سقوط آخر رجلين من خلية إعدامات البيتلز في تنظيم داعش في سورية
آخر تحديث 16:46:38 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

تساؤلات بشأن الطريقة المثلى للتعامل مع المتطرّفين باختلاف دوافعهم

سقوط آخر رجلين من "خلية إعدامات البيتلز" في تنظيم "داعش" في سورية

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - سقوط آخر رجلين من "خلية إعدامات البيتلز" في تنظيم "داعش" في سورية

خلية "البيتلز" المُتطرّفة
لندن سليم كرم

أعاد توقيف آخر عضوين في خلية "البيتلز" المتطرفة المكونة من 4 جهاديين بريطانيين أطلق عليهم أقرانهم مازحين اسم "البيتلز" وهو اسم فرقة غنائية، التساؤلات بشأن ما الذي يجب القيام به حيال المواطنين البريطانيين الذين أصبحوا مقاتلين أجانب.

وهيمنت إلى حدٍ كبير على هذا النقاش الدائر في المملكة المتحدة تصريحات مختلف الساسة القائلين بأن أفضل نهاية لتلك الحالات هو أن تموت في ميدان القتال، وذلك قبل القبض على المتطرفين، وتعكس هذه الإجابة المنمقة النهاية الأسهل، لكنها لا يجب أن تعكس القصد المنشود؛ فلعل بإمكان معظم الشعب البريطاني الموافقة على وجوب محاكمة الأفراد الذين تم القبض عليهم أحياء بأقصى ما يقضي به القانون وذلك اعتمادًا على مكان ارتكاب الجرائم.
بيد أن أول شيء يجب تذكره هو أن ليس جميع المقاتلين الأجانب متشابهين، فتكشف الأبحاث المهتمة بظاهرة التطرف عن كثرة عدد قصص التطرف بما يقارب كثرة عدد الأشخاص الذين يدفعون الشباب إلى الفكر المتطرف، ونفس الشيء ينطبق على دوافع أولئك الشباب للمشاركة في ساحات قتال خارجية.
فبعضهم لديه دوافع أيديولوجية ودينية، وبعضهم تدفعه رغبته في الشعور بالإثارة والمغامرة، وآخرون لحقوا بقريبٍ أو صديقٍ حميم، بينما سافر غيرهم مدفوعًا بسذاجة الشباب، كما تشمل بعض الحالات مزيجًا من كل هذه الدوافع، وبعضهم يسافر لأسبابٍ أخرى تمامًا.

علاوة على ذلك، وبالنظر إلى ساحة قتال مثل التي في سورية والمستمرة منذ سنوات، عليك أن تضع في الاعتبار اللحظة التي توجه فيها الشباب إلى سورية والمجموعة التي انضموا إليها آنذاك، فلا يعني بالضرورة أن يكون من سافر عام 2014 قد انضم إلى نفس التنظيم الذي انضم إليه من قاتل ضمن صفوف داعش في بداية نشأته، وينبغي الإشارة هنا إلى أن قصص الشباب الذين سافروا إلى سورية لحماية الشعب السوري من حكومته الظالمة كانت

معقولة في بداية الحرب، لكن بمجرد سيطرة تنظيم داعش على الموقف في سورية لم تعد معقولة كثيرًا.

يذكر أيضًا أن ليس كل من سافر إلى سورية للقتال استمر به الحال مقاتلًا فبعضهم عاد ببساطة إلى وطنه بعدما اكتشف أن الأمر ليس كما كان يعتقد، بينما بقي آخرون بعدما تقبلوا بسرورٍ ما وجدوه بل وشاركوا في ارتكاب فظائع بشعة، وبعضهم كانوا عمال إغاثة في بادئ الأمر ثم تغيرت آراؤهم بمجرد نزولهم على أرض الواقع، بينما كان آخرون صغار السن جدًا ووجدوا أنفسهم عالقين في فخ! وبعضهم وُلِد في أو أحضره والداه المُتَعَصِّبَيْن والمتوفيين حاليا إلى "خلافة" داعش.

فمن المهم أن نضع في اعتبارنا هذه القائمة من الأوصاف المكتوبة عند قيامنا بصياغة ردنا، وبالتأكيد إذا كان هناك من خرقوا القوانين أو قاتلوا جنبًا إلى جنب مع منظمات محظورة، أو ارتكبوا فظائع فعليهم أن يواجهوا العواقب المترتبة على ذلك.. ففي ما يخص بعض الحالات قد يعني ذلك أن عليهم الخضوع للمحاكمة في البلاد التي خرقوا فيها القانون، ويجب أن ينصبّ التركيز على ما فعله هؤلاء، كما يجب تناول القضية في محاكمة قانونية علنية.
وفي ما يخصّ بعض الحالات الأخرى، قد تكون إعادة تأهيل الشاب بعد عودته ممكنة، لكن يجب معالجة تلك الحالات بنفس الطريقة التي تتم بها معالجة السلوكيات الإجرامية الأخرى؛ فعلى المذنبين مواجهة جرائمهم والقيام بالتزاماتهم تجاه المجتمع وبعدئذٍ يجب على المجتمع أن يفتح ذراعيه ويرحب بهم ثانيةً ما داموا يتجنبون خرق القوانين.

ولا يجب قطعًا أن يكون الالتفاف حول القوانين أو تغييرها هو القاعدة عند التعامل مع الحالات الفردية، كما أن توريط أولئك الشباب في أوضاع معلقة مثل أولئك الذين ما زالوا عالقين في معتقل جوانتنامو ليست بفكرة جيّدة، فقد كان الهدف دائمًا من معتقل جوانتانامو أن يكون معتقلًا مؤقتًا فحسب، وبدلًا من ذلك أصبح معتقلًا دائمًا! بل وشَكَّل صداعًا رهيبًا بلا حلٍ واضح؛ ومن ثمَّ يتعين محاكمة المذنبين على الجرائم التي ارتكبوها من خلال الأنظمة القضائية عوضَا عن إرسال أي شخص جديد إلى معتقل جوانتانامو.

وبالمثل، ليس من الواضح ما إذا كان تجريد أولئك الشباب من جواز السفر بمثابة إجراء جيد للتعامل مع المشكلة؛ لأنه قد يجعل من الصعب على الشباب العودة إلى وطنهم، وقد يجعل من الأسهل على السلطات تحميل المسؤولية لشخصٍ آخر أو التعامل مع الحالات الفردية بطرقٍ مختلفة، كما أنه أيضًا يترك أولئك الشباب وحدهم في العالم وفي نفسهم ضغينة تجاه وطنهم.

لذلك، الرد على الحالات أمثال هذين الجهاديين الذين تم القبض عليهما واضحٌ للغاية.. فيجب أن يخضعوا للعواقب القانونية المترتبة على أفعالهم ضمن أي اختصاص قضائي مناسب، وإذا كان من الممكن أن يكونوا على صلة بأنشطة إجرامية يمكن أو ترغب وزارة العدل بالولايات المتحدة الأمريكية في

محاكمتهما بموجبها؛ فعليه يجب إرسالهما إلى الولايات المتحدة الأمريكية ومحاكمتهما بأقصى ما يقضي به القانون.

أما بالنسبة إلى المجموعة الأخرى التي سافرت من المملكة المتحدة للقتال، فيحتاج كل فردٍ منها إلى تناول حالته كل حالة على حدة؛ وقد يتسبب هذا في صداعٍ طويل الأمد لمكتب الادعاء الملكي، لكن هذا هو الرد المناسب من بلدنا بنظامها القضائي الذي نفخر بانفتاحه وحريته.

ولا يقتصر هذا النهج على كونه عاملًا حاسمًا في تعزيز مجتمعنا وبيان أن الجميع متساوون أمام القانون فحسب، بل يقوض أيضًا رواية المتطرفين عن مدى تقلب مجتمعاتنا، كما أنه مناقضٌ تمامًا للمعاملة الشنيعة التي واجهها أولئك الذين تم تعذيبهم على يد "البيتلز".​
 

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سقوط آخر رجلين من خلية إعدامات البيتلز في تنظيم داعش في سورية سقوط آخر رجلين من خلية إعدامات البيتلز في تنظيم داعش في سورية



GMT 17:40 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تطرأ مسؤوليات ملحّة ومهمّة تسلّط الأضواء على مهارتك

GMT 19:20 2020 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء الأحد 31 تشرين أول / أكتوبر 2020

GMT 15:06 2020 الإثنين ,17 آب / أغسطس

طريقة تحضير ستيك لحم الغنم مع التفاح الحار

GMT 20:28 2018 الأربعاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

غادة عادل تنشر صورتها مع زميلاتها في إحدى صالات الجيم

GMT 22:38 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

الغساني يبدي سعادته بالأداء الذي يقدمه مع الوحدة

GMT 16:15 2015 الأربعاء ,04 شباط / فبراير

"بي بي سي" تطلق موقعًا جديدًا على الإنترنت

GMT 21:06 2021 الإثنين ,26 إبريل / نيسان

طقس غائم وفرصة سقوط أمطار خلال الأيام المقبلة

GMT 20:01 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 06:47 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

ابرز النصائح والطرق لتنظيف السيراميك الجديد لمنزل معاصر

GMT 08:14 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

"أدهم صقر" يحصد برونزية كأس العالم للخيل في باريس

GMT 09:42 2019 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

"بيوتي سنتر" مسلسل يجمع شباب مصر والسعودية

GMT 22:57 2019 الأربعاء ,06 آذار/ مارس

بن راشد يعتمد 5.8 مليار درهم لمشاريع الكهرباء
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates