كشفت مصادر مقربة من الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، أنه أصدر توجيهات اليوم الأربعاء بشكل سري لكافة رؤساء فروع "المؤتمر الشعبي العام" التابع له، واعضاء المجالس المحلية الموالين له في عموم محافظات ومديريات الجمهورية، لمباشرة اعمال التعبئة العامة وحشد المقاتلين ضد مليشيات "الحوثي" الانقلابية.
واكدت المصادر ذاتها ان التوجيهات تضمنت الزام رؤساء فروع حزب المؤتمر واعضاء المجالس المحلية الموالين للحزب في مختلف الدوائر والمراكز الانتخابية للبدء بإستقطاب مقاتلين قبليين واعداد كشوفات بأسمائهم، وتحديد من لديهم اسلحة، ومن لا يمتلكون اية اسلحة، وموافاة قيادات المؤتمر بها خلال الـ48 ساعة المقبلة، الى جانب الزامهم باليقضة والاستعداد التام لأية توجيهات قادمة.
وأشارت المصادر الى ان الهدف من تلك الكشوفات هو حصر القوى القبلية القادرة على خوض المواجهات المسلحة لمعرفة حجمها وكميات الأسلحة والذخائر المطلوبة لكل منطقة والعمل على توفيرها، لافتة الى أن الرئيس السابق اتخذ قرارا نهائيا بخوض المواجهة المسلحة مع مليشيا الحوثي، وأنه يؤكد ان تلك المليشيات هي من اجبرته على ذلك.
وحسب المصادر فإن مخطط صالح لمواجهة مليشيات الحوثي يتضمن تولي المقاتلين القبليين التابعين لحزب المؤتمر مهمة إجتثاث تلك عناصر المليشاوية من كافة المحافظات والمديريات، في آن واحد من خلال تنفيذ هجوم مباغت وموحد يتم من خلاله اعتقال ممثلي تلك المليشيا في كل منطقة، وقتل من سيقوم بالمواجهة منها، ومن ثم الدفع بأولئك المقاتلين القبليين للتوجه للعاصمة صنعاء لمساندة قوات الحرس الجمهوري في معركتها الحاسمة مع تلك المليشيات.
وكانت مليشيات "الحوثي" هددت امس الثلاثاء حليفها الرئيس السابق علي صالح بإغلاق صحيفة "اليمن اليوم" التابعة له، كما اعلنت تمسكها بالقرارات التي اصدرتها مؤخرا وشملت الاطاحة بعدد من قيادات وانصار صالح من العديد من المناصب الكبيرة في سلطة الانقلاب. وتواصل عناصر مليشيا الحوثي اعتداءاتها واستفزازاتها وانتهاكاتها بحق انصار الرئيس السابق صالح بشكل يومي ليس في العاصمة صنعاء وحسب، وانما في العديد من المحافظات والمناطق التي لا تزال خاضعة لسيطرتها.
من جهة ثانية، قام مسلحون مجهولون باغتيال قيادي في جماعة "الحوثي" مساء الثلاثاء ، في مدينة "معبر" التابعة لمحافظة ذمار جنوب العاصمة صنعاء.
وأفاد مصدر أمني بأن مسؤول الأمن الوقائي في جماعة الحوثي، ويدعى عبدالرزاق عبدالله مرغم أبو عاهد قُتل على يد مسلحين مجهولين يستقلان دراجة نارية بينما كان على مقربه من منزله بعد أن بادر المسلحان بإطلاق النار صوب رأسه بشكل مباشر، ما أدى إلى وفاته على الفور ،ولاذ المسلحون بالفرار إلى جهة مجهولة ،وفقا لمصادر محلية.
وكان قيادي حوثي يدعى أبو صالح لقي مصرعه في ظروف غامضة على يد مسلحين مجهولين في ضواحي معبر التابعة لمحافظة ذمار في شهر فبراير/شباط الماضي وأحيط نبأ الاغتيال بسرية تامة قبل أن يفجره أهالي القيادي بمطالبتهم بالكشف عن ملابسات مقتل ابنهم ، وتعد هذه ثاني عملية اغتيال لقيادي حوثي منذ بداية العام الحالي في المدينة .
واليوم الأربعاء، ذكرت صحيفة "البيان" الإماراتية، أن قيادة الجيش اليمني وقوات التحالف العربي أقرّتا خطة لتطويق صنعاء عسكرياً. وأفادت المصادر بأن تعزيزات عسكرية أرسلت إلى 3 جبهات لتنفيذ الخطة الهادفة إلى إجبار الانقلابيين على القبول بتنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي، وسط معارك طاحنة في عدد من المناطق وغارات قُتل خلالها عشرات المتمردين.
وحسب المصادر بموجب هذه الخطة سيتم تطويق صنعاء من اتجاهات ثلاثة، هي خولان جنوب شرق، ونهم شرقاً، وعبر محافظة عمران شمالاً. وأكدت أن الخطة تضمن ممارسة أقوى الضغوط على تحالف مليشيات الحوثي والرئيس السابق علي عبدالله صالح، وتجنيب سكان المدينة أي مواجهات.
وأوضحت المصادر أن الخطة، التي ستستغرق أسابيع، ستنفذها وحدات عسكرية مدربة تدريباً عالياً على حرب العصابات واقتحام المواقع الجبلية، وأشارت إلى أنه تم تدريب هذه القوات على يد خبراء من قوات التحالف العربي وآخرين من ضباط الجيش الوطني. وأفادت بأن التحالف وفر كل الآليات والأسلحة اللازمة لإنجاح الخطة بعد فشل الجهود التي بذلها المبعوث الدولي إسماعيل ولد الشيخ أحمد في إقناع الانقلابيين بتنفيذ خطته للسلام، ابتداءً من الانسحاب من ميناء الحديدة، وصولاً إلى الترتيبات كافة المتفق عليها.
وطبقاً لهذه المصادر، فإن العملية العسكرية نحو صنعاء سيواكبها تقدم لقوات الجيش المسنودة بوحدات عسكرية من التحالف نحو ميناء الحديدة من اتجاهي ميدي جنوباً، ومديرية الخوخة قرب محافظة تعز باتجاه الشمال، إلى جانب القوات البحرية المرابطة قبالة السواحل اليمنية لمراقبتها ومنع تهريب الأسلحة للانقلابيين.
أرسل تعليقك