سقط 11 مسلحًا من ميليشيات "الحوثي وصالح" في مدينة تعز جنوبي اليمن، في اشتباكات مع القوات الشرعية وغارات جوية لطائرات قوات التحالف العربي، الذي تقوده المملكة العربية السعودية، الأربعاء. وأفادت مصادر عسكرية يمنية أن طائرات التحالف العربي شنت غارات مكثفة صباح اليوم الخميس وأمس الأربعاء على مواقع ميليشيات "الحوثي وصالح" في جنوبي محافظة تعز ، التي يحاصرها الحوثيون منذ أشهر. وتركزت الغارات على مناطق في ريف تعز، في وقت اندلعت اشتباكات في هذه المناطق بين قوات الشرعية من جهة والمتمردين من جهة أخرى في مناطق نقيل ومديرية الصل والأحكوم وسامع والمقاطرة.
وأعلن مراسلنا أن معارك شرسة دارت بين الحوثيين وقوات اللواء35 الموالي للشرعية في مناطق الاحكوم التابعة لحيفان والقريبة من هيجة العبد بعد سيطرة الحوثيين على حيفان الواقعة ، جنوب تعز، في يوليو/تموز الماضي. ويعد هيجة العبد الممر الوحيد الذي يصل تعز بالمحافظات الجنوبية ويمثل خط امداد للمقاومة الموالية للرئيس هادي كما كانت تدخل من خلالة السلع للسكان عندما اغلق الحوثيين كافة المنافذ في تعز. وتوقف طريق هيجة العبد بسبب وصول النيران لاجزاء منه ، فيما يحاول اللواء٣٥استعادة المواقع التي تشكل خطر على الطريق من جهة حيفان.
وأعلنت قيادة الجيش اليمني المؤيد للشرعية في محافظة تعز، حالة الطوارئ وحظر التجوال في مدينة التربة والمناطق الخاضعة لسيطرة اللواء 35 جنوب تعز. وفي بيان صادر عن قيادة محور تعز واللواء 35 مدرع، أعلن "عن حالة الطوارئ في بلدة "التربة" والمناطق المجاورة لها حتى إشعار آخر".ويشمل الإعلان "حظرا للتجوال يبدأ من الساعة الثامنة من مساء وحتى السادسة من صباحاً.
وأكدت مصادر عسكرية مقتل أحد أفراد القوات الشرعية وإصابة 6 آخرين، فيما أصيب 5 مدنيين من جراء القصف العشوائي للميليشيات على مدينة تعز. وقالت مصادر محلية يمنية إن قوات الجيش الموالية للحكومة الشرعية، بسطت نفوذها أمس الأربعاء، على مناطق جديدة في محافظة أبين، جنوبي البلاد، بعد انسحاب عناصر تنظيم "القاعدة".
وأوضحت المصادر، أن قوات الجيش اليمني المدعومة بمسلحين من المقاومة الشعبية انتشرت في مناطق أحور ولودر ومودية بمحافظة أبين، ونشرت نقاط تفتيش فيها. وأضافت المصادر، أن “بسط الجيش اليمني نفوذه على هذه المناطق جاء بعد انسحاب مسلحي القاعدة منها دون وقوع مواجهات بين الطرفين”.
وأفادت مصادر أمنية بتكبد ميليشيات "الحوثي وصالح" نحو 1654 قتيلاً وقرابة 2000 جريح خلال أسبوع. وتأتي تلك التقديرات الأولية لتؤكد تقدم قوات الجيش اليمني الوطني والمقاومة الشعبية بمؤازرة طيران التحالف.
وأعلنت قبيلة يمنية كبيرة في محافظة أبين، جنوب غربي البلاد، مساء الأربعاء، تبرؤها من أبنائها الذين ينتمون للجماعات المسلحة المرتبطة بتنظيم "القاعدة". وقالت قبيلة الجعادنة، كبرى قبائل محافظة أبين، عبر بيان إنها “تتبرأ من كل أبنائها الذين يثبت تورطهم بالانضمام لتنظيم "القاعدة".
وأضافت أن دخول أي شخص من أبنائنا ضمن أي تيار إرهابي يعني أنه لا ينتمي لقبيلة الجعادنة ولا نتشرف به. ويأتي ذلك عقب نشر مواقع إخبارية محلية أسماء لأشخاص ينتمون إلى قبيلة “الجعادنة” تحقق معهم قوات الأمن في محافظة عدن، بعد أن ألقت القبض عليهم، مؤخرا، ضمن “خلية إرهابية” متهمة بأعمال “قتل وتفجيرات”، في المحافظة، خلال الأشهر القليلة الماضية.
ودعت قبيلة الجعادنة الأجهزة الأمنية في عدن إلى الكشف بشكل رسمي عن اسم أي شخص من القبيلة شارك في الأعمال الإرهابية أو ينتمي لتنظيم “القاعدة”، لكي تتبرأ منه بشكل علني.
وتتواجد في محافظة أبين ستة قبائل رئيسة هي: “العلهي” و”العوذلي” و”المرقشي” و”الفضلي” و”الكازمي” و”بني قاصد يافع”، وتنتمي “الجعادنة” الى قبيلة الفضلي الكبرى، ومقرها مديرية مودية، شرقي أبين.
وذكرت شرطة محافظة عدن، التي اتخذتها السلطات اليمنية كعاصمة مؤقتة، أنها تسلمت 11 سيارة دورية مقدمة من الإمارات العربية المتحدة من أجل تعزيز الأمن في المحافظة.
وأوضحت الشرطة، في بيان قصير نشرته على صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي”فيسبوك”، أن اللواء شلال شائع، مدير أمن محافظة عدن، تسلم هذه السيارات كدعم من دولة الإمارات لتعزيز دور الأجهزة الأمنية في العاصمة المؤقتة.
وأعرب الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، عن شكره وتقديره لدولة الإمارات على موقفها المشرف تجاه اليمن وشعبه في هذه المرحلة الاستثنائية التي يمر بها إثر عمليات الانقلاب، ودعمها اللا محدود في الدفاع عن الشعب اليمني، وتقديم المساعدات الإغاثية والإنسانية وإعادة تأهيل عدد من المرافق الحكومية في المحافظات المحررة.
ونقلت وكالة الأنباء اليمنية عن هادي شكره وتقديره للمملكة العربية السعودية ودول التحالف العربي، ومواقفها العروبية الأصيلة التي ستظل حيةً لن تنسى وسيظل الشعب اليمني يتذكرها على مر السنين.
وأشاد الرئيس اليمني بالتضحيات الجسيمة والانتصارات الكبيرة التي يحققها أبطال الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في مختلف المواقع والجبهات، وسعيهم الحثيث لاستعادة الدولة، واستتباب الأمن والاستقرار، ودحر وتخليص الوطن من شرور العصابات الانقلابية التي عاثت في الأرض فساداً، وقتلت الأبرياء من المدنيين، بينهم نساء وأطفال، وشردت الآلاف من منازلهم ودمرت البنى التحتية بطريقة همجية لا تمت بصلة للقيم والأخلاق الإنسانية.
وأكد هادي تقديم أوجه الدعم كافة من أجل مواصلة الانتصارات، وتطهير المدن والمحافظات كافة من العناصر الإرهابية والانقلابية التي تحاول جر البلد إلى أتون صراعات عرقية ومذهبية ودينية، خدمةً منها لأطراف خارجية لا تريد لليمن الأمن والاستقرار والعيش بسلام مع محيطه العربي والإقليمي والدولي.
وفي عدن، أكد رئيس الوزراء اليمني أحمد عبيد بن دغر أن بلاده تخوض حربًا لاسترداد البلاد من الانقلابيين، ولابد أن تكون مصر في الصورة مما يجري على الأرض، وبالتالي ناقش مع الرئيس السيسي الأوضاع الحالية في اليمن ومجريات الأحداث هناك، وكذلك المعطيات التي حدثت خلال فترة الأزمة منذ عام 2014 عندما اجتاحت الميلشيات الحوثية العاصمة صنعاء ثم تعز وعدن.
وأوضح رئيس الوزراء اليمني في حوار للتلفزيون المصري أن استمرار الحرب حتى الآن هو مسؤولية الشعب اليمني والأطراف كلها بما في ذلك السلطة الشرعية والحوثيين والمجتمع الدولي، متابعًا أن استيلاء الحوثيين على السلطة بالقوة لابد أن ينتهي لكي تتوقف الحرب، ومشيرًا إلى أن الشعب اليمني في معظمه يحارب الحوثيين بما في ذلك المناطق الشمالية التي يسيطر عليها الانقلابيون.
ونفى بن دغر أن أي عدوان عربي على اليمن بل هناك عدوان من الحوثيين على اليمن، والذي بدأ منذ زمن طويل، مشددًا على أن العرب، وخاصة السعودية، لم يتحركوا إلا بطلب من السلطة الشرعية في البلاد وخاصة عندما تدخلت إيران في الأزمة، مشيرًا إلى أن إيران تتدخل في شؤون المنطقة العربية بأكملها وليس اليمن وحده.
وتابع رئيس الوزراء اليمني إن إيران لها مطامع في المنطقة العربية وهي تعمل على خلق قلق وتوتر في المنطقة، فهي سبب رئيسي لما يجري في المنطقة، فحين توجد صراعات طائفية في أية دولة توجد إيران، وأوضح أن هناك تقاعسًا من جانب المجتمع الدولي في أن يكون له موقف واضح وخاصة في قرارات مجلس الأمن التي لم تُطبق، مضيفًا "قيل وقتها أنه على اليمنيين أن يبحثوا عن حل، ولكن مجلس الأمن لا يريد أن يظهر الحوثيين بأنهم معتدون ولم يطلب منهم الانسحاب من صنعاء أو أية مدينة أخرى وأن يسلموا أسلحتهم وإنما يطلب بأن يكون هناك تحاور وإن طال أمد الحرب وفي ذلك إشكالية".
وأشار رئيس الوزراء اليمني إلى أن ورقة الضغط الأولى في الأزمة الحالية هي الشعب اليمني الذي يقاوم واستطاع تحرير ثلثي البلاد من قبضة الحوثيين، الذين لم يصبح لديهم سوى خيار واحد هو السلام، وإما استمرار القتال وعليهم أن يتحملوا مسؤولية ذلك.
وقال بن دغر "أجرينا مفاوضات لمدة 100 يوم في الكويت وللأسف كانت سلبية، فقد رفض الانقلابيون ما قدمته الأمم المتحدة من مخارج للأزمة وكذلك الإطار العام للمباحثات، لذا فالعودة إلى المفاوضات بعد هذا الرفض ستكون عديمة الجدوى"، منوهًا إلى أنه، مع ذلك، الشرعية اليمنية في نهاية المطاف مستعدة للتفاوض من أجل استعادة الدولة، وأكد أن الحرب في اليمن ستنتهي إذا التزم الحوثي وصالح ببنود المبادرة الخليجية، مضيفًا أنهما يسعيان لفرض مشروع سياسي أمامي جديد.
وفي جدة، أدانت منظمة التعاون الإسلامي بشدة الحادث الذي تعرضت له منطقة نجران جنوبي السعودية، بصاروخ أطلق من الأراضي اليمنية، مما أدى إلى مقتل 7 مدنيين وإصابة آخرين.
وقال الأمين العام للمنظمة، إياد أمين مدني إن "الاعتداء الذي استهدف أرواح الأبرياء الآمنين، يهدف في المقام الأول إلى زعزعة الأمن والاستقرار في المملكة والمنطقة، وإلى إجهاض جميع الجهود المبذولة لإنهاء النزاع في اليمن بالطرق السلمية. وشدد مدني على أن "المساس بأمن المملكة، إنما هو مساس بأمن وتماسك العالم الإسلامي بأسره، وأنه سيبوء حتما بالفشل، وسينقلب على من أقدم عليه ومن دعمه."
وأكد دعم المنظمة لجهود السعودية الدؤوبة في إحلال السلام في اليمن ودعم مؤسساته الشرعية، وعلى تضامن المنظمة التام مع المملكة فى كل ما تتخذه من خطوات وإجراءات للحفاظ علي أمنها واستقرارها. وأعرب الأمين العام عن تعازيه لأسر الضحايا ودعائه أن يمنَّ الله على المصابين بالشفاء العاجل.
أرسل تعليقك