شهد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة والشيخ سعود بن راشد المعلا عضو المجلس الأعلى حاكم أم القيوين، المحاضرة التي استضافها مجلس البطين أمس بعنوان "أعمال إنسانية مبتكرة للحفاظ على الكائنات الحية" والتي ألقتها رزان خليفة المبارك الأمين العام لهيئة البيئة - أبوظبي.
حضر المحاضرة والتي تعدّ الرابعة ضمن سلسلة محاضرات "مجلس محمد بن زايد" الرمضانية، إلى جانبهما، الشيخ عمار بن حميد النعيمي ولي عهد عجمان، والشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، ومعالي الدكتورة أمل عبدالله القبيسي رئيسة المجلس الوطني الاتحادي، والشيخ نهيان بن زايد آل نهيان رئيس مجلس أمناء مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، والفريق الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، والشيخ حامد بن زايد آل نهيان رئيس ديوان ولي عهد أبوظبي، والشيخ خالد بن زايد آل نهيان رئيس مجلس إدارة مؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية وذوي الاحتياجات الخاصة، ومعالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح، وعدد من الشيوخ والسفراء وكبار الشخصيات.
وأشادت الأمين العام لهيئة البيئة - أبوظبي بالدعم غير المحدود الذي يقدمه صاحب الشيخ محمد بن زايد آل نهيان للمحافظة على الحياة الطبيعية وحماية النباتات والحيوانات المهددة بالانقراض.
وأضافت: "نحن في الإمارات، نصنع فارقاً ملموساً للحفاظ على حياة النباتات والحيوانات المهددة بالانقراض ليس على المستوى المحلي، بل على الصعيد العالمي"، مشيرة إلى أن ذلك يعد ترجمة لفكر ورؤية الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.
وسلطت المبارك الضوء على المبادرات الاستثنائية لـ"صندوق محمد بن زايد للمحافظة على الكائنات الحية"، مشيرة إلى أنه أسهم في المحافظة على أكثر من 1132 نوعا من الكائنات الحية المهددة بالانقراض في 150 دولة حول العالم، بينما ارتفع إجمالي المنح التي قدمها منذ تأسيسه إلى 60 مليون درهم بنحو 1800 منحة.
جهود إماراتية
وتطرّقت المبارك إلى جهود دولة الإمارات في مجال حماية البيئة وأهمية جهود المحافظة على الأنواع المهددة بالانقراض، مضيفة أن "دولة الإمارات اتخذت العديد من الخطوات من بينها تأسيس هيئة البيئة - أبوظبي والصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى ومستشفى الصقور وبرنامج إطلاق الصقور ونادي صقاري الإمارات وتربية المها العربي وإطلاقه وإعادة توطين المها الأفريقي في جمهورية تشاد، وغيرها.. ومن هذا المنطلق، تم إنشاء صندوق محمد بن زايد للمحافظة على الكائنات الحية".
وأضافت أن القاطرة التي توفر للصندوق الموارد اللازمة عبارة عن وقف جار، استثماره في الأسهم والسندات والعملات وصناديق التحوط ومشاريع التمويل متناهية الصغر، موضحة أن ريع هذا الوقف يبلغ نحو 1.5 مليون دولار سنويا، ويذهب بالكامل لدعم مشاريع المحافظة على الأنواع المهددة بالانقراض.
ودعت رزان خليفة المبارك الجمهور للانضمام إلى جهود صندوق محمد بن زايد للمحافظة على الكائنات الحية في حماية التنوع الحيوي والحد من انقراض الأنواع في العالم، مشيرة إلى تحول الصندوق الذي أسس عام 2008 إلى أحد أهم المنظمات المانحة للمساعدات الصغيرة الموجهة للحفاظ على الأنواع، حيث أسهمت المنح التي يقدمها لدعم المشاريع في إنقاذ العديد من الأنواع من الانقراض.
وبينت المبارك أن منهجية عمل الصندوق تقوم على العمل الخيري الدقيق والسريع بلا بيروقراطية، حيث تجاوزت الهبات التي قدمها حول العالم منذ تأسيسه في 2008 وحتى الآن 17 مليون دولار ممولة من برنامج وقفي تبلغ قيمته 27 مليون دولار وازدادت خلال 10 سنوات إلى 30 مليون دولار، لافتة إلى تقديم الصندوق 1800 منحة تتراوح قيمة كل منها 1000 إلى 25 ألف دولار أسهمت في الحفاظ على أكثر من 1069 نوعاً من الكائنات الحية حول العالم، ومنها المهددة بالانقراض.
وأوضحت أن "الهيئة" تمكنت خلال الأعوام القليلة الماضية من إنقاذ المها العربي والأفريقي من الانقراض وأسهمت في زيادة أعداد الحبارى حول العالم.
مؤشرات خطيرة
ولفتت المبارك إلى تقديرات تشير إلى أن إجمالي الكائنات الحية في العالم يبلغ 10 ملايين نوع، لافتة إلى أن مظاهر المدنية قد توهم بأن ما يجري في البيئة حولنا من انقراض للكائنات لا يؤثر فينا كبشر، مشددة في هذا الصدد على أن البشر بحاجة ملحة إلى الحفاظ على النظام البيئي والتعامل بجدية مع التحديات.
وأضافت أن الإحصاءات تفيد بتناقص أعداد كثيرٍ من الكائنات الحية على سطح الأرض تدريجيا، مشيرة إلى انخفاض عدد الحيوانات البرية إلى 50 في المائة خلال الـ40 عاما الماضية وانخفاض عدد الحشرات الطائرة بنسبة 75 في المائة خلال الـ25 عاماً الماضية وانخفاض عدد النمور من 100 ألف إلى 40 ألفاً في السنوات الـ4 الماضية فقط، موضحة أن الشهرين الماضيين شهدا فقدان آخر أنواع الحيوانات من فئة وحيد القرن القاطن في القطب الشمالي ما يوجب التكاتف العالمي لوقف نزيف خسارة الكائنات الحية.
وأكدت الأمين العام لهيئة البيئة - أبوظبي أن الطبيعة تعد منجم الاكتشافات الدائم للبشر في ما أسهمت الاكتشافات العلمية وتوظيف النظام البيئي بكل ما فيه من كائنات في تطوير علاجات أفادت البشرية.. بينما تعد البيئة مصدرا للإلهام والثقافة والفن ومنبعاً روحانياً، مشيرة في هذا الصدد إلى مقولة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الذي قال فيها: "إني أعشق الصحراء وكلما أحسست بالتعب ذهبت إليها لاستعادة نشاطي".
خُطوات ملهمة
عرضت رزان المبارك قصصا إنسانية لأبطال أسهموا في اتخاذ خطوات ملهمة في سبيل الحفاظ على الكائنات الحية حول العالم، حيث شارك في المحاضرة 4 أشخاص ممن حصلوا على منح من صندوق محمد بن زايد للمحافظة على الكائنات الحية، بينهم مارلين كونيل من أستراليا التي ساعدتها منحة الصندوق في إنقاذ سلحفاة نهر ماري من الانقراض، وكاليب أوفوري وهو خبير في الزواحف والبرمائيات من غانا عمل على إنقاذ ضفدع "توجو" الزلق الذي لم يتبق منه سوى 350 ضفدعاً فقط، وديمتري دوروفيف من روسيا، وأوسكار كامبل مدرس كيمياء في مدرسة الخبيرات البريطانية في أبوظبي وهو من هواة مراقبة الطيور ورئيس لجنة الإمارات لسجلات الطيور.
كان كامبل يراقب الطيور في يناير/ كانون الثاني 2017 بإمارة أم القيوين عندما لاحظ طائرا نادرا يسمى "دريجة مستدقة المنقار" أو"Great knot" وعلى رجله شريط مطبوع عليه رمز معين.. وعرف بعد البحث أن الطائر ضمن مجموعة من الطيور تعود إلى عالم روسي اسمه ديمتري دوروفيف الذي حصل على منحة من صندوق محمد بن زايد وقام بتثبيت الشريط على رجل الطائر في شبه جزيرة كامتشاتكا في أقصى شرق روسيا صيف 2016.. وشاهد دوروفيف الطائر نفسه مرة أخرى في روسيا، الأمر الذي يؤكد هجرته ذهاباً وإياباً لمسافة تزيد على 20 ألف كيلومتر خلال 12 شهرا. وردا على سؤال بشأن كيفية المساعدة في الحد من فقدان التنوع البيولوجي على مستوى العالم والحد من انقراض الأنواع، أوضحت المبارك أن مجرد قضاء وقت في الطبيعة وتعليم الأطفال احترام وتقدير الطبيعة والمشاركة في حملات تنظيف البيئة أمور تساعد على ارتباط الإنسان بالطبيعة، إضافة إلى دعم صندوق محمد بن زايد للمحافظة على الكائنات الحية لزيادة حجم الوقف للمساهمة في دعم عدد أكبر من مشاريع المحافظة على الأنواع في المستقبل.
أرسل تعليقك