شهدت دبي ارتفاعاً ملحوظاً في المعاملات السكنية خلال الربع الثاني من عام 2021، وفقاً لأحدث الأبحاث والتقارير التي أجرتها شركة «تشيسترتنس» الدولية المتخصصة عالمياً في قطاع الخدمات العقارية، بالتزامن مع استمرار الاهتمام بالمشترين الدوليين، ما أدى إلى زيادة المبيعات ودفع عجلة التعافي والانتعاش في السوق.
وأظهرت النتائج التي تم الكشف عنها في التقرير عن سوق الإمارات العقارية، للربع الثاني من عام 2021، أن إجمالي قيمة المعاملات في دبي شهد ارتفاعاً ملحوظاً بنسبة 50% تقريباً على أساس ربع سنوي إلى 31.67 مليار درهم، مقارنة مع 20.77 مليار درهم في الربع السابق، كما بلغ إجمالي قيمة الصفقات أعلى مستوى لها منذ الربع الرابع من عام 2013، حيث بلغت المبيعات السكنية في المجمل 31.67 مليار درهم، في حين بلغ حجم التعاملات الإجمالية 14 ألفاً و426 وحدة، بزيادة قدرها 35.48% عن الربع الأول من عام 2021، كما شكلت مبيعات العقارات المكتملة 71% من إجمالي قيمة التعاملات و59% من الحجم في الربع الثاني من عام 2021، ولم تصل المبيعات على الخارطة إلى مستوى فترة ما قبل الجائحة.
مبيعات الفلل
وأشار التقرير إلى أنه في قطاع مبيعات الفلل في دبي، أدى طلب المستخدم النهائي القوي واستمرار اهتمام المشترين الدوليين إلى دعم الأسعار في الربع الثاني من عام 2021. ونتيجة لذلك، فقد ارتفع متوسط أسعار الفلل بنسبة 5.7% على أساس ربع سنوي، مما يدعم ارتفاعاً بنسبة 9.1% على أساس سنوي.
وشهدت المروج والينابيع أعلى زيادة ربع سنوية بنسبة 6.6% حيث بلغ متوسط الأسعار 885 درهماً للقدم المربعة الواحدة، ارتفاعاً من 830 درهماً للقدم المربعة في الربع الأول من عام 2021، تليها منطقة البحيرات بزيادة 6.5% حيث وصلت إلى 1065 درهماً للقدم المربعة، بعدما كانت 1000 درهم في الربع السابق، وشهدت منطقة جميرا بارك ارتفاعاً في الأسعار بنسبة 5.4%، بينما شهدت نخلة جميرا والمرابع العربية ارتفاعاً بنسبة 4.9% على أساس ربع سنوي.
وكانت منطقة نخلة جميرا الموقع الوحيد الذي شهد ارتفاعاً مضاعفاً على أساس سنوي، حيث ارتفع متوسط الأسعار بنسبة 12.4% على أساس سنوي، كما شهدت منطقتا البحيرات والينابيع مكاسب ملحوظة بلغت 8.7% و8.6% على التوالي.
أسعار الشقق
وفي الوقت نفسه، شهدت أسعار الشقق في دبي ارتفاعاً طفيفاً، حيث ارتفع متوسط القيم بنسبة 0.8% على أساس ربع سنوي، على الرغم من تفاوت الأداء حسب الموقع وبقيت الأسعار أقل بنسبة 3.7% عن مستواها في الربع الثاني من عام 2020.
وسجلت «ذا فيوز» أعلى ارتفاع ربع سنوي في الأسعار، بنسبة 5.3% وبمتوسط أسعار بلغ 1085 درهماً للقدم المربعة مقارنة بـ1030 درهماً في الربع السابق، كما ارتفعت الأسعار في وسط مدينة دبي بنسبة 4.5% على أساس ربع سنوي، كما شهدت منطقتا أبراج بحيرات جميرا، وذا جرينز ارتفاعاً ربع سنوي في الأسعار بنسبة 3% لتصل إلى 765 درهماً، و860 درهماً للقدم المربعة على التوالي.
كما حققت مناطق: مرسى دبي، وموتور سيتي، والخليج التجاري، والمدينة العالمية، ارتفاعات أكثر اعتدالاً في الأسعار على أساس ربع سنوي بنسبة 2.2% و1.8% و1.5% و0.7% على التوالي، بينما سجلت جميع المواقع الأخرى انخفاضاً ربع سنوي بين (-1% إلى -5.1%) وشهدت منطقة دبي لاند أكبر انخفاضاً فصلياً بنسبة 5.1% لتصل إلى 590 درهماً للقدم المربعة، تليها منطقة «ديسكفري جاردنز» بنسبة 2.6% إلى 483 درهماً للقدم المربعة.
وشهدت مناطق كل من: وسط مدينة دبي (داون تاون)، و«ذا فيوز» و«ذا جرينز» والخليج التجاري ارتفاعاً سنوياً في الأسعار بنسبة 4.4% و3.3% و2.9% و0.3% على التوالي، مع انخفاض الأسعار في جميع المواقع الأخرى بين (0.2% و 12.4%) على أساس سنوي.
وشهدت نخلة جميرا، أعلى زيادة في إيجارات الفلل بنسبة 3.9٪ على أساس ربع سنوي، تليها عقارات «جميرا للغولف»، «فيكتوري هايتس» و«البحيرات»، التي سجلت زيادات بلغت 3.4% و3.1% و3% على التوالي، كما شهدت جميع المواقع الأخرى زيادات ربع سنوية تراوحت ما بين 1.6% و2.3%.
متوسط الإيجارات
وفي الوقت نفسه، سجل متوسط إيجارات الشقق في دبي انخفاضاً طفيفاً خلال الربع الثاني، بالتزامن مع استمرار تفضيل المستأجرين للفلل إلى جانب زيادة العرض لفترة طويلة، مما أدى إلى انخفاض الضغط عبر المواقع الثانوية، كما انخفضت إيجارات الشقق بنسبة 0.5% في المتوسط وظلت أقل بنسبة 8.7% عن مستواها في الربع الثاني من عام 2020.
ومع ذلك، سجلت منطقة وسط مدينة دبي (داون تاون) زيادة طفيفة في متوسط الإيجارات بنسبة 1.7% على أساس ربع سنوي، تليها منطقة مرسى دبي (دبي مارينا) بنسبة 1.5% وأبراج بحيرات جميرا بنسبة 1.1%. وسجل مركز دبي المالي العالمي أعلى انخفاض فصلي عند 3.4%، تلاه «ديسكفري جاردنز» عند 2.8%. وسجلت كل من: واحة دبي للسيليكون ودبي لاند انخفاضاً بنسبة 2.5% على أساس ربع سنوي.
مستويات قياسية
قال رئيس الاستشارات الاستراتيجية لدى «تشيسترتنس» الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، كريس هوبدن: «مع اقتراب المعاملات السكنية من مستويات قياسية فقد لعب الاهتمام الدولي المتزايد دوراً رئيساً في ذلك، بالتزامن مع نجاح تعامل دبي مع جائحة (كوفيد-19) لدعم الطلب بعد الإغلاق من المشترين المستمد من إطلاق تأشيرات جديدة ونوعية الحياة في الإمارة والأسعار الجذابة نسبياً».
وأضاف هوبدن: «لقد شهدنا تحسناً واضحاً في السوق العقارية بين المقيمين في الإمارات هذا العام، تزامناً مع الرغبة في الشراء قبل الزيادات المتوقعة في الأسعار، إلى جانب معدلات الرهن العقاري المواتية وحوافز المطورين السخية، وهذا ما يحفز المبيعات».
وتابع: «يرجع الارتفاع في أسعار إيجارات الفلل في المقام الأول إلى استمرار اهتمام المستأجرين بملكية الأرض، حيث أبلغنا الوكلاء العقاريين عن أن هناك تزايداً ملحوظاً في الاستفسارات عن الفلل منذ تخفيف قيود التباعد الاجتماعي العام الماضي».
وقال هوبدن: «نتوقع أن تتفوق إيجارات الفلل بالأداء على المتوسط السكني الأعلى خلال الأشهر المقبلة، بالتزامن مع استمرار سياسات العمل من المنزل في جميع أنحاء القطاع الخاص، حتى لو كان ذلك على أساس العمل بدوام جزئي».
وأضاف: «في حين أننا نتوقع أن تواجه إيجارات الشقق ضغوطاً مستمرة على المدى المتوسط، فإن الاهتمام الواضح بتأشيرة العمل عن بُعد لدولة الإمارات العربية المتحدة، إلى جانب انتعاش الاقتصاد ودفع عجلة التعافي يجب أن تعمل على دعم الطلب».
قد يهمك ايضاً
غباش يؤكد أن العلاقات الإماراتية الموريتانية تشهد تطورًا ملحوظًا
"الوطني" يقر مشروع قانون "هيئة حقوق الإنسان"
أرسل تعليقك