أكد حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، "أهمية الحفاظ على الموروث الثقافي لدولة الإمارات كركيزة مهمة من ركائز مسيرتها التنموية الحافلة وسعيها الدؤوب لحجز مكانة مميزة لها في المستقبل"، مشيرًا الى "ما لهذا الموروث من قيمة نستلهم منها الدروس والعبر ونستمد منها العزم على تحقيق المزيد من الانجازات بما يمليه علينا ذلك تجاه الوطن من إبراز إرثنا الحضاري والثقافي بأسلوب مبدع ومبتكر يسهم في ترسيخه في وجدان الأجيال الجديدة".
جاء ذلك خلال اعتماده مشروع "متحف دبي الفني" أحدث مشاريع "براند دبي" الذراع الإبداعي للمكتب الإعلامي لحكومة دبي، والذي يتم تنفيذه بالشراكة مع "بلدية دبي" بهدف إثراء البيئة الإبداعية في الإمارة بنشر مجموعة كبيرة من الجداريات الدائمة التي ترصد مشاهد مهمة من تاريخ الإمارات وإرثها الثقافي وعاداتها وتقاليدها الاجتماعية المتوارثة عبر الأجيال ويتولى تنفيذها نخبة من أهم الرسامين العالميين والإماراتيين.
وقال إن "تراثنا هو أساس حضارتنا وركيزة تقدّمنا وعلينا توظيف الإبداع لصون موروثنا الثقافي والاحتفاء به وإعمال الفكر في الأساليب التي يمكن بها توثيق روابط المجتمع لاسيما الأجيال الجديدة بجذوره وثقافته وعاداته وتقاليده من خلال طرح يخرج عن نطاق الأنماط التقليدية وبما يتناسب وطبيعة الحياة العصرية التي تُملي علينا الاهتمام بالإبداع كأحد أهم الجسور التي تعبر بنا إلى المستقبل."
وأعرب عن "اعتزازه بالمستوى المتقدم من الإبداع في فكر الجيل الجديد من أبناء وبنات الإمارات والتي تتجلي شواهده في العديد من المبادرات والمشاريع النوعية التي تواصل بها دولتنا تحقيق السبق في مختلف مسارات التنمية الإنسانية والحضارية"، منوهاً "بضرورة تهيئة المناخ الملائم الذي يكفل للشباب أن يكون دائماً مشاركاً بفكره المبدع في إثراء شتى أوجه الحياة."
ونوّه الى أهمية مساهمات الشباب قائلاً: "نريد أن نرى إبداعات الشباب حاضرة في كل المجالات... ولهم منا كل الدعم لبلوغ أعلى مراتب الإبداع تأكيدا لمكانة الإمارات التي نجحت في ترسيخ موقعها كمركز للفكر المتطور ومنارة للإشعاع الحضاري مستقطبة أنظار العالم مع تحولها لقِبلَة للعقول والمواهب المتميزة في كافة المجالات".
وحضر الافتتاح الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي والشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي. كما عتماد مشروع "متحف دبي الفني" في مقر المكتب الإعلامي لحكومة دبي المهندس حسين ناصر لوتاه مدير عام بلدية دبي وعدد من قيادات المكتب الإعلامي وبلدية دبي.
وقد استمع الشيخ محمد بن راشد إلى شرح من سعادة منى غانم المرّي المدير العام للمكتب الإعلامي لحكومة دبي حول مكونات المشروع ومراحله المختلفة والتي تتضمن تنفيذ جداريات متنوعة في شوارع مجموعة من أهم المناطق في إمارة دبي بالشراكة مع بلدية دبي وبالتعاون مع عدد من الجهات الحكومية وشبه الحكومية والخاصة.
واطلع على مراحل "متحف دبي الفني" والتي من المنتظر أن يستغرق استكمالها خمس سنوات وتشمل كل منها مجموعة من المناطق التي تم اختيارها بعناية في مواقع متفرقة من إمارة دبي رُوعي في اختيارها معايير محددة من بينها كثافتها السكانية وما تتمتع به من مقومات جذب تجعلها تحظى باهتمام أعداد كبيرة من المواطنين والمقيمين وكذلك الزوار بما يكفل الظهور الأمثل للجداريات التي تكوّن قوام المتحف المفتوح، ويضمن تحقيق أهداف المشروع الطموحة في توصيل رسالته على أوسع نطاق ممكن.
وقد بارك حاكم دبي أول المشاريع "براند دبي" التي يتم تنفيذها في إطار "متحف دبي الفني" وهو مشروع شارع "الثاني من ديسمبر" معرباً سموه عن تقديره لاختيار هذا المكان كأول منصة لانطلاقة المتحف بما يرمز إليه الاسم من قيمة تاريخية كبيرة وذكرى عزيزة على نفوسنا جميعاً وهي ذكرى قيام دولة الاتحاد.
ويتم تنفيذ مشروع شارع "الثاني من ديسمبر" تزامناً مع احتفالات دولة الإمارات باليوم الوطني الخامس والأربعين في حين يعدُّ المشروع امتداداً لمتحف الاتحاد الذي يؤرخ لهذا الحدث التاريخي الذي كان بمثابة نقطة تحول في مسيرة الإمارات بل منطقة الخليج العربي كاملة، في حين يأتي المشروع مواكباً لافتتاح متحف الاتحاد.
ويأتي مشروع "متحف دبي الفني" استجابة لدعوة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لتحويل دبي إلى متحف مفتوح يعرض لقصة نجاح حافلة تقف وراء الانجازات المتحققة على أرض الإمارات بكل ما لها من أبعاد إنسانية متفردة بقيم الانتماء والولاء والتفاني في خدمة الوطن.
ويشارك في تنفيذ المتحف لفيف من الفنانين العالميين الذي تم اختيارهم من مختلف أنحاء العالم ولكل منهم رصيده الوافر في مجال الرسم بصورة عامة والجداريات على وجه التحديد إضافة إلى مجموعة من الفنانين الإماراتيين الشباب وذلك انطلاقاً من حرص براند دبي، الذراع الإبداعي للمكتب الإعلامي لحكومة دبي على إتاحة المجال أمام المبدعين الشباب للاحتكاك
بالخبرات العالمية والتعرّف على مدارس إبداعية جديدة واكتساب مهارات إضافية تسهم في صقل مواهبهم وتحفيز طاقاتهم الخلاقة، وتحثهم على إطلاق مكنونهم الإبداعي حيث سيعمل الفنانون الإماراتيون إلى جانب نظرائهم العالميين في تنفيذ أعمال المتحف.
أرسل تعليقك