الحرب الأميركية ضد تنظيم داعش والفصائل التابعة له لم تنتهِ بعدُ
آخر تحديث 16:54:37 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

تحوَّلت إلى جماعة خفيّة تشترك في تفجيرات واغتيالات

الحرب الأميركية ضد تنظيم "داعش" والفصائل التابعة له لم تنتهِ بعدُ

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - الحرب الأميركية ضد تنظيم "داعش" والفصائل التابعة له لم تنتهِ بعدُ

الأشخاص الذين يغادرون بلدة باغوز السورية
واشنطن - يوسف مكي

تُواصل الولايات المتحدة وشركاؤها خوض معارك كبيرة ضد تنظيم "داعش" والفصائل التابعة له وشبكات متطرّفة أخرى أقل ارتباطا به في مناطق مثل أفغانستان وغرب أفريقيا والفلبين، وربما تنتهي معركة طرد "داعش" من الأراضي السورية لكن الحرب الأميركية ضد التنظيم ما زالت مستمرّة، وبعد أن أطاحت الميليشيات الكردية والعربية التي تدعمها الولايات المتحدة بآخر المقاتلين المتطرفين من قرية الباغوز شرق سورية السبت، نجح تنظيم "داعش" في تغيير اتجاهه، إذ تحول التنظيم الذي أعلن عن الخلافة في سورية والعراق إلى جماعة متطرّفة أكثر تقليدية تضم خلايا خفية تشترك في هجمات وتفجيرات واغتيالات.

ويساعد آلاف من القوات الأميركية الجيش الأفغاني وقوات الأمن في محاربة التنظيم وغيره من الجماعات المتطرفة في أفغانستان، حيث تستهدف الطائرات الأميركية من دون طيار خلايا التنظيم في ليبيا، وتوفر القوات الأميركية المشورة والمعلومات للقوات المحلية التي تقاتل التنظيم في بوركينافاسو والفلبين، ولا يزال الآلاف من مقاتلي التنظيم مطلقي السراح في سورية والعراق، حيث يمضون وقتهم في إعادة التسلح وحشد الصفوف لضرب نفس المناطق مرة أخرى.

وأوضح القادة الأميركيون ومحللو المخابرات أن العديد من مقاتلي التنظيم استسلموا عندما فرت الموجة الأخيرة من المدنيين في باغوز، وقال الجنرال جوزيف لي فوتيل قائد القيادة المركزية للجيش "ما نراه الآن ليس استسلاما من داعش لأنه قرار محسوب للحفاظ على سلامة أسرهم وقدراتهم، ولا يزال أعضاء داعش الذين تم إجلاؤهم من سورية والعراق غير نادمين إلى حد كبير ومتطرفين وغير منكسرين".

إقرا ايضًا: 

انفجار في مبنى لفريق إعلامي تابع لقناة تلفزيونية في سورية

وصرح وزير الخارجية مايك بومبيو ، خلال رحلته إلى الشرق الأوسط للصحافيين بأن المعركة ضد المتطرفين ستستمر حتى بعد الهزيمة الإقليمية للتنظيم، مضيفا في لبنان "مهمتنا هناك لم تتغيز، ولا يزال علينا القيام بأعمال عديدة للتأكد من أن الإرهاب الإسلامي الراديكالي لن يستمر في النمو"، وأشار تقرير صادر عن الأمم المتحدة أن التنظيم لديه تمويله لعملياته العالمية، حيث يمتلك ما يتراوح بين 50 مليون دولار إلى 300 مليون دولار مخبأة في العراق وسورية، أو تم تهريبها إلى الدول المجاورة، كما أشار كولن بي كلارك الزميل في مركو صوفان البحثي أن التنظيم استثمر في الأعمال التجارية بما في ذلك تربية الأسماك وتجارة السيارات وتزايد تعاطي القنب.

وتعهد الرئيس ترامب ومستشاروه بمواصلة القتال ضد تنظيم "داعش" إلا أنه من المرجح أن يقل عدد القوات الأميركية الموجودة على الأرض لشن تلك المعركة، وبدلا من ذلك تتعقب الوكالات العسكرية والتجسسية مقاتلي التنظيم الذين فروا وعادوا إلى شمال أفريقيا وأوروبا وأماكن أخرى في الشرق الأوسط، حيث قال محللون إن هناك نحو 1200 متطرف عادوا إلى أوروبا وحدها.
ويقوم برنامح عسكري أميركي في الأردن باسم عملية غالانت فينيكس بجمع البيانات في غارات قوات الكوماندوز في سورية والعراق ونقلها إلى وكالات إنفاذ القانون في أوروبا وجنوب شرق آسيا للمساعدة في وقت الهجمات المستقبلية.

وقال ناثان سالز منسق مكافحة الإرهاب بوزارة الخارجية الأميركية، في خطاب ألقاه هذا الشهر حول الهزيمة الإقليمية لتنظيم "داعش": "ترى قيادة الجماعة وجنودها في ذلك مجرد نكسة وليس هزيمة، لكنهم يعملون بنشاط لمواصلة القتال عبر فروع التنظيم في جميع أنحاء العالم"، وإليكم نظرة عامة عما يفعله الجيش الأميركي لمنع نمو تنظيم "داعش".

أفغانستان
تشير التقديرات الأخيرة للأمم المتحدة إلى أن تنظيم "داعش" في خراسات لديه أكثر من 2500 مقاتل ينتشرون بين مقاطعات نانغارهار وكونار ونورستان ولاغمان في شرق البلاد، وأجاب الجنرال فوتل عند سؤاله عما إن كان التنظيم دوليا أم إقليميا قائلا "أعتقد بأن داعش في خراسان لديه أفكار تركز على العمليات الخارجية نحو وطننا"، بينما يعتقد المسؤولون الأميركيون بأن هجمات "داعش" ضد حركة طالبان ساعدت في دفع طالبانن إلى التفاوض على اتفاق سلام مع الولايات المتحدة، وربما يشترط الاتفاق النهائي أن تغادر جميع القوات الأميركية الموجودة في أفغانستان والبالغ عددها 14 ألف جندي في غضون 3 سنوات، وأن يغادر نصفهم في الأشهر المقبلة، ورفضت طالبات بعنف تنظيم داعش، كما عملت بالتوازي مع الحكومة في كابول لمحاربة التنظيم.
وأعرب بعض مسؤولي البنتاغون عن قلقهم من انضمام مقاتلي طالبان إلى تنظيم داعش حال التوصل إلى تسوية سلمية، بينما أوضحت جينيفر كافاريلا مديرة الأبحاث في معهد دراسة الحرب في واشنطن أنه "بإمكان داعش جمع أي مقاتلين محتملين من خلال عملية السلام"، وحتى تنسحب الولايات المتحدة نهائيا من أفغانستان، من المتوقع أن تواصل آلاف القوات الأميركية ضرباتهم ضد تنظيم داعش وبقايا تنظيم القاعدة التي لا تال في البلاد، بما في ذلك الغارات المشتركة مع القوات الأفغانية".

أفريقيا
يحظى الجيش الأميركي ببصمة خفية في جميع أنحاء أفريقيا، حيث يوفر البنتاغون القوة الجوية عند الحاجة بالإضافة إلى الاعتماد على الشركاء الأوروبيين والأفارقة للقيام بمعظم المهام ضد تنظيم داعش، بما في ذلك المناطق الواقعة بين غرب أفريقيا والصومال، حيث يعمل نحو 6 آلاف من القوات الأميركية وألف مدني بوزارة الدفاع في مجموعة متنوعة من المهام في جميع أنحاء أفريقيا، وبخاصة التدريب وإجراء التدريبات مع الجيوش المحلية، كما تقدم مجموعة القوات الأميركية "غرين بيريت" المشورة للقوات المحلية في العديد من دول غرب أفريقيا مثل النيجر وبوركينا فاسو، بينما يقوم الجيش الأميركي بتقليص قواته الخاصة إلى نحو 25% في إطار استيراتيجية البنتاغون لمواجهة تهديدات روسيا والصين.
وتعدّ ليبيا أيضا ملاذا لتنظيم داعش مع مساحاتها الواسعة غير الخاضعة للحكم، وعلى مدار العامين الماضيين شنت الولايات المتحدة 13 غارة جوية من دون طيار ضد متطرفي تنظيم داعش والقاعدة في ليبيا وفقا لما أوضحته قيادة أفريقيا العسكرية، وقال الجنرال توماس دي فالدهاوسر قائد قيادة أفريقيا، أمام الكونغرس هذا الشهر "جهودنا التي نبذلها في الغارات ستبقي تنظيم داعش في مأزق".

الفلبين
ينتشر نحو 300 من مشاة البحرية وقوات الجيش وقوات العمليات الخاصة في الفلبين في إطار عملية تُعرف باسم "عملية نسر المحيط الهادئ"، وفي حين كانت القوات الأميركية تساعد القوات الفليبينية وتقدم المشروة لها لأعوام إلا أنها كانت جزءا من الهجمات ضد فرع تنظيم "داعش" في مدينة مراوي الجنوبية عام 2017، وشاركت طائرة الاستطلاع الأميركية في عملية استمرت 5 أشهر، وقتلت على الأقل 900 متطرف، بما في ذلك "أسنيلون هابيلون" الذي كان يعتبر زعيم تنظيم "داعش" في جنوب شرق آسيا.

سورية والعراق
لم يعد تنظيم داعش يسيطر على الأراضي في سورية والعراق، حيث فقد إلى حد كبير القيادة والثروة التي كان يتمتع بها في السابق، وعانى عشرات الآلاف من الضحايا في كلا البلدين، إلا أن قوة التنظيم لم تنفّذ بعد، حيث قدر مسؤولو مكافحة الإرهاب والمخابرات العراقيون أن هناك ما يتراوح بين 5 إلى 6 آلاف مقاتل من تنظيم داعش ينتشرون بين العراق وسورية، في ما عدا الخلايا النائمة ومؤيديها والذين يُعتقد بأنهم يساعدون التنظيم في عمليات الاستطلاع وشن الهجمات، بينما أشار المبعوث الأميركي الخاص لسورية جيمس في جيفري إلى زيادة قوة التنظيم، مشيرا إلى وجود ما يتراوح بين 15 إلى 20 ألفا من مسلحي التنظيم في سورية والعراق، مضيفا "على الرغم من وجود الكثير منهم في خلايا نائمة".
وأوضح مسؤولون أميركيون أن البنتاغون أعرب عن قلقه بشأن عودة مقاتلي داعش لإشعال العنف في مسقط رأسهم في جميع أنحاء سورية والعراق، وتواصل الولايات المتحدة حملتها للقصف ضد التنظيم المتطرف مع مساعدة القوات المحلية في كلا البلدين، وخلص تحليل هذا الشهر من قبل معهد دراسة الحرب إلى أن "تمرد داعش في مرحلة ما بعد الخلافة في العراق يتزايد بشكل أسرع من جهودنا لردعه".

وتملك الولايات المتحدة حاليا 5200 جندي في العراق ينتشر معظمهم في قاعدتين رئيسيتين بما في ذلك قاعدة الأسد في محافظة الأنبار الغربية والي زارها ترامب في ديسمبر، بينما أمر ترامب بسحب كل القوات الأميركية المتبقية باستثناء 400 جندي، وتواصل الطائرات من دون طيار والطائرات الحربية تقديم الدعم الجوي، ويمكن للتشريعات المعلقة في البرلمان العراقي أن تحد من العمليات العسكرية للولايات المتحدة في البلاد عن طريق خفض عدد القوات الأميركية أو تقييد حركاتهم أو المطالبة بالانسحاب الكامل بحلول تاريخ معين، بينما أوضح السيد جيفري أن تحرير الخلافة المزعومة لم يستأصل قوة تنظيم داعش، مضيفا "لا يزال هناك قلق كبير".

قد يهمك أيضا: 

باترك كوكبورن يُوضِّح كيف أُطيح بمشروع "داعش" المُتوحّش

مايك بومبيو يؤكد مواصلة واشنطن ضغطها على طيران قطر والإمارات

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحرب الأميركية ضد تنظيم داعش والفصائل التابعة له لم تنتهِ بعدُ الحرب الأميركية ضد تنظيم داعش والفصائل التابعة له لم تنتهِ بعدُ



GMT 10:18 2016 الخميس ,13 تشرين الأول / أكتوبر

كارينا كابور في إطلالة رشيقة مع أختها أثناء حملها

GMT 15:51 2019 الإثنين ,13 أيار / مايو

حاكم الشارقة يستقبل المهنئين بالشهر الفضيل

GMT 15:56 2018 الجمعة ,27 إبريل / نيسان

"الديكورات الكلاسيكية" تميز منزل تايلور سويفت

GMT 12:03 2019 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر

قيس الشيخ نجيب ينجو وعائلته من الحرائق في سورية

GMT 11:35 2019 الخميس ,09 أيار / مايو

أمل كلوني تدعم زوجها بفستان بـ8.300 دولار

GMT 08:09 2019 الأربعاء ,09 كانون الثاني / يناير

محمد صلاح يُثني على النجم أبو تريكة ويعتبره نجم كل العصور

GMT 19:44 2018 الثلاثاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

"شانيل" تبتكرُ قلادة لؤلؤية بطول 60 قدمًا

GMT 16:32 2018 الجمعة ,28 أيلول / سبتمبر

كنيسة قديمة تتحول إلى منزل فاخر في جورجيا

GMT 16:59 2018 الثلاثاء ,10 تموز / يوليو

جاكوبس تروي تفاصيل "The Restory" لإصلاح الأحذية

GMT 17:32 2013 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

مقتل صاحب إذاعة موسيقية خاصة بالرصاص في طرابلس

GMT 12:54 2018 الخميس ,12 إبريل / نيسان

ميدو يؤكّد على ضرورة مغادرة إيهاب جلال

GMT 08:52 2013 الأربعاء ,14 آب / أغسطس

مجموعة قصصية جديدة للروائي مصطفى البلكي

GMT 12:20 2018 الخميس ,05 إبريل / نيسان

"أمنية" تحقق 100 طلب لأطفال مرضى في رأس الخيمة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates