طرابلس - فاطمة السعداوي
أعلن العميد محمد الغصري الناطق باسم القوات الموالية لحكومة الوفاق الوطني الليبية ان عملية "البنيان المرصوص" التي تخوضها القوات الموالية لحكومة الوفاق الوطني ، مستمرة، لكنه رفض تحديد موعد لإعلان تحرير مدينة سرت الليبية من قبضة تنظيم "داعش" الذي سيطر عليها منذ منتصف العام الماضي، مشيرا الى انه "بات قريبًا".
وقال الغصري : "لا يمكننا تحديد موعد محتمل لإعلان تحرير مدينة سرت بشكل كامل.. نأمل أن يكون الموعد من الغد؛ لكن المعارك ما زالت مستمرة، ولا يمكن التنبؤ بنهاية وشيكة لها".
وأوضح الغصري أن عدد ضحايا القوات المشاركة في العملية قد بلغ 130 قتيلا حتى الآن. وأوضح أنه بعد نحو شهر على بداية العملية العسكرية الهادفة إلى استعادة سرت, أصبح تنظيم داعش محاصرا في منطقة تمتد بين وسط المدينة الساحلية وشمالها، بحسب ما تؤكد القوات الحكومية. وأظهرت خريطة وزعها المكتب الإعلامي للعملية أن التنظيم لا يسيطر حاليا إلا على مساحة تقدر بعشرين كيلومترا فقط داخل سرت.
وأحكمت قوات حكومة الوفاق الوطني في ليبيا، سيطرتها على المرافق الرئيسية في سرت، بعدما نجحت في استعادة ميناء المدينة من أيدي تنظيم "داعش" الإرهابي، وأحبطت أمس السبت هجوماً للتنظيم حاول خلاله الدخول مجدداً إلى الميناء.
وبعد نحو شهر على بداية العملية العسكرية الهادفة إلى استعادة سرت على بعد 450 كلم شرق طرابلس، أصبح التنظيم الإرهابي محاصراً في منطقة تمتد بين وسط المدينة الساحلية وشمالها، بحسب ما تؤكد القوات الحكومية.
وقال رضا عيسى العضو في المركز الإعلامي الخاص بعملية "البنيان المرصوص"، إن التنظيم حاول أمس "الالتفاف على قواتنا ومهاجمتها في الميناء، لكن قواتنا أحبطت هجومهم هذا".
وذكرت القوات الحكومية على صفحة العملية العسكرية في "فيسبوك"، أن اثنين من عناصرها قتلا وأصيب أربعة بجروح في هذا الهجوم.
وكان عيسى أعلن في وقت سابق أن قواته نجحت الجمعة في السيطرة على الميناء الواقع في شمالي المدينة، مشيراً إلى أن السيطرة على الميناء تمّت بعدما اقتحمت قوة الميناء وتمركزت فيه.
وحسب القوات الحكومية، أصبح التنظيم الإرهابي محاصراً في منطقة لا تتعدى مساحتها خمسة كيلومترات مربعة تمتد بين وسط سرت وشمالها. لكن هذه المنطقة هي الأكثر كثافة من ناحية السكان والمنازل، ما يؤشر إلى أن التقدم السريع قد يتباطأ عند محاولة دخول هذه المنطقة.
وقال مقاتل تابع للقوات الحكومية، مفضلاً عدم كشف اسمه: "الحرب كانت في البداية بالطائرات والمدفعية، والآن أصبحت حرب شوارع".
وقال عميد طيار مختار فكرون، إن سلاح الجو التابع لرئاسة الأركان العامة المنضوية تحت المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني قام بتنفيذ 150 طلعة جوية قتالية ضد داعش في سرت، وأوضح أن الطلعات استهدفت تمركزات التنظيم، بالإضافة إلى تحركاتها وتجمعاتها وأرتالها داخل وحول سرت، مؤكداً أن الطيران الحربي الليبي تمكن من تدمير 7 سيارات مفخخة داخل المدينة.
وأثار التقدم السريع لقوات حكومة الوفاق في سرت، ترحيب رئيس بعثة الأمم المتحدة في ليبيا مارتن كوبلر الذي اعتبر في تغريدة على تويتر أن التقدم السريع للقوات التابعة لحكومة الوفاق الوطني ضد "داعش" في سرت أمر مهم جداً.
أعرب رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا مارتن كوبلر عن صدمته واستيائه من تصفية عدد من السجناء في سجن "الرويمي" في العاصمة الليبية طرابلس بعد أن أمرت المحكمة بالإفراج عنهم.
وطالب المبعوث الأممي لدي ليبيا في تغريدة على تويتر بإجراء تحقيق فوري وشفاف من قبل السلطات في ظروف مقتل السجناء الذين تم إخلاء سبيلهم من سجن الرويمي، من قبل المحكمة في طرابلس.
وقال مصدر دبلوماسي ليبي، إنه "كان من المتوقع أن تحدث معركة عنيفة، لكن المعركة لم تكن صعبة كما كان يتصورها البعض"، وأضاف، "ربما بالغنا في إحصاء أعدادهم".
ورحبت فرنسا أمس بالتقدم الذي أحرزته قوات حكومة الوفاق في سرت، وقالت، إن المعركة ضد "داعش" في ليبيا تمثل أولوية.
وأضافت الخارجية أن الانتصار على "داعش" يمرّ بالوحدة السياسية للبلاد تحت سلطة المجلس الرئاسي وحكومة الوفاق الوطني.
وشدّد المبعوث الأميركي لدى ليبيا جوناثان وينر، على ضرورة وحدة الصف والتوافق بين كل الليبيين، في مواجهة التنظيم الإرهابي و تحرير سرت من قبضته. وأكد وينر أن وحدة الصف والتوافق بين مختلف الأطراف السياسية في ليبيا لا تزال مطلوبة وضرورية لإكمال المهمة وإعادة بناء الدولة الليبية.
وفي بنغازي، شرقي ليبيا، لقي رجل ونجله حتفهما وأصيب ستة آخرون بجروح في ساعات متأخرة من ليل الجمعة - السبت، جرّاء انفجار سيارة في ظروف غامضة بالقرب من بريد السلماني في المدينة.
وكان مسؤول في مستشفى قال السبت، إن سبعة مدنيين على الأقل قتلوا وأصيب ثمانية آخرون في قصف بالمدينة.وقال المسؤول، إن القصف وقع يومي الخميس والجمعة في مناطق سكنية قرب خطوط القتال الأمامية في بنغازي.
إلى ذلك، استأنفت طائرات ليبية الخميس رحلاتها في اتجاه مطار تونس قرطاج الدولي، بعد توقف دام أكثر من 6 أشهر لدواعٍ أمنية.
أرسل تعليقك