كشف أنور محمد قرقاش وزير الإمارات للشؤون الخارجية، أن السيطرة على الحديدة بالكامل بالنسبة للتحالف مسألة وقت. وأضاف، "فتحنا طريق الحديدة صنعاء لخروج الميليشيات دون مقاومة"، موضحاً أن التحالف يتقدم عسكريًا بحذر لتجنب المدنيين في الحديدة، وأنه يقدر إعلان فرنسا أنها ستساعد في نزع الألغام في الحديدة. الطرق المؤدية إلى ميناء الحديدة مزروعة بالألغام من قبل الميليشيات".
واعتبر الوزير الإماراتي أن "تحرير الحديدة مدخل رئيسي لتحرير صنعاء، وأن ميناء الحديدة شريان رئيسي لتمويل الحوثي بالأسلحة الثقيلة من إيران". وحمل قرقاش ميليشيات الحوثي مسؤولية عرقلتها وصول سفن الإغاثة إلى ميناء الحديدة. وقال إن المبعوث الأممي يعمل على الفرصة الأخيرة للحوثي للانسحاب من الحديدة وصنعاء.
وأطلع قرقاش أعضاء السلك الدبلوماسي المُعتمدين لدى الدولة على تطورات العملية التي تقوم بها قوات التحالف العربي والقوات اليمنية المشتركة حاليًا لتحرير مدينة الحديدة ومينائها من سيطرة المليشيات الحوثية. وأشار قرقاش إلى أن قوات التحالف العربي قد عمدت لإتباع نهج مدروس ومسؤول لحماية المدنيين، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية.
وأوضح أن هذه العملية هدفت لمساعدة المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة مارتين غريفيث في مهمته الصعبة لإقناع الحوثيين بالانسحاب غير المشروط من الحديدة وتسهيل عملية تسليمها للحكومية الشرعية اليمنية، موضحًا أن العمليات العسكرية والإنسانية تأتي بعد ثلاثة أعوام من الجمود لم يتمكن خلالها المبعوث الأممي السابق، للأسف، من إعادة الحوثيين إلى طاولة المفاوضات.
وقال "نعتقد أن الحديدة ستثمل تحولًا مهمًا، إذ لطالما سيطر الحوثيون على الحديدة، سيواصلون عرقلة أي عملية سياسية". وأكد أنه يتم اتخاذ إجراءات استثنائية لضمان عدم تأثر المدنيين عند التعامل مع العدو، والذي يقوم بنشر القناصة داخل الأحياء والقرى، كما يقوم باستخدام الألغام بصورة عشوائية في إطار حملته العنيفة للتمسك بالسلطة، كما أشار إلى أن ميناء الحديدة يواصل العمل بشكل طبيعي، حيث يقوم عدد من السفن حاليًا بإفراغ شحناتها من البضائع والإمدادات في الميناء.
وفي غضون ذلك، تعمل دولة الإمارات العربية المتحدة وبعناية فائقة على زيادة كبيرة في الاستجابة الإنسانية لأي تأثير محتمل على السكان. وذكر قرقاش أنه في الوقت الجاري، هناك 10 سفن مُحمّلة بالأغذية والمواد الطبية قريبة أو في طريقها للحديدة، كما أن هناك عددًا من القوافل تتجه شمالًا من عدن عن طريق البر لتعزيز الإمدادات، مشيرًا إلى إبقاء الطريق من الحديدة إلى صنعاء مفتوحًا لاستخدامه كممر للإخلاء الآمن للميليشيات الحوثية.
ولفت قرقاش إلى أن سكان محافظة الحديدة المدنيين يريدون أن يتحرروا، إذ إنهم ينظرون إلى الحوثيين كقوة احتلال، كما أنهم لا يريدون أن يحكمهم متطرفون مدعومون من إيران، بل يريدون أن يكونوا أحرارًا، مؤكدًا أن سكان الحديدة وقوات التحالف العربي مصممون على تحرير المحافظة؛ لأن ذلك من شأنه تقصير أمد الحرب. كما تناول أبرز المصالح الأمنية الإستراتيجية لدولة الإمارات العربية المتحدة والمجتمع الدولي في اليمن والتي تتضمن مواجهة النفوذ الإيراني في منطقة الخليج العربي وإنهاء التهديدات غير المقبولة التي تشكلها الصواريخ الباليستية التي تزود إيران بها الحوثيين، ودحر تنظيم "القاعدة" في الجزيرة العربية وحماية خطوط الملاحة الدولية.
وأكد في ختام حديثه، التزام دولة الإمارات العربية المتحدة بالتسوية السياسية بناءً على مخرجات الحوار الوطني اليمني برعاية الأمم المتحدة، ووفقًا للقرارات الدولية ذات الصلة والتي تدعمها دولة الإمارات العربية المتحدة، مشددًا على أن الإمارات ليس لها مصلحة في التدخل في مخرجات العملية السياسية والتي يجب أن يحددها اليمنيون.
وزار الشيخ شخبوط بن نهيان آل نهيان سفير الدولة لدى المملكة العربية السعودية، الأحد، قوة الواجب التابعة للقوات المسلحة الإماراتية العاملة ضمن التحالف العربي، وذلك في الحد الجنوبي في المملكة العربية السعودية الشقيقة.
ونقل للقوة تحيات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الإمارات والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بمناسبة عيد الفطر السعيد، وتقديرهم الدور الذي يقومون به لنصرة الشعب اليمني الشقيق. وأثنى على الجهود التي تبذلها قوة الواجب التابعة للقوات المسلحة الإماراتية في إطار التحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية، منوهًا بالجهود الإنسانية المبذولة لرفع المعاناة عن الشعب اليمني الشقيق، معربًا عن تقديره لكل الجهود والتضحيات المبذولة لدعم شعب اليمن الشقيق، ولتنعم شعوبنا الخليجية والعربية بالأمن والأمان.
وأشاد بالروح المعنوية العالية لجنودنا البواسل، وإصرارهم وعزمهم على مواصلة الدفاع عن الحق والواجب، والذود عن الشقيق ونصرة المظلوم مهما تطلب ذلك من جهود وتضحيات، معاهدين الله عز وجل والقيادة الحكيمة على مواصلة طريق العز والنصر بعزيمة وثبات وبمواقف مشرفة في ميادين البذل والعطاء. وتقدم بأسمى آيات العرفان والتقدير لقواتنا المسلحة على الأداء المشرف في كل الميادين، مشيدًا بالجاهزية العالية والتنظيم المتميز والتدريب المحترف والتفوق العسكري الذي يضرب به المثل. وأشار إلى أن رسالة دولة الإمارات للمنطقة والعالم برؤية المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان هي رسالة سلام واستقرار وتنمية، والعمل مع الدول الشقيقة والصديقة والمنظمات الدولية والإقليمية وفقًا للاتفاقيات.
وفي هذه المناسبة العزيزة، تقدم السفير ونيابة عن ضباط، وضباط صف، وجنود القوات المسلحة الباسلة في الحد الجنوبي بالمملكة العربية السعودية بخالص التهاني إلى مقام رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وإلى الشعب الإماراتي الذي يساند قواته المسلحة، ويقدر دورها المشرف لمساندة الأشقاء.
أرسل تعليقك