دمشق - صوت الامارات
كشف "مركز المصالحات" الروسي في سورية أنه وزع مساعدات على لاجئين زعم أنهم خرجوا من منطقة خفض التصعيد في إدلب، واستقبلهم مركز إيواء اللاجئين في محافظة طرطوس "مناطق سيطرة الحكومة"، ويأتي هذا في إطار حملة إعلامية تروج لخروج اللاجئين، أطلقتها روسيا منذ إعلانها في مايو / أيار الماضي، عن فتح قوات الحكومة السورية ما وصفتها بأنها "ممرات إنسانية" هناك.
اقرا ايضا
سيطرة الحكومة السورية تزداد إلى 60% من الأراضي
واعتمدت روسيا الآليات ذاتها وأطلقت حملات إعلامية مماثلة قبل العمليات العسكرية الواسعة التي قدمت فيها الدعم للحكومة السورية، وانتهت باستعادة السيطرة على مناطق عدة وخروج ملايين المدنيين عبر تلك الممرات، التي شكلت خيارًا وحيدًا للنجاة من موت مؤكد تحت القصف العنيف.
ويبدو أن موسكو ودمشق، رغم تعقيدات الوضع في إدلب، وفشل الحكومة السورية، وداعميه في تحقيق تقدم فعلي فيها، ومع وجود تركيا في المنطقة بوصفها عاملًا يرى البعض أنه ساهم في تجميد عملية عسكرية واسعة هدد النظام بشنها لاستعادة السيطرة على إدلب، فإنه تستعدان لجميع الاحتمالات، بما في ذلك توفر ظروف مناسبة في أي لحظة لإطلاق تلك العملية، سيما أنهما لا تخفيان ذلك، وتؤكد موسكو دومًا على ضرورة استعادة النظام السوري السيطرة على جميع الأراضي في البلاد.
وأعلن فلاديمير لادييف، ممثل "مركز حميميم"، ضمن تلك الحملة، في تصريحات، أمس، عن مساعدات قدمها المركز الروسي للاجئين قال إنهم وصلوا من محافظة إدلب وتم نقلهم إلى مخيم بالقرب من طرطوس، وأشار إلى أنهم حصلوا على "سلات غذائية" تضم جميع المواد الغذائية الرئيسية، ولم يفته التأكيد على أن "المساعدات لا تصل من الجانب الروسي فقط، بل وتقدمها كذلك الحكومة السورية"، ولم يوضح متى وكيف خرج هؤلاء من المحافظة، لكن يتضح من تصريحاته أن عددهم لا يزيد على 400 شخص، وقال "إن نحو 20 أسرة تعيش حاليًا في المخيم؛ عدد أفراد كل واحدة منها يتراوح بين 10 أشخاص و20 شخصًا".
وبدأت حملة الترويج للخروج من إدلب، منذ الإعلان في نهاية مايو / آيار الماضي عن فتح "ممرين إنسانيين" على حدود منطقة خفض التصعيد في إدلب، حينها، كانت روسيا هي التي أعلنت عن تلك الخطوة، على لسان فيكتور كوبتشيشين، مدير "مركز المصالحات" في حميميم، الذي قال إن "السلطات السورية أنهت التحضيرات لبدء عمل ممر صوران في محافظة حماة، وممر أبو الظهور في محافظة إدلب، وذلك بهدف ضمان خروج طوعي دون عقبات للمدنيين من منطقة خفض التصعيد في إدلب".
ويوجد في إدلب حاليا نحو 3 ملايين لاجئ وصلوا إلى المحافظة من مدن ومناطق سورية، بعد أن رفضوا "المصالحات" و"اتفاقيات التسوية" مع النظام، لذلك يرجح رفضهم الخروج من المحافظة. ويبدو أن موسكو تدرك هذه الحقيقة لذلك فلا تتوقع خروج أعداد كبيرة، وتروج عبر وسائل إعلامها أن "عدد اللاجئين المتوقع خروجهم من المنطقة يتراوح بين 40 و80 ألفًا".
واستمرت الحملة خلال شهر يونيو /حزيران الماضي، وأخذت وكالات الأنباء الرسمية الروسية تنقل تصريحات مسؤولين من النظام، عن لاجئين خرجوا من إدلب وتم استقبالهم في مخيمات خاصة. ففي 13 يونيو/ حزيران الماضي، ونقلت وكالة "ريا نوفوستي" عن مدير ناحية حرجلة في ريف دمشق، قوله "إن مخيمًا للاجئين في الناحية استقبل 1500 لاجئ خرجوا من منطقة خفض التصعيد في إدلب. إلا إنه، وعلى غير ما جرى خلال عمليات خروج اللاجئين من مناطق سابقة، لم تكن هناك كاميرات ترصد عملية خروج "هذا العدد الكبير" من المنطقة، ولم توضح الوكالة ولا المتحدث من ناحية حرجلة، متى وكيف خرج هؤلاء"، ومن ثم، وبفاصل من 4 إلى 6 أيام بين الخبر والآخر طيلة الشهر الماضي، أخذت وسائل الإعلام الروسية تتحدث عن لاجئين خرجوا من إدلب وتم نقلهم إلى مخيمات خاصة، تارة إلى مخيم بالقرب من طرطوس، وتارة بالقرب من اللاذقية، فضلًا عن مخيمات أخرى في ريف دمشق، وإلى ذلك، لم تصدر أي تصريحات من جانب الفصائل في إدلب تؤكد خروج مواطنين من هناك باتجاه مناطق سيطرة القوات الحكومية.
قد يهمك ايضا
قوات الحكومة السورية تستهدف مواقع في بلدة حربنفسه وقرية الزارة
القوات الحكومية تبدأ في حشد جنودها للهجوم على الغوطة الشرقية
أرسل تعليقك