يقطع رياض تاج الدين مسافة كبيرة يوميًا، ذهابًا وايابًا إلى مقر عمله في العاصمة صنعاء ، بسبب عدم امتلاكه إيجار الباصات، للتنقل بين المنزل وشركة النفط اليمنية، الواقعة في شارع الزبيري وسط العاصمة صنعاء.
ويسكن رياض في حي الحصبة جنوب العاصمة ، وموظف في الشركة منذ العام 1995، ولم يستلم مرتبه منذ نحو عامين، ويداوم بشكل شبه يومي في الشركة.
وقال رياض في حديث خاص إلى "موقع "صوت الإمارات" ، " لم استلم مرتبي منذ عامين، ولم يعد بامكاننا الاضراب عن العمل، فهناك العشرات من يجهزهم الحوثيين لاستبدالهم بالموظفين المتغيبيبن".
واردف رياض " اداوم لاحفظ وظيفتي من الضياع وحتى لا يتم استبدالي بآخر".
واوضح رياض أنَّه كلما طالبت بالمرتبات يقولون نصمد، ولا نعرف إلى متى سنصمد هل إلى أن نموت؟".
واردف رياض قائلًا " لقد بعت اثاث المنزل، وكلما جمعته خلال الاعوام الماضية ، من اراضي وما ورثته من والدي، لمواجهة الأزمة الحالية حتى نفد كل شيء ، لم يعد لدي سوى وظيفتي وقد هددت مرارا بالفصل، بسبب عدم الحضور بشكل يومي".
وأضاف رياض قائلًا " سنظل تحارب لنعيش حتى يفرجها الله او نموت دون ذلك ".
ويستكمل رياض حديثه " اكتملت أجازة عيد الأضحى المبارك في اليمن، وبدأ الدوام في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، في ظل واقع مغاير عن الدول الاخرى ، او المناطق الخاضعة لسلطة الحكومة الشرعية، بقيادة الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي ، المدعوم بالتحالف العربي المساند للشرعية اليمنية.
وينطلق الموظفون على متن باصات النقل أو سيارتهم الخاصة إلى مقار أعمالهم ، في الدول الاخرى ، كما أنَّهم يذهبون إلى اعمالهم بشوق ؛ "ليست كذلك اليمن"، فهنا يذهب أغلب الموظفون مشيًا على الاقدام، وربما يذهبون جوعى بعد أن خلت منازلهم من ابسط المواد الغذائية اللازمة للبقاء على قيد الحياة ، إضافة إلى ذلك فهم لم يستلموا مرتباتهم، وليس هناك أي أمل في أن يحصلوا على مرتبات خلال الأشهر القادمة.
جريمة وعمالة
وتعتبر جماعة الحوثيين المطالبة بالمرتبات جريمة، يعاقب عليها قانون المليشيات الانقلابية، ويوجه لمن يطالب بمستحقاته المالية، بالفاظ داعشي، وموالي للعدوان، كما أنَّ من يطالب بلقمة العيش يعتبر مجرم ، وتلفق له التهم، ويقاد إلى السجون ويتعرض للتعذيب والتنكيل.
وزج بالعشرات من المواطنين في السجون بسبب مطالبتهم بمرتباتهم كما تعرضت العديد من الوقفات الاحتجاجية ، للرجال والنساء في العاصمة صنعاء، للعنف والشتم من قبل الحوثيين، بسبب مطالبة الموظفيين بمرتباتهم".
واستبدلت خلال العامين الماضيين، جماعة الحوثيين، الالاف من الموظفين المعارضين لمشروعها الطائفي الامامي، وعينت الجماعة آخرين ينتمون لسلالتها الهاشمية أو طائفتها المذهبية.
استبدال المواظفين
وهددت الجماعة كامل الموظفين بالاستبدال، في حال رفضوا الدوام، أو طالبوا بمستحقاتهم المالية ، كما أنَّ الجماعة اعتبرت الوظيفة، وسيلة لتصفية معارضيها من مراكز الدولة، و المؤسسات الحكومية".
وقال الناشط الانساني والاجتماعي محمود اسكندر" إن الموظفين في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، يعملون بشكل اجباري وبلا مرتبات".
وأضاف اسكندر في حديث خاص إلى موقع "صوت الإمارات" يذهب الموظفون إلى مقار اعمالهم صباحًا، بلا طعام، ومشيًا على الاقدام.
وتابع اسكندر قوله " من لم يذهب فهناك البديل عنه، قد اصبح جاهز في أي لحظة للعمل وبدون مرتب ".
لايملكون أي شهادات
وأوضح اسكندر أنَّ الجماعة عينت آلاف من الموالين لها في مناصب الدولة والوظائف الحكومية، وهم لايملكون أي شهادات أو خبرة مسبقة".
واضاف " إذا أردت أن تتوظف في العاصمة صنعاء، لاتحتاج إلى مؤهلات علمية، بل وساطة حوثية، وأن تنشد باسم السيد الحوثي صباح مساء".
واردف اسكندر قائلًا " لقد نهب الحوثيون كل شيئ، حتى مقاعد الدراسة في الجامعات ، لم يتركوا شيئ على حاله".
وطالب اسنكندر المبعوث الأممي مارتن غريفت، بتسليم مرتبات الموظفين، وايجاد حلول ملموسة من خلال مفاوضات جنيف القادمة .
واشار اسكندر إلى أنَّ الامم المتحدة، لم تحل أزمة المرتبات، منذ عامين، رغم قدرتها على الضغط على أطراف الصراع لتسليمها".
وأكَّد أنَّ نحو مليوني موظف يعيشون في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، وليس لديهم أي مصادر دخل اخرى.
ويعيش ملايين اليمنيين على وجبة طعام واحدة باليوم، كما أن 75 % من كل المدنيين في اليمن، يعتمدون على شكل من أشكال المساعدة الإنسانية والحماية، وهي نسبة لا توجد بأي دولة أخرى في العالم.
أرسل تعليقك