ردَّت كل من فرنسا وألمانيا على دعوة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لاستعادة مسلحي تنظيم "داعش" في سورية، فقالت وزيرة العدل الفرنسية نيكول بيلوبيه، اليوم الاثنين، إن "بلادها لن تتخذ أي إجراء في الوقت الحالي، وستعيد المقاتلين على أساس مبدأ "كل حالة على حدة".
وأوضحت بيلوبيه لقناة "فرانس 2 " التلفزيونية، أن هناك وضعاً جيوسياسياً جديداً في ظل الانسحاب الأميركي، ولن نغير سياستنا في الوقت الحالي... ولن تستجيب فرنسا في هذه المرحلة لمطالب ترامب".
وتقول مصادر عسكرية ودبلوماسية إن "قوات سورية الديمقراطية"، التي يهيمن عليها الأكراد، تحتجز نحو 150 مواطنا فرنسيا في شمال شرق سورية، بينهم 50 بالغا.
أما ألمانيا فردّت بفتور على مطالب ترامب، وقالت إنها "لا يمكن أن تستعيد مقاتلي التنظيم إلا بعد إجراء زيارات وإجراءات قنصلية". وأوضحت وزارة الداخلية الألمانية، الأحد، أنه "لا يمكن لألمانيا استعادة مقاتلي تنظيم "داعش" الذين اعتقلوا في سورية، إلا إذا سُمح لهم بزيارات قنصلية، لتقلل بذلك من احتمال أن تلبي برلين مطالب قدمها ترامب لحلفائه الأوروبيين".
وصرحت متحدثة باسم وزارة الداخلية الألمانية، قائلة: "مبدئيا كل المواطنين الألمان، ومن يشتبه بأنه قاتل، إلى جانب ما يسمى بتنظيم داعش له الحق في العودة". لكنها أضافت أن ذلك مشروط بالسماح لمسؤولين من القنصلية بزيارة المشتبه بهم.
وأوضحت أن العراق أبدى اهتماما بمحاكمة بعض مقاتلي "داعش" الألمان، وأضافت "لكن في سوريا لا يمكن للحكومة الألمانية ضمان الواجبات القانونية والقنصلية التي يتعين القيام بها تجاه المواطنين الألمان المسجونين بسبب الصراع المسلح هناك".
وتقول السلطات الألمانية إن نحو 1050 شخصا سافروا من ألمانيا إلى منطقة القتال في سورية والعراق، منذ 2013، عاد ثلثهم تقريبا بالفعل إلى ألمانيا.
وبعد ساعات من رد وزارة الداخلية الألمانية، قال وزير الخارجية هايكو ماس إن "تنظيم إعادة متشددين أوروبيين محتجزين في سورية، كما يطالب ترامب، أمر بالغ الصعوبة حاليا." وأضاف ماس لشبكة التلفزيون الألمانية "أيه آر دي"، مساء الأحد، إنه لا يمكن تنظيم عودتهم "ما لم نتأكد أن هؤلاء الأشخاص سيمثلون فورا هنا أمام محكمة، وسيتم احتجازهم".
وأوضح أنه لهذا السبب "نحتاج إلى معلومات قضائية وهذا لم يتوفر بعد"، مؤكدا أن إعادتهم في الظروف الحالية أمر "بالغ الصعوبة". وأشار إلى أن برلين تريد "التشاور مع فرنسا وبريطانيا بشأن طريقة القيام بذلك".
وكان الرئيس الأميركي دعا في تغريدة، مساء السبت، الدول الأوروبية إلى إعادة مواطنيها المعتقلين في سورية جراء انضمامهم لتنظيم "داعش" إلى بلدانهم ومحاكمتهم، محذرا من أن الولايات المتحدة قد تضطر "للإفراج عنهم".
ومن المقرر أن يعقد وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي اجتماعا في بروكسل، اليوم الاثنين، سيناقشون خلاله عددا من القضايا، بينها الوضع في سورية.
قد يهمك ايضا
"قوات سورية الديمقراطية" تواصل قصفها لمراكز تنظيم "داعش" عند نهر الفرات
خطاب"حالة الاتّحاد" لدونالد ترامب لم يدعم الأسواق
أرسل تعليقك