أفادت قيادة عمليات بغداد، الخميس، بإصابة عدد من المواطنين بخمس عبوات ناسفة، بمناطق مختلفة من العاصمة، فيما استعاد تنظيم (داعش) ،السيطرة على ثلاثة أحياء في الموصل ، كان قد انسحب منها مطلع الأسبوع لصالح قوات الجيش العراقي، وذلك بعد هجوم واسع تزامن مع عاصفة ترابية، أدت إلى خروج طيران التحالف الدولي من ساحة المواجهة.
وقالت القيادة في بيان تلقى "العرب اليوم" نسخة منه، أن "اعتداءات إرهابية بخمس عبوات ناسفة استهدفت مناطق متفرقة بمنطقة الشعب"، مبينا "كما انفجرت عبوة أخرى داخل عجلة نوع كيا في المنطقة ذاتها". وأضاف البيان، أن "التفجيرات أسفرت عن إصابة 9 مواطنين بجروح مختلفة"، أفاد مسؤول في الجيش العراقي في تصريح صحافي، بأن "داعش" استعاد حي الإعلام والتأميم، وغالبية حي القاهرة شرقي الموصل، وما زالت عناصره متواجدة حتى الساعة الثامنة من صباح الخميس".
وأضاف، فإن عشرات القتلى والجرحى سقطوا من الجيش وجهاز مكافحة الإرهاب جراء الهجوم الذي وصفه بـ"الخبيث والغادر"، لافتاً إلى أن 'التنظيم يستغل الأحوال الجوية لشن هجماته على طريقة حرب شوارع أو عصابات محترفة، لكن مسألة استعادة تحرير تلك المناطق هي مجرد وقت'. في غضون ذلك، اضطر "الحشد الشعبي"، إلى إجراء عملية إعادة انتشار لقطعاتها المتواجدة في بلدة تلعفر الواقعة في المحور الغربي للموصل، بسبب الهجمات المتكررة من تنظيم "داعش"، والتي أوقعت في صفوفها عشرات القتلى والجرحى.
وأعلن "الحشد الشعبي"، أمس الأربعاء، أنه سيطر على ما يقرب من أربعة آلاف كيلو متر مربع، ونحو 150 قرية في الموصل، منذ انطلاق المعارك ضد تنظيم "داعش"، في المحافظة الشهر الماضي. وقال المتحدث باسم "الحشد الشعبي" أحمد الأسدي خلال مؤتمر صحافي عقده في العاصمة الإيرانية طهران، أن "الحشد الشعبي"، تمكن من تأمين جميع الطرق التي تم تحريرها خلال الأسابيع الستة الماضية، مشيراً إلى أن عناصر الشرطة الاتحادية تمكنوا من تحرير 200 قرية، وعدد كبير من المناطق، فضلاً عن الوصول إلى مناطق مهمة في الموصل.
وأضاف الأسدي ، "قبل عامين ونصف العام كان الإرهاب على أسوار بغداد وفي حزامها، واليوم نطارده ونحاصره على بعد 400 كيلومتر عن بغداد، في آخر معاقل وجوده "، معتبراً أن أي انتصار يتحقق في العراق سيكون له انعكاس على سورية. وبالمقابل كشف مصدر رفيع المستوى في استخبارات الحشد الشعبي، اليوم الخميس، أن تنظيم "داعش" أصدر أوامر باستبدال عناصره المحليين بالخطوط الأمامية في الموصل بأجانب لاستعادة المدينة، وذلك لتهاونهم مع المدنيين الهاربين من مناطق سيطرتها.
وقال المصدر لإعلام الحشد الشعبي، أن "داعش" أصدر أوامر نقل عناصره المحليين من الجبهات الأمامية واستبدالهم بالعناصر الأجنبية في المعارك الجارية لاستعادة المدينة من قبل القوات الأمنية العراقية". وأضاف أن "الأوامر جاءت بسبب تهاون عناصره المحليين مع المدنيين الهاربين من مناطق سيطرتهم، وكثرة حالات تسليم أنفسهم للقوات الأمنية التي تكررت بصفوفهم"، مشيرا إلى أن "عناصر ما يسمى بالحسبة دعت الناس عبر مكبرات الصوت في المساجد للالتحاق بجبهات القتال وما سموه بـ"الجهاد الأكبر" ضد القوات الأمنية".
وأكد المصدر أن "داعش أوكل بعض مهام السيطرات الأمنية التابعة لها في الجانب الأيمن من مدينة الموصل إلى عناصرها الأجانب، بعد أن كانت تدار من قبل المحليين، الأمر الذي تسبب في خلق حالة من التوتر والاستياء لدى عناصره المحليين مما أدى لحدوث تمرد بعض العناصر على قياداتهم". وأعلن قائد التحالف الدولي اللفتنانت جنرال ستيفن تاونسند٬ الخميس٬ عن مقتل واعتقال 180 قياديا "مهما" بتنظيم "داعش" في العراق وسوريا منذ تشرين الأول/نوفمبر الماضي.
بدوره أعلن قائد التحالف الدولي اللفتنانت جنرال ستيفن تاونسند٬ الخميس٬ عن مقتل واعتقال 180 قياديا "مهما" بتنظيم "داعش" في العراق وسورية منذ تشرين الأول الماضي، وقال تاونسند خلال مؤتمر صحافي نُقل عبر دائرة تلفزيونية مغلقة٬ وتابعه "العرب اليوم" ٬ أن "طيران التحالف الدولي قتل وأسر 180 قياديا مهما بتنظيم "داعش" في العراق وسورية منذ تشرين الأول الماضي".
وأضاف أن الضربات الجوية التي يقوم بها التحالف خلفت خسائر مادية في البنية التحتية النفطية التي يعتمد عليها التنظيم في تمويله فضلا عن احتياطاته النقدية التي تقدر بستة ملايين ونصف المليون دولار". وينفذ التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية٬ منذ أكثر من عامين٬ غارات جوية تستهدف مواقع وأوكار تابعة لتنظيم "داعش" في العراق وسورياة دون الإفصاح عن حجم خسائر التنظيم البشرية جراء هذه الضربات.
وبِشأن الأحداث الأمنية في محافظة الأنبار فإن الحشد الشعبي يعيد انتشار قواته في محيط الفلوجة وذلك على الرغم من تواجد قوات الجيش والشرطة العراقية في المكان. ووفقاً لمسؤولين عسكريين، فإنّ "انتشار تلك القوات جاء بشكل مفاجئ"، مبينين أنها "نصبت حواجز ونقاط تفتيش في المحورين الغربي والجنوبي الغربي، من المدينة الواقعة على بعد 60 كيلومترا إلى الغرب من بغداد".
بدوره، أكّد مصدر في قيادة عمليات شرق الأنبار، المسؤولة عن حفظ الأمن في الفلوجة، لـ"صوت الإمارات "، أن قوة تابعة لـ "سرايا السلام"، التي يتزعمها رجل الدين مقتدى الصدر، وصلت إلى الفلوجة، منذ الليلة الماضية، موضحاً أن "مسلّحي نصبوا نقاط تفتيش عند مداخل المدينة، وبدؤوا بالتدقيق في هويات الأشخاص الداخلين إلى المدينة". وأشار المصدر أيضاً إلى "دخول عدد من عجلات "سرايا السلام" إلى داخل مدينة الفلوجة لساعات عدّة، قبل أن تعود وتخرج إلى أماكن محيطة بها".
في المقابل، اعترض عضو مجلس شيوخ الفلوجة، محمد الجميلي، خلال حديثه لـ"العرب اليوم "، على مشاركة أية اي قوات في عملية حفظ الأمن في الفلوجة، واصفاً هذه "الخطوة بالاستفزازية". وحذّر من تبعات التغاضي عن مثل هذه التصرفات، مشدّداً على أنها "لا تصب في مصلحة الأمن والاستقرار في الفلوجة، التي خرجت للتو من جرح تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)".
من جهته، قال النقيب في أفواج طوارئ الأنبار، محسن الدليمي، إن "مسلحي سرايا السلام، وصلوا بشكل مفاجئ، وبدون سابق إنذار، إلى مسافة قريبة جداً من مداخل مدينة الفلوجة". مشيراً، خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، إلى أنهم "نصبوا، فور وصولهم، عددا من النقاط الأمنية التي ركزت على تفتيش العجلات". وأضاف "سمعنا عن نية بعض القيادات الأمنية تقديم طلب إلى رئيس الوزراء حيدر العبادي، للاستعانة بـ" الحشد"، لضبط الأمن في الفلوجة، بعد التفجيرات التي شهدتها المدينة أخيراً"، معتبراً أن "وجود تلك القوات في محيط الفلوجة، سيربك عمل القوات العراقية، ويقلل من تعاون السكان المحليين معها".
وتشكل "سرايا السلام"، بأمر من زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، بعد اجتياح تنظيم "داعش" عددا من المدن العراقية عام 2014. وقال الصدر حينها، إن مهمة المليشيا ستقتصر على حماية المراقد المقدسة في مدينة سامراء بمحافظة صلاح الدين (شمال العراق)، لكن المليشيا اتهمت من قبل سياسيين ومنظمات حقوقية بالقيام بعمليات تهجير طائفي وابتزاز للمدنيين، في مناطق جنوب صلاح الدين.
أرسل تعليقك