تواصل قوات الإحتلال الإسرائيلي ، عدوانها الوحشي وحرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة. وخلف العدوان أكثر من (47,925) شهيداً ومفقوداً، بالإضافة إلى (87,141) جريحاً ومُصاباً. وفي آخر الإحصاءات التي نشرها المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، فقد ارتكب الاحتلال خلال عدوانه(3,359) مجزرة. وأشار إلى أن من بين الشهداء (15,919) من الأطفال، في حين أن (34) شخصاً استشهدوا نتيجة المجاعة.
ومن بين الشهداء (10,569) سيدة، و(500) الطواقم الطبية، و(75) شهيداً من الدفاع المدني، و(153) شهيداً من الصحفيين. وأشار المكتب الإعلامي إلى أن (70%) من الضَّحايا هم من الأطفال والنساء، في حين أن الحرب خلفت (17,000) طفل يعيشون بدون والديهم أو بدون أحدهما، وفي الوقت نفسه فإن (3,500) طفل معرّضون للموت بسبب سوء التغذية ونقص الغذاء.
وتواصل قوات الاحتلال اجتياحها البري لأحياء واسعة في رفح، منذ 7 مايو الماضي، والتوغل في حي الشجاعية لليوم السابع وسط قصف جوي ومدفعي وارتكاب مجازر مروعة، في حين تتسع دائرة المجاعة شمال قطاع غزة مع استمرار منع إدخال المساعدات ونفاد البضائع من الأسواق.
ومساء الاربعاء، استشهد 9 مواطنين وأصيب آخرون، مساء الأربعاء، في غارات شنها طيران الاحتلال الإسرائيلي على مدينة غزة.
وأفادت مصادر فلسطينية بوصول جثامين 5 شهداء إلى مستشفى الأهلي العربي “المعمداني” في مدينة غزة، إثر قصف طيران الاحتلال شقة سكنية لعائلة بنات في محيط مسجد السوسي وسط مدينة غزة، مشيرة إلى أن الشهداء الخمسة من عائلة واحدة وهم: كمال عوض بنات، ونجله عبد السلام، وبناته رغد وهداية وراما، في حين لا تزال ابنته روعة مفقودة.
كما انتشل مسعفون، جثامين 4 شهداء وعدد من الإصابات، من تحت أنقاض شقة سكنية لعائلة الغفري في عمارة سعد بمنطقة المشاهرة في شارع النفق بحي التفاح شرق مدينة غزة، عقب قصفها بصاروخ من طيران الاحتلال، وجرى نقلهم إلى مستشفى “المعمداني”.
وفي وقت سابق من يوم الاربعاء، استشهد 3 مواطنين، في قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي المسيّر تجمعا للمواطنين في حي تل الهوا جنوب مدينة غزة. كما تمكنت طواقم الإسعاف من انتشال شهيدين، ونقل 7 إصابات، عقب استهداف طيران الاحتلال شقة سكنية لعائلة الزرد بالقرب من حي الدرج في مدينة غزة.
وقصف طيران الاحتلال أرضا زراعية في منطقة الزرقا شرق بركة الشيخ رضوان شمال مدينة غزة، وشن غارات على حي الشجاعية شرق المدينة، بالتزامن مع قصف مدفعية الاحتلال المتواصل، ونسف قوات الاحتلال مبان في الحي.
وأفادت مصادر طبية بأن 30 شهيدا على الأقل ارتقوا في سلسلة غارات متفرقة على أحياء مدينة غزة منذ فجر الاربعاء.
وانتشلت طواقم الإسعاف والإنقاذ جثامين 14 شهيدا من مناطق متفرقة في رفح جنوب القطاع منذ صباح الاربعاء.
واستشهد ثلاثة مواطنين وأصيب آخرون في قصف طيران الاحتلال منزلا غرب مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، بالتزامن مع قصف مدفعية الاحتلال مناطق شمال المخيم.
وأصيب عدد من المواطنين في غارة شنها طيران الاحتلال على منزل بالقرب من مجمع ناصر الطبي في خان يونس جنوب القطاع، كما أطلق الاحتلال قنابل دخانية بالتزامن مع قصف مدفعيته مناطق شرق خان يونس.
ولا يزال أهالي غزة يعانون في الحصول على الماء في مدينة غزة وشمالها مع استمرار استهداف الاحتلال للبنى التحتية والبلديات. ويعاني أهالي غزة من العطش، بسبب تدمير الإحتلال الآبار في القطاع، بالإضافة إلى محطات المياه.
وبسبب نفاد مادة الوقود، وتدمير الإحتلال آليات الإسعاف ونقل المصابين والشهداء، يستخدم أهالي قطاع غزة العرابات التي تجرها الحيوانات لنقل الشهداء والجرحى إلى المستشفيات في مدينة غزة.
عشرات الآلاف ينزحون من جديد من جنوب قطاع غزة مع استمرار القصف الإسرائيلي
ونزح عشرات آلاف الفلسطينيين من جنوب قطاع غزة بعد أمر بالاخلاء يثير مخاوف من عملية جديدة واسعة النطاق في هذه المنطقة التي تعرضت لقصف اسرائيلي جديد الأربعاء.
وفي جنوب القطاع، تتواصل حركة النزوح منذ الاثنين من المناطق الشرقية في رفح وخان يونس مع فرار العائلات بحثا عن ملجأ بين الأنقاض والدمار، وفي ظلّ شحّ الماء ونقص الغذاء مع استمرار القصف والمعارك.
وفي درجات حرارة خانقة، فرّ النازحون سيرا أو تكدّسوا في عربات وسط أنقاض خان يونس، أكبر مدينة في جنوب قطاع غزة، والتي انسحب منها الجيش الإسرائيلي في بداية نيسان/أبريل، مخلّفا دماراً هائلا.
وتقدّر الأمم المتحدة أن نحو 250 ألف شخص كانوا في المنطقة التي أمر الجيش بإخلائها. وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) إن الأمر الذي يشمل منطقة مساحتها 117 كيلومترا مربعا، أي ثلث قطاع غزة، هو “الأشمل منذ تشرين الأول/أكتوبر، عندما صدرت أوامر لسكان شمال غزة بالإخلاء” في الأيام الأولى من الحرب.
وقال مواطنون فلسطينيون، إنها ليست المرة الأولى التي يُضطرون فيها للرحيل. وروى كيف انتقلوا من مكان إلى آخر عندما استهدفت القوات الإسرائيلية خان يونس في كانون الأول/ديسمبر. بعد انسحاب الجيش، عاد رغم الدمار مع عائلته إلى منزلهم. وها هم يغادرونه مرة أخرى، من دون أن يعرفوا إلى أين يذهبون.
العدوان على غزة
في هذه الأثناء، أعلنت منظمة الصحة العالمية الاربعاء أن جميع المرضى تقريبا في مستشفى غزة الأوروبي والمستشفى الميداني للصليب الأحمر غادروا بعد أوامر الإخلاء التي أصدرها جيش الاحتلال.
ولم بفصح العدو عمّا إذا كان بصدد تنفيذ عملية واسعة أخرى في جنوب غزة، لكن أوامر الإخلاء التي يصدرها تكون عادة مقدمة لحملة عنيفة.
وبدأ الجيش عملية برية في 7 أيار/مايو في مدينة رفح الحدودية مع مصر التي كانت تضمّ مئات آلاف السكان والنازحين الذين اضطروا بمعظمهم للفرار.
وبعدما ساد اعتقاد أن معركة رفح ستكون المرحلة الأخيرة من الحرب، تجددت في الأسابيع الأخيرة المعارك في مناطق عدة كان قال الجيش إنه سيطر عليها، لا سيما في الشمال حيث بدأ عملية برية في 27 حزيران/يونيو في حي الشجاعية في شرق مدينة غزة.
وأعلن الاحتلال الأربعاء أنه يواصل عملياته في الشجاعية، وأضاف أن عملياته مستمرة أيضًا في رفح وفي وسط قطاع غزة.
وتسبّب العدوان الاسرائيلي المدعوم من الغرب بكارثة إنسانية في القطاع المعزول عن العالم والمحاصر حيث يعاني سكانه وعددهم 2,4 مليون نسمة من الجوع الحاد مع نقص المياه والغذاء جراء شح المساعدات، فيما اضطر 1,9 مليون يشكّلون 80% من السكان، إلى النزوح، وفق الأمم المتحدة.
وتسبّب القصف والقتال بنزوح ما بين 60 ألفاً و80 ألف شخص من المنطقة، وفق الأمم المتحدة. وقالت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في قطاع غزة سيغريد كاغ إن “المدنيين الفلسطينيين في غزة غارقون في هاوية من المعاناة”.
تسعة من كل عشرة أشخاص أجبروا على النزوح في غزة منذ بدء الحرب
وأفادت الأمم المتحدة أن نحو تسعة من كل عشرة أشخاص في قطاع غزة نزحوا لمرة واحدة على الأقل منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحركة حماس.
وكشف مدير مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في الأرض الفلسطينية المحتلة أندريا دي دومينيكو، إن نحو 1,9 مليون شخص يُعتقد أنهم نزحوا في غزة. وقال من القدس للصحافيين في نيويورك وجنيف “نقدّر أن تسعة من كل عشرة أشخاص في قطاع غزة نزحوا داخليا مرة واحدة على الأقل، إن لم يكن ما يصل إلى عشر مرات، للأسف، منذ تشرين الأول/أكتوبر”.
وأضاف موضحا هذه الزيادة “في السابق كنا نقدّر أن هناك 1,7 (مليون)، ولكن منذ الوصول إلى هذا الرقم كان لدينا العملية في رفح والنزوح الإضافي هناك”. وتابع “ثم شهدنا أيضا عمليات في الشمال أدت إلى انتقال الناس”. ولفت إلى أن مثل هذه العمليات العسكرية أجبرت الناس على إعادة ضبط حياتهم بشكل متكرر.
وقال دي دومينيكو “خلف هذه الأرقام، هناك أناس (…) لديهم مخاوف وشكاوى. وربما كانت لديهم أحلام وآمال، أخشى اليوم للاسف أنها تتناقص شيئا فشيئا”. وأضاف “الأشخاص الذين تم نقلهم في الأشهر التسعة الماضية كانوا مثل بيادق في لعبة لوحية”.
وقال إن العمليات العسكرية الإسرائيلية قسمت قطاع غزة إلى قسمين، حيث قدّر مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية أن هناك ما بين 300 إلى 350 ألف شخص يعيشون في شمال المنطقة المحاصرة ولم يتمكنوا من الذهاب إلى الجنوب.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
أرسل تعليقك