تسلل مقاتلو تنظيم "داعش"، أمس الجمعة، من الجانب الغربي إلى الشرقي من المدينة عبر نهر دجلة، مستخدمين الزوارق والسيطرة على أجزاء واسعة من أحياء الضباط والمالية والثقافة والزراعي والشرطة، فيما وصلت تعزيزات عسكرية كبيرة، اليوم السبت، إلى المناطق الغربية لمحافظة الأنبار، تمهيدًا لإنطلاق عملية عسكرية لتحرير المدن التي لا تزال تحت سيطرة تنظيم "داعش".
ونُقل عن العميد محمد سامر العزاوي، في الوحدة القتالية الرابعة للجيش العراقي، قوله إن "مجموعات مسلحة للتنظيم تسللت في ساعة متأخرة من ليل الخميس، من الجانب الغربي إلى الجانب الشرقي عبر نهر دجلة مستخدمة الزوارق".
وأضاف، أن "المجموعات المسلحة تمكنت بمساندة خلايا نائمة من السيطرة على أجزاء واسعة من أحياء الضباط، والمالية، والثقافة، والزراعي، والشرطة شرق ضفة نهر دجلة، لأكثر من تسع ساعات وسط مواجهات عنيفة بينها وبين القوات الأمنية بمساندة طيران التحالف الدولي، انتهت باستعادة القوات العراقية السيطرة من جديد على تلك الأحياء".
وأسفر الهجوم بحسب نفس الضابط عن مقتل 4 جنود عراقيين وإصابة 19 آخرين وتدمير مدرعتين من نوع همر، في مقابل مقتل 32 من مسلحي "داعش" وأسر 12 آخرين.
وعن أسباب حدوث هذا الخرق الكبير، أشار الضابط العراقي إلى: "عدم وجود قوات لمسك الأرض وسد الفراغ الأمني الذي خلفته قوات جهاز مكافحة المتطرفين بعد انتهاء مهامها القتالية، وانسحاب قوات حرس نينوى من الأحياء المحررة إلى خارج المدينة بعد صدور أوامر من القائد العام للقوات المسلحة العراقية حيدر العبادي".
وأفاد العزاوي بأن: "الأحياء المحررة تغص بالخلايا النائمة التابعة لتنظيم "داعش"، وهي على أهبة الاستعداد لتنفيذ عمليات ضد القوات، وزعزعة الوضع الأمني في أي لحظة، ما لم يتم التحرك العاجل من قبل الجهات المعنية لمعالجة الوضع".
وأوكلت القيادة العسكرية إلى قوات حرس نينوى بزعامة محافظ نينوى السابق، أثيل النجيفي، ودرّبها الجيش التركي، مهمة حفظ الأمن في 30 حيا شرق الموصل، قبل أن تعود وتأمرها بالانسحاب لخارج المدينة في خطوة وصفها النجيفي بأنها تمّت بناء على ضغوط سياسية.
وتشكل الخلايا النائمة لتنظيم "داعش" الخطر الأكبر على القوات العراقية التي ما تزال تعمل على تنظيم انتشار قواتها في الأحياء المستعادة لحفظ الأمن.
ولتدارك المزيد من الهجمات، وصلت قوة أمنية خاصة من بغداد إلى شرق الموصل، لتبدأ حملة البحث عن خلايا "داعش" النائمة، وقال العقيد فلاح الداودي، من قوات الرد السريع في الجيش: إن "خمسة أفواج من جهاز مكافحة المتطرفين، والأمن الوطني، والاستخبارات العسكرية قادمة من العاصمة بغداد وصلت إلى شرق الموصل".
وبيّن الداودي، أن "مهمة الأفواج سوف تكون القيام بحملات دهم وتفتيش للمنازل السكنية بحثًا عن مطلوبين وفق بيانات ووثائق مثبتة لديها تضم أسماء عناصر التنظيم، والخلايا النائمة، والمناصرين له".
وأضاف، أن "القوة باشرت على الفور مهام عملها من خلال تطويق أحياء القدس، وشقق الخضراء، والزهراء، والمثنى، والقادسية الأولى، والقاهرة، شرق الموصل، استعدادًا للمباشرة بتطهيرها من أي تواجد يخدم التنظيم".
وفي محافظة الأنبار وصلت تعزيزات عسكرية كبيرة، اليوم السبت، إلى المناطق الغربية للمحافظة، تمهيدًا لإنطلاق عملية عسكرية لتحرير المدن التي لا تزال تحت سيطرة تنظيم "داعش".
وبشأن ما قالته وزارة الدفاع العراقية، أن طائراتها قصفت مستودعات لتنظيم "داعش" في المحافظة، أكدت قيادة القوات العراقية المشتركة قرب تحرير جميع الأراضي العراقية من سيطرة التنظيم.
وكشف القيادي في قوات العشائر المتصدّية لـ"داعش"، ماجد العبيدي، اليوم السبت، أن "قطعات من الجيش العراقي والشرطة الاتحادية ومسلحي العشائر وصلت، صباح اليوم السبت، إلى القرى الغربية لمدينة حديثة، تمهيدًا لشن عملية عسكرية في المناطق الغربية لمحافظة الأنبار"، مؤكدًا، أن القوات العراقية المشتركة في طور إعداد الخطط المناسبة لبدء عملية واسعة لتحرير بلدات عانة وراوة والقائم غربًا من سيطرة تنظيم "داعش".
وأشار العبيدي إلى أن "العملية العسكرية المرتقبة ستتم بإسناد من قبل مسلحي العشائر"، مشددًا على "ضرورة اشتراك طيران التحالف الدولي في العمليات المرتقبة لحسم المعارك بأقل الخسائر".
وكشفت وزارة الدفاع العراقية، اليوم السبت، عن استهداف طائرات القوة الجوية العراقية مستودعات لتنظيم "داعش" في قرية عين الوخمة، غرب الأنبار، مؤكدة، في بيان، أن "الضربات الجوية في هذه المنطقة تمت بناءً على معلومات استخبارية دقيقة".
وأضاف بيان لوزارة الدفاع أن "الغارات أسفرت عن تدمير مستودعات لخزْن المواد المتفجرة، ومعمل لتصنيع الصواريخ، فضلا عن قتل مجموعة تابعة لتنظيم "داعش"، مشيرًا إلى "وجود تنسيق عال بين القوة الجوية العراقية من جهة، والأجهزة الأمنية والاستخبارية من جهة أخرى، لإفشال أي مخطط يؤخر تقدم القوات العراقية في معركتها الفاصلة ضد ما تبقى من عناصر "داعش".
وبحثت قيادة القوات العراقية المشتركة مع الحكومة المحلية في محافظة الأنبار، أمس الجمعة، السبل الكفيلة بتحرير جميع أراضي المحافظة من سيطرة تنظيم "داعش".
وصدر بيان لمكتب محافظ الأنبار، صهيب الراوي، جاء فيه أن الأخير بحث الملفين الأمني والإنساني في المحافظة مع معاون قائد القوات المشتركة، الفريق عبد الأمير يارالله، وعدد من القادة الأمنيين الآخرين، مؤكدًا أن "اللقاء ناقش ضرورة الإنجاز الكامل لعمليات تحرير الأنبار، وما سيرافق ذلك من أوضاع إنسانية".
ونقل البيان عن الراوي تأكيده "أهمية إنجاز ملف النازحين"، مشددًا على ضرورة إعادتهم إلى مناطقهم المحررة، ورفع المعاناة عنهم في مداخل ومخارج المحافظة، بالشكل الذي يحقق الأمن ويسهل تنقل المواطنين.
من جهته، قال يارالله: إن "القوات العراقية لن تدخر جهدًا من شأنه أن يساهم في توفير السلامة للمدنيين"، مشيرًا إلى "قرب التحرير الكامل لجميع المناطق التي يسيطر عليها تنظيم "داعش" في العراق".
أرسل تعليقك