طفلان اختطفهما داعش في 2014 ولا يستطيعان العودة إلى بلادهما
آخر تحديث 00:22:13 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

يُواجهان مخاطرَ جديدة مع انسحاب القوات الأميركية مِن البلاد

طفلان اختطفهما "داعش" في 2014 ولا يستطيعان العودة إلى بلادهما

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - طفلان اختطفهما "داعش" في 2014 ولا يستطيعان العودة إلى بلادهما

الطفلان محمود وأيوب فيريرا المختطفان
دمشق ـ نور خوام


ينظر محمود وأيوب فيريرا بخجل إلى الكاميرا، وهما مرتديان الملابس الثقيلة ذات الطبقات والقبعات لحماية نفسيهما من الشتاء القارس في سورية، ويمكنهما بالكاد تذكّر الشمس والشواطئ في وطنهما في ترينيداد، إذ حياتهما قبل أن يقرر والدهما الانضمام إلى تنظيم "داعش" واختطافهما في عام 2014.

وذكرت صحيفة "الغارديان" أن أيوب، 7 أعوام، يريد أن يكون لاعب كرة قدم عندما يكبر، أما محمود،11 عاما، يحب لعب الكريكيت ويفتقد تناول دجاج كنتاكي، وهما يريدان بقوة العودة إلى منزلهما واحتضان والدتهما التي تبعد عنهما مئات الأميال عند جزر الكاريبي.

طفلان اختطفهما داعش في 2014 ولا يستطيعان العودة إلى بلادهما

أقرأ أيضًا: السلطات الألمانية تتهم الداعشية "جنيفر" بارتكاب جريمة حرب بسبب طفلة

ويعد الشقيقان من بين عدد يقدّر من نحو 1200 طفل أجنبي مختطف في سورية، من بينهم 10 أطفال من بريطانيا، وهم موجودون منذ طرد "داعش" من مدينة الرقة، عاصمة "داعش" في أكتوبر/ تشرين الأول 2017.

وبعد أكثر من عام من سقوط المدينة وفرار "داعش" منها، فشل المجتمع الدولي في إعادة هؤلاء الأطفال إلى أوطانهم، ويواجه الأطفال الآن خطرا جديدا وشيكا، إذ أعلن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بشكل مفاجئ سحب القوات الأميركية من سورية، وهذا من شأنه أن يشجع تركيا على مهاجمة الجيب الكردي في البلاد، حيث يُحتجز الأطفال هناك، وتم اختطافهما في عيد ميلاد أيوب الثالث، وأمضى الشقيقان عدة أعوام يعيشان في ما يسمى بدولة الخلافة، قبل أن ينتصر التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في الرقة، مما دفع والدهما إلى إرسالهما خارج الرقة إلى تركيا مع زوجته البلجيكية التي تخلت عنهما ووضعتهما على جانب الطريق، إذ انتشلتهما القوات الديمقراطية الكردية، ومنذ ذلك الحين بقيا وحدهما في مخيم روج، المكان الجديد المخصص لأسر القتلى أو المسلحين المسجونين، ويعتقد بأن والدهما مات، وزوجة أبيهم موجودة في معسكر آخر على الأراضي الكردية.

وتعد الظروف في مخيم روج بائسة جدا، ومع الوقت أصبح مكانا مخصصا للنساء والأطفال الذين تربطهم صلات بـ"داعش"، ونتيجة لذلك أُجبرت عدة مجموعات إغاثة على سحب خدماتها لأن المخيم لم يعد يندرج تحت مسؤوليتها الإنسانية، وتدهورت مستويات المعيشة به.

ولا توفر الخيام المصنوعة من القماش المشمع المأوى المناسب من ظروف الشتاء الباردة الرطبة، ولا حرارة الصيف، كما أن حرائق الخيام التي تسببها مواقد الطبخ شائعة، إذ تسبب هذا النوع من الحريق في مقتل طفلين في يونيو/ حزيران، حتى أن السلامة النسبية في المخيم قد تتراجع، إذا أصر الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، على تنفيذ وعده بغزو شمال شرق سورية.

وأُصيب الشقيقان بالفعل بصدمة شديدة بسبب تجاربهما، فلا يمكنهما تذكر اسم والدتهما، وكل ما يمتلكانه صورة غير واضحة، استخدمتها صحيفة "الغارديان" للعثور على الأم التي تدعى فيليسيا بيركينز فيريرا، تعيش في ضاحية بيتي فالي الهادئة خارج عاصمة ترينيداد، بورت أوف سبين.

وتعاني والدتهما من الهلع بسبب ما فعله زوجها السابق، كما تلقت أنباء متقطعة عن أطفالها، وقالت: "عندما غادرا أخبراني أنهما ذاهبان إلى منزل جدتهما، لكن في اليوم التالي، جاءت أختي وقالت إنهما ذهبا إلى سورية، وحينها انهرت من البكاء".

وتدخلت منظمة "ريبريف" الدولية غير الهادفة للربح للمساعدة في إعادة الطفلين إلى بلدهما، لكنّ هناك سباقا لتأمين أوراق السفر وإخراجهما من البلاد قبل أن يتدهور الوضع، كما أن السلطات في ترينيداد لم تبد اهتماما في لم شمل الأسرة، حيث قال رئيس وزراء ترينيداد وتوباغو، كيث رولي، لصحيفة "الغارديان" في حفلة عيد الميلاد لجمع التبرعات السياسية خارج سوبر ماركت في مدينة ويستموورنغز الثرية: "لا نمتلك الآلية أو الوسائل اللازمة لتحديد الأشخاص وإعادتهم، علينا أن نعتمد على المجتمع الدولي وعلى معلومات الناس الذين هم على اتصال بأسرهم هناك".

وتمكنت ريبريف من إعادة الاتصال بفيليسيا بيركينز فيريرا، وتقول: "أصلي الآن من أجل إعادتهما سالمين آمنين".

وتقول السلطات الكردية إن حكومة المملكة المتحدة على وجه الخصوص أعاقت طلبات المساعدة في التعامل مع العشرات من الرجال والنساء والأطفال البريطانيين المحتجزين حاليا، رغم أنها حاولت في وقت سابق من هذا العام تسليم شخصين نجا كل منهما من الخلية المتطرفة المعروفة باسم البيتلز، لكن تم تسليمهما إلى الولايات المتحدة بعد تجريدهما من الجنسية البريطانية.

ويزعم محامي حقوق الإنسان، كليف ستافورد سميث، وهو مدير قانوني في ريبريف، أن الحكومة البريطانية ضغطت على بلدان أخرى لعدم إعادة مواطنيها على أساس أن جميع الرجال والنساء المحتجزين يشكلون خطرا.

وأبرمت كندا والإدارة الكردية اتفاقا في الربيع لإعادة المواطنين الكنديين، بما في ذلك المقاتل المشتبه به جاك ليتس، وهو مواطن بريطاني كندي، لكن أوتاوا انسحبت في اللحظة الأخيرة، بعد ما قال ستافورد سميث، إن بريطانيا أجبرتها على ذلك.

وأوضح المحامي: "10 من بين 14 بريطانيا قابلتهم في الحجز الكردي من الأطفال، ورغم وجود السلطات البريطانية في جميع أنحاء المنطقة، لا يكلفوا أنفسهم بفعل أي شيء لمساعدة هؤلاء، فقط تحدثوا إلى امرأة بريطانية، هذا موقف مخزٍ".

ونفت الشؤون العالمية الكندية، التي تدير العلاقات الدبلوماسية للبلد وتقدم المساعدة القنصلية لمواطنيها، أنه كان هناك أي اتفاق يتعلق بإعادة المواطنين إلى وطنهم، وقالت: "بالنظر إلى الوضع الأمني على الأرض، فإن قدرة حكومة كندا على تقديم المساعدة القنصلية في أي جزء من سورية محدودة للغاية، وأنشأ الدبلوماسيون الكنديون قناة اتصال مع السلطات الكردية المحلية من أجل التحقق من مكان وجود المواطنين الكنديين".

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية إنه تم تعليق الخدمات القنصلية في سورية في عام 2012، موضحا أن الحكومة ستفعل ما يضمن بقاء العائلات والمجتمعات في بريطانيا في أمان، حيث إن أمن المملكة المتحدة يأتي في المقام الأول.

قد يهمك أيضًا:

ترامب يُحمّل الديمقراطيين مسؤولية وفاة طفلين على الحدود مع المكسيك

البيت الأبيض يؤكد ان ترامب لم يتخذ قرارًا بسحب القوات الأميركية من أفغانستان

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

طفلان اختطفهما داعش في 2014 ولا يستطيعان العودة إلى بلادهما طفلان اختطفهما داعش في 2014 ولا يستطيعان العودة إلى بلادهما



GMT 18:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 صوت الإمارات - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 18:59 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 صوت الإمارات - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 19:13 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 صوت الإمارات - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 19:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 صوت الإمارات - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 01:44 2018 السبت ,29 كانون الأول / ديسمبر

جيمي أيوفي يستمتع مع أسرته في "أتلانتس دبي"

GMT 10:11 2012 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير الطاقة الإثيوبي: في طريقنا لاستكمال مشروع سد النهضة في 2015

GMT 19:07 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

اسباب تضخم الكبد وطرق العلاج

GMT 18:36 2018 الأربعاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

صفّ السيارات يتسبب في مشاجرة بالضرب بين رجل وفتاة في تكساس

GMT 20:58 2013 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

أول اجتماع لرئيس التليفزيون لبحث تطوير القنوات المصرية

GMT 06:43 2015 الجمعة ,19 حزيران / يونيو

الطقس في الإمارات الجمعة مغبرًا جزئيًا

GMT 01:51 2016 الثلاثاء ,29 آذار/ مارس

افضل التصاميم البارزة لأحذية ربيع 2016

GMT 11:53 2013 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

اختتام مسابقة الخطابة باللغة العربية للجامعات الصينية

GMT 22:33 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

إطلالة مثيرة للموديل هايدي كلوم في حفل "أمفار"

GMT 02:28 2014 الثلاثاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

"الإسلاميّون" يعتبرون "العلمانيّة" ارتدادًا عن الدين

GMT 14:55 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

طاهية تصنع قطار من خبر الزنجبيل "بالحجم الطبيعي" في سيدني

GMT 22:11 2013 الأربعاء ,29 أيار / مايو

الموسيقى المعاصرة على "راديو فرنسا" الأربعاء

GMT 03:26 2013 الجمعة ,07 حزيران / يونيو

مجدي يعقوب يجري 3 عمليات "قلب مفتوح"

GMT 15:12 2013 الإثنين ,30 أيلول / سبتمبر

جامعة عثمانية إحدى أبرز جامعات الهند وآسيا

GMT 18:29 2013 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

الجامعة الأميركية في الإمارات تنظم مؤتمرًا عن "الناتو"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates