تكشف "أدنوك" خلال ملتقى "أدنوك للاستثمار في التكرير والبتروكيماويات"، في أبوظبي، عن استراتيجيتها الجديدة في القطاع والمخطط الرئيس للاستثمار في توسعة وتطوير مجمع الرويس الصناعي، كما تطلق عددًا من المبادرات لتوسيع الشراكات وجذب مزيد من الاستثمارات المحلية والدولية لجميع مراحل التكرير والبتروكيماويات لترسيخ مكانتها عالميًا في قطاع الطاقة.
وأعلنت البيانات المعلنة من "أدنوك" عن حجم وأهمية قطاع التكرير والبتروكيماويات، حيث تعتزم الشركة رفع الطاقة الإنتاجية للبتروكيماويات من 4.5 مليون طن متري سنويًا في عام 2016 إلى 14.4 مليون طن متري سنويًا بحلول عام 2025. وتنتج "أدنوك" حالياً 10.5 مليار قدم مكعبة من الغاز الخام يومياً، كما يوجد أكبر مجمع لمعالجة الغاز في العالم في حبشان، وتنتج 5.8 مليون طن من الغاز الطبيعي المسال، وحوالي 6 ملايين طن من الكبريت سنوياً ما يعادل 10% من الإنتاج العالمي، كما يوجد أكبر موقع للبولي بوليفين في العالم في الرويس.
وتتم أكبر عملية لمعالجة واستخراج الغاز الحامض في العالم في حقل حبشان، ويعد مجمع حبشان رابع أكبر مجمع لمصافي التكرير في العالم والمنتظر أن يصبح الأكبر بحلول 2024. ويناقش المشاركون في الملتقى عددًا من المواضيع الرئيسة ذات الصلة بقطاع الطاقة والصناعات البتروكيماوية، إضافة إلى توجهات السوق وسلاسل الإمداد العالمية والتمويل والاستثمار، والتوجهات والفرص في هذا المجال وآخر المستجدات على صعيد سلاسل التوريد العالمية.
وتأتي استضافة "أدنوك" لهذا الملتقى، بالتوازي مع مساعيها للاستفادة من ديناميكيات أسواق الطاقة ونمو الطلب العالمي على المنتجات المكررة والبتروكيماويات عالية القيمة، لاسيما أنه من المتوقع أن يرتفع الطلب على المشتقات البتروكيماوية بواقع 150% بحلول عام 2040، وأن يأتي 70% من نمو الطلب العالمي على الطاقة من القارة الآسيوية، خاصة الصين والهند، وأن يترافق ذلك مع ارتفاع استهلاك الغاز الطبيعي بواقع 45% بحلول عام 2040 أيضاً.
وتتضمن الخطة مضاعفة طاقة تكرير النفط الخام في شركة "أدنوك للتكرير" بحلول عام 2025، ورفع الطاقة الإنتاجية للبتروكيماويات من 4.5 مليون طن متري سنوياً في عام 2016 إلى 14.4 مليون طن متري سنوياً بحلول عام 2025، كما تستعد شركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك" لزيادة الطاقة الإنتاجية إلى 3.5 مليون برميل بنهاية العام الجاري.
ويستهدف الملتقى، إرساء وترسيخ مكانة استراتيجية لدولة الإمارات كأحد أهم المراكز العالمية المتكاملة والمتخصصة في مجال التكرير وإنتاج المشتقات البتروكيماوية. كما تعمل "أدنوك" على تحقيق أقصى قيمة من كل برميل نفط تنتجه، بما يعود بالنفع والفائدة على اقتصاد الدولة، ويسهم في تنويع الاقتصاد وتعزيز نموه، في ظل مواصلة اقتصاد الإمارات النمو وبناء الشراكات مع مختلف دول العالم.
وأكدت "أدنوك" أن الاستقرار السياسي ووضوح الرؤية الاقتصادية والإمكانات الكبيرة التي تتيحها دولة الإمارات، وآفاق النمو الواعدة في مجال البترول والبتروكيماويات، تشكل عوامل جذب رئيسية لكبريات الشركات العالمية
. وأشارت إلى أن المشاركة والحضور القوي في ملتقى أدنوك للاستثمار في التكرير والبتروكيماويات دليل على الثقة في الاقتصاد الوطني، باعتبار دولة الإمارات مركزًا اقتصاديًا مهمًا في المنطقة والعالم.
ومن الجدير بالذكر أن "أدنوك" بدأت خلال العامين الماضيين، العمل لإحداث نقلة نوعية لتعزيز المرونة والقدرة على مواكبة متغيرات وتطورات قطاع النفط والغاز. وتعمل أدنوك لتحقيق هذه النقلة بالاستناد إلى ركائز أساسية تشمل الاستثمار في الكوادر البشرية والارتقاء بالأداء ورفع الكفاءة التشغيلية وتعزيز العائد الاقتصادي، مع التركيز على الصحة والسلامة والبيئة وأمن وسلامة المنشآت والأفراد، وإرساء ثقافة مؤسسية تستند إلى الأداء المتميز والحوكمة.
كما أطلقت أدنوك استراتيجية 2030 المتكاملة للنمو الذكي والتي تركز على أولويات تشمل: تعزيز العائد الاقتصادي في مجال الاستكشاف والتطوير والإنتاج، وزيادة القيمة والنمو والتوسع في مجال التكرير والبتروكيماويات، وضمان إمدادات اقتصادية ومستدامة من الغاز.
وفي مجال الاستكشاف والتطوير والإنتاج: تم إنجاز كافة اتفاقيات الامتياز البرية والبحرية وتعزيز وتوسعة نطاق الشراكات الاستراتيجية، وتم أيضاً الإعلان عن مزايدة تنافسية لـ 6 مناطق جديدة للتنقيب والاستكشاف، وكذلك ضمان إمدادات اقتصادية ومستدامة من الغاز، حيث تعمل "أدنوك" على تطوير المكامن غير المطورة واستغلال الأغطية الغازية والتوسع في إنتاج الغاز الحامض، كما بدأت بالحفر التنقيبي لاستكشاف وتقييم بعض المكامن محدودة النفاذية.
وفي مجال التكرير والبتروكيماويات، تعمل "أدنوك" على تعزيز القيمة من خلال التركيز على زيادة القدرة التكريرية للمصافي والطاقة الإنتاجية للمشتقات والصناعات البتروكيماوية عالية القيمة، ودخول أسواق جديدة تتميز بمعدلات طلب مرتفعة. وتعتزم أدنوك تنفيذ عدد من مشاريع النمو والتوسع والاستثمارات الجديدة في التكرير والبتروكيماويات بما يسهم في تسريع تنفيذ استراتيجيتها المتكاملة 2030 للنمو الذكي، وتعزيز مرونة وتنوع أعمالها في قطاع الطاقة، والارتقاء بأدائها بما يسهم في تحقيق أقصى قيمة ممكنة من كل برميل نفط يتم إنتاجه، إضافة إلى دعم برنامج مبادرات أدنوك لتعزيز القيمة المحلية المضافة.
وتمثل استراتيجية أدنوك للتكرير والبتروكيماويات أحد محفزات تسريع تنفيذ خطط أبوظبي لتنمية وتنويع الاقتصاد، حيث ستسهم في استقطاب استثمارات أجنبية ومحلية جديدة، وخلق العديد من الفرص الوظيفية والمهنية في القطاع الخاص.
وترتكز الاستراتيجية على نقاط القوة والمميزات التي تتمتع بها دولة الإمارات وأبوظبي وأدنوك والمتمثلة في سهولة الوصول إلى الموارد، والموقع الجغرافي الاستراتيجي، والاستقرار السياسي والاقتصادي، ونموذج الشراكات الذي تم تطويره على مدار 45 عامًا، مما يبرز الدور الاستراتيجي الذي تضطلع به دولة الإمارات في الاقتصاد العالمي من خلال أدنوك.
وأكدت "أدنوك"، أن مجمع الرويس الصناعي سيسهم بشكل كبير في خلق العديد من فرص العمل وجذب الاستثمارات وتعزيز الشراكات في مجال البتروكيماويات، مما يعزز مكانة أبوظبي الصناعية والاستثمارية. ونوهت إلى أن الاستثمار في مشاريع توسعة وتطوير منشآت التكرير والمشتقات والبتروكيماويات يسهم في تحقيق مبادرة أدنوك لتعزيز القيمة المحلية المضافة، والتي تركز على دعم القطاع الخاص المحلي من خلال زيادة استخدام المحتوى المحلي.
وقامت الشركة بدراسة مجموعة من الأفكار والخيارات المبتكرة التي تشمل توسيع نطاق الشراكات الاستراتيجية التي تعزز قدرتها على الريادة والمنافسة في عصر الطاقة الجديد، وخلق فرص جديدة للاستثمارات المشتركة المدروسة في مراحل الأعمال كافة، بدءاً بالاستكشاف والتطوير والإنتاج، ووصولاً إلى التكرير والبتروكيماويات والتسويق.
وتنظر "أدنوك" في توسيع نطاق الشراكات واستقطاب استثمارات ذكية تتيح المزيد من المرونة والكفاءة والفعالية في الإدارة الاستباقية لمحفظة الأصول وكذلك هيكلة رأس المال
. ويتوقع أن تسهم الخطة التي وضعتها "أدنوك" في جذب استثمارات خارجية مباشرة واستقطاب مستثمرين دوليين. وترتكز خطة النمو بشكل أساسي على الشراكات القادرة على تحقيق منافع متبادلة، حيث تقدم أدنوك خبرتها الممتدة لنحو 50 عاماً لترسي شراكات عالمية في قطاع الطاقة، مستفيدة من الاستقرار والثقة وغيرها من المزايا الجاذبة التي توفرها بيئة الاستثمار وتطوير الأعمال في دولة الإمارات. كما تعمل الشركة على تعزيز التعاون بين الشركات الدولية والقطاع الخاص المحلي بما في ذلك الشركات الصغيرة والمتوسطة.
أرسل تعليقك