أصدر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الاثنين، مرسوما يقضي بتسريع إجراءات منح الجنسية الروسية لجميع الأوكرانيين، وذلك بعد أكثر من أربعة أشهر على بدء الهجوم العسكري الروسي في أوكرانيا. ويقضي المرسوم بإعطاء "جميع مواطني أوكرانيا الحق في تقديم طلب الحصول على جنسية الاتحاد الروسي بموجب تسهيل في الإجراءات".
وفي 27 أبريل، صرح الرئيس الروسي أثناء زيارة إلى بكين بأن روسيا تنوي تسهيل حصول كل الأوكرانيين على الجنسية الروسية. وقال بوتين للصحافيين: "نفكر في منح الجنسية بطريقة مبسطة إلى كل مواطني أوكرانيا، وليس فقط لمواطني جمهوريتي لوغانسك ودونيتسك"، الانفصاليتين الواقعتين في شرق أوكرانيا ولا تعترف بهما الأسرة الدولية.
وفي 25 مايو الماضي، وقع الرئيس الروسي بوتين مرسوما يسهل إجراءات الحصول على جواز سفر روسي لأهالي منطقتي زابوريجيا وخيرسون بجنوب أوكرانيا.ونددت كييف وقتذاك بالأمر، وقالت إن "خطة منح جوازات سفر روسية انتهاك صارخ للسيادة الأوكرانية". وأعلنت كييف أن خطة موسكو لتسهيل حصول الأوكرانيين الذين يعيشون في المناطق الخاضعة للسيطرة الروسية في أوكرانيا على الجنسية الروسية تنتهك القانون الدولي، واتهمت الكرملين بممارسة سلوك "إجرامي".
وقالت وزارة الخارجية الأوكرانية في بيان إن "الإصدار غير القانوني لجوازات السفر انتهاك صارخ لسيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها، وكذلك لقواعد ومبادئ القانون الإنساني الدولي". وتخضع منطقة خيرسون بجنوب أوكرانيا للسيطرة التامة للقوات الروسية، فيما تسيطر موسكو جزئيا على منطقة زابوريجيا، الواقعة في جنوب الشرق. وذكرت موسكو والمسؤولون الموالون لها أن المنطقتين ستصبحان جزءا من روسيا.
يأتي هذا بالتزامن مع أعلان وزارة الدفاع الروسية تدمير مستودع لصواريخ "هيمارس" ومدافع "هاوتزر" في دنيبرو. كما أعلنت وزارة الدفاع الروسية القضاء على أكثر من 500 عنصر من القوات الأوكرانية، بينهم "أكثر من 300 من القوميين المتطرفين"، وتدمير عشرات الآليات العسكرية خلال اليوم الماضي.
وتزامنا، أفاد الإعلام الأوكراني بوجود قصف روسي جديد استهدف مبنى سكنيا من 6 طوابق في خاركيف. وقال الحاكم المحلي، إن 3 أشخاص قُتلوا وأُصيب 28 شخصا آخرون في قصف روسي لخاركيف. وقال مسؤول من مكتب الرئيس إن مناطق سكنية قُصفت بصواريخ أطلقتها روسيا من قاذفات متعددة الفوهات على المدينة.
وفي سياق متصل، قالت خدمات الطوارئ، إن عدد قتلى الهجوم الصاروخي الروسي الذي أصاب مبنى سكنياً من خمسة طوابق في شرق أوكرانيا في مطلع الأسبوع ارتفع إلى 26، وما زال رجال الإنقاذ يسابقون الزمن للوصول إلى ناجين تحت الأنقاض.
التطورات تتزامن مع استلام وزارة الدفاع الأوكرانية شحنة أسلحة بريطانية بدأت في نشرها في خيرسون جنوبا وباخموت شرقا. وقالت الاستخبارات البريطانية إن القوات الأوكرانية تضغط على الجيش الروسي في خيرسون. وأضافت أن الجنود الروس في أوكرانيا يعانون من حالة إنهاك حربي.من جهته، اعترف وزير الدفاع الأوكراني أليكسي ريزنيكوف بوقوع خسائر فادحة واستنزاف الجيش الأوكراني، وطالب شركاءه الغربيين بالمزيد من الأسلحة. وقال إن بلاده نجحت في استخدام قاذفات الصواريخ الأميركية بعيدة المدى التي تسلمتها كييف مؤخرا، بحسب تصريحات نقلتها صحيفة "وول ستريت جورنال" Wall Street Journal الأميركية.
ريزنيكوف أضاف: "نحن بحاجة إلى تطوير وحداتنا واستبدالها وتعديلها، لأن لدينا خسائر فادحة. نريد المزيد من المدرعات، والمزيد من الأسلحة من شركائنا. نحتاج إلى إعادة تنظيم صفوفنا على بعض الجهات، وتحديث التحصينات والتخطيط لاستراتيجية عملياتية جديدة".
يأتي ذلك فيما حثت نائبة رئيس الوزراء الأوكراني، المدنيين في منطقة خيرسون الجنوبية على إخلاء المنطقة بشكل عاجل، وذلك بالتزامن مع استعداد القوات الأوكرانية لشن هجوم مضاد في المدينة.
وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قال إن عملية إنقاذ للمدنيين في مدينة تشاسوف يار لا تزال جارية عقب قصف روسي على مبنيين سكنيين في المدينة الواقعة بمنطقة دونيتسك شرق أوكرانيا.وميدانيا، هناك قصف عنيف دون هجوم بري، حيث تحكم هذه المعادلة العسكرية الجبهات الميدانية شرق أوكرانيا، وتحديدا في دونيتسك التي تؤكد المؤشرات العسكرية أنها الوجهة المقبلة للقوات الروسية، لتكون بذلك حققت أول إنجاز ميداني مهم، بسيطرتها على كامل حوض دونباس الحيوي.
لكن الخطة والحسابات على الورق غيرها على الأرض، خصوصا أن القوات الروسية تواجه هجوما مضادا من قبل الجيش الأوكراني، إضافة إلى تحصينات وأنفاق من شأنها إعاقة الهجوم وتأخيره، لا وقفه.وفي سبيل تشتيت جهود القوات الروسية، أطلق الجيش الأوكراني سلسلة هجمات مضادة في زابوريجيا وخيرسون، وفق مصادر عسكرية أوكرانية، إلا أن المعارك الجانبية غير كافية للوقوف في وجه قدرات الجيش الروسي المتفوق بالعدد والعديد، والقوة النارية ونوعيتها.
عامل آخر قد يلعب في غير صالح القوات الأوكرانية، يتمثل بالهجمات التي تُشن لوقف السلطات الأوكرانية من بيلاروسيا وجزيرة القرم، وأيضا عبر البحر الأسود رغم ابتعاد القطع البحرية الروسية خشية استهدافها بصواريخ أرض بحر، التي سلحت بها واشنطن أوكرانيا.وتراهن أيضا كييف على حزمة مساعدات أميركية جديدة بقيمة 400 مليون دولار، قد تعزز حظوظ الصمود أمام روسيا، التي تؤكد أنها لم تلق بثقلها حتى الآن وأن الأمور الجدية لم تبدأ بعد، وفق ما أكد الرئيس فلاديمير بوتين نفسه.
قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :
أرسل تعليقك