القدس - ناصر الأسعد
كشف جهاز الأمن الإسرائيلي "شين بيت"، أنه تم إلقاء القبض على اثنين من نشطاء حركة حماس أحدهما من تركيا والآخر إسرائيلي عربي، في الشهر الماضي في إسرائيل، للاشتباه في مشاركتهم في عملية غسيل أموال ومساعدة حركة "حماس". وأوضح الشين بيت أنه تم تجنيد الرجلين في تركيا من قبل زاهر جبارين، وهو شخصي كبيرة في حركة حماس، والذي أطلق سراحه من سجن إسرائيلي كصفقة لتبادل الأسرى مقابل تسليم حماس للجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، ويذكر أن جبارين مسؤول عن ميزانية حماس، ويعزز نشاطها المتطرف في الضفة الغربية تحت قيادة أحد مؤسسي الجناح العسكري وهو صلاح عوري الذي هرب إلى تركيا في 2012.
وألقي القبض على كامل تاكلي، مواطن تركي ومحاضر في القانون، في 15 يناير/ كانون الثاني 2008، للاشتباه في مساعدة الجماعات المتطرفة في تركيا، ووفقا لشين بيت، فإن التحقيق مع تاكلين أسفر عن معرفة أن جبارين طلب منه في عام 2012 مساعدة عناصر حماس الذين جاءوا إلى تركيا، لتأسيس أنفسهم شخصيا واقتصاديا، وكان كل من ساعدهم تاكلي، معظمهم ممن أطلق سراحهم خلال صفقة تبادل الأسرى مع جلعاد شاليط، ومتورطين جميعا في هجمات متطرفة أودت بحياة العشرات من المواطنين الإسرائيليين.
ويتهم تاكلي بمساعدة النشطاء على الحصول على تأشيرات دخول، وشراء أو استئجار العقارات السكنية والتجارية، وشراء المركبات الفاخرة، وإنشاء الأعمال التجارية في تركيا من خلال تسجيل الشركات تحت اسمه. وكشف التحقيق الذي أجري أن تركيا تساهم في الحشد العسكري لحماس، من بين الأمور الأخرى من خلال شركة تدعى السادات، التي تعتبر نفسها "الشركة الأولى والوحيدة في تركيا التي تقدم خدمات استشارية وتدريبات عسكرية على الصعيد الدولي"، والتي أسسها عدنان تانريفري، في فبراير/ شباط 2012، وهو جنرال سابق قريب من السلطات التركية، ومهمتها هي إقامة تعاون دفاعي وصناعي بين الدول الإسلامية لمساعدة العالم الإسلامي، ولكن وفقا لشين بيت، تم تأسيس الشركة للمساعدة في تمويل وبناء "جيش فلسطين" لمحاربة إسرائيل، كما ساعدت السادات كبار مسؤولي حماس على زيارة معرض للأسلحة في تركيا، حيث أعربوا عن اهتمامهم بقدرات الطائرات بدون طيار.
وخلال الاستجواب اتضح أن حماس كانت على اتصال مباشر بالسلطات التركية من خلال جهاد يزمور، وهو من المتطرفين المتورطين في اختطاف ناششون واشمان الذي أطلق سراحه أيضا كجزء من صفقة شاليط. وقال بيان الشين بيت إن "نتائج التحقيق كشفت عن نشاط حماس المكثف في تركيا تحت إشراف زاهر جبارين، في حين تجاهلت السلطات مصدر الأموال، وخلال الاستجواب اتضح أن نشطاء حماس يمتلكون شركة تسمى إيمس التي استخدمتها حماس للتستر على غسل ملايين الدولارات التي تم نقلها إلى قطاع غزة وأماكن أخرى مختلفة".
وتم الكشف عن أهمية نظام المعلومات المتكامل لحركة حماس أثناء إلقاء القبض على ديهام جبارين، المقيم في أم الفحم، الذي جنده زاهر جبارين خلال زياراته المتكررة إلى تركيا، ويشتبه في أن ديهام جبارين الذي اعتقل بعد أيام من تاكلي نقل مئات الالاف من اليورو من ناشطي حماس في تركيا إلى النشطاء في الضفة الغربية.
وتبين من عملية البحث في منزله بعد اعتقاله العثور على 91 ألف يورو، التي كان يعتزم جبارين نقلها إلى النشطاء في الضفة الغربية. وكشف التحقيق أن أنشطة ديهام جبارين نفذت بتوجيه من زاهر جبارين وسلامة مارعي الذي استقر في تركيا بمساعدة تكلي، وشارك مرعي في هجوم بالرصاص في منطقة بوركين في مارس/ آذار 1993، وقتل فيه جندي من الجيش الإسرائيلي، وأطلق سراحه أيضا من السجن الإسرائيلي كجزء من صفقة شاليط.
وتم اعتقال مشتبه فيهم آخرين من سكان أم الفحم أثناء التحقيق، للاشتباه في مساعدتهم لجبارين، وأشار الشين بيت إلى أن تركيا أعطت موافقة ضمنية على تصرفات حماس، قائلا إن المسؤولين الحكوميين هناك غضوا الطرف عن حقيقة أن المجموعة المتطرفة، وفي بعض الأحيان شجعت مساعدة المواطنين الأتراك لحماس. وأضاف البيان أن "هذا النشاط يعتمد في جملة أمور على منصات العمل التي تستخدمها حماس لغسل الأموال التي سيتم نقلها إلى الضفة الغربية وتجنيد الإسرائيليين لتنفيذ انشطتها". وتم ترحيل تاكلي إلى تركيا بعد استجوابه، ومن المتوقع أن تبدأ محاكمة ديهام جبارين في الأيام المقبلة.
أرسل تعليقك