شهد حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وعدد من قادة وممثلي الدول، أمس، افتتاح "أسبوع أبوظبي للاستدامة" الذي يقام هذا العام تحت عنوان "تقارب القطاعات: تسريع وتيرة التنمية المستدامة". ويشارك في فعاليات الأسبوع أكثر من 38 ألف مشارك من 175 دولة، من ضمنهم وزراء وممثلون عن المنظمات الدولية والشركات العالمية ونخبة من العلماء والخبراء الدوليين.
أقرأ أيضاً :محمد بن زايد و جابرييلا بارون يستعرضان "المستجدات الإقليمية"
وشهد الافتتاح في مركز أبوظبي الوطني للمعارض.. الرئيس محمد ولد عبدالعزيز، رئيس جمهورية موريتانيا؛ وإيفان دوكي ماركيز، رئيس جمهورية كولومبيا؛ والدكتور أرمين سركيسيان، رئيس جمهورية أرمينيا؛ وجواو لورينسو، رئيس جمهورية أنغولا؛ وداني فور، رئيس جمهورية سيشل. وإبراهيم بوبكر كيتا، رئيس جمهورية مالي؛ وإبراهيم محمد صليح، رئيس جمهورية المالديف؛ وبول كاجامي، رئيس جمهورية رواندا؛ وهيغ جينغوب، رئيس جمهورية ناميبيا؛ وميلو دوكانوفيتش، رئيس جمهورية مونتينيغرو؛ ويانغ جيتشي، المبعوث الخاص للرئيس الصيني، وسمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي، والشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي ولي عهد ونائب حاكم الشارقة، والشيخ عمار بن حميد النعيمي ولي عهد عجمان.
ورحب حاكم دبي وولي أبوظبي بالقادة والخبراء الذين يجتمعون في الإمارات لبحث قضايا وتحديات الاستدامة وسبل توسيع آفاق الحوار وتكثيف وتضافر الجهود للتوصل إلى حلول تمضي بالعالم نحو مستقبل أكثر استدامة، معربين عن أملهما بأن تتواصل مثل هذه اللقاءات المثمرة لإيجاد أفضل الطرق والحلول الناجعة، في توفير الطاقة والمصادر النظيفة والمستدامة لتعزيز التنمية وتحقيق حياة أفضل للشعوب في مختلف دول العالم.
إرث الاستدامة
وقال الشيخ محمد بن راشد ، إن "نهج الاستدامة هو ركيزة أساسية في دولة الإمارات تستند إلى إرث الاستدامة الذي رسخه المغفور له الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، ولا نزال في دولة الإمارات نسترشد به ونسير على نهجه، حيث تم تضمينه في الغايات العليا لمئوية الإمارات 2071 كأحد الأسس الجوهرية لجعل دولتنا الأفضل عالمياً".
وأضاف: "أسبوع أبوظبي للاستدامة" منصة تجمع العالم كله في دولة الإمارات لتكريس نهج الاستدامة، لتصبح الإمارات وجهة للجهود المسؤولة والجادة، والأفكار المبتكرة الهادفة إلى بناء عالم مستدام يضمن للأجيال القادمة مقومات الحياة المستقرة والآمنة من طاقة ومياه وغذاء. ونحن في دولة الإمارات، حريصون على اتخاذ ودعم الجهود كافة لتحقيق خطوات عملية ملموسة بما يضمن تطبيق أهداف الاستدامة لتبقى نهجاً أساسياً في دولتنا".
وأعلن أننا "نتطلّع للعمل مع شركائنا حول العالم من أجل إيجاد الحلول النموذجية التي تعين على تحقيق سعادة الناس وراحتهم وتضمن لهم مستقبلهم ومستقبل الأجيال القادمة لتنعم شعوبنا والشعوب الشقيقة والصديقة حول العالم بأسباب النمو والازدهار، في حين تظل الاستدامة أحد أهم سبل الوصول لتلك الغاية". وقال: "ثقتنا كبيرة في قدرة أبناء الإمارات على المساهمة بدور مؤثر في هذا الشأن بما تشهده دولتنا من تقدم مستمر في مجالات الاستدامة على تنوعها وتعدد مساراتها، سيراً على نهج الإمارات في نشر مقومات الخير بين الناس لتبقى دولتنا دائماً صاحبة أحد أبرز الأدوار في دفع مسيرة التطوير العالمية نحو كل ما فيه خير الإنسان أينما كان".
ودوَّن الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم على موقع التواصل "تويتر" قائلاً: "سعدت اليوم رفقة أخي محمد بن زايد بافتتاح أسبوع أبوظبي للاستدامة .. قادة دول .. ورؤساء شركات .. اجتمعوا في أبوظبي .. عاصمة الطاقة المستدامة .. وعاصمة التنمية ..لمناقشة ترسيخ نمو عالمي مستدام في قطاع الطاقة".
استقرار وازدهار
من جانبه قال الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، إن "دولة الإمارات تحت قيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، تدعم الجهود العالمية لتحقيق أهداف الأجندة العالمية للاستدامة، وتواصل دورها الرائد في تحفيز مختلف المبادرات التي تخدم الإنسانية وتحقق الاستقرار والازدهار للدول والمجتمعات. وذلك ترسيخاً لنهج الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الذي أرسى مبادئ التعاون والانفتاح والتسامح، وأسس للمكانة الشامخة والمتميزة التي وصلت إليها دولة الإمارات كمشارك فاعل في جهود التنمية العالمية.
وشدّد على دور دولة الإمارات في بناء الإنسان وترسيخ ثقافة الاستدامة في المجتمع وتمكين المرأة وتأهيل الشباب ليواصلوا مسيرة التطور والتنمية التي تشهدها الدولة.. موضحاً أن "أسبوع أبوظبي للاستدامة" أصبح منبراً مهماً لنشر وترسيخ هذه الثقافة محلياً وعالمياً، مؤكداً التزام دولة الإمارات الثابت بجهود الاستدامة وتسريع وتيرتها في مختلف القطاعات وعلى جميع الصعد.
وأشار إلى أن "الأسبوع يمثل منصة لتحفيز الحوار العالمي وحشد الطاقات لوضع الاستراتيجيات والأطر لتحقيق التنمية الشاملة على أسس مستدامة، وأنه في ضوء ما يشهده العالم من تغيرات متسارعة في مختلف القطاعات، فإن التركيز هذا العام يتمحور حول ضرورة تكامل عمل القطاعات وتوحيد الجهود للتوصل إلى حلول فاعلة لمواجهة التحديات العالمية".
شراكة الصين استراتيجية
من جهته ألقى يانغ جيتشي، المبعوث الخاص لشي جين بينغ، رئيس جمهورية الصين الشعبية، كلمة توجه فيها بالتحية إلى دولة الإمارات، قيادة وحكومة وشعباً، مشيداً بالشراكة الاستراتيجية القوية بين جمهورية الصين الشعبية ودولة الإمارات، كما أشاد بالجهود المبذولة في استضافة أسبوع أبوظبي للاستدامة الذي يتميز بحسن التنظيم وتغطية المواضيع ذات الصلة.
ونقل المبعوث الخاص تحيات الرئيس الصيني إلى قيادة دولة الإمارات وأثنى على دور الدولة الرائد في مجال التنمية المستدامة ومساعيها في الحفاظ على البيئة.. مؤكدا أهمية "أسبوع أبوظبي للاستدامة" كمنبر لتبادل الأفكار المبتكرة ومنصة تجمع المجتمع الدولي لتوحيد الجهود بهدف المساهمة في دفع حركة التطور الإنساني.
ونوّه بجهود دولة الإمارات في التخطيط للمستقبل سيراً على نهج الشيخ زايد، الذي كان داعماً للتنمية المستدامة والحفاظ على موارد الطبيعة. وأوضح أن الصين اتخذت مجموعة من الإجراءات من أجل تعزيز استخدام الطاقة النظيفة وكفاءة الطاقة إلى جانب الحد من الانبعاثات الكربونية، مشيراً إلى استهداف بلاده إنتاج 50% من حاجتها من الطاقة من مصادر متجددة بحلول عام 2020..
وشدد على أهمية التعاون مع دولة الإمارات والدول العربية لتحويل التنمية المستدامة إلى منهج عمل. وأعرب المبعوث الخاص للرئيس الصيني - في ختام كلمته - عن سعادته بالمشاركة في هذا الحدث المهم الذي يفتح آفاقاً واعدة من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030 التي أقرتها الأمم المتحدة.
وتضمن الحفل إلقاء الضوء على المحاور الرئيسية الستة لـ"أسبوع أبوظبي للاستدامة" وهي الطاقة والتغير المناخي، والمياه، ومستقبل التنقل، واستكشاف الفضاء، والتكنولوجيا الحيوية، وتكنولوجيا لحياة أفضل.
وأعقب حفل الافتتاح مأدبة غداء رفيعة المستوى تمت استضافتها من قبل كبار المسؤولين الحكوميين وقادة الأعمال في دولة الإمارات، وجمعت نحو 150 من أبرز قادة الاستدامة في العالم من القطاعين الحكومي والخاص والأوساط الأكاديمية للتواصل ومناقشة التوجهات والتدابير اللازمة لتعزيز الاستدامة حول العالم.
وتستضيف دورة هذا العام من "أسبوع أبوظبي للاستدامة" وفوداً من الصين والهند واليابان والمملكة العربية السعودية وغيرها من دول العالم، وذلك لمناقشة التقارب والتكامل بين التقنيات الرقمية والابتكارات وما يفضي إليه من فرص وحلول جديدة يمكن أن تساهم في دعم التنمية الاقتصادية المستدامة وتحقيق الازدهار.
قد يهمك أيضاً :
ولي عهد أبوظبي يبحث تعزيز العلاقات مع رئيس أنغولا
محمد بن زايد يستقبل الرئيس الموريتاني في أبوظبي
أرسل تعليقك