إيران وإسرائيل تُشعلان حربًا سريِّة في الأراضي السورية
آخر تحديث 16:46:38 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

لا تعدّ المعارك الانتقامية بين الطرفين جديدة

إيران وإسرائيل تُشعلان حربًا سريِّة في الأراضي السورية

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - إيران وإسرائيل تُشعلان حربًا سريِّة في الأراضي السورية

الغارات الجوية الإسرائيلية
القدس المحتلة ـ كمال اليازجي

يظهر الفيديو متزلجا يرتدي سترة زرقاء، ينزلق إلى منحدر للأسفل، قبل أن تتحرك الكاميرا للأعلى، لكن ما ظهر في خلفية الفيديو كان مخيفا.

كان هذا التعليق مكتوبا على مقطع فيديو مدته 37 ثانية نشره جيش الاحتلال الإسرائيلي عبر موقع "تويتر" الإثنين "هذا ما تراه الأسر التي تذهب للتزلج على جيل حرمون في شمال إسرائيل حين ينظرون إلى الأعلى"، وما كان في الخلفية هو صاروخ إيراني باتجاههم قادم من الأراضي السورية.

وذكرت مجلة "تايم" الأميركية أن تصوير عملية التزلج كان في 20 يناير/ كانون الثاني، ويبدو أنه من نظام الدفاع الصاروخي للقبة الحديدية في إسرائيل، والتي يبدو أنها اعترضت صاروخ أرض أرض، أطلق على مرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل، وهي هضبة مرتفعة في جنوب غرب سورية، بعد فترة وجيزة من شن إسرائيل سلسلة من الضربات الجوية الانتقامية ضد الأهداف الإيرانية في سورية.

أقرأ أيضًا:  شهيد برصاص الاحتلال الاسرائيلي في القدس

وشملت تلك الأهداف ما أطلق عليه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، مستودعات إيرانية تحتوي على أسلحة إيرانية، في مطار دمشق الدولي، وبطارية من بطاريات الدفاع الجوي العسكرية السورية، بما في ذلك بعض الأجهزة الروسية الصنع.

وقتلت الغارات الجوية الإسرائيلية 21 شخصا، من بينهم 12 عضوا من الحرس الثوري الإيراني، و6 من المقاتلين السوريين، و3 من غير السوريين، وردا على ذلك، أصدر مسؤول إيراني رفيع المستوى، تهديدات جديدة بإبادة إسرائيل، كما حذرت سورية من ضرب مطار تل أبيب، وفي الوقت نفسه، دعت روسيا إسرائيل لوقف الغارات التعسفية على أراضي دولة ذات سيادة، وبحلول الخميس، نشرت إسرائيل نظام القبة الحديدة في تل أبيب لتزويد المنطقة الحضرية بغطاء جوي أكبر، وسط التوتر مع سورية، بالإضافة إلى توترات جديدة في قطاع غزة تجاه الجنوب.

ولا تعد المعارك الانتقامية أو التهديدات المشتعلة بين إسرائيل وإيران جديدة، لكن عنف هذا الأسبوع أكد المخاوف من أن محاولات كل من البلدين لوضع خطوط حمراء في سورية قد تزيد من خطر صراع الظل وتحويله إلى حرب مفتوحة، ونقدم هنا ما يجب أن تعرفه.

تحليق الصواريخ فوق منتجع التزلج
يصف فيديو جيش الاحتلال جبل حيرمون كونه جزءا من شمال إسرائيل، لكن المجتمع الدولي لا يعترف بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان، حيث احتلت إسرائيل معظم الهضبة خلال الحرب العربية الإسرائيلية عام 1967، وضمتها من جانب واحد في عام 1981.

ورغم أن النزاع الإقليمي بين سورية وإسرائيل على مرتفعات الجولان لم يحل، وأن الدولتين كانتا في حالة حرب من الناحية الفنية منذ إقامة دولة إسرائيل، فإن الحدود الشمالية الغربية لإسرائيل على مدى عقود كانت أقل الجبهات تقلبا، ولكن تغير ذلك مع اندلاع الحرب السورية في عام 2011، حيث بدأت إيران في إرسال الأموال والموارد والجنود لدعم نظام الرئيس السوري بشار الأسد.

كان جزء من تدخل الجمهورية الإسلامية، ردا على التوجيه الأول من قوات النظام التي دخلت في صراع مع المتمردين السنة الذين تمولهم المملكة العربية السعودية ودول الخليج الأخرى. 

ويعد الهدف الاستراتيجي الرئيسي لطهران الآن هو زيادة قدرتها على ردع أي هجوم إسرائيلي محتمل على إيران، حسبما يقول بايام محسني، مدير مشروع إيران في كلية كينيدي للعلوم الحكومية في جامعة هارفارد، ويضيف أن وجود ميليشيات متحالفة مع إيران على الأرض على الحدود الشمالية الغربية لإسرائيل، قد يكون مغيرا لقواعد اللعبة، فيما يتعلق بهذا الرادع، كما أنها تزيد من قدرة إيران على دعم وتمويل حزب الله في جنوب لبنان، والذي تقع حدوده مع شمال إسرائيل، كما أن سبب هجوم إسرائيل هو الحد من مثل هذا السيناريو.

وقال نتنياهو في عام 2017: "إيران مشغولة بتحويل سورية إلى قاعدة تعزيز عسكرية، إنها تريد استخدام سورية ولبنان كجبهة للحرب ضد هدفها المعلن بإبادة إسرائيل، وهذا شيء لا يمكن لإسرائيل قبوله".

ترسخ إيران في سورية
تنفي إيران أي وجود عسكري أو قاعدة عسكرية رسمية لها في سورية، خارج نطاق القدرة الاستشارية التي تعترف بها علانية، ولا توجد أرقام محددة بخصوص القوات الموجودة على الأرض، لكن مات ما لا يقل عن 2000 إيراني في سورية منذ الحرب، كما تقول أريان طباباتي، وهي أستاذة سياسية في مؤسسة راند التي تتخذ من كاليفورنيا مقرا لها، وأضافت أن سورية تمثل أحد أهم الالتزامات التي قطعتها إيران خارج حدودها في العقود الأخيرة.

ويوجد عدد أكبر خلافا للمقاتلين الإيرانيين، حيث المقاتلين الأجانب الذين تدربهم إيران وتجهزهم في سورية، بالإضافة إلى قوات حزب الله والقوات السورية الموالية للرئيس الأسد، كما تدعم طهران الميليشيات الشيعية المكونة من مقاتلين أفغان وباكستانيين، وتقول طباباتي إن عدد المقاتلين الأفغان الذين قتلوا في سورية وصل إلى عشرات الآلاف.

وأعلنت وزارة الخزانة الأميركية، يوم الخميس، فرضها عقوبات على فرقة فاطميون المدعومة من إيران، المؤلفة من مواطنين أفغان، وكتائب زينيبون، المؤلفة من مواطنين باكستانيين، وقال وزير الخزانة الأميركي، ستيفن منوشين في بيان: "إن النظام الإيراني الوحشي يستغل مجتمعات اللاجئين في إيران، ويحرمهم من الوصول إلى الخدمات الأساسية مثل التعليم، ويستخدمهم كدروع بشرية للنزاع السوري".

ولا يقتصر الوجود الإيراني على الأرض، فقد استثمرت في كل شيء حيث الاتصالات السلكية واللاسلكية، واستخراج الموارد، وقطاع التعليم.

هل يمكن للولايات المتحدة أو روسيا المساعدة في نزع فتيل الوضع؟
ويقول الخبراء إن إسرائيل وإيران تحاولان وضع خطوط حمراء لأنشطة بعضهما في سورية، ولا تريدان الحرب، حيث يقول محسني من جامعة هارفارد: "في الوقت الحالي، مخاطر هذا التصعيد الخطير محدودة." لكن الآخرين يرون خطورة التصعيد كبيرة، فإذا كان صاروخا قادما من سورية يضرب المدنيين في مرتفعات الجولان، على سبيل المثال، أو إذا كانت ضربة إسرائيلية خاطئة قد ضربت البنية التحتية السورية أو الروسية، فقد يكون من الصعب احتواء الرد.

وقال غوست هيلترمان، مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجموعة الأزمات الدولية: "رغم أن روسيا، قالت يوم الأربعاء، إن الضربات الجوية الإسرائيلية يجب أن تتوقف، فقد تسامحت مع كمية محددة من الممارسة الإسرائيلية ضد أهداف إيرانية وموالية لإيران، في سورية، بشرط أن لا تؤثر على أصولها أو الأصول السورية، مضيفا: "تحاول موسكو بشكل عام مساعدة الاثنين على وضع خطوطهما الحمراء دون توريط نفسها، فهي لا تريد سيادة إيران أو إسرائيل"، لكن تتزايد الشكك حول مدى قدرة روسيا على السيطرة على نفوذ إيران على النظام السوري، حيث كتبت لينا الخطيب، رئيسة برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في تشاتام هاوس، في مقال لها في وقت سابق من هذا الشهر، إن الانسحاب المفاجئ للقوات الأميركية من شأنه أن يقوي يد طهران.

وحد وجود القوات الأميركية في شمال شرق سورية حتى الآن من حرية التنقل بين الميليشيات المدعومة من إيران وقوات الحشد الشعبي العراقي المتحالفة عبر الحدود، كما أن وجود القوات الأميركية يمنع وصول الإيرانيين إلى حقول النفط، حيث يمكن لعائداتها أن تعوض الأثر الاقتصادي للعقوبات الأميركية التي أعيد فرضتها مؤخرا.

وأضافت الخطيب أن الانسحاب الأميركي سيعطي إيران الزمان والمكان لتوطيد وجودها والوصول إلى الموارد، وفي نهاية المطاف سيجعل من الصعب على روسيا والأسد فصل سورية عن إيران.

وحافظت إسرائيل حتى وقت قريب على سياسة الغموض بشأن أنشطتها في سورية، مما يعني أنها لم تعترف صراحة بالمسؤولية عن الضربات على المنشآت الإيرانية أو قوافل القوات، كما أنها لم تعترف علنا بتمويلها للجماعات المتمردة في جنوب سورية لمنع وجود المقاتلين المدعومين من إيران، لكن في سبتمبر/ أيلول، قال مسؤول استخباراتي إسرائيلي، إن إسرائيل شنت أكثر من 200 هجوم على أهداف إيرانية في سورية، في العامين الماضيين.

وقال رئيس أركان عسكري سابق في جيش الاحتلال الإسرائيلي لصحيفة "نيويورك تايمز" في وقت سابق من هذا الشهر، إن الجيش ضرب الآلاف من الأهداف في سورية منذ عام 2011.

وتبع الانفتاح الجديد إطلاق نحو 20 صاروخا في مايو/ أيار، على الجولان، والتي ألقت إسرائيل باللوم على إيران في إطلاقها، وقال وزير الدفاع الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، في أعقاب سلسلة من الضربات الجوية الانتقامية التي ادعى أنها ضربت تقريبا كل البنية التحتية الإيرانية في سورية: "يجب أن يتذكروا أنها إذا امطرت في إسرائيل ستصب هناك. آمل أن نكون قد انتهينا من هذا الفصل، وفهم الجميع الرسالة"، لكن بالنظر إلى الخلف في الأسبوع الماضي، لا يبدو أن هذا هو الوضع.

قد يهمك أيضًا:

الحرس الثوري الإيراني يبدأ مناورات هجومية في مياه الخليج

الحرس الثوري الإيراني يقر بإطلاق صاروخ باليستي مؤخرًا

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إيران وإسرائيل تُشعلان حربًا سريِّة في الأراضي السورية إيران وإسرائيل تُشعلان حربًا سريِّة في الأراضي السورية



GMT 17:40 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تطرأ مسؤوليات ملحّة ومهمّة تسلّط الأضواء على مهارتك

GMT 19:20 2020 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء الأحد 31 تشرين أول / أكتوبر 2020

GMT 15:06 2020 الإثنين ,17 آب / أغسطس

طريقة تحضير ستيك لحم الغنم مع التفاح الحار

GMT 20:28 2018 الأربعاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

غادة عادل تنشر صورتها مع زميلاتها في إحدى صالات الجيم

GMT 22:38 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

الغساني يبدي سعادته بالأداء الذي يقدمه مع الوحدة

GMT 16:15 2015 الأربعاء ,04 شباط / فبراير

"بي بي سي" تطلق موقعًا جديدًا على الإنترنت

GMT 21:06 2021 الإثنين ,26 إبريل / نيسان

طقس غائم وفرصة سقوط أمطار خلال الأيام المقبلة

GMT 20:01 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 06:47 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

ابرز النصائح والطرق لتنظيف السيراميك الجديد لمنزل معاصر

GMT 08:14 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

"أدهم صقر" يحصد برونزية كأس العالم للخيل في باريس

GMT 09:42 2019 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

"بيوتي سنتر" مسلسل يجمع شباب مصر والسعودية

GMT 22:57 2019 الأربعاء ,06 آذار/ مارس

بن راشد يعتمد 5.8 مليار درهم لمشاريع الكهرباء
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates