أعلنت "الكتيبة 185 مشاة"، التابعة لحكومة فائز السرّاج المُعترف بها دوليًا، عن انضمامها بكامل عناصرها ومعداتها العسكرية إلى قوات "الجيش الوطني" الليبي، الذي أعلن بدوره، أمس الأربعاء، عن إحباط هجوم جديد للقوات الموالية لحكومة "الوفاق"، برئاسة السراج، على مطار العاصمة طرابلس.
في المقابل، قالت عملية "بركان الغضب"، التي تشنها قوات السراج، في بيان أمس، إن قوات تابعة لها تقدمت في محور المطار، وسيطرت على 4 آليات مسلحة تابعة لـ"الجيش الوطني". ونقلت وسائل إعلام محلية عن محمد قنونو، الناطق باسم قوات السراج، أن سلاح الجو التابع لها نفذ 6 طلعات، استهدفت طائرة في قاعدة الوطية ومواقع لقوات الجيش في مطار طرابلس. بينما قال مصطفى المجعي، الناطق باسم المركز الإعلامي لعملية "بركان الغضب" لقناة "ليبيا الأحرار"، الموالية لجماعة "الإخوان المسلمين"، إن قوات "الوفاق" دخلت إلى صالة كبار الزوار في المطار، وبسطت سيطرتها على أجزاء كبيرة منه منذ صباح أمس. كما أفادت العملية أن الطيران التابع لها "نجح في استهداف وتدمير مقاتلة في قاعدة الوطية، كانت تستعد للإقلاع لدعم قوات الجيش في مطار طرابلس"، الذي اعتبرت أن تطهيره منهم "بات وشيكًا".
بدوره، نفى اللواء فوزي المنصوري، قائد محور عين زارة التابع لـ"الجيش الوطني" في جنوب العاصمة طرابلس ما رددته أمس قوات السراج عن تقدمها، وقال عبر الهاتف: "الوضع بالنسبة لقواتنا ممتاز، وما يشاع غير صحيح". مضيفًا: "الصحيح هو تقدم الميليشيات على مواقع التواصل الاجتماعي فقط، خاصة الفيسبوك، والصحيح هو أنه تم دحرهم، وهناك أسرى من ميليشيات الجويلي، ولا يوجد عدد أكيد الآن"، في إشارة إلى أسامة الجويلي، أحد كبار القادة العسكريين التابعين لحكومة السراج.
وتأكيدًا لهذه التصريحات، قال المركز الإعلامي لغرفة عمليات "الكرامة"، التابع للجيش الوطني، إن قواته تصدت أمس لما وصفه بـ"هجوم آخر يائس" بالقرب كوبري الفروسية في طريق المطار، مشيرًا في بيان مقتضب إلى أنه "تم غنم 3 سيارات، وتدمير مدرعة وآلية مسلحة برشاش".
كما نشر المركز ما وصفه بـ"معلومات مؤكدة من داخل طرابلس عن انسحاب مجموعة حراسة السراج"، لافتًا إلى وجود "حالة ذعر في صفوف ما تبقى من رؤساء العصابات"، دون أن يكشف عن مزيد من التفاصيل.
من جانبها، أعلنت "الكتيبة 185 مشاة"، التابعة للواء الثاني مشاة في قوات السراج عن انضمامها بكامل عناصرها ومعداتها العسكرية إلى قوات "الجيش الوطني"، وقالت في بيان مصوّر نشرته شعبة الإعلام الحربي أنها تؤيد العملية العسكرية التي تقوم بها قوات "الجيش الوطني" ضد الجماعات المسلحة في طرابلس. وأكدت الكتيبة أن جميع منتسبي الكتيبة الموجودة في منطقة النواحي الأربعة يعلنون دعمهم للغرفة الأمنية بالمنطقة وإدارة الاستخبارات.
إلى ذلك، أعلنت مؤسسة النفط، الموالية لحكومة السراج، عن تعرّض مخزن لشركة "مليتة" للنفط والغاز، التابعة للمؤسسة في منطقة تاجوراء (على بعد 10 كلم شرق العاصمة طرابلس) لقصف جوّي، أدّى إلى تدميره مساء أول من أمس، وقالت إن التقارير الأولية تشير إلى خسائر ماديّة جسيمة داخل المخزن؛ حيث تسبب الحريق الناجم عن القصف في إتلاف عدد من المعدّات والمواد القيّمة، بالإضافة إلى تدمير المخزن بشكل كلّي.
وأوضحت في بيان لها أنه على الرغم من نجاح فرق المطافئ في إخماد الحريق، بالتعاون مع هيئة السلامة الوطنية، فقد تعرّض 3 عاملين في شركة "مليتة" للنفط والغاز، وهي مشروع مشترك بين ليبيا وشركة "إيني" الإيطالية لإصابات طفيفة، وتمّ نقلهم إلى المستشفى.
ونقل البيان عن رئيس المؤسسة مصطفى صنع الله، قوله إنّ هذه الحادثة "تعدّ خسارة مأساوية أخرى ناجمة عن هذا الصراع العبثي"، وأضاف: "نحن نشهد تدمير منشآت المؤسسة أمام أعيننا، بالإضافة إلى التهديدات المتواصلة التي أضحت تطال حياة عمال القطاع، وتقوّض المساعي الرامية إلى ضمان استمرار الإنتاج".
وتعهد صنع الله بالعمل مع السلطات المحلية للتحقق من مصدر هذا الهجوم غير المبرر، وقال: "لن تمرّ هذه الجرائم المتكرّرة دون ردّ".
كما لفت البيان إلى أنّ هذا الهجوم على منشآت المؤسسة يعدّ الرابع من نوعه منذ اندلاع القتال في 4 أبريل (نيسان) الماضي، عندما أطلق المشير حفتر عمليته العسكرية لتحرير العاصمة طرابلس، علمًا بأنه تم تدمير مبنى شركة شمال أفريقيا للاستكشاف الجيوفيزيائي (ناجيكو)، وقصف مصحّة النفط، واستهداف مناطق مجاورة لخزانات الغاز النفطي المسيل، بالقرب من مستودع طريق المطار.
واعتبرت المؤسسة أن كل هذه الحوادث تؤدي إلى استهداف ممنهج لقطاع النفط وعمّاله، وجددت دعوتها إلى ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار.
ولم يتبن أي طرف العملية بشكل رسمي، لكن القوات الموالية لحكومة السراج اتهمت قوات موالية للجيش الوطني بالمسؤولية وراء الهجوم، وهو ما نفاه أمس مسؤول عسكري بارز في الجيش لـ"الشرق الأوسط".
وقالت الصفحة الرسمية لعملية "بركان الغضب" إن "قصفًا جويًا لطيران حفتر تسبب في تدمير مخزن تابع لشركة مليتة في تاجوراء بشكل كلي".
وقـــــــــــــد يهمك أيـــــــضًأ :
مساعٍ أميركية لإعادة خليفة حفتر والسراج إلى طاولة المفاوضة للخروج من الأزمة الليبية
طيران الجيش الوطني الليبي يستهدف مواقعَ عسكرية في طرابلس
أرسل تعليقك