واشنطن - رولا عيسى
كشفت الولايات المتحدة عبر أحد مسؤوليها البارزين عن وجود علامات على إرسال جماعة "بوكو حرام" الإسلامية في نيجيريـا مقاتلين من أجل الإنضمام إلى تنظيم "داعش" في ليبيـا، وهو ما يزيد التعاون في ما بين الجماعتين.وطلبت نيجيريـا من الولايات المتحدة الحصول على طائرات من أجل محاربة جماعة بوكو حرام التي تشن حملة تمرد واسعة في شمال البلاد منذ سبع سنوات، إلى جانب تعهدها بالولاء العام الماضي إلى تنظيم "داعش" الذي يفرض سيطرته على بعض المناطق في سورية والعراق وليبيـا.
ولا يعلم الكثيرون مدى التعاون بين الجماعات الإسلامية المتطرفة، إلا أن حكومات الغرب تبدي قلقها من تنامي التواجد لتنظيم "داعش" في شمال إفريقيـا وتوطيد العلاقة مع جماعة "بوكو حرام"، بما يمهد الطريق نحو الإتجاه إلي منطقة الساحل في الجنوب والتي ينعدم فيها تطبيق القانون وتأسيس نقطة انطلاق لشن هجماتٍ أوسع.
وقال نائب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بأن هناك " تقارير " تكشف عن ذهاب المقاتلين من جماعة "بوكو حرام" إلى ليبيـا، حيث حقق تنظيم "داعش" هناك تواجداً كبيراً مستفيداً من حالة الإنفلات الأمني التي تسود البلاد. وأضاف بلينكن خلال حديثه إلى الصحفيين في نيجيريـا إلى وجود تقارير أيضاً تشير إلى إستفادة جماعة بوكو حرام من المساعدات المادية واللوجستية التي تحصل عليها من تنظيم "داعش."
كما أكد بلينكن على أن الولايات المتحدة كانت تساعد نيجيريـا في حربها ضد جماعة بوكو حرام وتمدها بالمركبات المدرعة، ولكنه رفض التعليق بشأن الطلب من قبل الدولة الواقعة غرب إفريقيـا من أجل الحصول على طائراتٍ حربية.وأوضح مسؤولون أميركيون بأن واشنطن ترغب هذا الشهر في بيع ما يقرب من 12 طائرة هجومية خفيفة من طراز إيه – 29 سوبر توكانو A-29 Super Tucano إلى نيجيريـا تقديراً لإصلاحات الرئيس محمدو بوهاري العسكرية، ولكن الكونغرس في حاجة إلى التصديق علي هذه الصفقة.
وتحجب الولايات المتحدة مبيعات الأسلحة خلال فترة حكم الرئيس جودلاك جوناثان، ويرجع ذلك جزئياً إلى القلق بشأن ملفات حقوق الإنسان. وقال بلينكن بأن نيجيريـا أرسلت العديد من الطلبات لإمدادها بما يلزم من المعدات العسكرية، بينما ذكر وزير الخارجية النيجيري جيفري أونياما في وقتٍ سابق بأن الحكومة تراقب عن كثب من خلال الآليات التي شكلتها داخل الجيش حقوق الإنسان، وهو الأمر الذي ينبغي إقناع الكونغرس به للتصديق على بيع الأسلحة.
وأكد بلينكن على المجهودات المهمة التي تحققت في ظل حكم بوهاري في ما يتعلق بحقوق الإنسان، إلا أن الولايات المتحدة تعرب عن قلقها بسبب التقرير الصادر عن منظمة العفو الدولية والذي أشار إلى تعرض الأطفال للموت في الإعتقال العسكري. ولكن الجيش رفض هذا التقرير.
وذكر بلينكن بأن واشنطن قلقة أيضاً بسبب مذبحة الجيش المزعومة بحق الشيعة في شمال نيجيريا خلال شهر كانون الأول / ديسمبر والتي أسفرت عن مقتل المئات وفق رواية السكان. مشدداً على تشكيل لجنة حكومية للتحقيق في عمليات القتل، وتقديم تقرير يتمتع بالشفافية والمصداقية.
أرسل تعليقك