
 صوت الإمارات - الإمارات تدين عملية الدهس التي وقعت في سوق بألمانيا

GMT 20:34 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

ابنة أصالة نصري تتحدث عن معاناة عائلتها في ظل حكم الأسد
 صوت الإمارات - ابنة أصالة نصري تتحدث عن معاناة عائلتها في ظل حكم الأسد

GMT 00:13 2020 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

ارتفاع حصيلة ضحايا زلزال تركيا "المدمر"

GMT 23:59 2019 السبت ,23 آذار/ مارس

رئيس النصر السعودي يسخر من جمهور الشباب

GMT 06:58 2019 الخميس ,03 كانون الثاني / يناير

الأجهزة اللوحية في المدارس سقوط حرّ لمهارات الكتابة

GMT 15:53 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

"لينكولن" تستعيد الأناقة الكلاسيكية بطرح محدود لـ"61 Continental"

GMT 12:42 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق برنامج "Little Big Stars- نجوم صغار" على "MBC مصر" السبت المقبل

GMT 19:42 2018 الثلاثاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

جامعة "هارفاد" تواجه اتهامات بالتمييز العنصري ضد الأميركيين

GMT 04:16 2014 الأربعاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

عطور "الفانيلا" مطلب كل امرأة أنيقة وراقية

GMT 05:59 2017 الإثنين ,09 كانون الثاني / يناير

شركة التصنيع الوطنية تعلن عن فرص عمل في السعودية

GMT 04:34 2015 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مباحثات مغربية صينية لتعزيز التعاون في مجال الطاقة

GMT 14:52 2017 الأربعاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تصميم منازل صينية بديلة أكثر إنتاجية واستدامة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates