قال الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي "إن للابتكار أهمية جوهرية في كل نواحي الحياة، ولهذا جاء شهر الابتكار لتحفيز أفراد المجتمع من خلال إشراكهم في تصميم وطرح ابتكارات تقدم حلولًا للتحديات، وتسهم في تطوير حياة الإنسان، مؤكدًا أن رؤية الإمارات المستقبلية تعزز مكانة دولة الإمارات بين أكثر الدول ابتكارًا عالميًا.
وقال" عالمنا اليوم يتغير بسرعة هائلة، وقد أدركت كل مؤسسات الدولة ضرورة مواكبة هذا التغير السريع، من خلال الابتكار، حيث يعمل المسؤولون والمديرون التنفيذيون، والموظفون في جميع أنحاء الدولة، على الابتكار في المجالات والقطاعات كافة، من أجل بناء القدرات الوطنية المتخصصة وفقًا للاستراتيجية الوطنية للابتكار ومتطلباتها
وأوضح محمد شرف، مساعد وزير الخارجية والتعاون الدولي للشؤون الاقتصادية والتجارية، دور القيادة الحكيمة للدولة في دعم الابتكار المؤسسي، من خلال المساهمة في توفير بيئة العمل الداعمة للابتكار، وطرح الأدوات التي تساعد موظفي الحكومة على حل التحديات التي تواجههم، وكذلك تبني أفضل الممارسات العالمية في مجال الابتكار.وأشاد بالجهود التي قام بها فريق صناع الابتكار التابع لوزارة الخارجية والتعاون الدولي، في إنجاح شهر الابتكار من خلال الفعاليات التي أبرزت دور الوزارة في مجال المسؤولية المجتمعية، فضلاً عن إشراك الشركاء الاستراتيجيين في بعض هذه الفعاليات. وقال محمد شرف،إن الوزارة نفذت سلسلة من المبادرات اقترحها فريق نجوم الابتكار، على مدى شهر الابتكار، ولاقت جميعها نجاحًا بين الموظفين في كل إدارات الوزارة، وبين المتعاملين».
وتحدث نجوم الابتكار المكوّن من مسؤولين وموظفين في وزارة الخارجية، عن أبرز الجهود والبرامج المبتكرة التي قاموا بتنفيذها، وكانت عبارة عن 10 مشاريع مبتكرة تهدف إلى تحقيق المزيد من السعادة والرفاهية بين المتعاملين وموظفي الوزارة بمختلف إداراتها، مؤكدين أن الوزارة تعمل على تطوير الخدمات المقدمة عبر الموقع الإلكتروني والتطبيقات، للتيسير على المتعاملين وإسعادهم، وتحقيق أعلى معدلات الإنجاز عالميًا.وقالت الدكتورة إيمان أحمد السلامي، نائب مدير إدارة الاستراتيجية والمستقبل، الرئيس التنفيذي للابتكار في الوزارة: إن فكرة فريق نجوم الابتكار نبعت من رغبة الوزارة في استخدام الطاقات الكامنة للموظفين من أجل تطوير الخدمات التي تقدم من خلال إداراتهم، ما ينعكس على تحسين العمل والخدمات المقدمة بشكل عام، إذ أردنا أن يكون الابتكار عادة يومية وجزء من نظام العمل، وليس فقط أن يرتبط بمشروعات كبيرة تتطلب ميزانيات ضخمة، ولكن كان هدفنا استغلال أبسط الموارد للخروج بأفكار تسهل من سير العمل، وتحسين الخدمات وتقديمها بشكل إبداعي ومبتكر.
قالت الدكتورة إيمان السلامي: بدأت كل إدارة بترشيح الموظفين المتميزين لديها، وقمنا باختيار 20 موظفًا لتنفيذ المبادرات التي تم ترشيحها، ومنها آليات جذب الاستثمارات، الصحة، المبادرة الإعلامية، جلسات القمة العالمية للحكومات، مبادرة في نصف ساعة، متحف البروة، لعبة السلام، فكّر وابتكر، سفراء المستقبل، ملتقى السعادة».وأضافت: «حرصنا على إتاحة الفرصة كاملة أمام كل موظف لتقديم ما لديه من إبداع، وكنت أشرف على المشروعات التي عقدنا العديد من ورش العمل لمناقشتها ومناقشة آلية التطوير، وناقشناها مع محمد شرف، مساعد وزير الخارجية للشؤون الاقتصادية والتجارية، الذي كان متفاعلًا للغاية وقدّم دعمًا كبيرًا لجميع المبادرات، وكانت فرصة ثرية للغاية أفرزت عددًا متميزًا من الأفكار التي ساهمت، وستساهم مستقبلاً في جودة الخدمات وسعادة المواطنين». وأشارت الدكتورة إيمان السلامي إلى أن الوزارة لديها استراتيجية ابتكارية خاصة، موضحة أن هناك أفكاراً تتم مناقشتها حالياً للمساهمة من خلال الأدوات المتاحة في نشر ثقافة الابتكار، من أهمها محور لتنفيذ مشروعات أكبر لتحويل موظفي الوزارة إلى سفراء للابتكار، مع نشر الثقافة والوعي من خلال الورش التدريبية التي يحتاجون إليها لتحسين إجراء العمل والخدمات.
قالت آمنة الزعابي، رئيسة قسم مبدأ المعاملة بالمثل في وزارة الخارجية: تم ترشيحنا كنجوم ابتكار من قبل الإدارة المختصة، حيث تم الاستقرار على 18 موظفاً، سيعملون تحت مسمى نجوم الابتكار، وهو برنامج يهدف إلى محاولة توظيف طاقات العاملين وعرض إبداعاتهم، لتحسين الخدمات المقدمة من قبل الوزارة، كل في مجال عمله».
وأضافت "بدأنا بالتفكير كيف يمكننا الاستفادة من الابتكار والإبداع في مجال عملنا في شكل جديد بعيدًا عن المألوف والمهام اليومية الاعتيادية، فقمنا بعقد جلسات عمل لمناقشة المشروعات والمبادرات التي يمكننا تقديمها، كل حسب القسم الذي يعمل فيه، حتى تم الاستقرار على 18 مبادرة ومشروع».
وأوضحت آمنة الزعابي أن المبادرة الأولى حملت اسم "سفير المستقبل"، وتهدف إلى عمل محاكاة حقيقية للأطفال لتعريفهم بالعمل الدبلوماسي وآلياته داخل الدولة وخارجها، وتعريفهم بدور وزارة الخارجية بهدف تأهيلهم ذهنيًا وتوسيع مداركهم التي قد تستغل مستقبلاً لخدمة الوطن».
وأضافت: بعد الاتفاق على المبادرة قمنا بالتنسيق مع دائرة التعليم والمعرفة لاختيار الطلاب المتميزين للخضوع للبرنامج، وكانت الشريحة المستهدفة هي طلاب المدارس الحكومية الذين يدرسون لغة ثالثة، أو المدارس الخاصة ذات المنهج الخاص التي تدرس لغات مختلفة، فقمنا باختيار الطلاب ممن يدرسون لغات كالصينية، واليابانية، والألمانية، والفرنسية».
وعن المبادرة الثانية، قالت " إنها تحمل اسم ملتقى الثقافات، وتستهدف التعريف بثقافات الدول التي تعمل لديها البعثات الدبلوماسية الإماراتية، إذ قمنا بدعوة 11 بعثة دبلوماسية لدى الدولة للتعرف إلى ثقافاتها وعاداتها من خلال يوم مفتوح عرض عادات الدولة ومنتجاتها وملابسها وكل ما يتعلق به».
وقال سهيل الملا، رئيس قسم شؤون التعليم في الوزارة"اقترحنا عقد جلسة حوارية بشأن آلية الابتكار وجذب الاستثمارات للدولة، خلال ورشة استعرضت تجارب الدول الأخرى التي نجحت في جذب الاستثمارات إليها بطرق ابتكارية بجانب الطرق الاعتيادية المتبعة حالياً، وبعد عرض التجارب خرجنا بمجموعة من التوصيات حول أفضل الممارسات في هذا الشأن ليتم عرضها على الجهات المختصة».
و أكدت منال النعيمي، من فريق مبادرة الابتكار بمفهومنا، أن المبادرة ركزت على البعثات الدبلوماسية خارج الدولة، وكيفية عرض جهودها الابتكارية في حل المشكلات، أو تقديم الخدمات للجاليات الإماراتية خارج الدولة، وكذلك في ما يتعلق بتعزيز الشراكات الاستراتيجية.
وقالت: كان التكتيك المتبع هو عرض لوح تفاعلي على خريطة الدولة، اسميناها خريطة ابتكارية، تعرض من خلالها الخدمات المبتكرة التي تقدمها الدولة عبر بعثاتها حول العالم».
توثيق تاريخ الدبلوماسية
وقالت هند الساكت من إدارة العقود والمشتريات عن مشروع متحف البروة إن الفكرة من إنشاء المتحف هي توثيق تاريخ الدبلوماسية في الدولة، حيث إن كلمة البروة تعني الرسالة».
وأضافت "قمنا بالتنسيق مع البعثات الدبلوماسية خارج الدولة، والإدارات الداخلية في الوزارة لجمع كل الأدوات التي كانت تستخدم قديماً، في العمل الدبلوماسي من آلات كاتبة، وأجهزة قديمة، وغيرها من أدوات التي تبرز تاريخ العمل الدبلوماسي الإماراتي داخل وخارج الدولة».
ونفذت الوزارة مشاريع مؤخرًا تنظيم الإفطار الأول لموظفيها في 14 فبراير/ شباط الماضي، بهدف تعزيز التواصل الداخلي بين موظفي الوزارة ومنتسبيها، كما تم التخطيط لتنظيم الإفطار بشكل دوري، ليكون بمثابة تجمع، أو مناسبة، يتم خلالها طرح أبرز المستجدات، وأهم المواضيع المتعلقة بسير العمل، أو الدبلوماسية الإماراتية، بشكل عام، على أن يحمل كل إفطار طابعاً مختلفاً ليضفي أجواءً من الحماس بين الحضور، كما تضمن الإفطار محاضرة عن صحة المسافر، والأمراض الشائعة في السفر وطرق الوقاية منها وعلاجها.
وكذلك مشروع السلامة والصحة المهنية الذي حمل عنوان «صحتك في المكتب»، إذ نظّمت الوزارة في 13 فبراير/شباط ورشة عمل تفاعلية حول السلامة المهنية، وكيفية الحفاظ على صحة وسلامة الموظفين في مكاتبهم، وجاء تنظيم هذه الورشة بالتعاون مع مستشفى "هيلث بوينت في أبوظبي"، تزامنًا مع شهر الإمارات للابتكار 2018.
وعرضت ورشة العمل الطرق الصحية في ما يتعلق بضبط مقعد المكتب، وكيفية وضع الشاشة لتفادي أية إصابات، أو آلام أثناء العمل.
وقدّمت الدكتورة مروة الحوسني، طبيبة العلاج الطبيعي في مستشفى «هيلث بوينت» شرحًا تفاعليًا بمشاركة إحدى الزميلات الحاضرات لكيفية الجلوس بشكل مستقيم في المكتب، وتنظيم أوقات الاستراحة، مؤكدة أهمية ممارسة بعض التمارين الخاصة بالعين والظهر.
قال خالد عمران العامري، سفير الدولة لدى اليابان: إن الابتكار هو أسلوب حياة يستطيع الإنسان من خلاله استغلال مهاراته، وقدراته لإيجاد الحلول المناسبة لأي تحديات وعوائق قد تواجهه في حياته، سواء كانت على المستوى المهني، أو الشخصي، كما أن الابتكار يضمن كذلك الوصول إلى النجاح المرجو الذي يسهم في رقي ورفعة دولتنا، ولذلك جاءت رؤية وتوجهات حكومتنا في أن نكون في مصاف الدول المتقدمة، ونحظى بشرف المركز الأول».
وأضاف خالد عمران العامري: أولت حكومة الدولة أهمية كبيرة لموضوع الابتكار، وقد تم استحداث الاستراتيجية الوطنية للابتكار في عالام 2016 بهدف تعزيز ثقافة الابتكار وترسيخها كبيئة محفزة، وهذا يعكس أهميته ليس على مستوى المؤسسات الحكومية فقط، وإنما على مستوى توجهات الدولة بأكملها، فالابتكار مهم جدًا خصوصًا إذا تمت ممارسته بشكل صحيح، وتم استخدام الأدوات والأساليب المناسبة التي تسهم بشكل كبير في بناء القدرات عند الموظفين، وتأهيلهم لجعله ممارسة يومية، موضحًا أن أهمية الابتكار أيضاً في أنه يسهم في رصد التحديات، وإيجاد الحلول المبتكرة لها، ما يسهم بشكل كبير في إيجاد فارق إيجابي ويسهم في تطوير مستقبل الدولة.
وعن الجهود الحكومية في إبراز وترسيخ ثقافة الابتكار في منظومة العمل المؤسسية، قال السفير: «أولت قيادتنا الرشيدة اهتماماً كبيراً لموضوع الابتكار، واتخذت منه نهجاً باعتباره ضرورة مستقبلية ملحة، وليس مجرد أداة تكميلية، بل أساس للعمل المؤسسي الناجح الذي يدعم سير منظومة العمل بطريقة مثلى، وإذا عدنا 46 سنة للخلف، سنجد فكرة قيام الاتحاد في ظل الظروف والتحديات التي تميزت بها تلك الفكرة، هي بحد ذاتها مثال حي وراسخ في قلوبنا عن الابتكار، يؤكد دور الوالد المؤسس المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وأخيه المغفور له، بإذن الله، الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، والتي من خلالها تم رسم تاريخ جديد للدولة والمنطقة».
وأكد سفير الدولة لدى اليابان، أن جهود دولة الإمارات لا تحتاج لمن يسردها، فهي واضحة مدعمة بالأدلة والبراهين، نسيجها محبة القيادة للمواطنين والمقيمين، ما يجعلها دولة متماسكة، يبذل رجالها ونساؤها قصارى جهدهم لتحقيق رؤية وتطلعات القيادة الرشيدة في أن تكون الإمارات في المركز الأول دائمًا.
وتحدث عن فعالية «سفير المستقبل» التي ابتكرتها وزارة الخارجية والتعاون الدولي، قائلاً: «هذه الفكرة جاءت من إيمان قيادة وزارة الخارجية والتعاون الدولي، المتمثلة في سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، بأهمية العمل على كسر حاجز الاختلافات الثقافية بين دولة الإمارات والدول الأخرى عند تعيين أي سفير، حيث تتلخص فعالية «سفير المستقبل»، في قيام وزارة الخارجية والتعاون الدولي بالتعاون مع دائرة التعليم والمعرفة باحتضان عدد من الطلاب الدارسين ضمن المدارس المعتمدة لديهم، والتي تدعم اللغة الثالثة كمنهج دراسي، مثل اللغة اليابانية، وتركز على تعليمهم وتعريفهم بلغة الدولة، وعاداتها، وتقاليدها، وثقافتها»، لافتاً إلى أن هذه المبادرة من المبادرات التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الداعم الأول للابتكار.
واختتم حديثه قائلًا إنه ومن خلال هذه الفعالية تم تدريب الطلاب لعمل محاكاة على كيفية تسليم أوراق الاعتماد للسفير، وقد كانت فعالية رائعة وقيمة، إذ كنت أرى الفرحة والبهجة على وجوه الطلاب وأولياء أمورهم، وسررت كثيراً وأنا أرى مدى ثقتهم بأنفسهم، وطموحهم أن يقفوا يوماً في هذا المكان لتقديم أوراق اعتمادهم الفعلية، وهذا يعزز ثقتهم بأنفسهم وبدئهم من هذه اللحظة لوضع أهدافهم لتمكنهم من نيل ما يصبون إليه»، معربًا عن سعادته البالغة بالتواصل مع الطلبة المشاركين في البرنامج، ومتعهداً بمتابعتهم مع مدارسهم وتقديم الدعم اللازم لهم متى احتاجوا ذلك.
أرسل تعليقك