انطلقت مساء الخميس، فعاليات الدورة الثالثة من “مهرجان أم الإمارات” الذي يستمر لعشرة أيام على كورنيش أبو ظبي، وتنظم دائرة الثقافة والسياحة – أبو ظبي، المهرجان الذي يقدم تحية اعتزاز وتقدير للإسهامات الجليلة والقيم السامية التي كرستها في المجتمع الشيخة فاطمة بنت مبارك “أم الإمارات”، رئيسة الاتحاد النسائي العام، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، وتتمتع “أم الإمارات” بمكانة خاصة عند الشعب الإماراتي وعند الشعوب العربية، إذ رافقت الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وساهمت إلى جانبه في دعم مسيرة المرأة، وحظيت ها بتكريم خاص من جامعة الدول العربية مؤخرًا بمنحها وسام شرف ولقب “روح الإنسانية ونبع الخير والعطاء”.
ويقدم المهرجان برنامجًا شاملًا يتضمن، استعراضات فنية وترفيهية وخيارات واسعة من المأكولات والمشروبات حتى منتصف الليل، واحتفاءً بانطلاق المهرجان يقام عرض ضخم مبهر للألعاب النارية، يستمر لنحو خمس دقائق، وتشهد النسخة الحالية من المهرجان افتتاح جزء من مشروع “عَ البحر” الجديد الذي طورته شركة “ميرال” على شاطئ البحر.
وقال محمد خليفة المبارك، رئيس دائرة الثقافة والسياحة – أبو ظبي “يسعى مهرجان “أم الإمارات” إلى تكريس القيم التي عملت على تمكينها في مجتمعنا الشيخة فاطمة بنت مبارك “أم الإمارات” بأسلوب مبتكر ومرح، فقد وسعنا من نطاق المهرجان من حيث الحجم وزخم البرامج التفاعلية، لتقديم تجربة مميزة للجمهور، وذلك بالاستفادة من نجاحات المهرجان في السنوات السابقة، فقد أثبت مهرجان “أم الإمارات” أنه أضخم حدث ثقافي وترفيهي في أبو ظبي، ويقدم تجارب رائعة لكل أفراد الأسرة”، وأكد سيف سعيد غباش، مدير عام دائرة الثقافة والسياحة – أبو ظبي أنه “من خلال مناطقه المتخصصة، وجناحه الرئيسي، وبرنامجه الزاخر بالفعاليات، يضمن مهرجان “أم الإمارات” لزواره قضاء أوقات مفيدة وممتعة، بما يتناسب مع تطلعات الجمهور متعدد الثقافات والجنسيات، لقد انهينا جميع الاستعدادات اللوجستية والفنية لاستقبال الجمهور لنضمن لهم تجربة لا تنسى على كورنيش أبو ظبي، بالتعاون مع شركاء ساهموا في إعطاء المهرجان طابعًا متجددًا يتوافق مع سعينا إلى الاحتفاء بالثقافة المحلية والترويج لها”.
أكثر من 100 فعالية
يقدم المهرجان هذا العام، مناطق متخصصة، تُقام فيها أكثر من 100 فعالية تتضمن عروضا فنية وموسيقية وورش عمل تفاعلية تناسب جميع أفراد العائلة، ويعد جناح “أم الإمارات” مركزيا في المهرجان، حيث يدور حول قيم التمكين والمحافظة والتعاون والاستدامة التي أعلت من شأنها في مجتمعنا، الشيخة فاطمة بنت مبارك “أم الإمارات”، وكيف لعبت دورًا محوريًا في تغيير واقع المرأة والحياة الاجتماعية عمومًا، علمًا أنه حول الجناح تنتشر أربع مناطق متخصصة هي، منطقة السعادة، ومنطقة التقدم، ومنطقة مطاعم الشاطئ والسوق، ويقدم فيها برامج ترفيهية وتعليمية متنوعة، بالإضافة إلى المعارض الفنية والاستعراضات، وخيارات متنوعة من الأطعمة والمشروبات، ومنطقة تسوق تعرض فيها الهدايا التذكارية والكثير من المنتجات التي لا تتوافر في مناطق التسوق التقليدية، كما تعرض منتجات متنوعة لأشهر الأسماء التجارية المحلية والعالمية، من بينها المجوهرات، والألعاب، والمصنوعات الجلدية، ومنتجات طبيعية للعناية الشخصية.
وصُمم “جناح أم الإمارات” بأياد إماراتية شابة، ليعكس حبهم وشغفهم بقيم الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة “أم الإمارات”، وجاء الجناح ليتحدث عما بداخله من كنوز وينقل صورة مختصرة للجمهور الذي تغص به جنبات المهرجان عن رحلة عبر الزمن تستعرض الرؤية والقيم الملهمة للشيخة فاطمة بنت مبارك، ويشكل الجناح أيقونة مهرجان “أم الإمارات”، المقام على كورنيش أبو ظبي، والذي يفضي إليه ممر خشبي من اتجاهين ليستقطب جمهورًا متعطشًا للاطلاع على ما يسرده من حكايات ويوثقه من قصص نجاح ومسيرة حياة، ويستلهمه من حكمة، وعلى شكل جوهرة تحتضن العديد ستة أركان يقدم تجربة تفاعلية متنوعة ومعروضات تاريخية تحتفي بالإسهامات الجليلة والمبادئ السامية للشيخة فاطمة بنت مبارك الشخصية التي تمتلك رؤية وأبعادًا تتجسد في نجاح المرأة الإماراتية، وفي عطاء ها اللامحدود.
المرأة الإماراتية
يسلط “جناح أم الإمارات” الضوء على دور المرأة الإماراتية الحيوية في نهضة الدولة، والجناح الذي يعد أحد أهم أركان مهرجان “أم الإمارات” يركز على دور المرأة الإماراتية في مجتمعها عبر التاريخ، محتفيًا بجيل الماضي والحاضر والمستقبل من النساء الإماراتيات كأمهات وزوجات وشقيقات وبنات اللواتي يواصلن مسيرة العطاء والتقدم في تعزيز بناء دولة الإمارات العربية المتحدة، مستلهمات رؤية وقيم الشيخة فاطمة بنت مبارك.
أيقونة
عندما يدلف الزائر إلى “جناح أم الإمارات” المنارة التي تم تصميمها بأياد إماراتية شابة حتى يقابله، وهج اللون الأحمر الذي يميز المكان المفتوح على الجهتين ليأتي شفافًا يحتضن الداخل والخارج، ولم يكتف مصمموه باختيار ألوانه، وإنما صمموا زوايا تفاعلية تشتمل جواهر تاريخية ناطقة بتاريخ أصيل، وبصوت المطرب حسين الجسمي تستقبل الزائر قصيدة للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، نظمها الوالد المؤسس الشيخ زايد، وأهداها للشيخة فاطمة بنت مبارك، واحتفاءً بعام 2018 في الدولة الذي يحمل شعار “عام زايد”، ومئوية الشيخ زايد، تستقبل الزوار لوحة للشيخة خولة بنت أحمد خليفة السويدي حرم الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، وهي لوحة أنجزتها خصيصًا لمهرجان أم الإمارات، وتمثل في لوحة عام زايد، حيث دمجت فيها شعار “عام زايد” بعبارة تزدان الذاكرة وهو شعار لاستذكار جهود الشيخ زايد المخلصة لدعم المرأة الإماراتية وتمكينها ودعم مسيرتها، والحفاظ على ثقافة الدولة وتراثها الأصيل.
لون ورائحة ومذاق
يخاطب “جناح أم الإمارات” الحواس الخمس كأيقونة متعددة المهمات، حيث يتوهج باللون والرائحة والمذاق ويمنح فرصة لملامسة الأشياء والأدوات التي كانت تستعملها المرأة الإماراتية في رحلتها منذ قديم الزمان، وقالت سلامة الشامسي من دائرة الثقافة والسياحة، إن الجناح يشكل القلب النابض لمهرجان “أم الإمارات”، مشيرة أنه جاء هذه السنة مختلفا من حيث الشكل والمحتوى وصمم على شكل قطعة فنية ناطقة بالجمال، مضيفة “المبنى الأبيض من الخارج والمزين بالنباتات الخضراء، يجعل الجمهور جزءا من التجربة، وفي أجواء تفاعلية يقدم المحتوى الإبداعي لزواره، ويروي قصة المرأة الإماراتية عبر الزمان، ويتفرع عن الرواق أروقة بأشكال هندسية مختلفة مفتوحة على بعضها البعض لتحقيق نوع من التفاعل، ممثلة في ورشة صناعة الحلي والطبخ ورشة العطور وغيرها من الورشات الأخرى التثقيفية التي تأخذ الزوار في رحلة عبر الزمن لسبر أغوار عالم المرأة الإماراتية المبدعة، ومن خلال الرحلة داخل الأروقة سيكتشف الزوار عام المجوهرات الإماراتيات وعالم الطبخ والتوابل، وعالم الرحلة في حياة المرأة الإماراتية وعالم العطور الذي ارتبط بالمرأة ارتباطا وثيقا، وعند الغوص في هذا الجناح يجد الزائر نفسة جزءًا من مكان ينبعث شذاه ويمتزج بالشعر والغناء ليرتسم في الذاكرة عطرا وفرحا”.
وتشير سلامة الشامسي أن محتوى هذه السنة، يتحدث عن إبداعات المرأة في شتى المجالات، كما يشتمل على قطع ذهبية تاريخية نادرة، تصل إلى 13 قطعة ثمينة تراثية وتاريخية، ويشتمل المبنى على 5 لوحات للشيخة خولة بنت أحمد خليفة السويدي حرم الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان بتصميم عمل خاص بمهرجان أم الإمارات، وتمثل في لوحة عام زايد التي صممتها خصيصا لجناح أم الإمارات، دمجت فيها شعار “عام زايد” بعبارة تزدان الذاكرة، وبالإضافة إلى هذه اللوحة يحتضن المكان 4 لوحات أخرى للشاعرة الشيخة خولة بنت أحمد خليفة السويدي، التي أبدعتها بكلماتها وخطها ولون الذهب، ويحفل الجناح بدور المرأة الفاعل في المجتمع وبإسهاماتهن في تطور ونمو مجتمع دولة الإمارات ثقافيًا واجتماعيًا واقتصاديًا، ويقدم الجناح لزواره منصة تستعرض أعمالًا تفاعلية متنوعة ومعروضات تاريخية.
الإبداع والهوية من خلال الحلي
يحتفل مهرجان “أم الإمارات” باليوم العالمي للمرأة أيضا، ويحتفي بالمرأة الإماراتية كأم وزوجة وأخت وابنة، مسلّطا الضوء على منجزات المرأة الإماراتية، ويقع الجناح في قلب المهرجان ويستكشف تأثير المرأة الإماراتية على مسيرة البلاد عبر التاريخ، كما يستعرض رؤية الشيخة فاطمة بنت مبارك، ومبادراتها التي أسهمت في تمكين المرأة والارتقاء بمكانتها في المجتمع والاقتصاد والحكومة، كما يسلط “جناح أم الإمارات” أيضًا، الضوء على نماذج إماراتية جسدت معاني الطموح والعزيمة والالتزام لبناء مجتمعاتهم وتربية أجيال صالحة من المواطنين يتبنون قيم ومعاني الولاء للوطن.
قطع وحكايات إنسانية
في جولة في بقية الأروقة، نجد قطعًا نادرة تروي كل منها قصة إنسانية وعاطفية وتاريخية، منها حزام “الحقب” وهو حزام فضي ارتدته فاطمة بنت محمد بن ثاني المهيري فترة طويلة من حياتها، إذ كان يعتقد بأن الفضة مادة قوية واستخدم الحزام كدعامة تسند الظهر، ويعود الحزام لمجموعة أحمد بن سعيد العريف الظاهري التي تمتلكها ميرة بنت عبيد خميس الظاهري، ومن القطع المهمة والتي تروي قصة إنسانية “برقع بزخارف ذهبية” والذي ارتدته فاطمة بنت محمد ثاني المهيري الذي تمتلكه منذ زواجها في بداية العقد الأول من القرن العشرين حيث كان هذا البرقع رمزا يشير إلى مكانتها الاجتماعية والمادية، وزين طرف البرقع العلوي بصفين من القطع الذهبية، ويرتبط هذا البرقع بقصة إنسانية، حيث قامت السيدة فاطمة بنزع القطع الذهبية التي ترصع البرقع وقدمتها هدية لسائقها، عندما أخبرها بوضع زوجته لطفلة أطلق عليها اسم فاطمة تيمنا باسمها، وتعود هذه القطعة الثمينة أيضا لمجموعة أحمد بن سعيد العريف الظاهري التي تمتلكها ميرة بنت عبيد خميس الظاهري، وتنتمي إلى نفس المجموعة “أقراط” أو كواشي وهي أقراط أهدتها الشيخة فاطمة بنت مبارك، لإحدى السيدات بعد ولادة طفلها الأول.
ومن القطع الذهبية التاريخية أيضا، قطعة “طبلة” والتي تعود لحمدة بنت أحمد خليفة السويدي ويعود تاريخها إلى أكثر من 100 عام، ويضم “جناح أم الإمارات” قطعا نادرة أخرى تتمثل في “صندوق سفر” والذي تشارك به الشيخة اليازية بنت نهيان آل نهيان، ذكرياتها والدروس والعبر التي سردتها لها جدتها عبر صندوق سفر، والذي تم شراؤه من أبو ظبي ويعود إلى بداية ستينيات القرن العشرين ويعود للشيخة صبحة بنت محمد الخيلي، حيث استخدمته عندما كانت تعيش في قصر الحصن ووثقت الشيخة صبحة الحكم الموروثة وقيم المرأة الإماراتية في كتابها “وين الطروش” الذي يعرض في هذا الركن الغني بالحكم، كما واصلت إلهامها وتعليمها لأسرتها من خلال نقل المعارف التقليدية عبر حكم الجدات، وعلى الجداريات كتبت عبارات لتنقل للزائر قيم المجتمع التي توارثتها الأجيال عبر الجدات الملهمات.
الحكمة والشعر
تتمازج الروائح والأصوات والنكهات في “جناح أم الإمارات” لتقدم للزوار محتوى ثريا، يحمل القارئ إلى عوالم المرأة الإماراتية المبدعة، وتقول الشامسي إن “رواق الحكمة والشعر” يحمل الزوار إلى عالم الكلمة والقصيد والشعر، وبأصوات ست شاعرات إماراتيات تتناوب 3 منهن على إلقاء شعرهن بأصواتهن، ويعرض صوتهن للمرة على الإطلاق بمهرجان أم الإمارات وخصصت عدة شاشات لنقل هذه الصور الشعرية، ومن هذه القصائد قصيدة للشاعرة سلمى بنت ظاهر والتي يرجع عمر قصيدتها إلى 200 سنة، وتنقل الأشعار والحكم المنطوقة والمكتوبة ذكريات أبناء الإمارات وقيم المجتمع الأصيلة وتقوم المرأة بدور كبير في هذه الثقافة الشفاهية الثرية من خلال إلقاء الشعر وسرد القصص، حيث كانت المجالس تشكل ملتقيات لتناقل الأشعار والتواصل بين أبناء المجتمع، ووسيلة لربط الأجيال بتراثهم الأصيل.
ركن إبداع الحلي
رحلة شيقة في جناح “أم الإمارات” فمن جلسات الحكمة والشعر والفن إلى عالم الحلي التي تميزت بها المرأة الإماراتية، وارتبطت بالموروث الثقافي ووجدان السيدات والفتيات، والحلي عند المرأة الإماراتية تحمل دلالات عميقة، حيث كانت تشير إلى المكانة الاجتماعية وتحميها من الحسد حسب المعتقد مثل حلية الطلبة وكانت الفضة شائعة الاستخدام، بينما كان الذهب الذي يجلب من الهند يهدى كمهر للعروس ويرمز للغنى والمكانة الاجتماعية الرفيعة واستعملت الحلي الذهبية كعملة في بعض الأوقات كما كانت اللآلئ التي يتم صيدها من الخليج العربي تعتبر من الحلي الثمينة التي تتزين بها المرأة، وتشير سلامة الشامسي أن هذا الركن ستنظم به يوميا ورش عمل لصناعة مجوهرات عصرية وهي مستوحاة من الحلي القديمة.
المطبخ التراثي والتداوي بالغذاءيعتبر المطبخ الإماراتي من المطابخ الغنية بالنكهات، فجاء رواق المطبخ التراثي ليقدم يوميا ورشة طبخ تفاعلية على يد مجموعة من الطاهيات الإماراتيات المبدعات منهن الشيف زليخة الحوسني وينقل هذا التفاعل عبر شاشات للزوار، وتقدم الورشة مجموعة من الطبخات التي ارتبطت بالمرأة الإماراتية خاصة وتتناولها في أوقات معينة كوجبات تتناولها الفتاة قبل الزواج، وأخرى عند وضع المولود وغيرها من الوجبات التي تم البحث عنها ميدانيا ومن ثم ستقدم في جناح أم الإمارات بطريقة إبداعية، إلى ذلك تقول نورة الخميس مبرمج ثقافي بدائرة الثقافة والسياحة إنها عملت على البحث ميدانيا لتقديم محتوى الجناح وتناول وصفات مرتبطة بالمرأة، ووصلنا من خلال الجدات إلى عدة وصفات علاجية منها: “الحريروة”، وأساسها الحبة الحمراء لمساعدة المرأة النفساء على تنظيف الجسم وصالونة الدجاج البلدي المفيدة للنساء أثناء الحمل، تحتة دجاج، العصيدة بالتمر، ويأخذ الرواق الزوار عبر رحلة ثقافية في عالم المطبخ الإماراتي عبر شاشات تعرض طريقة اختيار البهارات وتنظيفها ودقها بالطريقة التقليدية وهي الفقرة التي تم تصويرها خصيصا للمعرض وتقدمها زليخة الحوسني، وابتكرت المرأة على مدار التاريخ علاجات طبيعية لتحسين صحة المرأة النفساء بعد الولادة ولا تزال ثقافة التداوي بالمكونات المتاحة والوصفات الغذائية متوارثة.
بيئة الواحات
وتسرد حكاية سعف النخيل برواق الواحة التي تسدل راحة نفسية على زائرها ففيها يجد الزائر وسط واحة غناء لما يتوفر عليه من صور للواحات وجلسات توحي بالراحة، وبداخلها يتعلم الزوار سف النخليل وصنع أدوات من الغوص بطريقة عصرية، في إطار تحديث القديم، وبرعت المرأة في الواحات في استخدام الخوص في صناعة العديد من القطع باستخدام الخوص مثل السرود والمهفة والمكب، والجفير، ويحتفي القسم بالمرأة الإماراتية التي ابتكرت طرقا وأساليب مختلفة ساهمت في إثراء ثقافة المجتمع وازدهار اقتصاده بفضل ذكائها حيث طوعت موارد الواحة وإنتاج مشغولات يدوية مستفيدة من أشجار النخيل.
عطر وقصيدة
يعتبر استخدام العطور في المجتمع عادة متأصلة وراسخة وكانت النساء على مر العصور تستخدم المكونات الطبيعية المحلية وعبر أساليبهن الإبداعية يبتكرن عطورا وخلطات خاصة بهن، فجاء رواق العطر بجناح أم الإمارات رواقا مميزا، تمتزج فيه الروائح والقصائد، بحيث يمكن للزائر أن يشتم رائحة عبر الضغط على زر معين وسماع قصيدة عبر سماعة خاصة، وبطرقة ابداعية يصل المعنى والشذى للزائر، ومن الروائح المعروضة بالرواق الورد والفل والعود والمسك، يتغنى بها مجموعة من الشعراء بصوت ويصدح بها مطربون كبار، وبصوت عبد المجيد عبد الله جاءت قصيدة الشيخ زايد عن المسك، كما يعلق بالرواق صندوق زجاجي تفوح منه رائحة الصندل والزعفران، وذلك لاستكشاف رائحة الصندل والعود التي تعتبر من أهم مكونات العطور في الدولة منذ مئات السنين، ويتزين المكان بمخمرية أصلية، تم إهداؤها كجزء من مهر العروس تمتلكها مريم محمد الطاير وتعود لعام 1980، ويحتوي الرواق على إبداعات شابة تمزج بين الشعر والعطر منها إبداع للشابة أسماء الشامسي، المزخرف بكلمات من قصيدة الشيخ زايد وهي من ممتلكات المصممة، وهي قطعة تحتضن قارورة دهن العود تحيطها حروف شعرية وتتكون من الذهب الخالص والزوبي واللؤلؤ، وكانت العطور دائمًا وما زالت مكونًا أصيلًا من عادات وتقاليد المجتمع الإماراتي، وقد كان للمرأة الإماراتية عبر التاريخ دورها في استخدام المواد المحلية والواردة من الخارج لصناعة العطور بأساليب متنوعة تعكس مهارتها في تركيب المكونات، وقد منحت تلك المهارة الكثير من المعاني لحكمة المرأة الإماراتية، وقدرتها على التعبير عن قيم المجتمع التي تتسم بالترحاب، فقد استخدمت المرأة العطور كرمز من رموز حفاوة استقبال الضيوف القادمين لزيارتها في منزلها، كما تعتبر العطور من التراث الملموس الذي تناقلته الأجيال حتى يومنا هذا، ومكونًا أساسيًا في المناسبات الاجتماعية كالأعراس، واقترن عبقها في الذاكرة بشخصيات عرفناها وعايشناها من خلال أقسام عدة.
أرسل تعليقك