أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، أن دولة الإمارات رسّخت نموذجاً متقدماً في العمل الحكومي، محوره تحقيق سعادة الإنسان، وتعزيز جودة الحياة في كافة المجالات، لإيمانها بأهمية هذه القيمة الإنسانية، في تحفيز تطور المجتمعات وازدهار الدول، مشددًا على أهمية دور أبطال السعادة والإيجابية في إسعاد المتعاملين، وما يشكلونه من مصدر إلهام وقدوة لزملائهم، من خلال صورة الموظف الإيجابي المتفاعل، الذي يتجاوز حدود الوظيفة إلى آفاق أوسع لإسعاد المتعاملين، وتسهيل حياتهم.
جاء ذلك، لدى تكريم سموه الفائزين بميدالية أبطال السعادة والإيجابية في دورتها الثانية، بحضور سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي، وزير المالية، والفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية، وسمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير شؤون الرئاسة، ومعالي محمد عبد الله القرقاوي وزير شؤون مجلس الوزراء والمستقبل، ومعالي عهود بنت خلفان الرومي وزيرة الدولة للسعادة وجودة الحياة، مدير عام مكتب رئاسة مجلس الوزراء.
وقال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله: «التركيز على سعادة المتعاملين وتمكينهم من تحقيق تجربة خدمات متميزة، محور أساسي للتطوير الحكومي.. الجهات الحكومية الناجحة، هي تلك التي تحفز موظفيها على تقديم أفضل ما لديهم، وتعزز فيهم روح المبادرة الإيجابية، وتشجعهم على ابتكار خدمات ترضي الناس وتسعدهم».
أقرأ أيضًا
حمدان بن محمد يؤكد لأول رائدين إماراتيين الأهمية الكبيرة للمهمة المعقودة عليهما
وأضاف سموه: «أبارك لأبطال السعادة والإيجابية بهذا التكريم المستحق.. وأدعوهم لتكثيف جهودهم ومواصلة العمل بهذه الروح الإيجابية.. نريد أن يكون جميع أعضاء فريق عملنا الحكومي أبطال سعادة وإيجابية... وعلى المسؤولين في الجهات، أن يعززوا هذه الروح، ويشجعوا أصحاب الإنجازات المتميزين في خدمة الناس، وأن يحتفوا بهم ليكونوا قدوة لأقرانهم.. نجاح الجهات يقاس بمقدار ما تحققه من سعادة للمتعاملين».
وتهدف ميدالية أبطال السعادة والإيجابية، التي تشكل مناسبة لتكريم موظفي الصف الأمامي في مراكز سعادة المتعاملين، إلى نشر مفاهيم العمل الإيجابي بين موظفي الحكومة، والانتقال بثقافة إسعاد المتعاملين إلى مراحل متقدمة، وجعلها ممارسة يومية في الجهات، للوصول إلى أفضل الخدمات عالمياً، وتحقيق أهداف البرنامج الوطني للسعادة وجودة الحياة، في تعزيز جودة حياة المجتمع.
وتم اختيار أبطال السعادة والإيجابية بعد عمليات متابعة وتقييم دقيقة للخدمات والأعمال الاستثنائية التي يقدمونها في مراكز سعادة المتعاملين، بطريقة سهلة واستثنائية، وبحرفية عالية، تسهم في تكوين انطباعات إيجابية عن الجهات الحكومية، وتعكس الصورة الحضارية المشرقة للدولة، وتؤسس لمستقبل العمل الحكومي.
وشملت قائمة المكرمين بميدالية أبطال السعادة والإيجابية، كلاً من: فاطمة الدوبي الموظفة في وزارة الثقافة وتنمية المعرفة في أم القيوين، وحمد مرداس من وزارة الداخلية - القيادة العامة لشرطة عجمان، وإسماعيل البيرق الموظف في الهيئة الاتحادية للهوية والجنسية بدبي، وكنوة المسماري من وزارة الموارد البشرية والتوطين بالفجيرة، وعادل اليحمدي الموظف في الهيئة العامة لتنظيم قطاع الاتصالات في أبوظبي، وسماحة البريكي من صندوق الزكاة في أبوظبي.
كما ضمت القائمة، أحمد الأميري الموظف في مجموعة بريد الإمارات القابضة بدبا الحصن، وزينب البلوشي الموظفة في وزارة الصحة ووقاية المجتمع بالشارقة، وصالح البريكي من وزارة تنمية المجتمع بأبوظبي، وصلاح العوضي من وزارة الموارد البشرية والتوطين بالشارقة.
وأعرب الفائزون بميدالية أبطال السعادة والإيجابية، عن شكرهم وتقديرهم للقيادة الرشيدة، على دعمها اللا محدود لكل ما يعزز جودة حياة أفراد المجتمع، ويمكن الموظفين من تقديم أفضل ما لديهم، مشيرين إلى أن المعيار الرئيس لنجاح موظف مراكز سعادة المتعاملين، هو خروج المتعامل من الجهة الحكومية وقد أنجزت معاملته بيسر وسهولة، والابتسامة قد ارتسمت على وجهه.
وأكدوا عزمهم المضي بجد وإخلاص لتحقيق المزيد من الإنجازات التي تدعم تطوير العمل الحكومي، وأنهم سيكونون قدوة حسنة، ومصدر إلهام لزملائهم، لتقديم أفضل الخدمات، بما يسهم في تحقيق رؤية 2021، ومئوية الإمارات 2071.
وأشارت فاطمة الدوبي إلى أن تقديم خدمات حكومية متميزة للمتعاملين، تفوق التوقعات، هي السبيل الأكثر فاعلية لتحقيق سعادة المتعاملين، وتطوير مستويات الأداء في الجهات الحكومية.
وقالت إنها استطاعت على مدى تسع سنوات قضتها في عملها، أن تعمل وفق معادلة تقديم خدمات متميزة للمتعاملين تفوق التوقعات، وتحدثت عن إحدى القصص التي مرت بها خلال عملها.
والتي تمثلت في ملاحظتها تغيب رجل من كبار المواطنين كان يزور المركز الثقافي لقراءة الكتب، بشكل دائم، ما دفعها للاستفسار عنه، لتكتشف إصابته بوعكة صحية، فبادرت بتنظيم زيارة مع فريق سعادة المتعاملين إلى منزله، للاطمئنان عليه، وتقديم مكتبة تحتوي على كتبه المفضلة، وهدية رمزية من العاملين في المركز، ما كان له الأثر الطيب في نفس المتعامل المسن.
وأكد المساعد أول حمد مرداس، الذي يعمل في القيادة العامة لشرطة عجمان، أهمية أن يكون الموظف مرآة تعكس الصورة المشرفة للجهة التي يعمل فيها، وأن يكون مشاركاً فعالاً في دعم رؤيتها ورسالتها، بما يسهم في تعزيز مسيرة التطور والبناء في الدولة، مبيناً أن العمل بإيجابية، يشكل داعماً وأداة حقيقية لتطوير العمل الحكومي، والانتقال به إلى مراحل متقدمة، تلبي الطموحات، وتساعد على تحقيق رؤية الإمارات.
وأشار إلى أنه من خلال عمله في الشرطة، أدرك أن عمل رجال الأمن في الإمارات لا يقف عند ملاحقة الخارجين على القانون، بل يتعداه إلى كل ما يحفظ سلامة وترابط المجتمع، ووقاية المجتمع من أي سلبيات أو أخطار قد تواجهه، وهو ما دفعه لدى استقباله رجلاً جاء ليقدم بلاغاً ضد زوجته، نتيجة خلافات بينهما، إلى تهدئة الزوج، وإقناعه بحل الإشكال مع زوجته بشكل ودي، حفاظاً على مصلحة أطفالهما، وتماسك أسرتهما، ليقنعه في نهاية المطاف بإصلاح الأمر ودياً.
وأكد إسماعيل البيرق، أن المتعامل يتوقع من الموظف الحكومي أن يقدم له خدمات متميزة سريعة ذات جودة عالية. وقال إن مركز سعادة المتعاملين في الهيئة، حدد للموظفين عدداً من المعاملات لإنجازها يومياً، إلا أن قناعته بأهمية تسريع إنجاز المعاملات، دفعه إلى مضاعفة العدد المطلوب إنجازه، في بادرة لتخفيف الضغط عن بقية زملائه، ما خلق جواً تنافسياً إيجابياً داخل المركز لإنجاز أكبر عدد من المعاملات في أقصر وقت ممكن، الأمر الذي انعكس على سعادة المتعاملين ورضاهم. ويهتم بشكل مكثف بخدمة المتعاملين بشكل استثنائي، حتى وإن كان خارج نطاق عمله.
وأكد صالح البريكي، أن تطبيق معادلة إسعاد المتعاملين، يمثل ضمانة لنجاح الموظف في مراكز سعادة المتعاملين، مشيراً إلى أهمية دور الموظف في تحويل العمل، من مكان لتقديم الخدمات، إلى مصدر للسعادة، وتكوين الانطباعات الإيجابية.
وأشار البريكي إلى أنه يواظب خلال عمله على التفاعل مع جميع المتعاملين، والإجابة عن استفساراتهم، وتقديم الخدمات التي يطلبونها، خصوصاً كبار المواطنين والمطلقات والأرامل وأصحاب الهمم، وغيرهم من المستفيدين من برامج تنمية المجتمع، وعمل بجهد دائم على خدمة المتعاملين بشكل استثنائي، وخارج إطار العمل التقليدي.
وأشارت زينب البلوشي إلى أن حدود الوظيفة وتقديم الخدمات، لا تنحصر بمكان العمل، بل تتعداه، ولا تنتهي بانتهاء الدوام الرسمي، كون ذلك واجباً إنسانياً وأخلاقياً. وقالت إن الحس الإنساني والواجب المهني الأخلاقي، هو الذي كان يدفعها دائماً لتسخير خبراتها في مجال الإسعاف، كلما استدعى الأمر، بصرف النظر عن المكان والزمان.
وأشارت إلى أنه في أحد الأيام، وخلال توجهها إلى عملها، مرت بحادث مروري، وشاهدت عدداً من المصابين، فتوقفت دون تردد، لتقديم الإسعافات الأولية للمصابين قبل وصول سيارات الشرطة والإسعاف، نظراً لخبرتها في هذا المجال، ما ساهم في إنقاذ حياتهم وتخفيف آلام إصاباتهم، مشيرة إلى أن مجال إسعاد المتعاملين، انعكس على صفاتها الشخصية، ما كان له الأثر الإيجابي في حياتها الشخصية والعملية.
وأكدت كنوة المسماري، أن إسعاد المتعاملين وتسهيل الإجراءات عليهم، وتمكينهم من إنجاز معاملاتهم بسهولة وسرعة، مهمة يجب على الموظفين إتقانها، للارتقاء بمستوى أداء الجهات الحكومية. وقالت إنها استطاعت أن تحول خبرتها التي تمتد لأكثر من 21 عاماً، إلى طاقة إيجابية، تدفعها نحو المزيد من العطاء.
وتابعت: قد وظفتها في إيجاد الحلول العملية لتحديات خارج نطاق عمل المركز، مثل معالجة ملف معاملات أنظمة توظيف المواطنين في القطاع الخاص، التي بادرت لإيجاد حل يسهل إنجازها، ونتيجة لذلك، أصبحت هذه الخدمة تنجز في يوم واحد ومكان واحد، ما انعكس إيجاباً على المتعاملين. وتحرص بشكل دائم أن تترجم رؤية القيادة في عملها الميداني بشكل دائم.
وأكدت سماحة البريكي أن الوصول بالخدمات الحكومية إلى مستويات جديدة، يتطلب تعزيز ثقافة إسعاد المتعاملين بين الموظفين، على أساس الإحساس بحاجات المتعاملين، والبحث عما يعزز مستويات سعادتهم وجودة حياتهم.
وقالت إن الحس الإنساني والشغف بالعمل والإيمان بأن دور الموظف لا يتوقف عند حدود مسؤولياته الوظيفية، هي عناصر أساسية في معادلة تكوين الشخصية الإيجابية والمتميزة للعاملين في الصف الأمامي في مراكز سعادة المتعاملين، مشيرة إلى تجربتها مع الحالات الإنسانية في صندوق الزكاة، وكيف استطاعت أن تتابع احتياجات الطلاب الجامعيين بشكل غير مباشر، ممن لا تشملهم منح الصندوق، وتوفيرها لهم من خلال مبادرات مجتمعية.
وأكد أحمد الأميري أن روح المبادرة وبناء علاقة متميزة مع المتعاملين، تقوم على قيم إنسانية، وتمتع الموظف بروح المواطنة الحقيقية، تمثل عوامل أساسية في تحقيق سعادة أفراد المجتمع، وتلبية تطلعاتهم وفق رؤية الدولة، وأهدافها في تقديم أفضل الخدمات الحكومية للمتعاملين.
وقال الأميري إنه خلال فترة عمله في بريد الإمارات في دبا الحصن، حرص على تقديم خدمات غير متوقعة لأهالي المنطقة، حتى إنه كان يسارع إلى فتح أبواب المركز بعد ساعات العمل وفي أيام نهاية الأسبوع، ليتمكن أهالي المدينة من إنجاز معاملاتهم، كما أنه عمل على إيصال البريد إلى المنازل، بدافع شخصي، لتيسير الأمور عليهم، ما زاد من مستوى سعادتهم ورضاهم عن الخدمات التي يتلقونها.
وأشار إلى أنه تجاوز في العلاقة مع المتعاملين الحدود المعتادة، بعد أن عمل على تسهيل حياتهم، وتقديم ما يستطيع لراحتهم وخدمتهم، متحدثاً عن تجربته مع متعاملة كبيرة السن، كانت تراجع المركز بشكل شهري لإرسال راتب خادمتها إلى إحدى الدول، فتكفل بهذه المهمة عنها، وكان يزورها، ويستلم المبلغ منها لإجراء عملية التحويل، ثم يعود إليها مرة أخرى لتسليمها الإيصال.
في السياق ذاته، أكد صلاح العوضي أن المسؤولية الأخلاقية والإنسانية تجاه الآخرين، وإعطاء صورة حسنة وإيجابية عن واقع الخدمات الحكومية في الدولة، هو المحفز الرئيس لتقديم الموظف خدمات متميزة، ترتقي إلى الجهود التي تبذلها الحكومة في تطوير مستويات أدائها.
وأشار العوضي إلى أن إدخال السعادة على قلب المتعامل، يعود بالسعادة على الموظف، وهو ما حصل معه، عندما بادر لخدمة رجل من كبار المواطنين، جاء على كرسي متحرك، من أجل حل مسألة تتعلق بترخيص قارب صيد، يمثل مصدر رزقه الوحيد.
حيث سارع ليقدم خدمة تتجاوز حدود مسؤولياته ونطاق عمله، وسعى بنفسه لإنجاز المعاملة في أقل من ساعتين، مختصراً على المتعامل رحلة طويلة، قد تمتد إلى ستة أيام، لكثرة متطلباتها والموافقات اللازمة لإنجازها.
وقال عادل اليحمدي، إن سعادة المتعاملين تمثل واجباً وطنياً على موظف، وإن حرصه على إعطاء صورة إيجابية عن العمل الحكومي في دولة الإمارات، دفعه إلى العمل كموظف صف أمامي في مركز إسعاد المتعاملين.
مشيراً إلى أنه أثناء استضافة دولة الإمارات لبطولة كأس العالم للأندية، وقبل يوم واحد من انطلاقها، لم تتمكن الشركة المسؤولة عن النقل التلفزيوني الحصري للبطولة، من إدخال أجهزة البث التي تم حجزها في الجمارك، لتأخر حصولها على التصاريح المطلوبة، لكنه بادر إلى طلب التصاريح المطلوبة عبر القنوات الذكية، وساعد الشركة على إنشاء حساب خاص في موقع الهيئة، ما أدى إلى استكمال متطلبات التصاريح وطلبات الإفراج الجمركي خلال ساعة، في حين كان يستدعي الأمر أكثر من أربعة أيام عمل.
قد يهمك أيضًا:
الرئيس السيسي يلتقي محمد بن راشد في بكين
محمد بن راشد يكلف 4 وزراء بإدارة وزارة اللامستحيل
أرسل تعليقك