أكد اللواء علي عبدالله بن علوان النعيمي قائد عام شرطة رأس الخيمة رئيس فريق إدارة الطوارئ والأزمات المحلي لإمارة رأس الخيمة، أن الطائرات المروحية التابعة لجناح الجو في وزارة الداخلية نجحت في نقل أكثر من 700 شخص من المحصورين في مناطق الجبال والأودية ونقلهم إلى أماكن آمنة وتقديم الدعم الطبي والمواد الغذائية والمياه لهم، بعدما حاصرتهم مياه وادي البيح نتيجة لانقطاع الطريق المؤدي إلى قمة جبل جيس.
جاء ذلك خلال تفقد اللواء ابن علوان ومتابعته جهود فرق الطوارئ بمنطقة الطريق المؤدي إلى قمة جبل جيس والاطمئنان على الحالة الصحية للجميع، نتيجة سقوط الأمطار في الإمارة لليوم الثاني على التوالي.
أمطار الخير
وواصلت الأمطار هطولها الغزيرة على رأس الخيمة، أمس، لليوم الثاني، فيما شهدت منطقة غليلة في رأس الخيمة تساقط حبات البرد، وأدى هطول الأمطار الغزيرة إلى استمرار جريان الأودية والشلالات الجبلية، والتي ساهمت في ارتفاع منسوب المياه لأعلى مستوياتها في مناطق السدود برأس الخيمة، ومنها سد وادي البيح.
984 بلاغاً
وأوضح أحمد حمد الشحي مستشار الخدمات العامة بدائرة الخدمات العامة في رأس الخيمة، رئيس لجنة الطوارئ، أن غرفة العمليات استقبلت 984 بلاغاً حتى مساء أمس، فيما قامت فرق الطوارئ بسحب أكثر من 4 ملايين غالون من مياه الأمطار من مختلف مناطق الإمارة، وتنفيذ 783 رحلة لصهاريج السحب، لافتاً إلى أن الدائرة زادت عدد معدات سحب المياه إلى 80 آلية تنوعت بين 43 مضخة متنقلة، و27 «تنكر»، و10 مضخات ثابت في المناطق المنخفضة.
مدرسة شمل
وعلقت إدارة مدرسة شمل التعليمية في رأس الخيمة الدراسة إثر اقتحام مياه الوادي للمدرسة ووصول المياه إلى الفصول، حيث أدى اندفاع المياه إلى تساقط السور الخارجي للمدرسة ووقعت بعض الخسائر المادية في البنية التحتية.
ثناء
وعبّر بعض الأشخاص الذين كانوا عالقين في منطقة وادي البيح بعد نقلهم عبر الطائرة المروحية وقوارب الإنقاذ، عن شكرهم لرجال وزارة الداخلية وفرق الأزمات والطوارئ الذين واصلوا العمل لنقلهم إلى بر الأمان، وتوفير متطلباتهم من العصائر والمياه، مشيرين إلى أن تلك الجهود استمرت منذ ساعات المساء، نتيجة لانهيار إحدى العبارات المائية التي أدت لتوقف حركة مرور المركبات على الطريق.وأوضح مصور جريدة «البيان» الذي تواجد ضمن المحصورين على طريق جبل جيس، كنت في مهمة عمل لنقل الصورة الإجمالية لقراء «البيان» للمشاهد الجمالية التي خلفتها الأمطار الغزيرة في المناطق الجمالية والتي أدت لنزول الشلالات الجبلية وجريان الأودية، أمس، في جبل جيس ووادي البيح وغيرها من المناطق التي تحولت إلى لوحة طبيعية جذابة استقطب العائلات والسياح للاستمتاع بتلك الأجواء وملامسة الغيوم على القمة الجبلية الأعلى في دولة الإمارات وانخفاض درجات الحرارة.
وأشار إلى أن الطريق المؤدي إلى قمة جبل جيس شهد ارتفاع منسوب مياه الوادي ليتحول الطريق إلى مخيم عائلي منذ ساعات مساء أمس إلى مشروع تكافلي متكامل بين الشرطة والعائلات الذين قاموا بتوزيع المياه والسندويتشات فيما بينهم، وتقديم كل شخص المياه والعصائر للآخرين، كعادة المجتمع الإماراتي بالتكاتف والمساندة وتقديم الدعم ضمن البيت الواحد.
وأوضح محمد عبدالله أنه ذهب برفقة زوجته وابنه الصغير البالغ من عمر عاماً واحداً، للاستمتاع بالأجواء الباردة على قمة جبل جيس قبل هطول الأمطار الغزيرة التي فاجأت الجميع خلال فترة زمنية قصيرة، والتي أدت إلى إغلاق الطريق أمام العودة بالمركبة إلى المسكن في منطقة سيح البريرات، لافتاً أنه فضل البقاء مع أسرته داخل المركبة انتظاراً لتوقف الأمطار التي تواصلت هطولها بغزارة، ليتفاجأ الجميع بانقطاع الطريق حيث سارعت دوريات الشرطة في إمداد الحضور بالمياه والعصائر، والاطمئنان على سلامتهم، حيث تم نقل الزوجة والطفل عبر الطائرة المروحية قبل أن يتم نقله بواسطة القارب المطاطي، مؤكدًا أن جهود رجال وزارة الداخلية كافية لبعث الاطمئنان والراحة على الجميع، حيث تحولت منطقة وادي البيح إلى خلية عمل كبيرة بتشييد طريق وإغلاق مجرى الوادي مؤقتاً لعبور المركبات إلى بر الأمان.
جهود متواصلة
وأشار اللواء ابن علوان إلى أن فرق الطوارئ والإنقاذ واصلت جهودها في نقل أكثر من 130 شخصاً عبر وادي البيح الذي واصل جريانه بشدة لليوم الثاني على التوالي نتيجة لهطول الأمطار الغزيرة، حيث تم توفير مركبات خاصة لاستضافة العالقين والتأكد من سلامتهم بعد نقلهم بواسطة القوارب المطاطية.
أقرأ أيضاً :
حاكم رأس الخيمة يحضر أفراح الشحي والنعيمي
إغلاق 6 أنفاق
أكد المهندس أحمد الحمادي مدير إدارة الطرق في وزارة تطوير البنية التحتية، أن الوزارة أغلقت، أمس، 3 أنفاق أسفل الطريق الدائري بين منطقة الفحلين وصولاً إلى النفق المؤدي إلى طريق جبل جيس، بالإضافة إلى إغلاق 3 أنفاق على شارع الشيخ محمد بن زايد لضمان سلامة قائدي المركبات وعدم السماح لهم بعبور المياه داخل النفق، لافتاً إلى أن الانفاق لم تستوعب تصريف كميات المياه الكبيرة التي استقبلتها في الوقت المناسب. وأضاف: سخّرت الوزارة آلياتها وجهود فرق الطوارئ وشركة المقاولات لتنفيذ مطالب الأهالي بعد الاجتماع والتنسيق معهم، وخاصة منطقة الفحلين التي شهدت تراكم كميات كبيرة من مياه الأمطار نتيجة لفيضان الوادي المؤدي للمنطقة السكنية، حيث يستقبل الوادي 3 أفرع متصلة من الأودية الجبلية، حيث تم فتح طرق بديلة لمرور المركبات.
خطط جديدة لحماية المناطق الجبلية في رأس الخيمة من آثار الأمطار
وكشفت وزارة تطوير البنية التحتية عن خطط جديدة وحلول شاملة للاستفادة من مياه الأمطار التي تهطل على المناطق الجبلية في إمارة رأس الخيمة، ومنع وصولها للطرق والمزارع وبيوت الأهالي، وذلك بالتعاون مع الجهات المعنية، مؤكدة أن الحلول والتصورات الجديدة لحماية المناطق الجبلية ستشمل بناء عدد من السدود والبحيرات، والسواتر والقنوات المائية التي ستساهم في تعظيم الاستفادة من هذه الأمطار.
وقال المهندس أحمد الحمادي مدير إدارة الطرق بالوزارة: إن الخطة الجديدة التي يجري بحثها تشمل جميع المناطق الممتدة من شعم، وحتى منطقة الفحلين مروراً بجميع المناطق الجبلية التي تشهد جريان الأودية، موضحًا أن جريان واديي حقيل ونقب خلال اليومين الماضيين تسبب في إغلاق ثلاثة مخارج على الطريق الدائري في الإمارة، ويجري في الوقت الحالي تكثيف العمل لشفط المياه من هذه المخارج لإعادتها للعمل في أسرع وقت، مؤكداً أن هناك بدائل عديدة حاليا يستخدمها الأهالي القاطنون في هذه المناطق حتى يتم إنجاز المهمة. وتابع: بالنسبة لوادي نقب فإن هذا الوادي ظل لسنوات طويلة لم يجر بالمياه، وتم بناء عدد من المساكن الخاصة بالأهالي في مجرى الوادي ما جعلها عرضة لأي جريان للوادي، وستشهد الفترة المقبلة تغيير مجرى هذا الوادي حتى لا تصل المياه للمنازل، وفيما يخص وادي حقيل فإن الوزارة ومنذ 4 سنوات أعدت خطة شاملة لبناء قناة مائية يتم حفرها وتبطينها لتصب في إحدى المناطق المنخفضة والواقعة بعد مدرسة شمل لتجنب جريان الوادي ووصوله للمدرسة. لافتاً إلى أن هذا المشروع توقف في السابق بسبب ملاحظات لدائرة الآثار والمتاحف في رأس الخيمة، خاصة أن المنطقة تضم بعض المقابر التاريخية، وستشهد الفترة المقبلة إحياء هذا المشروع ومحاولة اختيار مسار جديد لهذه القناة، وذلك لحماية الممتلكات العامة والمساكن والمدارس والمزارع الخاصة بالأهالي في المنطقة، وفتح الطرق والعبّارات. من ناحيتها، أكدت دائرة الخدمات العامة في رأس الخيمة استمرار جهود سحب المياه من الشوارع والمناطق المنخفضة بالإمارة، وفتح الطرق وبعض العبّارات التي سدتها الرمال الكثيرة التي جرفتها الأودية عند هطول الأمطار.
وقال أحمد حمد الشحي رئيس لجنة الطوارئ بالدائرة: إن جهود فرق الطوارئ بالتعاون مع الجهات الأخرى نجحت في تسهيل الحركة المرورية على طرق وشوارع الإمارة، مشيراً إلى أن كميات الأمطار الكبيرة التي شهدتها الإمارة ستساهم في تغذية المخزون الجوفي وتقليل المياه الجوفية التي يعتمد عليها الأهالي في الزراعة. وأضاف: نفذت الدائرة بعض السواتر القريبة من الطريق الدائري على أحد مصبات وادي نقب الذي جرى بكميات كبيرة من الأمطار نحو منطقتي الفحلين والحيل، واستجبنا لعدد كبير من البلاغات التي وصلت للدائرة من الأهالي الذين داهمت بيوتهم المياه.
الأهالي: ضرورة تغيير مجرى الوادي
من ناحيتهم، طالب عدد من الأهالي في الفحلين والحيل بسرعة تنفيذ المشروعات الخاصة بالوادي الذي يجرى للعام الثاني على التوالي نحو المنطقة، مشيرين إلى ضرورة تغيير المجرى الرئيس للوادي لتفادي تأثيراته على المنازل والمزارع وغيرها.
قد يهمك ايضا:
القاسمي يؤكد "رأس الخيمة" تفخر بتاريخها الثري
حاكم رأس الخيمة يبحث تعزيز التعاون المشترك مع سفير أستراليا
أرسل تعليقك