تمكنت القوات العراقية المشتركة، السبت، من التوغل أكثر بعمق في أحياء مدينة الموصل، والسيطرة على الأرض في مواقع تنظيم "داعش"، فيما أكد قائد الحملة العسكرية لتحرير الموصل الفريق الركن عبد الأمير يارالله أنّ" قوات الجيش تمكنت من تطهير حي الحدباء والالتحام مع قوات جهاز مكافحة التطرف في جامعة الموصل".
وأوضح يارالله في بيان ورد "صوت الامارات" أنّ "قوات الفرقة 15والفرقة 16 وحشد نينوى حررت حي الحدباء ورفعت العلم العراقي فوق المباني".
وأضاف أن "تلك القوات التحمت مع قوات جهاز مكافحة التطرف في جامعة الموصل".
وتجري المعارك في جامعة الموصل منذ يوم الجمعة عندما توغلت قوات جهاز مكافحة التطرف وسيطرت حتى الآن على أجزاء واسعة.
وأفاد يارالله بأن "قوات اللواء 71الفرقة 15الجيش العراقي حررت حي المدراء العامين ورفعت العلم العراقي فوق مبانيه".
وأكد أن "قطعات الفرقة المدرعة التاسعة وفوج مغاوير قياد عمليات نينوى حررت قرية الشمسيات ورفعت العلم العراقي فوق مبانيه".
وأوضح يارالله، أن "الفرقة المدرعة التاسعة تكون بذلك قد أكملت تحرير جميع القرى والمناطق الموكلة لها جنوب الساحل الأيسر".
وأعلنت خلية الإعلام الحربي، في بيان لها، أن "قوات الشرطة الاتحادية بقواتها كافة (فرقة الرد السريع وفق5 وفق الآلية) والفرقة المدرعة التاسعة وبدعم وإسناد من قبل طيران الجيش وطيران التحالف الدولي، تحرر الجزء الجنوبي للساحل الأيسر بالكامل".
وأكد الإعلام الحربي، أن "الأحياء المحررة هي (يونس السبعاوي ويافا والانتصار والشيماء والصحة ويارمجة الغربيه ويارمجة الشرقية والوحدة والصابرين وسومر والساهرون والسلام وفلسطين وجديدة المفتي والميثاق والدوميز ومستشفى السلام والمجمع الطبي والسيطرة على طريق كركوك _ الموصل)".. مضيفًا أن "القوات تنجز واجبها بالكامل ومستمرة بعملية التفتيش والتطهير للمنازل والطرق من العبوات والمتفجرات".
ونفذت قيادة القوة الجوية بواسطة طائرة السيخوي، استنادًا إلى معلومات المديرية العامة للاستخبارات والأمن، عدة ضربات جوية مركزة، استطاعت من خلالها تدمير مقر ما يسمى "والي هيت العسكري" ومخازن للأسلحة والأعتدة ومعمل تفخيخ في كل من قضائي (راوة، عنة) في محافظة الأنبار.
وذكر بيان لوزارة الدفاع، ورد لـ"صوت الامارات"، أن "المفارز الميدانية التابعة للمديرية ذاتها عثرت أيضًا، على كدس للعتاد يحتوي على مادة c4 موضوعة في جلكانات وعبوات ناسفة أخرى في منطقة (أمام سفارة) التابعة لقضاء المقدادية". وتمكنت مفارز أمنية أخرى تابعة لمديرية الاستخبارات، من العثور على كدس للعتاد في قرية البو فرحان التابعة لناحية العظيم، ويحتوي الكدس على عبوات ناسفة وقنابر هاون. وفقًا للبيان.
وأبدى رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي، السبت، استغرابه من تخوف البعض من مرحلة ما بعد داعش، وأكد أن الانتصارات على داعش تحققت بـ"وحدة العراقيين وصمودهم والتضحيات الكبيرة لأبنائه"، فيما طرح رؤيته لمستقبل البلاد بسبع نقاط.
وقال رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي خلال كلمته في مؤتمر حوار بغداد الذي عقد السبت، إن "تشكيل الحكومة قبل أكثر من سنتين شهد وضع استعادة وتحرير أراضينا ومدننا وتطهير العراق من عناصر داعش المتطرفة في مقدمة برنامجنا الحكومي، واعتبرنا هذا الهدف من الأولويات الاستراتيجية لعمل الحكومة وأعددنا خطة لمواجهة التطرف والقضاء عليه، ونحن الآن أقرب إلى تحقيق هذا الهدف وستعود جميع المدن إلى أرض الوطن قريبًا جدًا"، معربًا عن ثقته بأن "مستقبل العراق سيكون أفضل وأقوى والاقتصاد سيتجاوز الأزمة وينتعش وسيكون العراق لجميع العراقيين الذين يخلصون العمل لوطنهم".
وأضاف العبادي، أن "الانتصارات على تنظيم داعش تحققت بوحدة العراقيين وصمودهم والتضحيات الكبيرة لأبنائه"، مبديًا استغرابه من "تخوف البعض من مرحلة ما بعد داعش، في حين لم تتخوفوا على أهل الأنبار وتكريت ونينوى عندما كانت داعش تحتل مدنهم وتسومهم سوء العذاب". موضحًا أن "رؤيتنا لما بعد الانتصار والتحرير هي مجموعة خطوات تتلخص بسبع نقاط مترابطة لا تتقدم إحداها عن الأخرى أو تنفصل عنها، ولا بد أن تسير معًا في ظل حوار جدي ومصالحة مجتمعية نطوي بهما صفحة الإرهاب وما خلفه من دمار وتهجير وجرائم ضد الإنسانية"، مبينًا أن "النقطة الأولى تتمثل بإعادة الأمن والاستقرار والخدمات الأساسية بما أسميناه إعادة الاستقرار وتمكين النازحين من العودة إلى ديارهم ومشاركتهم في بناء وإعمار ما دمرته داعش، ورعاية عوائل الشهداء والجرحى والمقاتلين الذين ضحوا بدمائهم دفاعًا عن الوطن، وكذلك المتضررين من الإرهاب وتأهيل المجتمع لمحو مخلفات داعش وثقافة العنف والكراهية، وتحشيد كل الجهود الوطنية من أجل تحقيق هذه الأهداف الوطنية والإنسانية".
وتابع رئيس مجلس الوزراء، أن "النقطة الثانية هي الالتزام باحترام الآخر والتعايش السلمي مع جميع الشركاء في الوطن المختلفين دينيًا ومذهبيًا وفكريًا واحترام مقدساتهم، وحماية الأقليات وقدسية دور العبادة لجميع الأديان والمذاهب وهذا يمثل أساسا للمصالحة المجتمعية"، لافتًا إلى أن "النقطة الثالثة تكون بعدم السماح بعودة الحالات والمظاهر الشاذة التي كانت سائدة في العراق في مرحلة ما قبل احتلال داعش للمدن، وهي حالة التحريض والتوتر والتخندق الطائفي والقومي البغيض على حساب المصالح العليا للبلاد، وهذا ما أسهم في تمكين داعش من إسقاط المدن والمحافظات".
وبيّن العبادي، أن "ذلك يوجب الالتزام بالخطاب الذي يكرس روح المواطنة ويحث على الوحدة والتعاون وعدم السماح لداعش وأي تنظيم إرهابي وإجرامي بالعودة من جديد والتغطية عليه في المدن المحررة أو السماح بنمو خلايا إرهابية جديدة "، موضحًا أن "النقطة الرابعة تتمثل بأهمية إقامة علاقات حسن جوار مبنية على المصالح المشتركة مع دول الجوار والإقليم، والعمل بإرادتنا الوطنية، وقرارنا العراقي المستقل وعدم رهن إرادتنا ومواقفنا بالخارج فيما يخص قضايانا ومصلحتنا الوطنية".
وشدد العبادي، على أهمية "حصر السلاح بيد الدولة وإلغاء المظاهر المسلحة بشكل نهائي، واحترام أحكام القضاء وسيادة القانون في جميع مفاصل الدولة والمجتمع والتي تمثل النقطة الخامسة في رؤيتنا لما بعد التحرير والانتصار"، مشيرًا إلى أن "النقطة السادسة تتمثل بالاستمرار بكل قوة وعزيمة وبتعاون الجميع بمحاربة الفساد بجميع أشكاله وصوره لأنه أكبر حاضنة للإرهاب والجريمة".
واختتم العبادي، بطرح النقطة السابعة التي تمثلت "بأبعاد مؤسسات ودوائر الدولة عن التدخلات السياسية والمحاصصة وعدم الاستئثار بمواقع المسؤولية والوظائف العامة، من أجل تحقيق العدالة وتكافؤ الفرص والاعتماد على العناصر الكفوءة والمتخصصة القادرة على إدارة العمل باستقلالية ومهنية".
وأضاف العبادي أن "النقطة السادسة تتمثل بالاستمرار بكل قوة وعزيمة وبتعاون الجميع بمحاربة الفساد بجميع أشكاله وصوره لأنه أكبر حاضنة للإرهاب والجريمة". واختتم "النقطة السابعة التي تتمثل بإبعاد مؤسسات ودوائر الدولة عن التدخلات السياسية والمحاصصة وعدم الاستئثار بمواقع المسؤولية والوظائف العامة، من أجل تحقيق العدالة وتكافؤ الفرص والاعتماد على العناصر الكفء والمتخصصة القادرة على إدارة العمل باستقلالية ومهنية".
أرسل تعليقك