بغداد- نجلاء الطائي
كشف قائد عمليات الأنبار اللواء الركن إسماعيل المحلاوي، اليوم السبت، عن هروب كبير لعناصر تنظيم" داعش" المتطرف أمام تقدُّم القوات الأمنية في جزيرة البو نمر التابعة إلى جزيرة هيت غرب القضاء، علاوة على تحرير ثلاث مناطق في الجزيرة". وقال المحلاوي في تصريحات صحافية، إن "القوات الأمنية تمكنت خلال اليومين الماضيين من تحرير مناطق (تل أسود و الطاقة الحرارية و جزيرة البو نمر الشرقية)"، لافتا إلى أن "عناصر "داعش" هربت من المواجهة العسكرية أمام قطعات الفرقة العاشرة التابعة إلى قيادة عمليات الانبار".
وبيّن قائد عمليات الأنبار أن "حصيلة قتلى عناصر "داعش" المتطرف يوم أمس قد بلغت 16 قتيلا"، مشيرا إلى "توجه القطعات الأمنية التابعة إلى اللواء 39 لتحرير منطقة الزوية الغربية في البو نمر في جزيرة هيت". وأشار إلى أن "الجهد الهندسي باشر برفع العبوات الناسفة التي خلفتها عناصر التنظيم المتطرف".
وكانت خلية الاعلام الحربي أعلنت رفع العلم العراقي على منطقة زوية البو نمر الشرقية وتكبيد العدو بخسائر مادية وبشرية. وكشف عدد من مواطني قضاء الشرقاط، اليوم السبت، أن "تنظيم "داعش" كان يحتجز عددا غير معروف من النساء الايزيديات في أحد المنازل في قرية سديرة سفلى التابعة للساحل الأيسر، شرقي قضاء الشرقاط،(120كم شمال تكريت)، في منزل يعود للنازح علي داوود، ويشرف على حراستهن ستة من عناصره من أهالي المنطقة".
وأضافوا، أن "التنظيم قام أخيرًا بتوزيع النساء على عدد من المنازل التي يسيطر عليها في قرية الحكنة ضمن الساحل الايسر، وهدّد بقتلهن في حال تقدم القوات الأمنية لتطهير القرية"، مؤكدا، أن "إحدى النساء الايزيديات المحتجزات في المنطقة أقدمت خلال الشهر الماضي، على الانتحار، بعد أن اجبرها احد عناصر التنظيم على الانصياع وتنفيذ توجيهاته ورغباته".
من جانبه أكد مصدر رسمي أن "فتاة أيزيدية تبلغ من العمر (20 عاما) قدمت إلى القضاء من الموصل برفقة المتطرف ظافر عبد الله القيادي في ولاية دجلة، الذي يسكن في قرية الحكنة بالساحل الأيسر من الشرقاط"، مشيرا إلى، أن "المتطرف وأولاده الأربعة وأصدقائه كانوا يعاملونها معاملة بشعة، حيث حملت نتيجة الاغتصاب، قبل يفارق الجنين الحياة نتيجة التعذيب".
وأوضحوا ، أن "عبدالله باعها بعد أربعة أشهر إلى القيادي دحام جسام من أهالي ناحية الزاب في قضاء الحويجة، جنوبي غرب كركوك، قبل أن يُقتل بغارة جوية أميركية استهدفت سيارته في قرية شكرا التابعة لقضاء الشرقاط"، مشيرا إلى أن "الفتاة بقيت مع جسام وتلقت معاملة سيئة جدا، لتنتحر أخيرًا باطلاق النار على نفسها من مسدس تمكّنت من الاستيلاء عليه خلال نوم القيادي".
بدوره قال رئيس مجلس قضاء الشرقاط طه الجبوري للصحافيين، أن "عددا من النساء الايزيديات يتواجدن في الساحل الأيسر من القضاء، لكن الأنباء حول أعدادهن وأماكن تواجدهن متضاربة، بخاصة بعد أن تمكنت القوات المشتركة من تحرير الساحل الأيمن"، وأكد الجبوري، "انتحار إحداهن قبل عدة أشهر"، مشيرا إلى أن "التقارير المتوفرة تؤكد وصول النساء الايزيديات من الموصل قبل نحو شهرين".
وأمر تنظيم "داعش" أصحاب مقاهي الانترنت في مدينة الموصل بعد السماح للشباب باستخدام خدمة الانترنت لأكثر من ساعة. وهدّد التنظيم المقاهي المخالفة لأوامره باغلاقها واعتقال اصحابها ومصادرة محتوياتها جميعا على الفور. وقال أحد أصحاب صالات الانترنت في الموصل في تصريح صحافي، أن "عناصر ما يسمى ديوان الحسبة التابع للتنظيم أبلغوا جميع أصحاب مكاتب الانترنت بعدم السماح للأشخاص لاسيما الشباب بالتواصل عبر هذه الخدمة لأكثر من ساعة".
وأوضح أنه "بين فترة وأخرى يأتي مسلحو التنظيم إلى صالات الانترنت ويقومون بسؤال أصحابها عن رواد المكتب وطريقة حديثهم ثم ينسحبوا بعد أن نبلغهم بعدم حدوث شيء يثير الريبة والشك"، مؤكدا أن" الجميع يرفض التعاون مع التنظيم ويحاول ابعاد خطرهم والنفاذ من جرائمهم". ويحاول تنظيم "داعش" عزل سكان مدينة الموصل بشكل تام عن العالم الخارجي لمنع تواصلهم والتعرف على انتكاساته أو تلقيهم رسائل إيجابية تحفزهم على الانقلاب على المتشددين.
وكان تنظيم "داعش" قد عمد منذ سيطرته على الموصل ثاني كبرى مدن العراق بعد العاصمة بغداد من حيث الكثافة السكانية إلى قطع خدمة الاتصالات الهاتفية، ثم بعدها وبفترة زمنية قصيرة أعلن حجب خدمة الانترنت عن المنازل واقتصارها على المكاتب فقط وبجودة رديئة جدا.
ومن ناحية أخرى قال زعيم التحالف الوطني، عمار الحكيم إن" تصريحات المسؤولين الأتراك لايمكن أن يصبر عليها العراقيون. ونقل بيان لمكتبه الاعلامي ورد لـ"العرب اليوم" نسخة منه ، عن الحكيم القول إن " التصعيد من الجانب التركي وتصريحات المسؤولين الأتراك لا يمكن أن يصبر عليها العراقيون فلصبرهم حدود". وأضاف لا نتمنى أن نجد الجارة تركيا في هذا الموقف الذي أثار مشاعر العراقيين ونتمنى أن يعيدوا النظر في مواقفهم ويسحبوا قواتهم من الأراضي العراقية".
ووصف رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم، تصريحات رئيس الوزراء حيدر العبادي، التي قال فيها "إن على الأتراك أن لا يظنوا أن تواجدهم بالعراق نزهة لهم بـ"الخطيرة والمستفزة للغاية". وذكر يلدريم في تصريح للصحافيين في أنقرة، امس الجمعة، "من قال أننا في نزهة، هل العسكر يقومون بنزهة؟ العسكر يقومون بمهمة، فجنودنا يواجهون "داعش".وأضاف، أن "مثل هذه التصريحات خطيرة ومستفزة للغاية، فجنودنا لم يذهبوا اليوم، بل هم هناك منذ مدة طويلة".
من جانبه حذر وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو ، من مشاركة (مقاتلين شيعة) في عملية لطرد "داعش" من مدينة الموصل. في إشارته إلى الحشد الشعبي. وذكر تشاووش أوغلو خلال مؤتمر صحافي، "أن هذه المشاركة لن تحقق السلام لكن مشاركة القوات التي دربتها تركيا مهمة لنجاح العملية". وقال إن تركيا مستعدة لتدعم بشكل كامل عملية طرد "داعش" من معقلهم في العراق.
وكان رئيس الوزراء حيدر العبادي قال الخميس الماضي، إن "السيادة العراقية خط أحمر وعلى تركيا احترام سيادتنا"، لافتا إلى "أننا لا نريد الدخول في صراع مع تركيا ولا يظن الأتراك أن تواجدهم في العراق نزهة لهم". وأشار العبادي خلال مؤتمر الهيأة التنسيقية العليا للمحافظات الذي عقد الخميس في مبنى محافظة بغداد ، "لا يوجد مبرر لتواجد الأتراك في العراق وهو أمر خطير والحكومة لم تطلب أي تواجد للقوات التركية"، مؤكدا أن "العراق لا توجد فيه أي قوة أجنبية".
وقدمت وزارة الخارجية أمس طلبا إلى مجلس الأمن الدولي لعقد جلسة طارئة لمناقشة التجاوز التركي على الأراضي العراقية. ويشار إلى أن مجلس النواب العراقي صوّت الثلاثاء الماضي على قرار يرفض قرار البرلمان التركي بتمديد بقاء القوات التركية داخل الأراضي العراقية (في شمال مدينة الموصل) ودعا الحكومة العراقية اعتبار هذه القوات "محتلة ومعادية" مع اتخاذ مايلزم بالتعامل معها وإخراجها من الاراضي العراقية إذا لم تستجب للمطالب العراقية مع الطلب من الجهات القضائية المختصة بتحريك الدعاوى القضائية لمحاسبة المطالبين بدخول القوات التركية وإطلاق التصريحات المساندة والمبررة لوجودهم".
وفي "تحدي صارخ" للسيادة العراقية رد رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم على قرار البرلمان العراقي قائلا أن القوات التركية باقية في العراق "ولتقول الحكومة العراقية ماتقول" بشأنها. وفي سياق متصل، بحث إبراهيم الجعفري وزير الخارجية العراقية في اتصال هاتفي مع الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط التطورات التي شهدتها العلاقات العراقية -التركية خلال الأيام القليلة الماضية.
وذكر بيان لمكتب وزير الخارجية ، أن الجانبين بحثا ايضا "مستجدات الأوضاع السياسية، والأمنية في العراق، والحرب ضد عناصر "داعش" المتطرفة". وطالب الجعفري بحسب البيان "الجامعة العربية باتخاذ موقف داعم للعراق، وتأكيد رفضها دخول القوات التركية للأراضي العراقية، مشيداً بالموقف المشرف لجامعة الدول العربية في رفض التدخل التركي، ودعمها للعراق للمرة الأولى بالإجماع في شهر كانون الأول/ديسمبر العام الماضي".
واوضح الجعفري، أن "العراق دعا المجتمَع الدولي للوقوف إلى جانبه في حربه ضد تنظيم "داعش" المتطرف بشروط قدمها لمجلس الأمن، والتزمت بها بلدان العالم كافة،" داعياً الجانب التركي إلى "إنهاء صفحة الانتهاك التركي للسيادة العراقية من ملف العلاقات الثنائية بين بغداد وأنقرة، والالتزام بقوانين حسن الجوار". ومن جانبه أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط بحسب البيان "تأكيد رفض الجامعة العربية التدخل التركي في الأراضي العراقية،" مشيراً إلى أن "الجامعة العربية تدعم أمن، واستقرار، ووحدة العراق، ومنع أي تدخل خارجي في شؤونه الداخلية،" كاشفاً أن "الجامعة العربية ستـكثـف جهودها، وحواراتها مع مختلِف دول العالم، والمنظمات الدولية للضغط على الحكومة التركية لإنهاء الانتهاك التركي للأراضي العراقية".
أرسل تعليقك