دمشق - نورا خوام
رغم أنه لم يتبقّ سوى ساعات معدودة على انتهاء المهلة الروسية لوقف إطلاق النار وانسحاب قوات سورية الديمقراطية من المناطق الحدودية وفقا إلى الاتفاق الروسي-التركي في "سوتشي" فإن عمليات إطلاق النار لا تزال مستمرة وسط معارك عنيفة على محاور عدة ضمن المنطقة الواصلة بين تل تمر ورأس العين (سري كانييه)، بين قوات سورية الديمقراطية من جانب والقوات التركية والفصائل الموالية لها من جانب آخر، في هجوم متواصل من قبل الأخيرة لقطع طريق أبو رأسين-تل تمر، والتقدم جنوب وشرق مدينة رأس العين، من خلال قصف مكثف وعنيف بعشرات القذائف الصاروخية من قبل القوات التركية والفصائل، بالإضافة إلى الطائرات المسيرة التركية التي تستهدف محاور القتال.
وتستمر قوات سورية الديمقراطية في استكمال انتشارها على طول الشريط الحدودي الواصل بين عامودا والدرباسية، بالإضافة إلى "ظهر العرب" و"كسر" شرق مدينة رأس العين، حيث انتشرت بمخافر حدودية واقعة في المنطقة آنفة الذكر، وفقا للاتفاق الروسي - التركي في ظل استمرار انسحاب "قسد" من المنطقة هناك.
ووصلت دورية عسكرية تابعة إلى القوات الروسية إلى معبر الدرباسية الحدودي مع تركيا في ريف الحسكة، حيث رافق الدورية الروسية وفد إعلامي ومدنيز وقالت مصادر موثوقة، إن القوات التركية المنتشرة عند المعبر أطلقت قذيفة لم يعلم طبيعتها حتى اللحظة، وهو ما أدى إلى إصابة 5 أشخاص من الوفد المدني الموجود هناك، وسط أنباء عن إصابة عسكريين روس، عقبه اجتماع الدورية الروسية مع القوات التركية بعد إبعاد المدنيين والإعلاميين عن المنطقة، وجرى الحديث بين الطرفين حول آلية تسيير الدروريات الروسية - التركية المشتركة في المنطقة التي من المفترض أن تبدأ الثلاثاء، حيث من المقرر أن تنتهي المهلة الروسية لوقف إطلاق النار وانسحاب "قسد" مساء اليوم.
ورُصِد توجه آليات ثقيلة ودبابات تابعة للجيش السوري من مدينة عين العرب (كوباني) باتجاه قرى واقعة بريف المدينة الغربي، كما أبلغت مصادر "المرصد السوري" أن دورية روسية وصلت عند مغيب شمس الإثنين، إلى قرية الجوادية (جل آغا) الواقعة بريف المالكية (ديريك)، إلا أن قوى الأمن الداخلي "الآسايش" منعتها من التوقف وأجبرتها على العودة، موضحة أن منطقة شرق القامشلي إلى المالكية ليست ضمن الاتفاق مع الروس ولا يحق لهم التوجه إلى هناك.
رُصدت منذ الساعات الأولى لصباح الأربعاء عمليات نزوح للمدنيين من مناطق متفرقة في منطقة شرق الفرات، فرارًا من العملية العسكرية التركية على المنطقة، وبحسب الإحصاءات فإن عدد النازحين تجاوز 300 ألف مدني نزحوا من بلداتهم ومدنهم وقراهم، حيث تتواصل حركة نزوح المدنيين من مناطقهم في تل أبيض ورأس العين والدرباسية وعين العرب وعين عيسى ومناطق أخرى شرق الفرات عند الشريط الحدودي مع تركيا، ووفقا لإحصائيات المرصد السوري لحقوق الإنسان، تجاوز عدد النازحين 300 ألف مدني نحو عمق المنطقة، وسط أوضاع إنسانية صعبة تعيشها المنطقة من التصاعد الكبير في أعداد النازحين ووجهتهم.
ويشهد الوضع الصحي والإسعافي في مناطق شمال وشمال شرق سورية أوضاعا كارثية من حيث التحركات والدعم الموجه لهم في ظل الاستهداف المتواصلة لهم منذ بدء عملية "نبع السلام"، حيث قدم الهلال الأحمر الكردي وهيئة الصحة ضمن مناطق سيطرة "قسد" 4 قتلى حتى الآن جراء العملية العسكرية التركية (3 من هيئة الصحة جرى إعدامهم ميدانيا من قبل الفصائل الموالية لتركيا في منطقة سلوك شمال الرقة، والأخير تابع للهلال الأحمر الكردي قضى بقصف على ريف مدينة رأس العين)، بالإضافة إلى إصابة 5 آخرين منهم بالقصف والاستهدافات. وتعرضت الأطقم الطبية لمحاولات من جانب الفصائل الموالية لتركيا، لعرقلة عملهم في إسعاف الجرحى ونقل الجثث جراء الاستهدافات المتواصلة، على غرار ما جرى في محاولتهم لنقل الجرحى والجثث من مدينة رأس العين، إبان حصارها من قبل الفصائل الموالية لتركيا.
وتشهد المنطقة حالة من الحذر والترقب، حيث وجه عدد من أهالي "رأس العين" استغاثة لتسليط الضوء على التعنت والمعاناة التي يواجهونها من قبل الفصائل الموالية لتركيا، حيث أكد الأهالي في استغاثتهم، أنهم حاولوا العودة إلى منازلهم وقراهم، إلا أن الفصائل الموالية لتركيا استوقفتهم عند حاجز "تل حلف" ومنعتهم من العبور ووجهت لهم أسئلة بشأن ما إذا كانوا كردا أم عربا، وسط معلومات عن تهجير قسري للاجئين السوريين من تركيا إلى المناطق التي تسيطر عليها فصائل عملية "نبع السلام".
وارتكبت الفصائل الموالية لتركيا عدة انتهاكات ضمن مناطق سيطرتها، حيث عمدت تلك الفصائل إلى سرقة المنازل وتعفيش محتوياتها بعد تهجير أهلها وحرقها بعد تعفيشها، كما تجري عملية سرقة المواشي، لتعيد للأذهان ممارسات الفصائل أثناء عملية السيطرة على “عفرين” وحتى اللحظة هناك.
أرسل تعليقك