نهت مدينة بيت لحم استعداداتها وتحضيراتها الخاصة لاستقبال ضيوفها فلبست ثوبها الجديد، من خلال تزيين شوارعها وأحيائها ومنازلها بالزينة الخاصة، وتجلّت مظاهر البهجة في ساحة المهد حيث ذروة الاحتفالات، ونصب وسطها شجرة الميلاد والتي أصبحت مقصدًا للجميع لأخذ الصور التذكارية.
وشارك المواطنون، في استقبال غبطة المدبر الرسولي الأب بيير باتيستا بيتزابالا، بمشاركة عدد من الشخصيات الاعتبارية وأعضاء المجلس البلدي ووجهاء المدينة وعشرات الآلاف من الحاضرين من فلسطين وخارجها.
وانطلق موكب غبطته من بطريركية اللاتين في القدس، وقبل وصوله إلى ساحة المهد تقدمت الموكب الفرق الكشفية من المحافظات الفلسطينية المختلفة.
وعجّت ساحة المهد بالحضور القادم من جميع مناطق فلسطين والخارج، إذ تواجدت العديد من الجنسيات للاحتفال بأعياد الميلاد المجيدة حسب التقويم الغربي.
وكشف أنطون رئيس بلدية بيت لحم ،أهمية هذا اليوم الذي تتوجه فيه أنظار العالم نحو بيت لحم، مشيرًا إلى شعار عيد الميلاد لهذا العام وهو الميلاد رسالة حياة ووجود “، وتطرق إلى التنظيم الكبير الذي بذلته بلدية بيت لحم مع شركائها، للوصول إلى يوم يليق بمستوى مدينة بيت لحم.
وستنظم بلدية بيت لحم أمسية ميلادية ستبدأ في تمام الساعة الخامسة عصرًا في ساحة المهد ستضم 11 جوقة محلية وعالمية "إيطاليا، غانا، ليتوانيا، نيجيريا).
وسيترأس غبطة المدبر الرسولي قداساً عند منتصف الليل في كنيسة القديسة كاترينا الرعوية بحضور الرئيس محمود عباس وسلمان وعدد من الشخصيات الاعتبارية والحاضرين من داخل فلسطين وخارجها.
وأكّد رئيس بلدية بيت لحم انطون سلمان أن مدينة بيت لحم أكملت استعداداتها بشكل كامل وهناك إقبال كبير على زيارة المدينة من سياح أجانب، وحتى من عرب 48 وهذه رسالة بحد ذاتها إلى العالم أن بيت لحم آمنة بفعل العيون الساهرة للمؤسسة الأمنية، والمواطن الحريص على إنجاح الاحتفالات والخروج بها بأبهى صورها.
وأشار إلى أن الجانب السياحي شهد هذا العام ارتفاعاً كبيراً بأعداد السياح، مؤكداً أن بيت لحم هي مدينة آمنة.
وأضاف سلمان، أنه رغم صعوبات الاحتلال وما يفرضه على المدينة، من جدار للفصل العنصري وحواجز عسكرية تقطع أوصالها، إلا أن الأمل يعمر قلوب أهالي المدينة وشعبنا، وعليه لا بد للفرح أن يأتي وللضيق أن يزول.
وأشار إلى أن عيد الميلاد هو مناسبة إنسانية واجتماعية ودينية وعالمية، تجدد في نفوسنا البهجة والفرحة والشوق بأمل وإيمان بمستقبل أفضل يسوده العدل والمساواة والمحبة بين شعوب العالم.
و قال مستشار الرئيس للشؤون المسيحية زياد البندك إن إجراءات الاحتلال المستمرة ليست بجديدة وان الضوء الأخضر التي حصلت عليه حكومة الاحتلال خاصة بالدعم الاميركي الموجود أصبحت إجراءات الاحتلال كبيرة، والمستوطنون يستمرون في نشاط أوسع في أراضي الضفة الغربية.
وأوضح أن نسبة الهجرة وبخاصة بين المسيحيين زادت في الفترة الأخيرة، مشددًا على وجوب أهمية تنفيذ عدد من المشاريع واتخاذ إجراءات لمواجهة ظاهرة هجرة المسيحيين.
و قال محافظ بيت لحم كامل حميد: إن مهد المسيح شامخ ومتحدٍ لغطرسة المحتل الذي دومًا ما يحاول أن يعكر الأجواء من خلال ادعاءاته الكاذبة بشأن الأوضاع العامة، لكننا اليوم نقف أمام مشهد فلسطيني رائع يتمثل بحرص الجميع على المشاركة في إنجاح الاحتفالات وهو ما يظهر جليًا في واقعنا .
وأكّد مدير الشرطة في محافظة بيت لحم اللواء العميد علاء شلبي في بيان، إنه تم استكمال الاستعدادات الشرطية تنفيذًا لتعليمات مدير عام الشرطة اللواء حازم عطا الله، من أجل تأمين الاحتفالات بالشراكة مع حرس الرئيس و الأجهزة الأمنية كافة وفق خطة أمنية تم وضعها بعد عقد اجتماعات مع الجهات الرسمية والأمنية برئاسة محافظ بيت لحم.
وأشار إلى أنه أعلن يوم الأحد حالة استنفار كامل في صفوف الشرطة بإداراتها ومراكزها وأقسامها لتتولى مهمة توفير الأجواء واحترام قدسية العيد والعمل لتعزيز الفرحة، وتسهيل وصول الحجاج، وتنظيم حركة المواطنين المعتادة في مدن وبلدات المحافظة.
وأوضح شلبي أنه سيتم نشر أكثر من 150 عنصرًا من رجال الشرطة لتأمين الحركة المرورية وحركة المواكب الرسمية، إضافة إلى مشاركة ما يقارب (400)عنصر ما بين ضباط وأفراد في تأمين هذه الاحتفالات إضافة إلى القوات المشاركة من الأمن الوطني والأجهزة الأمنية الأخرى.
ووصل الرئيس محمود عباس، مساء الإثنين، إلى مدينة بيت لحم، للمشاركة في احتفالات أعياد الميلاد المجيد حسب التقويم الغربي.
و افتتح رئيس دولة فلسطين محمود عباس شارع دير مار شربل في مدينة بيت لحم، كما زار الدير الذي جرى توسعته بدعم منه.
وقال ، في كلمته خلال زيارته الدير، “عيد ميلاد سعيد وسنة ميلادية جديدة إن شاء الله تعود علينا جميعًا، مسيحيين ومسلمين في هذا البلد، باليمن والخير والبركة”.
وأضاف: عندما نقوم بعمل ما لدير أو كنيسة فهذا ليس مِنّة، وإنما واجب علينا، فأنتم أهلنا وإخواننا وحقكم علينا أن نقوم بكل ما نستطيع القيام به. كونوا مطمئنين أن دير مار شربل سيعمر بكل أهله وبنا جميعا لأننا إخوانكم، فهذا الدير لأهلنا علينا أن نرعاه ونهتم به ونبنيه، فكونوا مطمئنين”.
وتابع الرئيس: “كل عام وأنتم بخير لكل أشقائنا المسيحيين بطوائفهم المختلفة في كل الأرض الفلسطينية وفي كل العالم، وهنا أخص بالذكر البطريرك مار بشارة بطرس الراعي الصديق العزيز، الذي نعرفه جيدا والذي شرفنا بزيارة لبيت لحم ونشعر أنه أخ عزيز لنا، يمثل الطائفة المارونية ليس في لبنان فحسب وإنما في كل أقصى الدنيا”.
وأردف الرئيس: بهذه المناسبة أبعث بالتحية والاحترام والتهاني للرئيس اللبناني ميشال عون، رئيس الطائفة المارونية، فهو صديق عزيز علينا نحبه ونحترمه ونقدره ونشعر أننا في بيت واحد وأهل، سواء كنا في فلسطين أو في لبنان، فكلكم أهلنا أحبتنا وكلكم إخواننا وكل عام وأنتم بخير”.
وكان في استقبال سيادته: محافظ بيت لحم كامل حميد، وعدد من الوزراء، ورؤساء بلديات بيت لحم، وبيت ساحور، وبيت جالا، وقادة الأجهزة الأمنية وفعاليات المحافظة.
أرسل تعليقك