أكد صاحب الجلالة السلطان عبدالله بن السلطان أحمد شاه ملك ماليزيا ان بلاده تتطلع إلى تعزيز تعاونها مع الإمارات العربية المتحدة في تطوير لقاح فيروس كوفيد19 والقضاء على الجائحة معربا عن شكره وتقديره للامارت على المساعدات التي قدمتها لماليزيا لمواجهة فيروس كورونا.
وأعرب جلالته عن اعتزازه بعلاقته بصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة وبصداقتهما التى تعود إلى نحو 40 عامًا تقريبًا عندما التقيا أثناء دراستهما في الأكاديمية العسكرية الملكية ساندهيرست في المملكة المتحدة فيما تعززت هذه الصداقة بعد التخرج مع الأكاديمية العسكرية مستعرضا زياراته الرسمية للامارات منذ تنصيبه ملكا على ماليزيا والتي ساهمت فى تطور العلاقات الثنائية بين البلدين معربا عن إعجابه بالتطورات التي يلاحظها كلما زار الدولة مضيفا أن هذه التطورات تسلط الضوء على مسيرة التنمية الشاملة التي حدثت في دولة الإمارات في العقود الماضية بفضل الرؤية الثاقبة للقيادة الرشيدة للدولة.
ويقول حول ذلك "لقد قضيت وقتا طيبا أثناء زياراتي الثلاث إلى دولة الإمارات. وقد تشرفت بكرم الاستقبال والضيافة من قبل قادة الإمارات العربية المتحدة، ولاسيما صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة وكذلك شعب دولة الإمارات المضياف". مضيفا ان العلاقات القوية بين الشعبين عبر السفر المتبادل والدراسة والعمل قد أرست أسسا قوية للثقة والتفاهم المتبادل بين الدولتين.
وقال فى حوار خاص مع سعادة محمد جلال الريسي المدير التنفيذي لوكالة أنباء الإمارات خلال زيارته للبلاد الأسبوع الماضي ان الإمارات العربية المتحدة برهنت على صداقتها لماليزيا أثناء هذه الفترة الصعبة. ففي شهر إبريل، وفرت إلى ماليزيا معدات طبية لمواجهة الجائحة وفي هذا الإطار، تتطلع ماليزيا "لتعزيز تعاونها مع الإمارات في جهودها الساعية للقضاء على جائحة كوفيد-١٩، فبإمكان الدولتين الصديقتين تعزيز تعاونها في مجال تطوير لقاح كوفيد-١٩ ومضاعفة التعاون في مرحلة ما بعد الجائحة في مجالات الصحة ، التعليم، الأمن الغذائي، الزراعة، تقنيات المستقبل، الطاقة النظيفة والمتجددة، منتجات الحلال والسياحة، اضافة لمجالات أخرى.
وأضاف جلالته "وعلى الرغم من أن جائحة كوفيد-١٩ تمثل أزمة كبرى إلا أنها أظهرت لنا فرصا هامة، كان أهمها إمكانية تعزيز علاقاتنا الثنائية مع الدول الأخرى، مثل الإمارات" مشيرا الى القيم المشتركة بين بلاده ودول مجلس التعاون الخليجي، ولاسيما الإمارات العربية المتحدة مضيفا ان ماليزيا تركز بشكل كبير على تعزيز علاقاتها التجارية مع دول مجلس التعاون الخليجي، ولاسيما الإمارات إذ يجمعنا تعاون وثيق في كل الأمور التي تخص الأمة الإسلامية.
وأشار جلالته إلى التعاون الوثيق بين الدولتين الصديقتين الامارات وماليزيا في المنتديات المتعددة الأطراف مثل منظمة الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي مشيرا الى الاشتراك في قيم التسامح الديني التي تمثل إحدى القيم الهامة التي تشترك فيها ماليزيا مع الإمارات العربية المتحدة، مضيفا: " تعتبر ماليزيا، مثل دولة الإمارات العربية المتحدة، دولة تحتضن ديانات و أعراق متعددة. وأومن أن تعزيز قيم التعايش السلمي في المجتمعات المتعددة الثقافات والخلفيات أمر في منتهى الأهمية." مضيفا ان بإمكان ماليزيا و الإمارات العمل سويا في مجال تعزيز هذه القيم إذ تضرب الدولتان مثالا فريدا في التعايش السلمي بين أتباع الديانات المختلفة.
وأوضح أن دولة ماليزيا تشجع الطلاب الإماراتيين على الدراسة في ماليزيا، مشيرا إلى أن نحو ٧٥٠ طالبا إمارتيا يدرسون في ماليزيا في الوقت الحالي في عدد من المؤسسات التعليمية العامة والخاصة، بينما يدرس نحو ٢١ طالبا ماليزيا في المدارس والجامعات الإماراتية فيما يقيم أكثر من خمسة آلاف مواطن ماليزي في دولة الإمارات، أغلبهم يعملون في قطاعات متعددة بما في ذلك صناعة النفط والغاز والطيران والقطاعات المالية والمصرفية والاتصالات.".
واعتبر جلالته ان دولة الإمارات تمثل إحدى الوجهات المفضلة للمواطنين الماليزيين ويرجع ذلك إلى أوجه التشابه المتعددة بين الدولتين الصديقتين، و لأن دولة الإمارات تقدم لهم فرصا مهنية فريدة.
وأكد ملك ماليزيا أن هناك تطورا ملحوظا في علاقات التبادل التجاري والسياحة بين الإمارات العربية المتحدة وماليزيا الأمر الذي يشير إلى تطور العلاقات الاقتصادية بين الدولتين مشيرا الى ان الإمارات العربية المتحدة تعد أحد أهم شركاء ماليزيا التجاريين في المنطقة ففي عام ٢٠١٩، وصل إجمالي قيمة التبادل التجاري بين الدولتين إلى نحو ٦.٤٢٦ مليار دولار أمريكي، محققا ارتفاعا بنحو ١٢.٥٪ بالمقارنة بعام ٢٠١٨." كما تمثل الإمارات أهم وجهة تصدير لنا وثاني أكبر مصدر استيراد في منطقة غرب آسيا".
وقال جلالته "نظرا لموقعها الاستراتيجي في جنوب شرق آسيا، تلتزم ماليزيا بأن تكون بوابة الإمارات إلى أسواق منطقة جنوب شرق آسيا والتي تضم نحو ٦٥٠ مليون مواطنا" مؤكدا أهمية دولة الإمارات بالنسبة لماليزيا، كونها مركزا رئيسيا في منطقة غرب آسيا، و أنها تمثل بوابة إلى العديد من الأسواق الجديدة معربا عن امله أن تواصل الدولتان الصديقتان تعزيز فرص التعاون في المجالات الاقتصادية، فعلى صعيد السياحة على سبيل المثال، يسعدني أن أشاهد نمو عدد السياح الإماراتيين القادمين إلى ماليزيا قبل تفشي جائحة كوفيد-١٩ إذ وصل عددهم في عام ٢٠١٩ إلى أكثر من ١١ ألف مواطن إماراتي".
وأضاف:" كما آمل أن أرى المزيد من السياح الإماراتيين عندما يتم استئناف رحلات الطيران وآمل أن يعتبروا ماليزيا وجهتهم المفضلة لقضاء العطلة".
وتحدث أيضا عن مشاركة بلاده في اكسبو ٢٠٢٠ دبي، قائلا: "يسعدني أن تشارك ماليزيا في اكسبو ٢٠٢٠ دبي ، إذ تجري الاستعدادات في الوقت الحالي لهذه الفعالية الهامة" مؤكدا أن مشاركة ماليزيا في هذا الحدث الدولي الهام يمثل فرصة لعرض إمكانيات الدولة التجارية والاستثمارية بالإضافة إلى تسليط الضوء على تاريخ الدولة أمام العالم.
وقــــــــــــــــــد يهمك أيـــــــــــــضًأ :
ملك ماليزيا يزور واحة الكرامة
محمد بن زايد يستقبل ملك ماليزيا
أرسل تعليقك