قالت مصادر في حركة «حماس» لوسائل إعلامية، إن الوسطاء يضغطون على قيادة الحركة من أجل المشاركة في الجولة المرتقبة من اللقاءات التي ستُعقد نهاية الأسبوع الحالي، من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف النار في قطاع غزة وتبادل الأسرى.وأكدت المصادر أن الحركة لا ترفض المشاركة، ولكنها ترى بشكل واضح كما أبلغت الوسطاء، أن الوضع القائم لا يحتاج لجولة مفاوضات جديدة، وأن المطلوب عملياً من أجل المضي إلى اتفاق، هو القبول بما وافقت عليه الحركة مؤخراً، ورفضته إسرائيل بحجج واهية.
وأضافت المصادر: «قيادة (حماس) تنتظر من الوسطاء أن يتقدموا خطوة للأمام بالضغط أكثر على إسرائيل من أجل المضي بالمخطط الذي جرت الموافقة عليه في يوليو (تموز) الماضي، ويقوم على ما اقترحه الرئيس الأميركي جو بايدن».
وجاءت الضغوط على «حماس» بعد بيان للحركة طلبت فيه من الوسطاء تقديم خطة تستند إلى المحادثات السابقة، بدلاً من الدخول في مفاوضات جديدة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، ما أثار شكوكاً بشأن مشاركتها في اجتماع، الخميس، الذي دعا إليه الوسطاء.
وكان قادة الولايات المتحدة ومصر وقطر، قد دعوا، الأسبوع الماضي، كلاً من إسرائيل و«حماس» إلى الاجتماع لإجراء مفاوضات في 15 أغسطس (آب) الحالي، إما في القاهرة أو الدوحة لوضع اللمسات النهائية على اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، وإطلاق سراح المختطفين.
وقالت إسرائيل إنها سترسل مفاوضين للمشاركة في الاجتماع. وقالت «حماس» في بادئ الأمر إنها تدرس العرض، لكنها خرجت لاحقاً في بيان ألقى كثيراً من الشكوك حول مشاركتها.
وجاء في بيان «حماس»: «نطالب الوسطاء بتقديم خطة لتنفيذ ما قاموا بعرضه على الحركة، ووافقت عليه، بتاريخ الثاني من يوليو 2024 استناداً لرؤية بايدن وقرار مجلس الأمن، وإلزام إسرائيل بذلك».
وأوضحت «حماس» أنها «أبدت مرونة طوال عملية التفاوض، لكنها قالت إن الأفعال الإسرائيلية تشير إلى أنها غير جادة في السعي للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار».
ويدور الحديث عن خطة طرحها بايدن في خطاب ألقاه في 31 مايو (أيار)، وتقوم على 3 مراحل وتقود إلى وقف الحرب.
ويصر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلافاً لقادة الأجهزة الأمنية لديه، على بقاء قواته في محور فيلادلفيا، بينما مصر و«حماس» والسلطة والبقية يرفضون، ويقترحون ترتيبات أمنية وضمانات.
كما يصر نتنياهو على وجود قواته في محور نتساريم وسط القطاع، لمنع آلاف المسلحين من العودة إلى شمال قطاع غزة، وترفض «حماس» ذلك.
وقالت «هيئة البث الإسرائيلية»، إن إسرائيل ستطالب في المفاوضات المرتقبة، بالسيطرة على محور «فيلادلفيا»، وضمان عدم بقاء «حماس» في معبر رفح، ومنع انتقال المسلحين إلى شمال قطاع غزة، إضافة إلى قائمة واضحة سلفاً بالمحتجزين الإسرائيليين الأحياء الذين سيجري إطلاق سراحهم في المرحلة الأولى، وترحيل الأسرى الفلسطينيين ممن يقضون أحكاماً عالية في السجون الإسرائيلية، وستشملهم الصفقة، إلى الخارج.
وسيحاول الوسطاء تجاوز هذه العقبات في اجتماع، الخميس، بِعَدِّ المحادثات المرتقبة «فرصة أخيرة».
وقالت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، إن الدول الوسيطة تواصل الاستعداد لتجديد الاتصالات، يوم الخميس، على الرغم من أن «حماس» دعت إلى عدم تقديم مقترحات جديدة للصفقة، والالتزام بالخطوط العريضة التي اقترحها بايدن في السابق.
وقالت مصادر مطلعة على المحادثات لصحيفة «هآرتس»، إن إعلان «حماس» لا يشير في الوقت الحالي إلى انهيار المحادثات، ولا يجري التعامل معه على هذا الأساس. وأضافت أن إعلان «حماس» يُنظر إليه على أنه خطوة تكتيكية تهدف إلى ممارسة الضغط على إسرائيل.
لكن يتضح من خلاف نشب في إسرائيل، الاثنين، أن المشكلة الحقيقية تكمن في إسرائيل وليس لدى «حماس»؛ إذ دب خلاف كبير بين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت حول الحرب والصفقة، بعدما وصف غالانت شعار النصر المطلق الذي يرفعه نتنياهو بأنه مجرد «ثرثرة وهراء».
وقال غالانت في جلسة مغلقة أمام لجنة الخارجية والأمن في الكنيست إنه يسمع طبولاً وثرثرة عن النصر المطلق، عادّاً ذلك مجرد «هراء في هراء».
وأضاف مشيراً لنتنياهو: «من المؤسف أنهم في الغرف (المغلقة) لم يظهروا نفس الشجاعة»، في إشارة إلى رغبته في تنفيذ ضربة استباقية ضد «حزب الله» في وقت مبكر، وهو ما عارضه نتنياهو.
وأكد غالانت أن إسرائيل هي التي تعطل صفقة تبادل. وقال: «منذ خطاب بايدن كان الأميركيون يطلبون منا التوصل إلى اتفاق بشأن الرهائن، وهو ما نريده أيضاً، وفي بداية يوليو أعطت (حماس) جواباً يسمح لنا بالعودة إلى القتال بين المراحل حتى ننجح في جلب مزيد منهم، لكننا لم نمضِ بهذا الخيار».
وأضاف: «نحن أمام مفترق طرق، إما التسوية وإما التصعيد، وموقفي مع الأجهزة الأمنية هو الذهاب نحو تسوية وصفقة». وتابع: «لن يحدث شيء إذا انسحبت إسرائيل من محور فيلادلفيا شهرين».
وفوراً، رد مكتب نتنياهو مهاجماً غالانت. وقال المكتب: «أمام إسرائيل خيار واحد فقط: وهو تحقيق انتصار مطلق، يعني القضاء على قدرات (حماس) العسكرية والسلطوية، وتحرير مخطوفينا، وهذا الانتصار سيتحقق. وهذه هي التعليمات الواضحة لرئيس الحكومة نتنياهو والكابنيت، وهي تلزم الجميع، ومن ضمنهم غالانت».
وأضاف: «عندما يتبنى غالانت الخطاب المناهض لإسرائيل، فإنه يضر بفرص التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح المختطفين. كان من المناسب له أن يهاجم السنوار الذي يرفض إرسال وفد إلى المفاوضات، والذي كان ولا يزال العائق الوحيد أمام صفقة المختطفين».
في أثناء ذلك، أبلغ وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، نتنياهو أنه سينسحب من الحكومة إذا جرى اعتماد الصفقة المطروحة مع «حماس». ونُقل عن بن غفير قوله، إنه لا يوجد تغيير في موقف الحزب.
ويتهم قادة الأمن والمعارضة، نتنياهو، بأنه أسير لدى بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، ولا يريد وقف الحرب وإنما يسعى لإفشال الصفقة بأي طريقة.
قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :
قلق أميركي من تهور نتنياهو وإيران قد تتراجع عن تهديدها برد موجع على تل أبيب
مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي يفوض نتنياهو وغالانت بالرد على هجوم صاروخي على هضبة الجولان
أرسل تعليقك