اقتحم أمس الإثنين مسلحون يعتقد أنهم من عناصر تنظيم داعش، مقر مؤسسة النفط التابعة إلى حكومة الوفاق الوطني التي يترأسها فائز السراج، واحتجزوا عددًا من الموظفين داخله رهائن، قبل أن تنجح القوات الأمنية في إيقافهم، في عملية أسفرت عن سقوط قتيلين و10 جرحى.
السراج يُعقد اجتماعًا مع كبار المسؤولين لمناقشة الإجراءات اللازمة
و عقد السراج اجتماعًا عاجلًا مع قيادات أمنية، و الذي ضم رئيس المخابرات العامة اللواء عبد القادر التهامي ورئيس جهاز المباحث العامة اللواء رشيد الرجباني وآمر الحرس الرئاسي اللواء نجمي الناكوع ومسؤولين آخرين، وأكد السراج ضرورة الاضطلاع بالكامل على أبعاد هذا الهجوم التطرفي ، وشدّد السراج وفقًا إلى بيان وزعه مكتبه، على اتخاذ جميع الإجراءات والاحتياطات الأمنية اللازمة لإحباط مخططات المتطرفين.
و أعلن المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق قبل الاجتماع ، أن الأجهزة الأمنية المختصة شرعت على الفور في إجراء تحقيقاتها المكثفة لمعرفة أبعاد وهوية منفذي الهجوم ومن يقف خلفه ، وسارعت الأجهزة الأمنية في طرابلس إلى اتهام تنظيم داعش المتطرف بالوقوف وراء الهجوم، الذي لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عنه، لكن مثل هذه الهجمات تحمل بصمات التنظيم.
ورفعت وزارة الداخلية مجددًا حالة التأهب الأمني وتبنت أقصى درجات الاستعداد، وقالت إن المؤشرات الأولية تفيد بأن المجموعة المسلحة التي نفذت الهجوم تنتمي إلى داعش ، وأن أعضاء المجموعة الستة هم من ذوي البشرة السمراء، مؤكدة أن مقر مؤسسة النفط تحت سيطرة الأجهزة الأمنية ، وبعدما اعتبرت أن هذا العمل الجبان ما هو إلا محاولة فاشلة لزعزعة الأمن داخل العاصمة، دعت الجميع إلى الوقوف صفًا واحدًا ضد كل من تسول له نفسه العبث بأمن الوطن والمواطن.
سقوط قتيلان و 10 جرحى إثر الهجوم المتطرف
وقال مصطفى صنع الله رئيس مؤسسة النفط، إن المهاجمين قاموا بالرماية العشوائية على البوابة الرئيسية للمؤسسة ثم اقتحموا المقر تحت ستار تفجيرات وإطلاق للنار، لافتًا إلى أن قوات الأمن قامت بإخلاء المبنى ومساعدة الموظفين على مغادرة المكان ونقل الجرحى إلى أقرب المستشفيات ، وأوضح أن الهجوم تسبب في سقوط قتلى وعدد من الجرحى وخسائر مادية كبيرة، بينما قالت وزارة الصحة إنّ الحصيلة الأولية للهجوم المسلح هي قتيلان و10 جرحى.
واشتعلت النار في المبنى الواقع في طريق السكة الذي أحاطت به قوات الأمن، بينما روى موظفون كانوا في المكان لحظة اقتحامه أن مسلحين ملثمين هاجموا المقر بعدما تبادلوا إطلاق النار مع حراسه، وأشار الموظفون إلى أنهم اضطروا إلى الاختباء فيما تمكن بعضهم من الهروب من النافذة.
وقالت قوة الردع الخاصة بوزارة الداخلية الليبية إن "هجومًامتطرفًا من داعش استهدف المؤسسة الوطنية للنفط"، مشيرة إلى العثور على أشلاء الانتحاريين، وبعضهم ذوو بشرة سمراء. وأكدت القوة في بيان لها سيطرتها على مقر مؤسسة النفط في طرابلس.
عاشور يؤكد أن الهجوم المتطرف نفذه 6 أشخاص من ذوي البشرة السمراء
وقال وزير الداخلية عبد السلام عاشور، إن "الهجوم نفذه 6 أشخاص من ذوي البشرة السمراء قاموا باقتحام مبنى مؤسسة النفط في الساعات الأولى من صباح أمس الإثنين، واستخدموا الأسلحة الرشاشة والقنابل اليدوية واحتجزوا عددًا من الرهائن داخل مبنى المؤسسة".
واستنكرت بعثة الأمم المتحدة ما وصفته بالعمل المتطرف ، واعتبرت أن المساس بالمؤسسة التي تؤمّن مصدر عمل الليبيين هو اعتداء عليهم جميعًا ، ودعت البعثة في بيان لها الليبيين إلى وقف ما أسمته بالتناحرات الجانبية العقيمة والعمل معًا ومع المجتمع الدولي للقضاء على التطرف ، وظل مقر المؤسسة الوطنية للنفط حتى أمس بعيدًا عن العنف في البلاد التي اعتادت فيها الفصائل المسلحة على غلق حقول النفط من وقت إلى آخر لتقديم مطالب ، والمؤسسة الوطنية للنفط والبنك المركزي الذي يقع مقره في طرابلس هما المؤسستان الحكوميتان الوحيدتان اللتان تعملان بكفاءة في ظل الفوضى.
ويعتبر هجوم أمس الإثنين الذي استغلته الحكومة الموازية في شرق البلاد برئاسة عبد الله الثني للمطالبة مجددًا بنقل مقر المؤسسة الوطنية للنفط من العاصمة إلى مدينة بنغازي "الآمنة"، هو أول حادث من نوعه بعد ساعات قليلة فقط من إعلان البعثة الأممية موافقة الميليشيات المسلحة في طرابلس على تثبيت وقف لإطلاق النار بعد أكثر من أسبوع على معارك طاحنة بين الميليشيات المتناحرة على النفوذ والسلطة.
وقالت حكومة الثني في بيان لها إن الميليشيات المتطرفة والجماعات المسلحة المارقة تتحكم في مؤسسة النفط وتتقاسمها جماعة "الإخوان" و"المقاتلة" و"القاعدة" ، بالإضافة إلى تنظيم داعش، مشيرة أن تلك الجماعات تستفيد من عجز حكومة السراج ومن وهمِ سيطرتها بأجهزتها الهزيلة على الأوضاع في مناطق نفوذها.
وأعلنت البعثة الأممية مساء أول من أمس أن الاجتماع الذي عُقد في مدينة الزاوية غرب ليبيا وحضره ممثلون عن حكومة السراج والقادة العسكريين والأجهزة الأمنية والمجموعات المسلحة المتواجدة في العاصمة وما حولها، تعهدت خلاله الميلشيات بالاستمرار في وقف إطلاق النار وبالالتزام بوثيقة موقعة تتضمن إنشاء آلية للمراقبة والتحقق ترمي إلى ترسيخ وقف إطلاق النار، و أعلنت أن رئيسها غسان سلامة سيواصل ما وصفته بمساعيه الحميدة إلى إعلان مجموعة من الإصلاحات الاقتصادية التي تشكل أساس حل الأزمة والعمل مع جميع الأطراف للتوصل إلى اتفاق سياسي.
وبحث السراج باعتباره القائد الأعلى للجيش الليبي ووزير الدفاع مع اللواء محمد الحداد آمر المنطقة العسكرية الوسطى الذي تعرض للاختطاف أخيرًا، الترتيبات التي اتخذت في إطار التكليف الصادر من السراج بتأمين الهدنة في ضواحي العاصمة وإيقاف الأعمال العدائية.
واستنكرت المنطقة العسكرية لمصراتة عملية اختطاف اللواء الحداد أخيرًا، مشيرة إلى قيام مجموعة مسلحة مقنعة استغلت تحركه من دون حراسة واقتادته تحت تهديد السلاح و قامت باحتجازه لساعات ، وأوضحت المنطقة في بيان نقلته وكالة الأنباء الموالية لحكومة السراج أنها لن تذكر تفاصيل هذه الحادثة كي لا تؤثر على سير التحقيقات من قبل الجهات الأمنية.
وتحدثت تقارير صحافية سويسرية عن أن أسلحة سويسرية يجري تداولها في ليبيا وسط تصاعد جديد للقتال في البلاد بين ميليشيات مُتناحرة ، ونقل الموقع الإلكتروني للإذاعة السويسرية عن أسبوعية "سونتاغس بليك" أن تجارًا من طرابلس يقومون ببيع أسلحة وقاذفات قنابل سويسرية من صنع شركة على شبكة الإنترنت.
واستندت الصحيفة الصادرة في زيوريخ بالألمانية إلى تقرير صادر عن مركز أبحاث أسترالي متخصّص في شؤون الأسلحة وعلى مُستندات مصورة ، وقالت الصحيفة إنها تلقت تأكيدات من شركة "رواغ" لصناعة الأسلحة المملوكة للكنفدرالية ومن شركتي "بروغر" و"تومت أي جي" العاملتين في مجال التزويد بالمعدات الدفاعية أن المُستندات تتضمن بالفعل صُورًا لمُنتجاتهم، إلا أنه من غير الواضح كيف وصلت الأسلحة إلى هذه المنطقة التي مزقتها الحرب.
أرسل تعليقك