الحكومة اليمنية والميليشيات الحوثية يتبادلان القوائم لإطلاق سراح 16 ألف أسير
آخر تحديث 00:22:13 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

ملفات الحديدة وتعز ومطار صنعاء عالقة وترحيل الهدنة إلى الجولة المقبلة

الحكومة اليمنية والميليشيات "الحوثية" يتبادلان القوائم لإطلاق سراح 16 ألف أسير

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - الحكومة اليمنية والميليشيات "الحوثية" يتبادلان القوائم لإطلاق سراح 16 ألف أسير

الموفد الأممي الى اليمن مارتن غريفي
ستوكهولم ـ منى المصري

اختُتمت المشاورات اليمنية التي ترعاها الأمم المتحدة بين وفد الحكومة اليمنية ووفد الحوثيين أعمالها أمس الثلاثاء، بعد أسبوع كامل من الأخذ وارد، انتهى الى  تسليم لوائح متبادَلة للأسرى والمخطوفين تضمنت أسماء أكثر من 16 ألف شخص، في الوقت الذي لا يزال فيه أغلب الملفات المطروحة على الطاولة عالقة دون التوصل إلى توافق حولها لجهة تعنت الميليشيات الحوثية، بخاصة في ما يتعلق بالانسحاب من الحديدة وفك الحصار عن تعز ومطار صنعاء.

جاء ذلك غداة مؤتمر صحافي عقده المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، أكد فيه أن المشاورات لا تزال مستمرة بخصوص أغلب القضايا المطروحة على طاولة النقاش غير المباشر الذي تديره الأمم المتحدة، مع إبدائه تفاؤلاً بالتوصل إلى توافق في ظل الجهود المبذولة من فريقه لتقريب وجهات نظر الطرفين المتفاوضين.

وأكد أعضاء في وفد الحكومة الشرعية لـ"الشرق الأوسط" أن الفريق المكلّف من قِبلهم بملف الأسرى والمخطوفين والمفقودين قام أمس بتسليم لوائح تضم أسماء نحو 8500 شخص من المعتقلين المدنيين والمختطفين في سجون الميليشيات الحوثية، كما أفاد أعضاء في وفد الجماعة في تصريحات لوسائل إعلامية تابعة للجماعة بأنهم قاموا بتسليم لوائح تضم أسماء 7500 أسير ومفقود لدى القوات الحكومية.

ومن المتوقع أن يقوم الفريق الأممي المعاون لغريفيث بتسليم لوائح كل فريق إلى الطرف الآخر في انتظار الرد عليها، وتمهيداً لتنفيذ الآلية الخاصة بتبادل الأسرى والتي تم تحديدها بستة أسابيع، مع ضمان إتاحة المجال لإضافة أسماء جديدة من المختطفين والأسرى قد تكون غابت عن اللوائح الأولية المقدمة أمس.

وأكد مدير مكتب الرئيس اليمني وعضو الوفد الحكومي المفاوض الدكتور عبد الله العليمي، أن المرجعيات الثلاث المتوافَق عليها لا تراجُع عنها من جانب الشرعية، والتي تشمل: المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني، وقرار مجلس الأمن 2216. 

وفي حين تسعى الجماعة الحوثية إلى القفر على ملفات بناء الثقة من أجل التوافق على إطار سياسي وأمني للمشاورات، قال العليمي في تصريحات رسمية أمس، إن الوفد الحكومي لمشاورات السويد يبحث عن حلول ثابتة وعملية قابلة للتطبيق على قاعدة إنهاء الانقلاب وكل ما ترتب عليه، وعودة مؤسسات الدولة، وأكد أن الانقلاب هو جذر المشكلة وأساسها، وبانتهائه وآثاره ستعود العملية الانتقالية إلى مسارها الطبيعي، وسيشترك اليمنيون بكل تنوعاتهم في صناعة المستقبل، وأضاف أن سلاح الميليشيات المنفلت خارج الدولة هو الذي يعيق المستقبل.

وعبّر العليمي عن تفاؤله بخصوص التقدم المحرز في ملف المعتقلين والأسرى، وقال إن الفريق الحكومي ينظر إلى الموضوع من الزاوية الإنسانية الصرفة، لإنهاء معاناة المحتجزين وأسرهم حتى وإن تجاهلوا وجع مقايضة أسير الحرب بالمعتقل والمحتجز. 

وأضاف: الوفد الحكومي يأمل أن تنجح جولة المشاورات في التخفيف من معاناة اليمنيين، ولذلك نتعامل بحرص على الدفع قدماً بإحراز تقدم حتى لا يفقد أبناء الشعب اليمني الأمل في السلام. 

وذكرت المصادر الرسمية اليمنية أن فريق المختطَفين والأسرى والمخفيين قسرياً في الوفد الحكومي المفاوض في مشاورات السلام بالسويد قدم، أمس، قوائم المختطَفين والمخفيين حسب الكشوف الأولية التي بلغت 8200 اسم. 

وأكد الفريق الحكومي أن القوائم ستظل مفتوحة لتشمل أي قوائم لاحقة. وتضمنت الأسماء المقدمة -حسب تصريحات الوفد الحكومي- معتقلي الطائفة البهائية وعائلة الرئيس السابق علي عبد الله صالح وأي معتقل ومختطف ومخفيّ يمني تضرر من ميليشيات الحوثي الانقلابية. 

وكشف الفريق الحكومي المفاوض عن أنه يشعر بعدم العدالة في قضية الأسرى والمختطفين، إذ إن موضوع تبادل أسرى الحرب بالمختطفين المدنيين هو في حد ذاته إخلال بميزان العدالة ويعد تنازلاً واضحاً من قِبل وفد الحكومة الذي فضل أن ينظر إلى المسألة من الزاوية الإنسانية، حرصاً على إنقاذ الأبرياء من الزنازين والمعتقلات التي يتلقون فيها صنوفاً من الأذى النفسي والتعذيب الجسدي، ومراعاة للوضع النفسي لأسرهم. 

وتابع الوفد تصريحاته بالقول: "نعلم أن مختطفينا يعامَلون بطريقة قاسية ومهينة وخارجة عن كل الأخلاقيات والقوانين والأعراف والقيم والتقاليد، في حين يُعامل أسرى الانقلابيين الحوثيين وفقاً للقانون الإنساني الدولي ومبادئ حقوق الإنسان، وغالباً يتجاوز القانوني إلى الإنساني، فإنقاذ معتقل معذب ومهدَّد بالفناء ومعرّض لكل أشكال الأذى وعودته إلى أهله أمر عالي القيمة حتى لو كان إطلاق مقاتل سيعود إلى الجبهة ليقاتل مع الميليشيات".

واضاف الوفد إنه "تقدم بطلب ضمانات واضحة تلتزم فيها الميليشيات بعدم تكرار الاختطافات للمواطنين حتى لا يصبح اختطاف الناس من بيوتهم وتقييد حرياتهم مسألة معتادة لمبادلتهم بأسرى حرب، ولضمان عدم إطلاق الميليشيات الأسماء ثم العودة لاختطافهم أو اختطاف أقاربهم أو بدائل لهم". 

وطالب الفريق الحكومي بأن يتضمن الاتفاق الإفراج عن الصحافيين وعدم تقييد حريات الصحافة والصحافيين وإيقاف حجب المواقع الإخبارية وإعادة مقرات الصحف والقنوات والإذاعات التي تمت مصادرتها عقب الانقلاب، كما شدد على ضرورة عودة منظمات المجتمع المدني لممارسة نشاطها وإتاحة الفرصة لها للعمل بحرية كاملة وضمان حرية التنقل. 

وحسب تقارير منظمات حقوقية وأخرى رسمية بلغ عدد المختطفين والمعتقلين في سجون الميليشيات الحوثية منذ الانقلاب على الشرعية قبل أربعة أعوام، أكثر من 18 ألف معتقل ومختطف، بينما لا يزال أكثر من 8 آلاف منهم في السجون والمعتقلات السرية للجماعة. 

وحسب تصريحات الفريق الحكومي في المشاورات، فإن أعداداً كبيرة من المعتقلين والمختطفين لم يتم توثيق حالاتهم بسبب الخوف من إعادة اختطافهم، إضافة إلى وجود مختطفين يرفضون حتى الآن تسجيل أسمائهم في كشوف التبادل، لأن كل الذين سُجلت أسماؤهم في كشوف التبادل خلال مشاورات الكويت تم التعامل معهم بطريقة مختلفة ورُفضت كل الوساطات لإخراجهم. 

وفي شأن طريقة تبادل الأسرى والمحتجزين، أفادت مصادر في الوفد الحكومي المفاوض لـ"الشرق الأوسط"، بأن العملية ستتم على مراحل، حيث من المتوقع أن يُنقل المختطفون والأسرى جواً برعاية من الصليب الأحمر عبر مطاري صنعاء وسيئون. 

وعلى الرغم من أن الاتفاق بين الحكومة والميليشيات الحوثية على إطلاق السجناء، كان قد أُبرم بشكل مبدئي قبل الذهاب إلى مشاورات السويد التي بدأت الخميس الماضي، فإن الجهود الأممية أسهمت في وضع اللمسات النهائية للتوافق على تفاصيل الاتفاق، وهو ما يعده غريفيث واحداً من جوانب نجاح المشاورات حتى الآن. 

واستبعدت المصادر تحقيق اختراق في ملف الهدنة، إذ قال العضو في الوفد الحكومي عسكر زعيل، لوكالة الصحافة الفرنسية، إن وقف إطار النار ورقة مطروحة ضمن الإطار العام، ونحن ما جئنا إلا لنحدث تقدماً في هذا الجانب لوقف إطلاق نار شامل وكامل، ولكن أعتقد أننا لن نستطيع أن نحرز التقدم في هذه الجولة. هذه الجولة هي جولة محادثات للتهيئة لهذا. 

ويأمل المبعوث الأممي كما أورده في مؤتمره الصحافي مساء أول من أمس، أن يعقد وفد الحكومة ووفد الميليشيات جولة أخرى من المشاورات مطلع السنة الجديدة، لاستكمال التفاوض حول الجوانب السياسية والأمنية، على الرغم من أن المشاورات الحالية التي يقودها لم تتوصل حتى الآن إلى اتفاق في شأن الحديدة ومينائها، وهو الملف الأكثر تعقيداً من وجهة نظر غريفيث.

 ويرفض الحوثيون الانسحاب من الحديدة وتسليم مينائها كما يرفضون الانسحاب من الموانئ الساحلية الأخرى في المحافظة نفسها: ميناء الصليف وميناء رأس عيسى، لكنهم قالوا إنهم يقبلون إشرافاً أممياً يجعل من الحديدة منطقة محايدة، وهو الأمر الذي يرفضه الجانب الحكومي، الذي يشترط انسحاباً كلياً للميليشيات وتسليم المدينة لقوات الأمن الحكومية.

وكان وزير الخارجية اليمني خالد اليماني وهو رئيس الوفد الحكومي المفاوض في السويد، قد شدد على وضع الحديدة تحت سيطرة قوات الشرطة التابعة لوزارة الداخلية في الحكومة اليمنية باعتبار ذلك مسألة تتعلق بالسيادة، رافضاً أي وجود لغير الحكومة الشرعية، بما في ذلك الوجود الأممي.

غير أن الملف الأكثر صعوبة -حسب المراقبين- هو ما يتعلق بالجوانب السياسية والأمنية، ففي الوقت الذي يصر الجانب الحكومي على إنهاء الانقلاب الحوثي أولاً وتسليم السلاح والانسحاب من المؤسسات، قبل الشروع في أي حديث عن الجوانب السياسية التي تعني تشكيل حكومة يشارك فيها الحوثيون لإدارة مرحلة انتقالية جديدة، تصر الجماعة الموالية لإيران على مناقشة الجوانب السياسية أولاً قبل تسليم السلاح أو الانسحاب من المدن. ومن المتوقع أن تستمر مشاورات السويد حتى 13 من الشهر الجاري، إذا لم يقرر المبعوث الأممي تمديد المدة في اللحظات الأخيرة في سياق سعيه لانتزاع توافقات من الطرفين على كل ملفات بناء الثقة بما فيها مطار صنعاء.

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحكومة اليمنية والميليشيات الحوثية يتبادلان القوائم لإطلاق سراح 16 ألف أسير الحكومة اليمنية والميليشيات الحوثية يتبادلان القوائم لإطلاق سراح 16 ألف أسير



GMT 18:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 صوت الإمارات - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 18:59 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 صوت الإمارات - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 19:13 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 صوت الإمارات - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 19:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 صوت الإمارات - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 01:44 2018 السبت ,29 كانون الأول / ديسمبر

جيمي أيوفي يستمتع مع أسرته في "أتلانتس دبي"

GMT 10:11 2012 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير الطاقة الإثيوبي: في طريقنا لاستكمال مشروع سد النهضة في 2015

GMT 19:07 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

اسباب تضخم الكبد وطرق العلاج

GMT 18:36 2018 الأربعاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

صفّ السيارات يتسبب في مشاجرة بالضرب بين رجل وفتاة في تكساس

GMT 20:58 2013 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

أول اجتماع لرئيس التليفزيون لبحث تطوير القنوات المصرية

GMT 06:43 2015 الجمعة ,19 حزيران / يونيو

الطقس في الإمارات الجمعة مغبرًا جزئيًا

GMT 01:51 2016 الثلاثاء ,29 آذار/ مارس

افضل التصاميم البارزة لأحذية ربيع 2016

GMT 11:53 2013 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

اختتام مسابقة الخطابة باللغة العربية للجامعات الصينية

GMT 22:33 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

إطلالة مثيرة للموديل هايدي كلوم في حفل "أمفار"

GMT 02:28 2014 الثلاثاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

"الإسلاميّون" يعتبرون "العلمانيّة" ارتدادًا عن الدين

GMT 14:55 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

طاهية تصنع قطار من خبر الزنجبيل "بالحجم الطبيعي" في سيدني

GMT 22:11 2013 الأربعاء ,29 أيار / مايو

الموسيقى المعاصرة على "راديو فرنسا" الأربعاء

GMT 03:26 2013 الجمعة ,07 حزيران / يونيو

مجدي يعقوب يجري 3 عمليات "قلب مفتوح"

GMT 15:12 2013 الإثنين ,30 أيلول / سبتمبر

جامعة عثمانية إحدى أبرز جامعات الهند وآسيا

GMT 18:29 2013 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

الجامعة الأميركية في الإمارات تنظم مؤتمرًا عن "الناتو"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates