أعلن البيت الأبيض، في تحول رئيسي، أن الولايات المتحدة ستفسح المجال أمام عملية تركية وشيكة ضد قوات يقودها الأكراد شمال شرقي سورية.
وترغب تركيا في إزاحة مسلحين أكراد تعتبرهم "إرهابيين"، بعيدًا عن الحدود، وإقامة منطقة آمنة لعودة اللاجئين السوريين، وقال البيان الأميركي إن الأتراك يتحملون المسؤولية عن كل أسرى تنظيم الدولة في المنطقة.
وتتلقى وحدات حماية الشعب الكردي دعما قويا من الولايات المتحدة التي تحتفظ بالمئات من جنودها في سورية.
وفي يناير/كانون الثاني، هدد الرئيس ترامب بـ "تدمير تركيا اقتصاديا" إذا هي أقدمت على مهاجمة قوات كردية عقب انسحاب أميركي مخطَّط له من سورية.
إلا أن بيان البيت الأبيض، الصادر يوم الأحد، لم يشر إلى وحدات حماية الشعب الكردي التي اضطلعت بدور قيادي في إنزال الهزيمة بتنظيم الدولة في سورية.
قال البيت الأبيض إن الولايات المتحدة لن تشارك في العملية.
وجاء البيان عقب اتصال هاتفي بين الرئيس دونالد ترامب ونظيره التركي رجب طيب اردوغان.
ماذا قال بيان البيت الأبيض؟
قال البيان إن "تركيا ستمضي قدما قريبا في عمليتها، المخطط لها منذ فترة طويلة شمالي سورية".
وأضاف: "لن تدعم القوات الأميركية العملية أو تشارك فيها، ولن تكون قوات الولايات المتحدة، بعد أن هزمت خلافة تنظيم الدولة، في المنطقة التي تجري فيها العملية".
كما ذكر بيان البيت الأبيض أن تركيا ستتولى المسؤولية الكاملة فيما يتعلق بمقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية ممن وقعوا أسرى في العامين الماضيين.
ونوه البيان عن أن "الحكومة الأميركية مارست ضغوطا على كل من فرنسا وألمانيا وغيرهما من الدول الأوروبية، التي وفد منها هؤلاء الأسرى التابعون لتنظيم الدولة، وذلك لاستردادهم لكن هذه الدول رفضت ذلك وأبدت عدم رغبة في عودتهم".
وأضاف البيان الأميركي:"لن تتحمل الولايات المتحدة مسؤوليتهم لمدة قد تطول لسنوات عديدة وتكاليف طائلة من أموال دافعي الضرائب الأميركية".
ما خطة تركيا؟
وفي وقت متأخر من يوم الأحد، أفاد مكتب الرئيس التركي أنه تباحث مع الرئيس ترامب عبر الهاتف بشأن خطة تركية لتدشين "منطقة آمنة" شمال شرقي سورية.
وقال المكتب إنه كانت هناك حاجة إلى هذه الخطوة لمكافحة "الإرهابيين" وتهيئة الأجواء الضرورية لعودة اللاجئين السوريين إلى وطنهم.
وتستضيف تركيا ما يربوا على 3.6 ملايين سوري فروا بحياتهم من نيران الحرب الأهلية التي اندلعت عام 2011.
وترغب تركيا في ترحيل مليوني لاجئ سوري عندها إلى المنطقة الآمنة المشار إليها.
وفي المكالمة الهاتفية، أعرب أردوغان عن "إحباطه" مما وصفه بفشل البيروقراطية الأميركية على الصعيدين العسكري والأمني في تنفيذ اتفاق بشأن المنطقة كان قد تم التوصل إليه في أغسطس/آب.
ولوّح اردوغان، أمس الأول السبت، بأن قوات تركية ستشن هجوما عبر الحدود في الأيام المقبلة، دون أن يقدم تفاصيل عن مدى الهجوم المخطط له.
رد فعل الأكراد
قالت قوات سورية الديمقراطية، التي تتبع وحدات حماية الشعب الكردي، والتي تسيطر على المنطقة التي كانت في قبضة تنظيم الدولة شمال شرقي سورية، اليوم الاثنين،إن القوات الأميركية بدأت في الانسحاب من مناطق حدودية، متهمة واشنطن بالإخفاق في "الوفاء بمسؤوليتها".
وقال متحدث باسم قوات سورية الديمقراطية إن الفصائل "عازمة على الدفاع عن شمال شرقي سورية بأي ثمن".
وفي تغريدة منفصلة، وصفت قوات سورية الديمقراطية العملية التركية المخطط لها بأنها "آلية الموت" الكفيلة بتحويل المنطقة إلى "حرب دائمة".
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره في المملكة المتحدة، إن قوات أميركية قد انسحبت بالفعل من مواقع رئيسية.
وقال التلفزيون الكردي شمالي العراق إن قوات سورية الديمقراطية وضعت بعض وحداتها في حالة تأهب بعد أن حشد الجيش التركي قواته على الحدود اليوم الاثنين.
خلفية الصراع
كانت وحدات حماية الشعب الكردي مكونا رئيسيا في قوات سورية الديمقراطية، التي أنزلت الهزيمة بتنظيم الدولة في سورية بدعم من الولايات المتحدة.
وتعتبر تركيا وحدات حماية الشعب الكردي امتدادا لحزب العمال الكردستاني المحظور، والذي حارب لثلاثة عقود في سبيل إقامة منطقة حكم ذاتي كردي.
وتنكر وحدات حماية الشعب الكردية أي روابط تنظيمية مباشرة بحزب العمال الكردستاني.
وتدين تركيا الولايات المتحدة لدعم وحدات حماية الشعب الكردية.
قد يهمك أيضًا
تركيا تهدّد بعملية عسكرية في شمال سورية في أي وقت ضد القوات الكردية
أرسل تعليقك